النجم الذي سطع

عندما استفاق لؤي وممدوح كانا في غرفة واسعة مؤثثة بأثاث ذا أشكال غريبة لكن بادي الفخامة. ينتصف الغرفة مكتب ضخم بلون رمادي يجلس عليه رجل في منتصف العمر يعمل بشيء أمامه.

قال لؤي وهو يحاول الوقوف "هل هذا المنتهى؟ لم يبدو غريبا هكذا"

رفع الرجل نظره عن عمله وابتسم ابتسامة دافئة قائلا "أهلا بكما، ولا هذا ليس المنتهى"

ثم أخرج جهازا غريبا تحدث فيه قائلا "هلا أحضرت افطارا لثلاثة بعد اذنك يا أدهم"

قال ممدوح وكانت عيناه تجوب المكان في انبهار "هذه الغرفة... انها مذهلة حقا، لكن أين نحن بالتحديد؟"

الرجل "سؤال جيد بالفعل، لكني سأتحفظ على اجابته آسفا حتى نتعرف على بعضنا أكثر"

كان كلامه لبقًا منمقًا مما جعل من الصبح الحقد عليه ولو كان العدو، من هذا بحق؟

أشار الرجل لكرسيين أمام مكتبه طالبنا منهما الجلوس، لينظر الفتيان الى بعضهما البعض ثم ليتقدما ويجلسا.

قال الرجل "أولا دعاني أعرف عن نفسي سواء كنتما تعلمان من أنا مسبقا أو لا. أدعى شهاب وأنا من المصممين"

نظر الفتيان لبعضهما مجددا، هل يعرف كنعان هذا الشخص؟ لكن ذلك يفسر المكان الفخم المليء بالأجهزة الغريبة.

شهاب "ومن أنتما؟"

قال لؤي بابتسامة مصطنعة "أدعى لؤي"

ممدوح "وأنا ممدوح"

شهاب "وماذا تعملان يا لؤي وممدوح؟"

ممدوح "نحن أكادميان لا نعمل بعد"

أومأ شهاب بالإيجاب ولا تفارق وجهه تلك الابتسامة الدافئة.
هل كان يصطنعها أم أنه فعلا شخص يمكن الوثوق به؟

شهاب "لقد أخبرني رفاقي أنهم وجودكما في الغابة، ماذا كان يفعل صغار مثلكما في مثل ذلك المكان"

قال ممدوح بعد صمت لم يدم "كنا في الغابة نستكشف حين أظلمت الدنيا واكتشفنا أن الشمس انطفأت"

شهاب "عجيب... كان هذا منذ عدة أيام، كيف استطعت النجاة كل هذا بدون طاقة أنه لأمر مبهر"

أقطب ممدوح حاجبيه، هل كان يوحي بأنه يعلم بكذبهما بطريقة غير مباشرة؟ من هذا الرجل!

ممدوح "كنا نمتلك مخزون طاقة صغير، حتى وجدنا رفقتك ثم وجدنا أنفسنا هنا"

شهاب "أنا أعتذر للغاية بشأن ذلك يا ممدوح، لكنها دواعي أمنية لدينا فلا تلم علينا فعلتنا"

ممدوح "اذا هل يمكننا الذهاب الآن؟"

قال شهاب وهو يسند ظهره الى الكرسي "يمكنك ذلك بالطبع، لكن يجب أن تعلم أن المدينة في دمار"

بدى القلق عليهما ليستفسر ممدوح قائلا "دمار؟ كيف ذلك"

شهاب "صراع دائر بين فصائل العسكريين، مات الكثيرون حتى الآن بسبب تهورهم"

ابتلع ممدوح ريقه بذعر، كنعان! وأهلهم...

ممدوح "ولماذا يتصارع العسكريون بين بعضهم البعض!"

شهاب "ذلك ما نحاول فهمه"

في تلك اللحظة طرق الباب ودخل اثنين يحملان كرتين معدنيتين قدما واحدة لكل من ممدوح ولؤي ثم خرجا.

قال شهاب مشيرا لها "تفضلا، طاقة معدلة يستطيع الجسم تخزينها لعدة أيام ان احتاج لذلك"

طاقة معدلة؟
لكنهما تناولاها على أي حال وقد كانت فعلا مختلفة عن أي شيء تناولوه سابقا، هؤلاء المصممين فعلا شيء آخر.

قال لؤي بعد أن انتهى "اذا هل تعلمون التصميم هنا؟ لدينا صديق سيعجبه هذا المكان كثيرا"

شهاب "بالطبع نفعل، بابنا مفتوح لأي مصمم شغوف"

ليتمتم ممدوح من تحت ضرسه "هذا ان كان حيا أصلا.."

نظر له شهاب وقد تبدلت ملامح وجهه لأول مرة منذ رأياه.

شهاب "لم تقول ذلك؟ هل هو في المدينة؟"

ليتنهد ممدوح قائلا "على الأرجح..."

لؤي "في الواقع كان قد ذهب قبلنا ليستطلع الوضع ولم يعد"

شهاب "هذه شجاعة حقيقية منه... ولو أخبرتماني باسمه لربما يستطيع أحد رفاقي أن يجده"

ممدوح بغير تصديق "حقا...؟"

شهاب "بالطبع"

كان ممدوح متشككا من كل هذا الوضع، هذا الرجل يحتجزهم لكنه لا يريد قولها مباشرة والآن يريد مساعدتهم؟ أم أنه يريد اختطاف المزيد؟

ممدوح "لا أظن أنه يمكن ايجاده لربما لم يذهب الى هناك أصلا"

اتسعت ابتسامة شهاب وهو يقول "أتفهم أنك مازلت لا تثق بنا وهذا يدل على ذكائك، لكني آمل أن يتغير ذلك قريبا"

قام واقفا ليقول "هل يمكنكما مرافقتي؟ أود أن أحدثكما أكثر عن أين أنتما بما أننا تعرفنا الآن"

ثم توجه الى باب الغرفة وتبعه الرفيقان في صمت.

كانت الممرات أكثر حياة من المكتب متسعة مثله ويتحرك الكثيرون هنا وهناك، يمكنك سماع الضحكات المنطلقة من مكان ما ورؤية الهدوء المرسوم على وجوههم كأن الكوكب لا يعاني من مشكلة تهدد حياتهم.

اقترب ممدوح بشدة من لؤي ثم قال هامسا "ألم تلاحظ شيئا؟"

ليقطب لؤي حاجبيه ويهز رأسه نافيا.

ممدوح هامسا "المكان كله مضاء، من أين لهم بالطاقة"

لؤي "صحيح..."

قال هشام وقد توقف أمام باب كان قرب نهاية الممر "تفضلا معي"

ليفتحه ويدخلوا جميعا. كانت غرفة رمادية كسائر المكان بها رفوف كثيرة من الكتب، المتحركة؟

شهاب بفخر "هذه الغرفة هي أحد أفضل انجازاتنا، وان لم تكونا قد توقعتما بعد فنحن جماعة من المصممين بنينا هذا المكان من اللاشيء حرفيا حتى أصبح ما هو عليه الآن"

قال لؤي بصعوبة "ال..الكتب؟ انها تتحرك!"

شهاب "انها كذلك، تقنية أوجدها أحد المصممين المبهرين حقا"

ثم لينظر لأعلى ويقول بصوت واضح "خمسة وستون، كتاب المعارف الأكبر"

ليجدا كتابا قد تحرك من أعلى الغرفة حتى وصل أمامهم.

شهاب "هل هناك شيء محدد تريدان قراءته؟"

ليهز الاثنين رأسيهما بالنفي.

شهاب "ماذا تدرسان على أي حال في الأكاديمية"

لؤي "علم الأعشاب"

ممدوح "أما أنا فعامل"

شهاب "هذا جميل، بالرغم من أن مجتمعنا خاص في الأساس بالمصممين لكن مرحب بكما هنا ان شئتما"

خرج شهاب من الغرفة وتبعاه، ليسأل ممدوح بفضول "اذا كيف أن كل المكان مضاء وقد انطفأت الشمس؟ هل كل هذا مخزون طاقة؟ انه لأمر عجيب"

رمقه شهاب بفضول قبل أن يقول "لقد استطعنا نحن المصممون ايجاد طرق أخرى للحصول على الطاقة"

لؤي "هل تقول أن هذا المكان هو الوحيد الذي لن يموت بموت الكوكب!"

شهاب "ليس حقا، لا يمكننا قول ذلك على أي شيء فبالطبع تواجهنا بعض المشاكل"

دخل شهاب بعدها الى غرفة واسعة ذات مخل ضخم، ليروا العديد من الطاولات ذات الأشكال المختلفة وعلى كل طاولة عدد من الأشخاص قد انغمسوا في العمل الجاد حتى يمكنك الجزم أنهم لم يعودوا معنا في هذا العالم.

شهاب "غرفة الابداع، يمكنك العمل هنا متى أردت يا ممدوح وأنا متأكد أنك تستطيع المساعدة هنا وهناك"

كان ممدوح يقلب كل ما يحدث في عقله، فهذا المكان كأنه مدينة مثالية حقا مكتفية بذاتها لا شيء يعيبها. أناس سعداء يعملون وعلم في كافة أرجائه يشبع الروح. ولولا أنهم جميعا مصممون لجزمنا أنه يستطيع كل فرد ايجاد مكان له هنا.

هل كان يمكن القول أن هذه تجربة مصغرة ناجحة لمجتمع مثالي؟ اذا لم لم ينقلوا تجربتهم هذه الى العالم الخارجي؟

ممدوح "هذا مؤكد"

ليلتفت لهم شهاب ويقول بجدية "لكن يمكنكما أيضا المغادرة ان شئتما فلا أريد أن تظنا أنكما سجينين هنا أو أي شيء من هذا القبيل"

هل كان يجب أن يغادرا هذه الجنة؟ أن يذهبا الى الجحيم في المدينة وظلمتها؟ أم يبقيا هنا ويكملا حياتهما بشكل طبيعي وسط هذا الجمع من الناس.

قال ممدوح بعد صمت "هل يمكنك تركنا قليلا لننشاور؟"

أومأ شهاب بالإيجاب ثم انطلق الى بعض طاولات يحدث هذا وذاك من المصممين المنهمكين في عملهم.

ممدوح هامسا "اذا ماذا ترى يا لؤي؟ هل نبقى أم نذهب للبحث عن كنعان؟ وعن أهلنا؟"

التفت لؤي حوله وقد ارتسم الحزن على وجهه "لقد أحببت المكان هنا حقا، ثم ان المدينة في دمار كما قال شهاب"

ممدوح "لا نعلم مدى صدق ذلك يا لؤي"

لؤي "ولو كان كذبا يا ممدوح فما الهدف؟ أظن أن وجودنا هنا أفضل لكلينا، ثم أظن أنه يمكننا الوثوق به واخباره عن كنعان لعله يساعدنا"

أخرج ممدوح نفسا عميقا، حتى لو أنه كان يريد الذهاب الى المدينة لإيجاد والدته لكنه أقسم في نفسه أنه لا يفترق عن لؤي أبدا.

رفع ممدوح اصبعه السبابة ليفعل لؤي مثله ويضما اصبعيهما قائلين سويا "معا"

ثم انطلقا الى حيث كان شهاب واقفا وأخبراه بأنهما سيبقيان وأخبراه عن كنعان.

وقد كان شهاب قائدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عطوفا على من معه وصارما عندما يتعلق الأمر بأمنهم. متواضعا كأي قائد ناجح لكنه يضع حدودا لاحترامه ولم يكن اسمه عبثا، شهاب الذي سطع وسط ظلام الكوكب.
فهل وجدوا أخيرا نهايتهم السعيدة وتركوا خلفهم الدمار؟

جلس كنعان بجانب سيرا ووائل يحدثهما محاولا تشتيتهما عن آلامهما، فقد قرر بعد تفكير طويل أنه لا يمكنه تركهما هكذا وأن هروبه يمكن تأجيله. ثم ان بقاءه كان سيزيد من ثقتهم به.

قال سيرا وهي تحدق بالفراغ "لم أصب أبدا بطلق ناري وفي أول مرة أصاب يكون اثر حماقة مني"

ليبتسم كنعان برفق قائلا "لا يمكن الاستهانة بالطبيعة"

قالت بضحكة خافتة "أنت محق تماما"

وائل "مازلت أجزم أن هذه الرمال لم تكن هنا أنا متأكد"

لتنظر له سيرا باستهزاء "وائل، لا تبرر حماقتنا"

ليقول من بين أسنانه "لا أبرر شيئا..."

قال كنعان محاولا تغيير الحديث "مرت عدة أيام منذ رأينا القائد، هل هو بخير؟"

سيرا "أوه أي قائد تقصد؟ بارق؟"

أومأ كنعان بالإيجاب

سيرا "انه في المقر الرئيسي هكذا سمعت، اليس كذلك يا وائل؟"

وائل "بالطبع، وسط حماية أكبر"

سيرا "ما أتعجب له حقا أنه لم يذهب أي فريق لدينا الى المدينة منذ جئنا"

وائل "أظن أن رسيم سيطر عليها بالكامل"

كنعان "ماذا عن المدنيين..."

تنهد وائل قائلا "تفرقوا في ملاجئ مختلفة، لا أحد يعلم مصيرهم"

ياللهول!

كنعان وهو يتذكر حديث الرجل الذي تحدث رفاقه معه "سيتخلصون منهم؟!"

سيرا "لا تكن أحمقا يا كنعان..."

لكن وائل قال وهو ينظر بعيدا "ليس خيارا بعيدا جدا... فالطاقة محدودة"

سيرا "هذا فقط مريع يا وائل!"

ظهر في الأفق ضوء متحرك يقترب منهم، حتى تبين لهم أنه كان فهدان يجريان ويطير فوقهما خفاش يمسك بضوء.

وما هي الا دقائق حتى كانت سيرا ووائل فوق الفهدان وكنعان ورامي يطيران فوقهما للحماية حتى وصلوا جميعا الى القاعدة.

في الغرفة كان رامي ينظف سلاحه وعلى وجهه علامات الجدية، ليقول فجأة بلا مقدمات "شكرا لك للبقاء معهما حتى عدت"

كنعان "بالطبع، اليست هذه من قواعدكم معشر العسكريين؟ الواحد للجميع والجميع للواحد"

ابتسم رامي لأول مرة منذ عرفه كنعان قائلا "نعم، هذه هي القاعدة التي لا يتبعها أي أحد"

كانت سيرا ووائل قد نقلا الى غرفة الشفاء لمعالجة حروقهما ولم يكن أي من الجنود قد عاد من مهمته بعد فكانت الغرفة خالية الا من رامي وكنعان.

رامي "لا أريد أبدا أن أرى مكروها يصيب أيهما.. انهما كعائلة بالنسبة لي فشكرا لك مجددا"

ثم قام مغادرا الغرفة دون أي كلمة أخرى، لم ينتظر حتى أن يجيبه كنعان.
فكر كنعان أنه من الصعب عليه البوح بمشاعره، لكنه كان سعيدا أنه استطاع كسب ثقة أصعب واحد في الجماعة.
لربما استطاع الحصول على معلومات أكثر الآن؟

في منتصف اليوم وبعد أن عاد الجميع من مهاهم جاء أحدهم الى كنعان ليخبره بأن القادة يطلبون حضوره، فاتجه الى هناك بقلق.

لكن ابتسامة القائد آرون والد نائل طمأنته قليلا، ليبدأ هو الكلام قائلا

آرون "أنا سعيد حقا يا كنعان لأنك لست جاسوسا، كنت سأصاب بخيبة أمل كبيرة خصوصا أنك صديق نائل المقرب"

كنعان "لقد أخبرتك يا عمي أنني لست جاسوسا"

آرون "لكنها الدواعي الأمنية بالطبع، لقد أخبرنا أحد الجنود بما فعلته وكيف أنك أتيحت لك الفرصة للهرب أو ايذاء جنود منا لكنك لم تفعل"

قال قائد آخر من الجالسين "سقطت عنك تهمة الجاسوسية ويمكنك الآن اختيار ما تريد فعله"

ليكمل آخر "الا الذهاب بالطبع"

آرون "يمكنك المحاربة في صفنا ان شئت، أو الذهاب الى ملجئ المدنيين والعيش هناك بسلام حتى نحل الأزمة"

كنعان "لكن يا عمي... بعيدا عن هذا هل وجدت نائل؟ أو عائلتي؟"


ابتسم آرون بحزن "نائل مختفي تماما حتى أني أظنه قد... لا يهم على أي حال أما عائلتك فهم في ملجئ تابع لنا ان كنت تريد الانضمام اليهم"

الم يكن ذلك غريبا؟ أن يكونا في ملجئ تابع لهم وليس مع خاله في الجهة الأخرى؟

كنعان "بالطبع... لكني أيضا أريد مساعدتكم يا عمي وهناك شيء في ذهني"

آرون "بالطبع تفضل ماذا تقترح"

كنعان "في الواقع... كنت أريد الوصول الى كتب سحر لعلي أستطيع فهم ما حدث"

ارتسم الشك والضيق على وجوه القادة الآخرين الا آرون

آرون "طلبك.. صعب يا بني لكنني سأرى ما يمكنني فعله"

كنعان "شكرا لك"

هل كان يجب أن يخبره عن نائل؟
لكن لا يمكنه ذلك فماذا سيقول لهم، انه في قلب سانريزا النابض؟ لم يكن يجب أن يعلم أحد عن ذلك الشيء بعد.

آرون "سآمر بعض الجنود باصطحابك الى أهلك، وعند عودتك سنتحدث أكثر عن طلبك"

أومأ كنعان وخرج من الغرفة وهو في قمة السعادة، كل شيء يسير بشكل مذهل... ربما مقلق قليلا لكن لا شيء يدل أنه سيتقلب عليه بعد.

فقانون الحياة الثاني، يجب أن تقلق عندما يسير كل شيء بشكل مثالي فذلك يعني أن الدمار قادم لا محال. أو بصياغة أخرى، لعله الهدوء قبل العاصفة؟

اقشعر بدن كنعان وأبعد عن رأسه الأفكار السوداوية، لو حقا استطاع الحصول على كتب سحر من الممنوعة تلك لانتقل الى مكان آخر من العلم. لكن هل كان حقا سيكون مع هؤلاء ضد خاله؟

لا لا انه ليس كذلك، انها مسابقة بينه وبين خاله لمعرفة من هو الأكثر ذكاء وقد كان كنعان ينظر لخاله بالفخر دائما وقد جاءته الفرصة ليثبت نفسه أمامه على طبق من الضوء المشع.

اتجه كنعان الى غرفة الشفاء حيث كانت سيرا.

قال لها مبتسما "آمل أنك تتماثلين للشفاء بشكل جيد؟"

نظرت سيرا حولها بترقب ثم قالت بصوت منخفض "في الواقع أظن أن الشافين هنا ليسوا شافين حقا انما فضائيون متنكرون"

ليضحك كنعان قائلا "هل حاولوا أكلك؟"

سيرا "ليس بعد، لكن يجب أن نحذر جميعا"

كنعان"لقد جئت لأخبرك أنني ربما أغيب لبضعة أيام"

سيرا"ولماذا هذا؟"

كنعان "لقد سمح لي القائد بالذهاب لرؤية أهلي"

ابتسمت سيرا برفق قائلة "هذا جيد للغاية يا كنعان، سعيدة لأنهم يثقون بك الآن"

كنعان "وأنا كذلك، أراك لاحقا اذا؟ وآسف على تلك الحروق"

سيرا "لا تكن أحمقا يا كنعان لقد أنقذت حياتي"

كنعان "أقل نا يمكن فعله، الى لقاء اذا"

سيرا "الى لقاء"

خرج كنعان من الغرفة مثقلا، لا يفهم لم يشعر هكذا ومن المفترض أن يكون سعيدا لأنه ذاهب لرؤية أهله...

هل تعلق بالمكان لهذه الدرجة؟ حتى أنه لا يريد أن يغيب عنه حتى لبضعة أيام!
هل لهذا السبب حقا لم يهرب؟ كان يخدع نفسه طيلة كل ذلك الوقت؟

توقف كنعان في منتصف الطريق محدقا في الفراغ... لا ليس المكان، لقد كان متعلقا بشيء آخر داخل المكان...

سيرا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي