الفصل الاول

الفصل الأول.

وجه ملائكي تتساقط دموعها على وجهها الملائكى، ودموعها الماسية تنهمر كالشلالات لا تتوقف تشعر بالقهر، والظلم الشديد.
تجلس وحدها وهي تفكر وتفكر لما حياتها هكذا دائماً.

إنها هى زهرة المصرى فتاه في الثانية والعشرون من العمر توفيا والديها في حادث هذا كل ما تعلمه نظرا لصغر سنها في ذلك الحين وتربت زهرة، وعاشت كل حياتها فى منزل جدها حسن المصرى.

زهرة فتاة انطوائيه خجولة إلى حد كبير دائمًا ما تشعر بالخوف من كل شيء مهما كان بسيط ، وتخشى المستقبل بشكل بشع حولها، والخوف الأكبر هو الموت.
تتميز زهرة بشعر بني طويل يتعدى خصرها، وعيون زرقاء تشبه عيون جدها، ووجه بيضاوى رائع، وأنف صغير، وفم يشبه حبة الكريز ورشيقه الجسد تهتم بنفسها كثيراً، وكانت دائما محط أنظار الجميع، وما تتميز به تلك الحسنه التي تعلو شفتيها وتجعلها جميله للغاية.

قطراتها الماسية لم تتوقف نهائياً، وكل هذا بسبب قرار مفاجيء قد علمته اليوم من جدها.



"عادت بذاكرتها إلى الخلف وهي تتذكر ما حدت"

زهرة ببكاء: يا جدي هذا مستحيل، لا يمكن أن يحدث على جثتي ان يحدث ما تقوله أنت.
الجد بهدوء وهو ينظر لها: يا زهرتي أنا لم أجبرك يوماً على شيء، ولكن هذا الزواج سيتم مهما حدث.

زهرة بعصبيه: يا جدى هذا لا يصلح زوج إنه شخص مغرور، وعصبي للغاية، ولا يرى سوا نفسه، وعلاقاته متعددة، غير فارق السن بيني وبينه أنا لا أتذكر أنه قد تحدث معي ولو لمرة واحدة.
الجد: لا يوجد رجل ليس له علاقات قبل الزواج، وانا أثق ب ليل أنه هو الرجل المناسب لكِ.

زهرة: هذا إن كنت أحبه من البداية، ولكن هذا الزواج سيكون فاشل بكل المقاييس.
الجد بغضب وهو يقف بقوة: إنتهينا أمامك ربع ساعة فقط، وسيحضر ليل والمأذون، وأريد كل شيء يسير بطريقة طبيعية هل فهمتي؟
زهرة ببكاء وحزن: حاضر يا جدي.


خرج الجد بخطوات بطيئه بسبب عمره، وحين أغلق الباب ارتمت زهرة على التخت تبكى بقوة ما يحدث معها، وتتحدث من وسط شهقاتها مع نفسها
زهرة : لما رحلتم وتركتوني وحدي، لما لم أمت معكم، حتى جدي أصبح قاسي القلب معي وأنا لا أعلم ماذا أفعل.
وبعدها وقفت بقوة، ومسحت دموعها، وارتدت الفستان الذي أحضره لها الجد، وكان فستان سواريه باللون البيج مضبوط عليها، وبه فصوص من الصدر والأيدي من الشيفون، وتركت لشعرها العنان ووصغت مكياج بسيط يتناسب معه.
وبعدها خرجت من غرفتها إلى الأسفل كانت تتحرك ببطىء، وكأنها ذاهبه إلى تنفيذ حكم الإعدام عليها، وليست عروس ذاهبه إلى من أجل كتب كتابها، ولكن هيهات ليس كل ما يريده المرء يدركه.

وقفت زهرة أعلى السلالم الداخلية للفيلا، ووجدت الكثير من الحضور من عامة المجتمع الراقى بحثت بعينيها عن جدها، وأخيرا وجدته يلتفت وينظر إليها، وكأنه علم بحضورها فرفع نظره إليها، واشار لها أن تنزل بينما يذهب إليها ليستقبلها.
ترجلت زهرة كملكة متوجة وهي ترسم ابتسامة جذابة على شفتيها.

الجد وهو يقبل جبهتها: مبارك يا حبيبتي.
زهرة بحزن: الله يبارك فيك يا جدي.
الجد وهو يمسك يدها: هيا بنا فالمأذون ينتظر بالمكتب، ومعه ليل والشهود.
أشارت زهرة برأسها دليل الموافقة، وذهبت معه.


وصلت زهرة إلى الصالون وجدت ليل يجلس على الكنبة بالمكتب، ويضع رجل فوق الأخرى بغرور، ولكن حين رأى الجد أنزلها سريعاً تلاقت عينيها معه، ولكنه كان جرىء ينظر إلى كل إنش من جسدها ويفصله تفصيلا، وأخيرا كان على وجه حين رفع عينيه إليها نظره رضاء، وانتصار.
وقال بصوت مرتفع قليلا: أخيرا وصلت العروس.
الجد بكل حب: يحق لها أن تتأخر، وأنت عليك الإنتظار حتى، وإن كان طوال العمر.
ابتسمت زهرة بحب لجدها وقالت بهمس: شكرا لك جدي.
فقال ليل بصدق: نعم يحق لها يا جدي فهي زهرة عائلة المصري، وعلى الجميع أن ينتظرها حتى، وإن كان هذا أنا ليل من ينتظره الجميع سأنتظرها طوال العمر.


ليل شاب في الثانية والثلاثين من العمر صاحب إمبراطورية المصرى تعمل بعدة مجالات مختلفة يعشق عمله إلى حد كبير مغرور إلى حد بعيد، له كثير من العلاقات العابره حتى أنهم اطلقوا عليه في الصحافة العاذب المدمر لقلوب العذارى، يتميز ليل بطول القامة، وعريض المنكبين وشعره أسود قصير ناعم ويتميز بعيون رماديه تشبه عيون الصقر، وأنف متوسط، وفم مرسوم بدقة وبشرته تميل إلى اللون القمحي رائع الجمال إلى حد كبير، وهو يعلم ذلك.


أمر الجد زهرة أن تجلس وبدأ الماذون في إجراءات الزواج حينها نظرت زهرة أرضا، وانهمرت دموعها، وكانت تسمع كل ما حولها بتشويش، وحين سألها الماذون هل توافق أن يكون الجد وكيلها صمتت قليلا، ولكن ونظرت إلى جدها وشعرت به متوتر للغاية ووجهه أصفر اللون فقالت بسرعة خوفًا عليه أنها موافقة على هذا الزواج حينها ابتسم إليها الجد بحب شديد.


وأخيرا أعلنهم المأذون زوج وزوجه، وانتهت مراسم كتب الكتاب.
اقترب الجد منها يحتضنها بقوه ويقبلها بفرحة حقيقية.
الجد: مبارك يا حبيبتي لا يمكن لكِ أن تتخيلي مدى سعادتي في تلك اللحظة فرحة لا توصف.
هند بحب وهي تداري حزنها بابتسامه: بارك الله لنا بك ياجدي، وتظل دائمًا معي.


نظر الجد إلى ليل، وهو يقول له بمزاح قوي: إقترب أيها الوغد لتبارك إلى عروسك.
ضحك ليل وهو يقترب، وعلى وجهه ابتسامة جعلتها تشعر بالخوف الشديد وقال: بالطبع با جدي،ولكن هل تتركنا وحدنا قليلا من الوقت وسنلحق بك سريعاً.
الجد بتأكيد : بالطبع، وانسحب هو ومن معه إلى الخارج.


جلست زهرة مكانها من شده التوتر فقد شعرت أن قدميها لن تستطيع حملها أصبحت هشه، وحين خرج الجميع من الغرفه شعرت زهرة بليل وهو يجلس بجانبها
ليل : مبارك يا زهرتي.
زهرة بعناد: لا تناديني هكذا، جدي وحده من يقول ذلك.
إبتسم بسخرية وهو يقول: لو لم يكن جدي لكنت قتلته، أنتِ زهرتي أنا وحدي.
نظرت أرضا، وكأنها تنهي الحديث بينهم فقال لها: انظري لي.
لم ترفع زهرة رأسها نهائيا، وكان العند قد سيطر عليها، وكانت تفرك يديها وتهز قدميها بقوة.

ليل بغصب وهو يرفع وجهها بالقوة: إياكِ وتجاهل أوامري حينها أتحول إلى وحش كاسر.
اشارت زهرة بالموافقه برأسها، فقال برضا
ليل: جيد.
زهرة بصوت محشرج: هل من الممكن أن أسألك سؤالا؟
ليل: بالطبع.
زهرة: لما وافقت على الزواج بي، وخصوصاً أن أمامك الكثير من النساء التي تتمني كلمه منك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي