أنت غيرهم

زهره الحياه`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-07ضع على الرف
  • 3.5K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

( المقدمة )
أنا لست ضعيفة كما تظنون أنتم
و لست ضعيفة كوني فتاة، معذرة لكم، لم أحقق رغبتكم في يوم!

نعم، فأنا لم أحقق رغبتكم في جهلي وعجزي وضعفي، فأنا وبكل رقة قلبي سوف احارب قساوة قلوبكم، بكل شجاعة وقوة، سوف احارب فسادكم، نعم، أنا سيدة وافتخر كوني سيدة، هذا لا يجعلني أنقص عنكم فى شيء.

لماذا أرى كل نظرات الشفقة هذه في عيونكم؟ هل لاأني فتاة، تنظرون لي بهذه النظرات!؟

تباً لكم ولنظراتكم هذه، أنا ليس بحاجة إليها

نعم يا سيدي الضابط، لماذا كل هذا الاستهزاء ببطالتك؟

أتظن انني ضعيفة أيها الجاهل؟ أتظن أن جميع النساء ترتجف من صوت طلقات النار؟

أتظن أن جميع النساء تصاب بالصرع عندما ترى مجرم ما؟!

حسناً يا سيدي الضابط، ولكن انظر بعمق في عيني وأخبرني بصدق.

هل ترى الخوف يملأ حدقات عيني؟ هل ترى ارتجاف يدي؟

اريد ان اخبرك يا سيدي، فإذا كنت انت ضابط ف أنا أيضاً مثلك، وكوني فتاة هذا ليس سبب لينقصني شيء، ف أنا لست اقل منك في شيء.



(الفصل الأول)

وفي أحدى البلدان، انتشرت الفوضى بشكل كبير للغاية، ومن أكثر الأشياء التي كانت منتشرة في هذا الوقت، هو اختطاف النساء والأطفال وقتلهم بطريقه وحشية، أو ذبحهم وأخذ أعضائهم للبيع.

كانت كل العمليات الإجرامية موجهة بشكل كبير إلى النساء، وكأنها مافيا كبيرة تكره النساء كثيراً؛ لذلك قررت فجأة التخلص من جميع النساء التي في العالم.

وحفاظاً على أرواح فتياتهم كانت كل أسرة تمنع الفتيات من الخروج، حتى التعليم اجبروهم أن يمتنعوا عنه وأصبحت المدارس والجامعات تخلو من الفتيات.

وانتشر في ذلك الوقت التذمر والغضب في قلوب جميع الفتيات ليشعروا بالقهر الحقيقي والذل.

ولكن ماذا يفعلون؟ فهم ليس في أيديهم شيء سوءا الجلوس في منازلهم، والدموع تملأ أعينهم من شدة الظلم الذي يعيشون فيه.

و في أحد المنازل المتوسطة

كانت تقول بعصبية غضب بالغ: لن أسمح لكِ بالخروج مطلقاً، لقد أخبرتك من قبل يا كارمن بالأحوال التي تمر بها البلدان في هذه الفترة.

لترد عليها كارمن بابتسامة استفزت والدتها بشدة: لقد اعتدت يا والدتي على هذا الحديث كل يوم وبنفس الطريقة، ولكن سوف أفعل ما افعله كل يوم، وأخرج خارج المنزل.

أنا لا أريد أبداً أن أعصي أوامرك، ولكن معذرة يا والدتي أنالن أعيش في هذا الرعب أبداً.

لتجيبها والدتها بعناد وعصبية مفرطة: لقد اعتدتِ على عدم احترامي وعصيان أوامري، وأنت اليوم واقفة أمامي وتفتخرين بهذا بكل وقاحة.

ولكن هذه المرة لن أسمح لكِ مطلقاً أن تعصي أوامري، لقد فاض الكيل منكِ ومن تصرفاتك الطفولية.

لتكمل حديثها وهي تكاد أن تبكى وهي تقول: يا آبنتي لماذا تفعلين بي هذا؟ فأنا والدتك، وقلبي يتمزق عليك كلما قررتي أن تخرجي من هذا المنزل بمفردك.

لماذا تريدين أن تقتليني عمداً من شدة خوفي؟

ف أنت على علم جيداً بما يحدث في البلدان في هذه الفترة، فهناك من يريد قتل جميع الفتيات، لا اعلم لماذا! ولكن هذا الذي أدركته.

لان كل الجرائم تحدث للفتيات والنساء فقط، و كأنها مافيا تستهدف نساء العالم، وانا لن اتحمل مطلقاً أن تعودي لي في يوم ما جثة هامدة.

قلبي لن يتحمل فقدانك في يوم ف انتي ابنتي وقلبي ينبض لك انت وأخيكِ و والداك.

أنا أعلم جيداً أنك اعتدتي على الدلال من الجميع، و أن الجميع يطيعك في حديثك، لكن معذرة لك فأنا لن أطيعك في هذه المرة، لن اتركك لتفعلي كما تشائين ، لن يفيدني شيء اذا عدتي لي جثة اليوم.


لتقوم كارمن بتقبيل والدتها وهي تقول بشقاوة وخفة وكأن والدتها لم تقل لها شيء:

اظن انك قد انتهيتي من حديثك، حقاً كم أنه كان حديث ممتع للغاية وأفادني كثيرا، ولكن انا اطلب العفو منك، لا استطيع سماع حديثك أكثر، لقد تأخرت كثيراً عن موعدي.

ويجب علي أن أرحل الآن و لكن اعدكِ أن أسمع الكثير من حديثك عندما يشاء القدر، واعود إلى منزلي بخير، اراكي لاحقاً يا جميلتي.

لتذهب كارمن ولا تنتظر حتى الرد

لتصرخ والدتها وهي تقول بغضب: كارمن كارمن انتظري قليلاً، كارمن، على القليلة اخبريني إلى اين أنتِ ذاهبة، كم انكِ فتاة عنيدة يا كارمن.


(كارمن وهي فتاة في أوائل العشرينات من عمرها، تمتلك تلك العيون العسلية التي تتحول إلى ألوان أخرى في الشمس الساطعة.

وذلك الشعر الشديد السواد، ولكنه لامع بطريقة ملفته للغاية، ويصل طوله إلى منتصف ظهرها، هي لم تحب شعرها كثيراً فهي تعشق الشعر القصير، وتجد راحة أكثر في التعامل معه.

و لكن والدتها كأى أم تكره الشعر القصير، وترفض دائما أن كارمن تتهور وتقوم بقص شعرها.

ويصل طولها إلى حوالى ١٧٠ سنتيمتر، وتمتلك جسد رشيق للغاية ولديها قوه بدنية جبارة، وهذا بالطبع بسبب ذهابها إلى النادي الرياضي بطريقة منتظمة.

تؤدي كل التمارين الخاصة بالشباب فهي لا تذهب لكي تمشي أو تفعل تمارين الفتيات التي تبدو بسيطة للغاية، لا، فهي تذهب لكي تمارس تمارين الحديد، وتتدرب على تمارين القتال.

كان الجميع مندهش و يتسألون، لماذا تفعل هذا؟

ولكن ظنوا أنها تمارس كل هذه التمارين حتى تدافع عن نفسها في هذا الوقت، الذى انتشر فيه الهجوم على النساء وقتلهم بطريقة مخيفة ووحشية.

ولكن على الرغم من كل هذا، ولكنها كمثل باقي الفتيات تهتم بنفسها كثيراً وتهتم بثيابها، وجمالها، وأناقتها، واكثر شيء كانت تهتم به وتعشقه عشق ليس له مثيل هو أظافرها.

فهي كانت تعشق أظافرها بشكل ليس طبيعي وبرغم من عشقها للتمارين العنيفة، ولكن أحياناً كانت تمتنع عنهم بسبب خوفها على أظافرها فهي كانت تعتنى بهم جيداً وتهتم بهم بطريقة ملفتة، حيث أن الجميع كان يعلم مدى حبها لأظافرها الطويلة.


لم تمتلك كارمن سوى اخ واحد فقط، وهو نادر الذى تخرج قريباً من كلية الشرطة، وقد ورثت كارمن العناد من أخيها الأكبر، فهما الاثنان اعند من بعض، ولديهم طبع صعب في العناد)


أما سلوى فهي والدة كارمن و نادر، وهى كأي أم تقليدية، ترى أن الفتاة مكانها المناسب هو في منزل زوجها، ومع اولادها، وترى أن الشغل المناسب للفتاة هو أن تربي أولادها جيداً وتعتنى بزوجها حتى لا ينظر الى أي امرأة أخرى.

كثيراً ما يحدث جدال بينها وبين كارمن بسبب هذا الموضوع بالتحديد؛ لأن كارمن كانت ترفض كل الرجال الذين يتقدمون لخطبتها، رغم مكانتهم الكبيرة.

فمنهم المهندس والطبيب و المحاسب، ولكن كانت ترفضهم جميعاً بدون أن ترى أحد، وهذا الأمر كان يغضب سلوى كثيراً
و لكن ماذا تفعل؟ فهي تعلم مدى عناد كارمن وأن الحديث لن يؤثر فيها.)



بعد أن إختفت كارمن، أكملت سلوى حديثها وهي تتجه إلى غرفتها، تنفث النيران من أنفها.

نظرت إلى القعيد هناك، زوجها كامل الذي إستقبل عصبيتها ولومها: يا كامل، أخبرني هل يعجبك ما تفعله ابنتك كارمن؟

بدا على كامل قلة الحيلة، لم يجب لتكمل هي:

لقد أصبحت عنيدة للغاية ولا تسمع حديث اي احد، أصبحت تتجاهل الجميع، وأنا أرى أن كل هذا بسببك أنت، فأنت وحدك المسؤول عنه، أنت الذي جعلتها تعتاد على الدلال.



همهم كامل بإستسلام، هو يعلم تماماً أن زوجته محقة،
فهذا كله لأنه لم يرفض لها أي طلب في السابق، ولم يجبرها أن تفعل شيء تكرهه وإن كان في مصلحتها، لقد أعطاها الحرية الكاملة.


شعرت سلوى أنها تتحدث مع نفسها، لم تكفيها المسافة البعيدة بينهما، بل إقتربت وجلست أمامه، فنظر في وجهها القلق، وكل ما كان يراه أم مسكينة تحاول أن تستنجد برجل مقعد.


مسحت سلوى وجهها كما لو كانت تطرد الإرهاق، لتكمل حديثها:

اريد ان اخبرك أن هذه الحرية التامة التي أعطيتها لها، سوف تكون سبب بأن تأتي لنا جثة هامدة في يوماً ما.

أو أننا سنسمع خبر موتها على التلفاز، كما نسمع الأخبار عن مئات الفتيات، ولكن تأكد أن في تلك اللحظة أنا لن اسامحك طول عمري، لأني سأتذكر دائما انني فقدت ابنتي بسبب دلالك لها.

هذا ليس الوقت المناسب لكي تطبق قوانين التربية الحديثة على ابنتك الوحيدة، أرجو منك ألا تصمت لها اكثر، لقد تعدت كارمن كل الحدود.


بينما دموع سلوى تنهمر بغزارة، ابتسم لها كامل بحزن، ومد كفه يمسح دموعها.


رد عليها كامل بقله حيله وهو يقول ناظراً في عينيها: وما الذي تريدين مني أن أفعله يا سلوى؟ اخبريني ماذا افعل؟ وانا ما زلت اجلس على هذا الكرسي المتحرك.

الذي أظن أنني سوف ابقى طوال حياتي وانا جالس عليه، عاجز وقليل الحيلة.

سلوى تعلم جيداً، أنه ليس بيده شيء ليفعله، وتدرك أيضاً كم أن ابنتهما فتاة عنيدة، ولا تستمع إلى أحد.


وظنها بأبنتها أنها فتاة طائشة لم تقدر تعب والدها وعجزه هذا، وخوف والديها الشديد عليها، ربما لأنها اعتادت أن تفعل كل شيء بحرية، ولا بد وأن كامل لا يريد أبداً أن أنزع منها حريتها بعد أن أعطاها لها.

فإذا فعل ذلك، لن تكون النتيجة مضمونة بطاعة كارمن، بل ربما تتخطى كل الحواجز وتزداد جشعاً




ابعد كامل يده عن زوجته، ثم بدأ يلوذ بعينيه عن انظارها:

أنا لم افرق يوماً بينها وبين أخيها في التعامل، لذلك لا يوجد حل سوى أن نتركها إلى حين قدوم نادر، هو سوف يقنعها بهدوء.


الأبوان يعلمان تماماً انها تقتنع سريعاً من أخيها نادر وتطيعه دائماً، فقرر كامل ان يترك نادر كوسيط يخبرها عن مدى حبهما لها، ومدى القلق الذي يعيشان فيه في هذه الفترة..

فهي ونادر يمتلكون نفس القدر من العناد ويستطيعان أن يفهما بعض جيداً.




كامل والد نادر وكارمن، هو أب مثقف وكان دائما يترك كارمن و نادر من صغرهما يقرران مصيرهما.

يأخذون قرارات حياتهم بأنفسهم، لذلك عندما قرر نادر الالتحاق بكلية الشرطة لم يعارضه كامل بالمرة، بل سلوى كانت تعارضه خوفاً عليه.

وقد تعرض كامل لحادثة منذ فترة، وقد سببت له إصابة في قدميه؛ لذلك طلب منه الطبيب أن يظل يتنقل على الكرسي المتحرك لفترة من الزمن، حتى تعود قدماه كما كانت من قبل ويستطيع أن يحركها بسهولة ، وعلى الرغم أن إصابة قدمه لست خطيره ولكن كان كامل يأس بشكل كبير وكان حزين وكانة متيقن أنه لن تعود قدمه مثل قبل مره اخرى، حتى بعد أن أخبره الطبيب أن قريباً ستعود قدمه كما كانت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي