الفصل الثالث عشر"الخاتمة"

ما أن تم زفافهم الذي حضره الكثير من المقربين والأصدقاء وشاركوهم سعادتهم الكبيرة قرر العروسان أن يقضيا أيام عطلتهم في الكوخ الذي جمع قلبيهما معًا.. وكانت فكرة سديدة للغاية
فما أن دلفا للكوخ بدأو يسترجعوا ذكرياتهم المضحكة والحزينة وحتى العاطفية..وبدأو في انشاء ذكريات جديدو بنكهة مُحملة بالحب.. والحب فقط

استيقظ نديم على اشعة الشمس التي داعبت عيناه
وحالما فتحهما وجد طيف تستند على رسغها تنظر لوجهه نظراتها العاشقة التي اعتادها منها
اتسعت ابتسامتها وهي ترى عيناه الجميلتان وتمتمت بخفوت...
-صباح الخير حبيبي

تمطئ في كسل وهو يغمض عيناه من جديد ويفتحها يحاول الاستيقاظ وتمتم بصوتٍ خشن مبحوح...
-صباح الخير ياطيفي

وقبل أن يتحرك من فراشه ارتمت على صدره فجأة تتمسك برقبته وتقول بنبرة مُحبة يتخللها بعض الحزن...
-كلما أتذكر أنني عشت دونك أشهر.. أشعر وكأن الحزن يضرب قلبي بخنجر صدئ.. ارجوك يانديم لا تتركني ابدًا.. اقسم أنني في كل ليلة استيقظ فزعه واتفقدك جواري لأتأكد انك هنا معي.. لا تكسر قلبي برحيلٍ أخر ارجوووك

ربت نديم على كتفها وعيناه متسمرة على السقف
في كل صباح تستيقظ طيف على فزعها ذاك
تخبره عن ألمها الشديد اثناء غيابه وترجوه أن يظل إلى جوارها دائما.. ولا تهدئ إلى حينما يطمئنها
ابعدها عن صدره ومسح على وجهها الناعس هامسًا..
-لا حياة لي دونك ياطيف..لم تكن لي حياة قبلك
ومنذ أن عرفتك وأنا شعرت بأن جسدي على قيد الحياة وكذالك قلبي.. اطمئني ياحبيبتي

أمالت وجهها على كفه وهي تتنهد بقوة هامسة..
-أتدري بماذا أشعر!

-بماذا

-بأنني مهووسة بك حد الجنون، ومهما وصفت حبي لك فلا أوفيك ما أشعر.. اخبرني هل تدرك إلى أي مدى احبك يانديم

حرك رأسه بإيجاب وافترت شفتاه عن ابتسامة رتئعة يعقبها قوله وهو يجذبها ليعانقها هامسًا...
-ادرك ياحبيبتي.. تعالي إلي لأخبرك أنا ايضًا إلى أي مدى احبك ياشقية

وفي كل يوم كان تسقط فيه أكثر وكان يحبها أعمق
ولم يخفت الحب بينهم مادام الاطمئنان يغلفهم
....................
وكانت تلك هي بداية قصة حب نديم وطيف
ونهاية المأساة التي عاشاها الاثنان قبل أن تجمعهم الصدفة.. أو القدر هو الذي جمعهم في مصيرٍ واحد
نديم لم يكن يدرك أنه يستحق فرصة أخرى وحياة جديدة..

بعد الحادثة المؤسفة التي صدمت نديم وهزت قلبه بقوة بعدمت فقد شقيقه صديق، وما حل به من أذى بعد مرور السنوات في المصحة العقلية
كان يظن أن لا شيء على الأرض يستحق الحياة، لا شيء يستحق المقاومة والتشبث في هذه الحياة، فستسلم للجنون والصمت اللذان كانا أعز رفقائه حينذاك إلى أن تعثر بطيف، التي كانت كطيف ألوان شكل حياته من جديد، بعثت في نفسه الطمأنية وزرعت في أرضه الحب، إلى أن أدرك أن هناك الكثير ما يستحق الحياة لأجله.. وأهمهم هي طيف

أما عزيزتنا طيف فكانت غارقة لأذناها في متاهات الحياة تُصدم من فقد لفقد ومن تعود لخسارة حتى بدأت تعتاد أن الجميع راحلون كما رحل والدها وجدها، إلى أن سقطت في بئر عيناه الزرقاء التي جعلتها تدرك أن شغفها الجديد هو نديم، وعليها حماية شغفها مهما كلف الأمر، لذالك لم تفكر مرتين في الحفاظ على رجلها المثالي في عيناها
وخاطرت بكل لشيء لأجله.. لأنخ يستحق الحياة
وهي تستحق الحب وبين رغبته في الحياوة من جديد وشغفها للحب
يضحكان كلما تذكرا الماضي حينما كانت علاقتهم
"ما بين الصمت والجنون"

النهاية..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي