الفصل الثالث

الفصل الثالث
______________

ما بين الحياه والموت لحظة وتلك هي لحظات الألم تلك اللحظة التي نصل بها الي الإرهاق العقلي التي ما يجعلنا نستطيع حتي التفوه بكلمة واحده وحينما نتحدث لا يصل أصواتنا لأحد فهذه هي لحظة الضعف الإنساني هذا هي اللحظة الفرق بين الحياه والموت.

صارت تصرخ في كل لحظه ألف صارخة حتى تنقضى تلك الساعات المريرة التى أظل فيها يقتل روحها الطاهرة حبيسة بين ابواب سيارته وبين جسده المقزز ،ولكن هل حقا ما تشعر به حقيقة وبالفعل يحدث أم ذلك شعور أبواب قلبها المتحجرة بقسوة ويأس فى ذات الوقت مما أصبح يحدث بها؟

لايهم قسوتها من يأسها من الحياة المهم أنها روحها تقتل الآن ولم يسمعها أحد لـ ينقذها فهي تقتل بدم بارد

اصبحت صرخات مكتومه تعبر عن نفسها على شكل انين يمزق القلوب هجم عليها بكل ما به من طاقة وقوه ولم تنفع محاولاتها وهو يحاول ينزع ملابسها ورغم ذلك لم تستسلم وهى تصر على المقاومه وتتوسل بشدة له وبكل ما تملك من قوة غير مبالية بـ قوتها الذي أصبحت بالشظايا صغيرة التي تناثرت علي جسدها بضعف وبكل قوه كانت تحاول الفرار منه ولكن هو لم يبالى لصرختها ولا توسلتها ،انقض عليها دون رحمة فقط كل ما يهم غريزه الحيوانيه فقط.

وبعد مرور فترة قد انتهاء من اغتصابها فتح باب سيارته وألقي بها من السيارة وكانة لم يفعل شياء ورحل بعدم مبالاة واكمل سيره وكانت هى فاقدة الوعي عن الحياة بأكملها عندما فتحت روح عينيها بصعوبه أحست بالبرد الشديد بجسدها يرتعش بقوه و بعنف شديد و الألم كان شديدا في جسدها حتى كانت تجد صعوبة في النهوض وانها غير قادرة على الحركة

حتي أغمضت عينيها أخيرا وراحت سباتٍ عميق لكن تتمني داخلها أن يكون اغماء بلا عوده.

كأن هو يركض بسيارته الخاص به بكلِ قوته بسرعة كبيرة جدآ مزال غير مدرك ماحدث وماسيحدث في لأيام القادمة لكنه يجب ان يهرب قبل أن يراه أحد ويقع في مأزق كبير وصار يسوق بسرعه خطيره.

علي جانب آخر كانوا الغفيران عرفان وجابر يسيرون للعمل قبل طلوع الفجر حتي اتسعت عيناه عرفان بتعجب وهو ينظر إلي تلك السيارة السريعه التى مرت بجانبهم وهو يقول الله ماله دة بيسوق بسرعه كده ليه

اجاب جابر وهو ينظر باتجاه السيارة محاولت التبرير له ممكن يكون مستعجل ولا حاجه

قال عرفان بغضب وقد برقت عيناه بشدة بجدية مستعجل علي اية دة ممكن يعمل حادثه ويموت حد

هز جابر كتفه وقال بقله حيله ربنا يستر بقى عليه وما يعملش حادثه بالسرعه دي يلا بينا احنا احسن نتاخر وعزمي بيه يا طين عيشتنا

ابتلع عرفان سخريته تبريره السخيف له لي ذلك السائق المتهور وسار محاولة تجاوزه ليعود إلى قصر عزمي قبل طلوع الفجر إلا أنه أمسك ذراعه بحركة سريعة عندما لاحظ جابر أن يوجد شئ، كان عرفان يهتم بالرحيل إلا أنه توقف فجأة بدهشة نظر عرفان الي جابر بتعجب وقائلا اية وقفت ليه

صمت لحظه باضطراب جابر وهو يتطلع إلى هناك قائلاً شوف كدة يا عرفان فى حاجة هناك

نظر عرفان تجاه ما يتحدث بتركيز لكن لم توضح الرؤيه له في البدايه كانت وقتها روح على الاض شبة عارية فاقدة الوعى قال عرفان وهو يحاول معرف هذا الشيء مش باين بس صح اية دة

رد جابر وهو يتقدم خطوات بسيطة منها يرددا تعالى نقرب ونشوف ايه ده

وعندما اقتربوا انتفض عرفان بفزع شديد وقال ياسنة سوخه دي ست روح أخت عزمي بيه

ابتلع جابر ريقه بارتباك وقال بنفس الفزع ايوه صح دي هى

هتف عرفان متمتم بقلق وهو ينظر لها بس هى مالها

رأي عرفان جابر يعقد حاجبيه وهو ينظر إلى آثار كدمة أسفل خدها تقدم منها ونزل علي ركبته أمامها ارضا ومد أصابعه يتحسس مكانها فوق بشرتها الناعمة التي ارتعشت تحت ملمس انامله الرقيق رغم اغماءها صدمته الذي أطل من عينيه علي آثار مظهرها وقد خمن ما حدث لها وجعل صوته يرتعش وهو يقول شكلها كدة يعنى

ليقول عرفان متسائلا بتوتر اية مالها

قال جابر ومن نظرة عينيه إليها التي تثير داخله مزيجا غريبا من الغضب والحيرة والاضطراب والخوف شكلها حد اعتدى عليها

شعر عرفان بصدمة كبيرة وقعت علي رأسه ايــة أنت متاكد من الكلام ده

تورد وجهه بالخوف وقد أدرك بأنه قد قرأ أفكاره اوماء جابر براسه متمتماً ايوه مش شايف شكلها عامل ازاى وهدومها اللي متقطعه

صمت ثواني عرفان وتطل من عينيه نظرة متفحصة مره اخرى عليها شملت كل جزء من ملامحها الشاحبة تحول وجهه هو الأخري مصدوم وجسده الذي أخذ يرتعش تحت المعطف السميك الذي يرتدي ليهف عرفان بتوتر طب هنعمل اية دلوقت

تطلع فيه بعدم معرفه وقال بتلعثم هااا

صاح عرفان بغضب وتوتر بتساؤل ها اية بقول لك لازم نشوف صرفه هنعمل اية دلوقت في المصيبه دي

عقد لسانه ولم يعرف ما يقول وبصعوبة خرج كلماته من بين شفتيه بصوت مختنق بتردد بص احنا ناخدها القصر عند عزمى بية وست إلهام وهما يتصرفوا

شعر هنا عرفان بالخطر من الهام و عزمى ليقول بصوت مرتعش متاكد أنه ده الحل احسن نلبسها احنا ونروح في داهيه

عقد جابر حاجبيه قائلاً بجدية رغم خوفه هو أيضا لكن ليس أمامهم سوى ذلك الحل ليقول و احنا مالنا لو حد سال نحكى اللى شفناه وخلاص ادينا هنعمل اللي علينا و نوديها لاهلها وهي اكيد لما تفوق هتحكيلهم ان احنا ملناش دعوه

تنهد عرفان بخوف واستسلام وخلع معطفة الداكنة السميك حتي يلبسها إياه قبل أن يحملها ويقترب منها بمساعده جابر أيضا للعوده الى القصر.

بداخل قصر عزمي كانت الهام جالسة تتوسط على الاريكة فى الصالون وتمسك بيدها الهاتف وتتحدث مع شقيقتها حنان عن موضوع طلب شاكر الزواج من روح رغم عنها ولم تعرف ماذا تفعل مع أبنها حتي يتراجع عن فكره الزواج منها وكيف ومتى رسمت روح خطتها ليقع في شباكها ويتعلق بها إلي ذلك الحد ولم يري غيرها.

حتي اقترحت عليها إلهام بأنها توقف علي الزواج وتعامل روح بذل واهانه حتي تطلب الطلاق لتهتف إلهام بحقد قائله: ومين قالك انى مش عايزها تتربى اسمعي كلامي بس ووافقي على الجوازه وريها النجوم في عز الظهر لحد ما تقول حقي برقيتي وتطلب الطلاق.

أجابت حنان عليها بغيظ من ابنها تردده انا مش عارفة الواد شاكر ده حبها امتى و إزاي ،اكيد هى اللى شغالته ما هي هتجيبه من بره طالعه لامها

لوت الهام شفتها بسخرية قائله باستهزاء لا ياختى ابنك هو اللى اهبل وبيحبها وشكله واقع أوي

صاحت حنان بعصبية وغيظ بيحبها على اية انا لا يمكن اوافق على الكلام دة مهما يعمل مش هوافق على الجوازه دي

لتقول إلهام بخبث ذئب فهى تريد التخلص من روح بأي ثمن لو رفضتي هيتمسك بيها اكتر انما لو وفقتي وعملتي اللي قلتلك عليه وخليتيها تكره عشتها بعد كدة هى اللى تطلب الطلاق وتأجي منها

صمتت لثواني حنان تفكير فى الامر وهتفت بـ انتى شايفه كدة

أومأت الهام برأسها تردده بحقد طبعا ما فيش حل غير كده

لتجيب حنان قائله بتهديد وغضب طيب ماشى يا روح أما خليتكي تقول حقي برقبتي مبقاش انا حنان

ارسمت الهام ابتسامة شر بسعادة اهو كدة خليكي ناصحه

وبعدها بدقائق معدودة أغلقت الهاتف معها وهي سعيده بانها قريباً سوف تتخلص من روح وتقول بابتسامة إنتصار أخيرا هتخرجي من القصر يا روح مستني اللحظه دي من اول ما دخلتي فيها هنا غصب عني.

في تلك اللحظة دلف جابر وعرفان وهم يحملون روح لنتظر إلهام إليهم متحدثه بدهشة اللى انتم شايلينه ده؟

تبادله النظرات لبعضهم بخوف جـابر وعـرفان بصمت ولم يعرفون كيف يمكنهما التحدث عند ما حدث بها وأنها قد تم اغتصابها تطلعت فيها إلهام بغضب تصيح ما تنطق منك ليه ايه دة

لم يتحدث أحد منهم أيضا لكن اقتربوا بخطوات بطيئة و وضعوا جسد روح الفاقد الوعي على الاريكة ليظهر علي الفور وجهها الشاحب و الكدمات.

اتسعت إلهام عينيها بصدمة كبيرة وهتفت بحده إيـه ده مش دي روح مالها عامله كده ليه اللي حصلها

ركضت نعمة الخادمة نحو جسد روح وهي تهتف بفزع وتحاول افاقتها بقلق يالهوى دي ست روح ومش بتنطق خالص

كانوا مازال جابر وعرفان على صمتهم ولم يتحدثون من الخوف ولم يجرأة احد علي التفوه بحرف واحد
غضبت بشده إلهام من صمتهم لتصيح بنفاذ صبر وصوت عالى ما تنطق منك لي البنت دي مالها

ابتلع جابر ريقه بارتباك بشكل ملحوظ وقال بتوتر احنا منعرفش حاجه يا ست الهام احنا لقيناها كدة فى الشارع وجبناها هنا ذي ما هي كده

جزت علي أسنانها بحده لتهتف بغيظ ايوه فيها اية ومين عمل فيها كده دي شكلها حد ضربها في وشها

قد فشلت نعمة كل محاولاتها في آفاق روح حتي هتفت بخوف شديد ياست إلهام اللحقى دة قطعه النفس خالص ومش عاوزه تفوق لازمن نطلب الدكتور
بسرعه

هزت إلهام رأسها بعدم مبالاة فهي تريد معرفه ما حدث أولا لتجيب بصرامة مرددة استنى انتى كمان هتفضحينا لما نعرف فيها ايه الاول وبعد كده نطلب الدكتور

نظرت نعمة بقلق شديد إلي جسد روح وهي تهتف بخوف طب اطلب الدكتور وهو يعرف مالها شكلها ما يطمنش

تطلعت فيها بشراسة تردد بتحذير وقسوة أنا قلت استنى انتى مش شايفة شكلها عامل ازاي عاوزه تجيبلنا مصيبه لما أعرف الأول فيها إيه

شعرت نعمة بالشفق عليها لتقول بتوسل قائلة بضعف بين دموعها طب نفوقها الاول حتي انا خايفه عليها أوي يا ست إلهام

صرت علي أسنانها بزهق منها لتهتف بصوت حاده اتفضل روحي اطلبي الدكتور وخلصينا بس دكتور العيله مش حد غريب احنا لسه مش عارفين فيها ايه

نهضت نعمة بخطوات سريعة مرددة حاضر

لتنظر إلهام إلي جابر وعرفان بنفاذ صبر وبحده وانتم برضه مش راضين تقولوا مالها ومين اللي عمل فيها كده

بعد فترة وصل الطيب بالكاد كانت روح قادرة على التنفس أثناء كشف الطبيب عليها مغمضة لعينيها وكأنها تسترق لحظات من الراحة خلال نهار اليوم المتعب رفعت نعمه ذراعها لتمسح العرق الغزير عن جبينها بكم قميصها بحزن عليها وهي مازالت لا تعرف ما أصابها كانت روح متمدد في فراشها الدافئ استسلمت لإرهاقها الشديد المؤلم

وأغمضت عينيها في غفوة بين الواقع والحلم وهي تشعر وكأنها تسبح شبه واعية شعرت بأن كل ما يحدث مجرد كابوس وبالتأكيد عندما تستيقظ أخيرا سوف ينتهي ذلك الألم ولم يعد له أثر وخلال لحظات كانت قد تهاوت فاقدة للوعي مره ثانيه وللإحساس بما حولها تماما.

حين انتهاء الطبيب من الكشف هتف باسف واضح انها اتعرضت لاغتصاب

هوي قلب نعمة بالذهول والاستنكار وبرق عينيها وهي تقول بعدم استيعاب يا لهوووى اغتصاب

لتشعر إلهام بغضب شديد وبنيران تستعر في صدرها وهي تقول بحده بتقول اية اغتصاب انت متاكد يا دكتور من الكلام ده

هز الطبيب براسه بتاكيد للاسف ايوه اغتصاب وبطريقة عنيفة كمان ادي إلي نزيف شديد والحمد لله عرفت اوقفه

أدمعت نعمه عيناها بحرقه عليها تردده طب هى قطعه النفس لية ومش عاوزه تفوق فوق ولا تتكلم

هتف الطبيب بهدوء وقال مطمئنها دة رد فعل طبيعة بس هى بخير فى نبض بس انا من رأئي نوديها مستشفى علشان كمان تعملوا محضر بالواقعة في اللي عمل فيها كده

ساد صمت طويل نظرت خلاله كل إلهام نحو روح بغل وغضب في حين استدارت إلهام نحو الطبيب لتهتف الهام بجمود : لا اكتب على العلاج وكل اللي محتاجاه واحنا هنجيبه مفيش مستشفى ولا محضر هيتعمل

عقد الطبيب حاجبيه ونظر إلى إلهام وقال بصرامة ايوه بس ما ينفعش كده لازم تروح المستشفى عشان هناك اعرف الـــ

صاحت إلهام بغضب و بنبرة أمر ايه يا دكتور ما سمعتش كلامي ولا ايه قلت مش هتروح مستشفى ولا هنعمل محضر

استنكر الطبيب حديثها وحين حاول التحدث مره اخرى قاطعتها إلهام بصوت حازم وملامح صارمة اتفضل انت يا دكتور ولا كانك جيت ولا كشفت عليها من الأساس

هز الطبيب راسه بقله حيله وضيق قائلاً براحتكم بس لازم تاخذ الادوية دى في موعدها

اقتربت نعمه منه وهي تشهق ببكاء حاره علي ما حدث به روح وأخذت منه الروشته ليقول الطبيب بتحذير بس خلى بالكم انهى اول ما تصحى هتنهار من الصدمه

شهقت نعمه بخوف وسط دموعها متسائلة بقلق طب نعمل ايه يا دكتور ساعتها

اجاب الطبيب بجدية قائلاً تحاولوا طبعا تهدوها على قد ماتقدروا واديها الادويه زي ما قلت في موعدها ولو مقدرتوش عليها ممكن تتصلوا بيا وانا هابقى اجي اشوفها ثاني

لتنظر نعمة برجاء إلي الهام تقول طب ما نوديها المشتشفى يا ست الهام احسن

لترد إلهام عليها بلهجة حادة وبعدين يا نعمة انتى مالك بتتدخلي فى اللى مالكيش فيه لية

أجابت نعمة بيأس انا بس خايفة عليها

أظلمت إلهام عيناها بسخرية لتهتف خافى على نفسك ياختى وبعدين هتخافى على ايه ماخلاص اللى كنتي لازم تخافى عليه ضيعته بنت زينب.

في تلك اللحظة التي كان الطبيب يرحل من القصر قابل عزمى وهو يدلف للقصر عقد حاجبيه باستفسار عزمى متسائلا باستغراب كنت بتعمل اية هنا يا دكتور في حد كان تعبان ولا ايه

صمت ثواني الطبيب ولم يعرف بماذا بجيب حتي هتف باحراج احم الست روح كانت تعب شوية

شعر عزمى بقلق متسائلا روح مالها وما حدش قال ليه

هتف الطبيب بسرعة قائلاً بتوتر هي بقيت بخير الحمد لله وهم يبقوا يطمنوك عليها عن اذنك حضرتك تاخرت علي العياد ولازم امشي
__________________________________
يـتـبـع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي