روايه مد لي يديك

Yara Saif`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-02-13ضع على الرف
  • 20K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

|•1•|

استيقظ من نومه علي صوت زعيق والده الذي يقول بانفعال وهو يتحدث بالهاتف
يعني ايه تلم هدومها ودهبها وتتسحب واحنا نايمين وتجيلك؟ مفكرتش حتي في عيالها دول، يا سلطان بلاش برود الاعصاب بتاعك ده، ااه عايزه تطلق هنعيده تاني ولا ايه؟ عقل اختك وخليها ترجع البيت قبل ما النهار يطلع لان لو طلع النهار وهي مش موجوده هتزعل مني
قال عبارته الاخيره صارخآ ثم انهي المكالمه والقي الهاتف علي الارضيه بعصبيه قائلا بتوعد
ماشي يا هناء

خرج من الغرفه ثم ذهب الي ابيه الذي يجلس علي الاريكه ويتنفس بقوه وقال
هدي نفسك يا بابا علشان صحتك

امك سابت البيت يا ايهاب خدت دهبها وهدومها ومشيت عايزه تتطلق مني
قالها كامل الي ابنه بحسره واضحه رتب عليه وهو يقول
هترجع يا بابا والله هترجع

________________

اخر كلام يا هناء؟ كامل شكله مش هيطلقك

زفرت بقوه وهي تقول
يبقي بكره هرفع قضيه الخلع انا خلاص زهقت ومش هقدر اعيش معاه اكتر من كده

طب فكري في ولادك واحسبيها صح مع نفسك وقوليلي اخر قرار عندك
هكذا اجابها اخيها سلطان لتجيبه وهي تضغ ساق فوق الاخري
فكرت كويس يا سلطان قبل ما اجيلك ولادي هيعيشوا مع ابوهم انا عايزه اشم نفسي شويه واشوف حياتي كفايه سنين مدفونه بالحيه معاه وعايشه ليهم خدامه والمره دي انا مصممه علي الطلاق ومش هرجع في قراري زي كل مره انت فاهم كامل كبر والمرض كل يوم بيزيد عليه اكتر ودي مبقتش عيشه بجد

خرج صوت زوجه اخيها وهي تقول
سوري يعني لو هدخل في حاجه متخصنيش بس انتي عندك بنت صغيره ومحتاجه لوجودك جمبها سييك من ايهاب ورامي اهم دول كبار وهيستوعبوا الي حصل بس كنزي صغيره صعب جدا في يوم تلاقي مامتها مش موجوده معاها وخصوصآ انها متعلقه بيكي

هتتعود يا منمن مع الوقت متخافيش اكيد انتي مش هتعرفي مصلحه بنتي اكتر مني ولا ايه؟

ضغطت مني علي شفتيها بضيق وحركت راسها قائله بعدم رضا
اكيد انا حبيبت بس اوضحلك يلا تصبحي علي خير

قالت تلك العباره مني ورحلت لتقول هناء الي اخيها بسخريه
حنينه اوي مراتك بجد

_____________

وفي صباح اليوم التالي

نهضت الصغيره من نومها ذات الست سنوات ثم بحثت عن والدتها ولكن لم تجدها وغرفه النوم فارغه حتي ابيها غير موجود
اتجهت الي غرفه نومها مره اخري ثم اقتربت من اخيها رامي ذو الرابعه عشر من عمره وظلت تحركها حتي يستيقظ قائله
يا رامي ماما وبابا فين

وهو غارق في النوم ولم يستجيب اليها صرخت هي به بصوت مرتفع
يا رامي
استيقظ ايهاب علي صوتها وقال
عايز ايه يا كنزي

التفت الصغيره اليه
ماما وبابا مش موجودين

اعتدل من الفراش ثم ضغط علي عينيه الاثتنين وفتحهما وهو يقول
راحو مشوار يا حبيبتي وهيرجعوا هي الساعه كام دلوقتي

تناول الهاتف الخاص به ونظر الي الساعه ليجدها التاسعه صباحآ
ايه الي مصحيكي بدري كده يا كنزي

لم تجيبه بشئ اشار هو اليها بيديه
تعالي يلا كملي نومك لحد ما ما بابا وماما يرجعوا

تحركت هي واستقلت الفراش بجانبه وهي تقول
مش عايزه انام انا جعانه

هقوم اعملك فطار حاضر
قالها ايهاب بابتسامه ثم نهض من مكانه والدته تركت المنزل وها هو والده انتظر حتي ياتي الصباح وذهب اليها ولا يدري ما يحدث هناك

_______________

خلع؟ هي وصلت لكده يا هناء
قالها كامل بصدمه لتجيبه هي باصرار
اه يا اخي افهم انا خلاص جبت اخري من العيشه معاك مش قادره استحملها خلي عندك دم بقي وطلقني

ليه؟ انا عملتلك ايه قصرت معاكي في ايه يا بنت الناس

ليقول سلطان
خلاص يا كامل دي رغبه هناء وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف

كبرت وعجزت وعايز الي يخدمك انت وعيالك امراضك كتيره اوي وكل يوم بتطلع بمرض جديد وتكبر اكتر وخدمتك بتزيد وانا عايزه اعيش حياتي مش هقضي عمري كله بخدمكم

وكمال ينظر الي هناء بعدم تصديق تغيرت كثيرآ في الفتره الاخيره دومآ تخبره انها اصبح كبيرآ وصاحب امراض وانها ليست خادمه له

لو طلقتك يبقي تنسي ولادك خالص ومش هتشوفيهم ابدا

هتفت هي بجمود
موافقه مش عايزه اشوفهم وكمان هتنازلك عن كل حقوقي هديه مني، يلا ارمي عليا يمين الطلاق وخلصني

هاتي الدهب الي خدتيه واطلقك يا هناء

ده حقها يا كامل بقالها سنين بتخدم فيك انت وعيالك وفي الاخر تتطلع من غير اي حاجه اتنازلتك عن كل حقوقها كمان عايز تاخد منها شويه الدهب دول يا راجل ده الموظف لما بيطلع معاش بياخد مكافاه
نطق تلك العباره سلطان

هتف كامل بعصبيه وزعيق
خدمتها لينا ده واجب عليها قولي يا استاذ سلطان لما بهاء يسالني ماما اطلقت منك ليه اجاوبه اقوله ايه؟ علشان زهقت من خدمتنا ولا علشان ابوك كبر وبقي صاحب مرض اقول لعيالك ايه يا هناء

وضع يديه في منتصف صدره وظل يتنفس بصعوبه ويلهث لتقول هناء ساخره
اهو اتفضل هيطلع في الروح قبل ما يطلقني

نظر اليها كامل وهو صدره يعلو ويهبط سريعآ والدموع في عينيه بسبب محاولته لـ الالتقاط انفاسه ثم قال بضعف
انتي طالق يا هناء طالق

وما ان نطق كامل تلك الجمله اصدرت هي زغردة كبيره حاول سلطان ايقافها بنظرات عينيه ولكنها لم تتوقف وكامل ينظر اليها بحزن وحسره واضحه

___________________

صرخ رامي وهو يلقي الوساده علي الارضيه قائلا بعصبيه
يا غبيه عايز انام انتي مبتفهميش

انت نايم بقالك كتير قوم نلعب شويه مع بعض

مش هتزفت العب انا عايز انام حرام عليكي ده اليوم الوحيد الي برتاح فيه من المدرسه والدروس سبيني انام بقي
انهي عبارته ثم اغمض عينيه مره اخري وهذا الامر لم يعجب كنزي هي تريد اللعب الم يكفي ان والدها ووالدتها ليس بالمنزل

ركضت من امامه ثم ذهبت الي ايهاب الذي يشاهد التلفاز
ماما وبابا هيجوا امته اتاخروا

اهو زمانهم جاين يا حبيبتي اجبلك الكارتون بتاعك تشوفيه؟

حركت راسها بالايجاب احضر اليها ايهاب محطه افلام الكارتون ثم قال
اسمعي الكارتون وانا هروح اذاكر شويه وارجعلك

نهض من مكانه ايهاب ثم وجد والده يدلف من باب الشقه انتبهت الي الصغيره وركضت اليه
بـابــا

ابتسم اليها كامل وحملها بين ذراعيه بتعب وايهاب يراقب ملامحه ويشعر بالقلق هيئه والده امامه ليست مطمنه اطلاقآ

ظهر صوت كنزي وهي تقول
ماما فين

لم يجيبها بشئ هتف ايهاب بتساؤل الي ابيه
موافقتش ترجع معاك؟

ابتسم ساخرآ وبحسره
لا صممت علي الطلاق بتقول اني كبرت وبقيت صاحب مرض وهي مش هتقضي عمرها كله خدامه ليا وليكم عايزه تعيش حياتها امك اتجننت يا ايهاب تخيل بقولها لو طلقتك مش هتشوفي عيالك تاني قالتلي موافقه، هي قلبها بقي قاسي كده من امته يا ابني

انا مش فاهمه حاجه يا بابا يعني ماما هترجع امته
قالتها كنزي ليقول ايهاب
روحي صحي رامي يلا يا كنزي وقوليله يقوم كفايه الساعه واحده

نزلت الصغيره من بين احضان والدها وعندما رحلت قال ايهاب بصوت مهزوز وخوف من الاجابه
طلقتها؟

مكنش في ايدي اعمل حاجه تاني غير كده

وتلك الاجابه كانت ثقيله للغايه علي ايهاب كان يتمني ان تكون الاجابه مختلفه ويكون مجرد نزاع بينهم وينتهي امره مثل كل مره ولكن لاسف تلك المره الامر انتهي بالطلاق

وكنزي؟ دي مبطلتش سؤال عنها من اول ما صحيت هنقولها ايه ومش هتفهم يعني ايه طلاق ليه بس يا بابا تعمل كده كنت فكرت فينا قبل ما تسمع كلامها

كنت عايزاني استني ايه اكتر من كده يا ايهاب امك هزقتني قدام خالك عايرتني بمرضي وكبر سني
قالها كامل بانكسار وهو ينظر الي الارضيه نهض ايهاب وجلس بجانبه ورتب عليه بحنو اخفي والده وجهه بداخل احضان ابنه وقال بضعف
امك مقدرتش تستحمل مرضي يا ايهاب

____________________

مر يومين وكنزي لم تتوقف عن البكاء والسؤال عن والدتها حاول معها اخواتها ووالدها كثيرآ ولكن لا فائده

بابا ممكن كنزي تروح تشوف ماما حضرتك شايف حالتها عامله ازاي ومنعت الاكل خالص معلش هي عيله صغيره ومتعلقه بـ ماما
قال ايهاب كلماته تلك بتوتر الي ابيه ليجيبه ابيه بالنفي تنهد ايهاب وقال
علشان خاطري يا بابا كنزي هتجنن علي ماما تشوفها مره واحده بس
لم يجيبه والده وتناول المسبحه الخاصه بها وظل يسبح بها ويتمتم بالكلمات ومن الواضح انها لا فائده من الحديث مع ابيه

انا مليش دعوه وعايزه اشوف ماما دلوقتي
قالتها كنزي وهي تخرج من الغرفه باكيه وخلفها رامي الذي يقول
يا غبيه افهمي ماما قالت انها مش عايزانا حتي اسالي بابا

وقفت امام والدها وقالت
ماما وحشتني يا بابا وعايزه اشوفها

حملها كامل ثم وضعها علي فخديه
بس هي مش عايزه تشوفك يا كنزي ولا بتحبك لو كانت بتحبك مكنتش مشيت وسابتك تعيطي كده

محت دموعها بكفه يديها
اشوفها مره واحده بس واقولها ترجع هي هتسمع كلامي وتيجي معايا

وهيئه ابنته الحبيبه امامه وعينها المتورمه من البكاء لم يتحملها واجبرته علي الموافقه

خد اخواتك يا ايهاب بيت خالك عند هناء

ابتسمت كنزي بحماس وقبلت والدها اما رامي قال باقتضاب
انا مش عايز اشوفها

قالها ورحل نظر ايهاب بعتاب الي والده لم يكن عليه ان يخبره بكل ما حدث مع هناء وانها وافقت علي التخلي عنهما حتي تنال الطلاق

___________________

ساعد ايهاب شقيقته في ارتداء ثيابها وهتف الي اخيه الاصغر
تعالي معانا يا رامي ممكن نقدر نقنعها ترجع معانا تاني

بابا قال انه شرط عليها لو اطلقوا مش هتشوفنا تاني وهي وافقت ماما مش عايزانا تاني اصلا

ولا فائده من الحديث مع اخيه برغم انه متاكد ان كلمات اخيه صحيحه ولكنه لديه امل كبير ان والدته تحن عندما تراهم وتعود معهما للمنزل مره اخري

ذهب كلاهما الي منزل سلطان طرق ايهاب جرس الباب ولكن لا مجيب ظلت الصغيره تدق الباب بيديها وتنادي علي والدتها
يا ماما انا كنزي

وبالداخل هتفت مني
حرام عليكي افتحي شوفيهم الي بتعمليه ده غلط يا هناء بجد

لو فتحت هيمكسوا فيا ومش هخلص كامل باعت العيال وفاكر انه كده هيقدر ياثر عليا وارجعله

لا حول ولا قوه الا بالله
رددت مني تلك العباره بحزن اي قلب امومه تمتلكه هناء هذه

وطرق الباب لم يتوقف بالاضافه الي رن هاتف هناء باسم ايهاب زفرت بملل كبير ثم اقتربت من الباب وقالت
عايزين مني ايه روحوا لابوكم

افتحي طيب لو سمحتي مش معقول هنتكلم من ورا الباب كده
قالها ايهاب بهدوء وبداخله يكتم الغضب لتجيبه هي
خد اختك يا ايهاب وامشي

يا ماما افتحي الباب ايدي وجعتني من خَبَطَ

انحني ايهاب الي مستوي شقيقته واخبره ببعض الكلمات لتكمل
انا جعانه خالص يا ماما والاكل الي في البيت طعمه وحش ايهاب مبيعرفش يعمل اكل حلو زي بتاعك افتحي بقي

خلي ابوكي يا حبيبتي يطبخلك الخدامه الي كانت شغاله عندكم خلاص مشيت ومش راجعه تاني ويلا امشوا بقي انا مش عايزه صداع

بكت كنزي وهي تطرق بيديها الباب يقوه بيديها وتتوسل والدتها ان تفتح وايهاب لا يستطيع تصديق قسوه والدته تلك كان يظن انها سوف تحن عليهما من كلمات كنزي ولكنها لم تتاثر اطلاقآ

حرام عليكي الي بتعمليه يا ماما طب علي اقل خلي كنزي عندك من يوم ما مشيتي وهي مش مبطله عياط عليكي
قالها ايهاب بعصبيه كبيره لتقول والدته من خلف الباب
ايوه اعمل عليا راجل وارفع في صوتك بردو مش هفتحلكم انا مش عايزاكم روحوا لابوكم

ضرب ايهاب الباب بقدميه بغضب ثم هتف الي كنزي
سمعتي قالت ايه مش هتفتح ومش عايزانا بطلي خَبَطَ

ولم تتوقف كنزي عن الطرق والمناداه علث والدتها جذبها ايهاب من يديها بعصبيه وهي تصرخ لا تريد الذهاب من امام الشقه الموجوده بها هناء وتحاول التخلص من يد اخيها التي تجذبها بقوه

_________________

وعندما وصلوا الي المنزل ركضت باكيه الي ابيها واخفت نفسها بداخل احضانه هاتفه وهي تشهق باكيه
ايهاب مخلنيش اشوف ماما

لانها مش عايزاكي انتي ايه مبتفهميش ماما مش عايزاكي يا غبيه،  خلتنا واقفين الكلاب ورا الباب ومهانش عليا تفتح الباب تكلمنا
نطق ايهاب عبارته تلك بزعيق وعصبيه ثم غادر الي غرفته رتب كامل علي ابنته التي تبكي بين بداخل احضانه بحسره وقله حيله

______________

يحاول النوم ولكنه لم يستطيع كلمات والدته القاسيه تطارده كيف لم تشعر بالاشفاق علي ابنتها وهي تخبرها انها جائعه
نظر الي كنزي التي تغفو علي الفراش الذي بجانبه الدموع علي وحنتيها ظلت تبكي الي ان راحت في النوم حرك راسه بضيق وعدم رضا هناء رحلت وتركت كل شئ ولسؤء حظ ايهاب انه الاخ الاكبر اليهما وكل شئ اصبح فوق راسه دراسته والاهتمام برامي وكنزي والده مريض لا يمكنه الاهتمام بـ اي شئ هو ايضآ يحتاج الي رعايه مثل اشقائه

مرت ايام وشهور، وايهاب يهتم بكل شئ في المنزل وكلما وجد كنزي تبكي وتطلب رؤيه والدتها يكبر كرهه لهناء اكثر واكثر

احضر الي والده العقار الخاص به ثم ناوله اياه قائلا
الدواء بتاعك يا بابا معاده بعد الغداء

رفع كامل عينيه عن الهاتف وهتف بصوت مبحوح وحزن
امك اتجوزت يا ايهاب النهارده

ثم تابع وهو يوجهه الهاتف امام عينيه
بعتالي صورتها وهي بفستان الفرح علشان تغيظني اتجوزت عيل قد عيالها شايف يا ايهاب

نظر ايهاب الي الهاتف وامتلئت الدموع في عينيه وهو يري والدته ترتدي فستان زفاف ابيض ويحملها رجل من الواضح انه في العشرينات من عمره

انتبه الي ابيه عندما سقط الهاتف من يديه علي الارضيه وانحني بجسده علي الاريكه ثم سقط عليها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي