قرية السباع

Ahlamahlam`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-14ضع على الرف
  • 6K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

تبدأ أحداث الروايه في قريه نائيه يسود فيها الفقر و الجوع تسمى قريه ( السباع ) ، قريه السباع جميع سكانها بسطاء الحال كل فرد منها يعيش في حاله و بي مشاكله مهموم بها ، كانت قريه هادئه لا نسمع عنها ، و لا يوجد بها مشاكل كثيره الي ان حكمها مجموعه من الحكام الطغاه يرئس هؤلاء الرجال الطغاه حاكم لا يعرف الي الرحمه عنوان يسمي عتمان ، عتمان هذا يجبر الناس في قريه السباع علي العمل ليل نهار سوا كانوا صغار او كبار ، و يأخذ هو خير القريه بي اكمله له بدون رحمه و لا شفقه منه ، يترك الي الناس قليل القليل ايضا يكفي فقط لكي يأكلون و يشربون ، و ظل اناس قريه السباع يعيشون هكذا الي فتره طويله .
لا احد منهم يستطيع ان يتكلم باي كلمه مع هؤلاء الحكام ، كل من يعترض علي حكمهم يقوموا بي قتله فورا .
في بيت من بيوت تلك القريه ، تسكن اسره فقيره حالها مثل حال باقي الاسر في قريه السباع ، هذه الاسره مكونه من اب يسمي عبده متزوج من سيده تدعي هند و لديهم ثلاث ابناء هم بي الترتيب ادهم و آدم و مليكه ؛ ادهم ذات العشرون عام و ادم ذات التاسع عشر عام اما مليكه فهي في الخامس عشر من عمرها .
اما عن ادهم فهو اكبر الابناء يتميز بي الشجاعه و القوه و يتحمل مسؤاليات كثيره عن والده . اما ادم فهو مدلل قليلا ، و لكن يهتم بي بنيه جسده و بي التمارين الرياضيه لكي يستطيع الدفاع عن نفسه و عن اسرته تحت اي ضغط .
اما ملكيه فهي البنت الوحيده بين اخواتها الرجال ، و لكن بما انها الابنه الفتاه الوحيده ، و سط مجموعه من الذكور فاخذت منهم الطابع العنيف و تحمل المسؤاليه ، و حب الدفاع عن النفس و عن الاهل .
كان عبده يستيقظ من نومه كل يوم يذهب الي عمله في الغابات لكي يجمع العشب و يقدمه اكل الي الماعز و الخرفان الموجودين لدي الحكام الطغاه ، و لم يأخذ منهم سوى رغيف خبز الي كل فرد من افراد اسرته و طبق حساء عدس واحد فقط يوزع علي كل افراد الاسره . و مثل عاده كل يوم عاد عبده الي بيته حاملا خمسه من رغيف العيش و طبق حساء واحد فقط ، و دخل علي اسرته حزين هذه المره ، ثم قابلته مليكه و رحبت به .
مليكه قالت الي ابيها : يا ابي ، ما لك مهموم هكذا اليوم ، ابيك شئ تخفيه عنا ؟ عبده الاب رد عليها قائلا : لا يا حبيبتي ، فقط انا تعبت من الخدمه طوال اليوم ، و من انب لا استطيع ان اجلب لكم سوي ريغيف خبز لكل فرد و طبق حساء واحد لنا جميع ، لا اخذ حتي نقود ان مرض احد فيكم ، او ان طلبت تغير ملابسكم ، او اي شئ تريدونه لا استطيع شرائه لكم ، علي الرغم من تعبي و كدي طوال اليوم ، الا ان عتمان هذا و رجاله الطغاه يسيطرون علي البلد بي اكملها و لا نستطيع حتي اطعام انفسنا ، اهذا يرضي احد ، لابد ان تثور هذه البلد . مليكه بدأت في تهدئه و الدها و قالت له : يا ابي ، اهدأ ، انت يبدوا عليك الغضب الشديد ، اي موقف يتم تنفيذه في لحظه غضب بدون تفكير الي اثاره و تباعه سوف تندم عليه ، فكر في الامر جيدا يا ابي ، ماذا ان ثارت كل القريه ، هل يوضع حلا بعدها ، ام سوف يقتلوا كل هؤلاء الناس ، لابد من ان نفكر بي طريقه لكي نوقع بها عتمان و رجاله و نجعله يخضع لي ان يترك القريه لنا . .. و بينما هم يتحدثون دخل عليهم ادهم ، و بدا يتابع حديثهم ، و رد عليهم .
ادهم قال الي و الده : يا ابي ، ان مليكه لديها حق ، نحن عددنا صغير جدا بي النسبه لي عددهم هذا المهول ، بي الاضافه الي ان لديهم معدات و الالت ضخمه يستولون بها علي القريه ، فكيف لنا يا ضعفاء ان نتصدى الي تلك الالات كلها . قال عبده اليهم : انا اتمني ان يكون لكلا منكم دور في تغير تلك القريه ، تعلمون يا ابناء ، انا كنت معلم كيمياء في احدي المدارس قبل ان تنحدر حال القريه و يوقفوا التعليم ، و اضطر الي العمل في الزراعه ، و من هنا بدأت رحلتي قي البحث عن اهدافنا داخل النباتات و الحشائش ، فبدأت بي دراسه كيمياء كل زهره اقابلها او كل عشب . .. مليكه قالت له : معقول يا ابي ، انت كنت مدرس كيمياء في المدرسه ، و نحن لا نعلم .
رد عليها ابيها قائلا ؛ انتم كنتم صغار يا مليكه و لا تعلمون شئ . اما الان احب ان اشارككم تجاربي و علومي ، لان انتم ذخيرتي في هذه الدنيا . ادهم رد علي ابيه و قال له : يا ابي المهم هو سلامتك الان ، انا كنت افكر ان انزل و اطلب عمل منهم ، و بالتالي سوف يذيد حصتنا من الاكل يوميا هناك ، لاننا سوف نكون فردين يعملان .
ضحك الاب ضحكه فيها سخريه شديده ، و قال له : يا ادهم ، هؤلاء الناس ان استطاعوا ان يجعلوكم كلهم لا تاكلون و لا تشربون سوف ينفذون ذالك ، و لكنهم يردونا ، يردونا مثل العبيد ، و البهائم التي لا تفقه شئ ، ان علموا ان ابنائي كبارا من الاساس ، سوف يطلبون انك تاتي لي العمل معي في المزرعه و بي التالي انا متاكد انهم لم يعطونا اي رغيف او اي لقمه اضافيه ، غير ما يعطونى اياه . ردت مليكه هنا بي استغرب شديد : لا افهم كلامك يا والدي اتقصد اننا نتركهم هكذا باخذون منا كل شئ ، اذا لا تريد ان يذهب ادهم معك الي العمل ، ممكن ان نبحث له عن اي وظيفه افضل من تلك الوظيفه ، يذهب ادهم لي يرى له وظيفه اقضل و تكون بعيده عن هؤلاء الطغاه ، لكي يستطيع ادهم ان ياتي بي قوت يومه و عرق جبينه كل يوم من عمله الاخر . ظل عبده يفكر مليا في حديث كلا من ادهم و مليكه ، و ان من حقهم الاعتماد علي النفس و الخروج من ءالك البيت قليلا ، و لكن كان في حيره من امره ، من خوفه من هؤلاء الاناس الحكام الطغاه ، و من خوفه علي اولاده من الجوع ، و من ان الطعام لا يستطيع ان يكفي افراد عائلته .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي