الفصل الثالث الجزء الثاني

الفصل الثالث الجزء الثاني 

هتف الطبيب بسرعة قائلاً بتوتر هي بقيت بخير الحمد لله وهم يبقوا يطمنوك عليها عن اذنك حضرتك تاخرت علي العياد ولازم امشي

أسرعت الطبيب بالرحيل ولم ينتظر إجابته مما أثار دهشة عزمى و تطلع فيه باستغراب ودلف للداخل.

استمع عزمى وهو يصعد سلالم القصر باصوات الضجة عاليه تأتي من فوق تسلل بخطوات بطيئة نحو الصوت لتصيح إلهام بصوت عالى وانتى بقى كل اللى همك هتفوق امتى ياريتها ماتت بدل العمله السوداء دي والفضيحه اللي عملتها

لتهتف نعمة بخضة قائله بدموع بعد الشر عليها ياست الهام وبعدين هى ذنبها اية بس اللي حصل اكيد غصب عنها

لوت شفتيها باستهزاء تردده بحقد ذنبها انها طلعت فى انصاص الليالي وانا قلت بلاش تطلع دلوقتى بس هى صممت وما سمعتش كلامي كل ده علشان السلسة بتاعتها و اللى كنت خايفة منة حصل

لتحاول نعمة التحدث بأنها ليس المجني عليها بل المذنبه قائله طب هى كانت هتعرف منين بس ان هيحصل كده

استمر عزمي في صمته وهو يستمع إليهم لتقول إلهام قائلة بصوت غاضب عشان بعد كده تسمع كلامي و تنفذه بالحرف وهى ساكته اهى فضحتنا هتبقي وسط الخلق كلهم وبنت زينب حطيت راسنا في الطين

اقتحم عزمي الغرفه بحده لينظر إليهم بدهشه ويهتف بتساؤل فى ايه ياما انتم بتتكلموا على اية وروح عملت ايه والدكتور كان هنا بيعمل ايه؟.

استدارت إلهام نحو عزمي الذي أقبل متقدم على إثر الضجة لتنظر له إلهام وتقول بنبره ساخرا انت جيت تعالى شوف اختك عملت اية وقرستنا وسط الخلق

ليقول عزمى قائلا بقلق عملت اية

حاولت نعمة التحدث و تهداء الوضع معملتش حاجة هى بس كانــ

قاطعتها إلهام بتحذير ولهجه حاده نــعــمـــه اسكتى انتى خالص واللى قسما بالله هيكون اخر يوم ليكى هنا في القصر انتي وعيالك كمان مش عاوزه اسمعلك صوت تاني فهماني ولا لاء

ليجز عزمى على اسنانة ويهتف بغضب ماتفهميني فى ايه ياما وايه اللي حصل

تطلعت له إلهام قائلة بصوت مستهزاء الهانم اختك صممت تخرج بالليل لوحدها مع انى قلتلها بلاش الوقت متاخر وما ينفعش كده بس هى ماسمعتش كلامي وخرجت وياريت جيت على الخروج وبس كمان

أسودت عيناه و زمجر عزمى بغضب وقال بشراسة عاملت اية تانى

لتقول إلهام بسخرية و برود اعصاب لسة يا عين امك خد الكبيرة الهانم رجعت وجايبه عارها معاها والفضايح هتنزل تلف علينا من كل ناحيه بسببها

فقد عزمى اعصاب من الحديث ليقول بصياح قصدك ايه

لوت شفتيها باستهزاء وسخرية قائله بندب قصدى اللى فهمته يا عينك أمك

ضغط علي يده بانفعال شديد يهتف ياما وضحي انا خلاص جبت اخرى خلاص بنت الــ** دي عملت ايه

صفعت نعمه نفسها علي خدها بخوف شديد بين دموعها الذي تتساقط بينما الهام هتفت ساخره اية مش فاهم بقولك جبتلنا العار والفضيحة خلاص يبقى ايه يا سبع الرجال

بد عزمي وكأنه قد تلقى صفعة قوية على وجهه من أحد لم يصدق ما سمعه اتسعت عيناه عزمى بشر دفين في حين فقد السيطرة علي نفسه وهو يقول بصياح بجنون هى فين

وقبل ان تتحدث إلهام أستمع الجميع الى أصوات صراخ بداخل غرفة روح تبكي وخزة الألم في صدرها فقد اكتشفت كل ما حدث ليس مجرد كابوس لعين بل حقيقة وحدث بالفعل ليركض عزمى ويقتحم الغرفة بسرعة البرق وهو يقترب منها ويجذبها إليه من شعرها ويصفعها بقوة لتقع على الأرض من شدة الصفعة فصرخ فيها بعنف قائلاً: يا زبالة يا عديمة التربية ابوكي يموت من هنا وأنتي تدوري على حل شعرك

أستمر يقول لها ابشع الالفاظ والكلمات فيها والاهانه وهو ينهال عليها ضربا مبوح غير مهتم ألمها وهى تصرخ بقوة و تبكى بعنف وترتجف جسدها ولا تستطيع التحدث من شدة الضرب والتعب الجسدية لها ليستمر فى ضربها لفترة رفعت روح وجهها الصغير المغطى بالدموع بحرقه وقد تهدل شعرها الفضي حول وجهها وتوالت صفعاتة وهى تصرخ حتى وخلال لحظات كانت قد تهاوت على الأرض فاقدة للوعي وللإحساس بما حولها تماما.

ليدلف كلا من نعمة وإلهام بفزع من منظر روح وهي ممده علي الارض فاقدة للوعي و وجهها الشاحب كـ الأموات تساقطت دموع نعمه بحزن متمتمت لية كدة يا بس عزمى بية وهي ذنبها ايه

هتفت إلهام بجمود قائله جدع خلية يربيها عديمة الربية دة اللى فضحتنا وسط اللي يسوي و ما يسواش

نظرت نعمة إليهم متحدثه وسط بكائها بمرارة حرام عليكم هى ذنبها اية بس ده اغتصاب يعنى غصب عنها مش بمزاجها الرحمه مش كده

لتنظر إلهام الي نعمة وهي تقول بعصبية شديد بس محدش قالها تخرج وترجعلنا بمصيبه و تفضحنا ربنا يستر وميكونش حد شافها ويفضحنا

عزمى وهو ينهج ويهتف بهجوم انا عايز اعرف كل اللى حصل بالظبط دلوقت حالا

لتقول إلهام بضيق شديد هما الزفت عرفان وجابر عارفين و خايفين يقولوا حاجة وهم اللي جابها هنا وهي مغمى عليها

ركض عزمى بخطوات سريعة مرددا بصوت عالى عرفان جابر انتم فين يا بهايم تعالوا هنا حالا

لياتى جابر بخوف و يقول بتلعثم ايوه يا عزمى بية

اندفع عزمي يجرى يمسك بيهم بغضب عارم قول يا حيوان منك لي اللى حصل لي روح و جبتوها منين انـطـقـوا مين اللي عمل فيها كده

ليتنفض عرفان وجابر على صوته العالى ويهز راسهم بخوف و بيدوا اخيرا قص ماذا حدث بالتفصيل حتي انتهواء ليقول عرفان متحدث بخوف ولله دة كل اللى حصل ولا نعرف مين اللى عمل كدة فيها

لينظر إليهم عزمى بوجه محتقن ثم هتف بصياح غاضبا وبصوت تحذير عارف لو كلب فيكم بيكدب عليا هعمل فيكم ايه

هز رأسه جابر ليقول بنفى لا ولله ابدا حتى اسال الست روح لو لينا يده في اللي حصلها اعمل اللي انت عاوزه فينا يا عزمي بيه

صمت ثواني ياخذ نفس عميق ثم هتف بحده ماشى واللى يخليها تخرج فى وقت ذى ده لوحدها ما حدش فيكم راح معاها ليه

جاءت الاجابه من خلفه قالتها إلهام وهى تنزل من اعلى سلالم القصر تتحدث قائله باستهزاء ما كانش في حد موجود غيري انا وهي وانا قلتلها لا ما ينفعش تخرجي في وقت زي ده لوحدك بس هى صممت تخرج وما سمعتش كلامي وانت عارف اختك ما بتعملش غير إللي في دماغها الله يرحمه ابوك كان معودها على كده و ادي النتيجه جابتلنا الفضيحه والعار

التفت عزمي بوجه قاتم متحدث بصرامة لية راحت فين

هزت إلهام كتفها بعدم مبالاه وهي تقول بلئم قال اية السلسة بتاعتها ضاعت عند أختك فرح تلاقيها حجج فارغة علشان عرفت انى فى عريس اتقدم ليها واحنا وفقنا عليه

احمر عزمى وجه بغضب جاحد متحدث بشك قصدك اية انها تعرف مين اللى عمل فيها كدة

مطت شفتيها الهام تتصنع البراءة وهي تهتف بتلميح مقصود وانا مالى بتسالني انا ليه اسالها هى

قاطعته بهذه الجملة التى اثارته غضباً داخله بوجه يملأه هدوء مريب في حين صرخت نعمة وهي تركض باتجاهم مرددة بخوف شديد الحقى يا ست الهام الست روح قطعة النفس خالص ومش بتفوق.

بصعوبة شديدة حاولت نعمة التوسل بشده إلي عزمي و إلهام لتتصل بـ الطبيب لياتي يكشف على روح بعد ضرب عزمي لها وعلي الفور مباشرة استجاب الطبيب لها وجاء إليهما.

وعندما جاء الطبيب انصدم بذهول من حالة روح وضربها بعنف بذلك الشكل رغماً أنه حذرهما من حالتها وأنها تحتاج إلى راحه واهتمام ،بدأ علي الفور الطبيب بـ تنظيف الجروح والكدمات بوجهها متمتماً بحزم قائلاً مين الحيوان اللى ضربها كدة انا مش قلتلكم ما حدش يقرب لها وهي محتاجه راحه واهتمام منكم.

اقتربت نعمة منه بسرعه قائله بتوتر هششش بس يا دكتور لحد يسمعك دة انا لما صدقت وافقوا انى اتصل بحضرتك تيجى تشوفها

هتف الطبيب بحده قائلاً هو انتم كمان عايزين تسبوها كدة وهي مضروبة بالشكل ده

تنهدت نعمة بضعف وهي تنظر إليها بعطف متسائلة باستفهام معليش يا دكتور طب هى عاملة اية دلوقت

أغلق الطبيب حقيبته يرادف بجدية وحزم حالتها صعبة طبعاً بعد اللي حصل ومش هينفع كدة لازم تبقى جنبها بس مش كده هي محتاجه منكم اهتمام

أدمعت نعمه عيناها باشفاق مرددة بقهر ربنا يقومها بالسلامه و يهديهم ويبعدوا عنها يارب انت الشافي المعافي

رفعت روح رأسها من فوق ركبتيها وتأملت بعينين خاليتين من التعبير قطرات المطر الخفيفة التي أخذت تهطل برفق بينما هي جالسة على الاريكة الذي تطل على النافذة بغرفتها للمنزل الكبير الذي جاءت فيه وعاشت ما يقرب التسع سنوات في حين كانوا أسواء سنوات بعمرها لم تمنحها العطف والحنان غيرها نعمة التي تعمل لدى العائلة منذ سنوات أم باقي العائله فقد اعتبروها مثل الوباء المعدي يقتل كل من اقترب منها ليس ذلك فقط بل تحملت ذنب والدتها كونها تزوجت من رجل متزوج بغيرها.

نظرت إلى خارج النافذة ترى هل السماء تبكي عوضا عنها وهل يوجد عوضا لما هي به الآن فقد جفت مآقيها وانعدمت قدرتها على البكاء من الصدمة واحتارت في أمرها هل تعتبر هذا قوة منها وصلابة في وضعها الصعب أم تلوم نفسها وتعتبرها خيانة لأنها جلبت العار بعد وفاة والدها الذي مات منذ اسبوع واحد فقط بأزمة قلبية مفاجئة

كبتت روح وخزة الألم في صدرها تركتها والدتها وحيده وبعدها بسنوات توفي والدها والان فقدت عذريتها بأبشع طريقة علي يد مغتصب لعين لا يعرف الرحمة لقد بكت كثيرا منذ سقوط والدها ميتا بكت عندما أصبحت بل سند بالحياة حتى لم يعد لديها ما يكفي من الطاقة لمزيد من البكاء وبعدها أدركت بأن البكاء لن ينفعها ولن يرجع شيء كما كان سابق

فقد مر اسوء أسبوع عليها بين الكوابيس و لوم عائلتها أنها السبب بما حدث حتي حين النوم والراحة تجد الفزع والخوف ولا تنسى تفاصيل اغتصابها فكل لحظات هذا اليوم فى ذهنها ولا تنسى من ذاكرتها فاصبحت تبكي بحرقه وتفزع دائماً

وعلى الجانب الاخر بين عزمى وإلهام فهو لا يعرف بماذا يفعل بذلك المصيبة ولا يستطيع الصمت بسبب والدته إلهام الذى دائما تبخ سمومها فى إذن عزمى وتزرع الشك داخله أنها بالتأكيد تعرف الشخص الذي اغتصبها وكانت علي علاقة به من البداية رغم ان روح تحدثت كثير أنها ليس تعرفه لكن لا أحد يصدقها فاصبحت روح وسط كل ذلك لا تستطيع تحمل كل هذه الألم والتعب الجسدية والنفسية فلم لديها طاقة ولاقوة على التحمل فاصبحت جسد بلا روح.

أسندت روح رأسها للخلف وتركت دموعها تتساقط لعلها ترتاح ولكن
__________________________________
يـتـبـع

بقلم خديجه السيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي