خِلاف

°°°

- ليليز أسرعي عَلينا الذهابُ لرؤيةِ إيدي
على لوكوو أن يأخُذَ حماماً فهو مُلطخ بالألوان

صاحَ الغرابي على الفتاةِ التي تحتلُ حمامهُ منذُ ساعةِ تَقريباً
لِتصرُخَ هيَ في المُقابل مِن داخِل الحَمام

- نااه لوكوو جميل بالألوان
ليليز تريد اللعبَ في الماءِ أكثر ، إيدي سينتظرها

صفعَ الغرابي جبينهُ بقلةِ حيلة
بَعد أن كانَت تَخافُ المياهَ وقامَت ناي بمساعدتها في التغلب على خوفها بالألعاب خاصة الأطفال

أصبحت لا تُغادرُ الحمامِ إلا إن أجبروها على ذلك
وبما أن ناي قد عادت إلى أمريكا مُنذ أسبوعين
هو يعاني بشدةٍ في التَعامُل مَعها وَحده

فقد مَرَّ شهرٌ على مُكوثها مَعه
أصبحت تستطيعُ الحديثَ بشكلٍ جيد ، تقريباً ..

تستطيعُ السيرَ وإرتداء ثيابِها وَحدها بَعد أن قامت ناي بتعليمها ذلك

وتستطيعُ سرقةَ عصير البُرتقالِ مِن الثلاجة طبعاً ..

إبتسمَ الغرابي بشرٍ حينَما خَطرت على بالهِ فكرة

- حَسناً إستمري باللعبِ في المياه
وسوفَ نَشربُ أنا وإيدي كُل عَصير البُرتقالِ الموجودِ في الثلاجة

إستمع لشهقةِ الشاحبةِ المُرتفعةِ ثُم صوتَ توقُف المياه لتصرُخ بسرعة

- ليليز سترتدي ثيابها وتخرُج بسرعة
ليستطيع لوكوو الجميلُ الإستحمام

ضحكَ الغُرابي بخفةٍ وبعد عدةِ دقائق خَرجت لهُ ذاتُ أعين الغزلانِ بثوبٍ أرجوانيٍ بطولٍ مُتوسط يُغطي رُكبتيها
ضيقٍ مِن الخصر وفضفاضٍ مِن الأسفل بطابعٍ بسيط جداً

- إيدي يُحب الأرجواني
لهذا ليليز إرتدت ثوبها الأرجواني الجَميل ليصبحَ إيدي سعيداً

نَطقت بسعادةٍ تَدور بثوبها كالأطفال
ليقلبَ الأدعج عينيه ثُم يعقد ذراعيه إلى صدره وينطقَ بتململ

- لوكوو يحب الأسود ولَم ترتدي الثوب الذي أعطاهُ لكِ كَ هدية

توقفت الشاحِبةُ وكأنها قَد إرتكبت جُرماً ما
تتسعُ عينيها ثُم تزم شفاهها الكرزيةَ بخفةٍ تبتلع مافي جَوفها بصعوبة ثُم تنطق بهمس

- ليليز لا تُحب الأسود ، هي تُحب الوَردي و الأرجواني أكثر مثلَ إيدي

قَلبَ الغرابيّ عينيهِ مرةً أخرى ليتمتم بغضب

- إذاً دعي إيدي هو من يشتري لكِ ثيابكِ مرةً أُخرى

أنهى حديثهُ يدخُل الحمامَ صافعاً البابَ بقوة خَلفه

جَفلت الشاحبةُ تَزم شفاهها بِخفةٍ بينَما إمتلأت مُقلتيها بالدموع لتصرُخَ تالياً

- إيدي أفضُل مِنك يا شِرير

- أنا ماذا ؟!!

جفلت حينما فَتحَ البابَ يصرخُ في وجهها
لتعبس أكثر ثُم تصرخ مرة أخرى

- أنتَ شريرٌ ولَئيم ، إيدي لا يَصرخُ على ليليز

أنهت حديثها تُخرجُ لسانها له
ثم إستدارت تطرق الأرض بغضبٍ بقدميها بينَما بدأت دُموعها بالإنهمار على ملامِحها

- أنا لئيم وشرير الآن ؟؟

تمتمَ بِصدمةٍ بينَما ينظُرُ إليها وهي تبتعدُ عنه حتى إختفت في الرواقِ المُؤدي إلى المَطبخ

- سترينَ أيتها الناكرةُ للجَميل لَن أحضر لكِ عصيرَ البُرتقالِ مرةً أخرى

صاحَ مَرة أخرى لتُطِل هي برأسها مِن الرواقِ فَقط وترفع إصبعها الأوسط له ثُم تَهرب ..

فَغر الغرابيُ فاهه بصدمةٍ بعيونٍ جاحِظة
ينظرُ للمكانِ الذي إختفت مِنه دونَ أي تَعابير على وجهه

- يَجبُ عليَّ إبعادُها عَن إدريان حقاً إنه يغسلُ دماغها حرفياً

تمتمَ بينما يُدلكُ ما بينَ حاجبيهِ
يشعُر بالغضبِ يَتصاعدُ إلى دماغهِ مُقرراً مُحاسَبتهُما لاحِقاً

ليَدخُلَ إلى الحَمامِ مُغلقاً البابَ خَلفه
فتتسعَ عينيهِ حينَما كانت تَضعُ جميعَ ملابسهِ السوداء معَ الثيابِ المُتسخة بعد أن لطختها بالطحين والزيت

ليُغمض عينيه ويرصّ على أسنانهِ بشدة
ثُم تَدوي صرختهُ في كُل أنحاء البِناء

- ليليز !!!

تصنَمت الأُخرى وهيَ ترتشفُ القليلَ مِن عَصير البرتقال في المَطبخ ثُم قهقهَت بخفة تُغطي ثغرها بيدها

- نَجحت الخطة سأجعل لوكوو يَرتدي الأرجواني مِثل ليليز

°°°

- ليليز صَغيرتي !!

صاحَ الأسمرُ حالَ رؤيتهِ للغُرابيّ العابسِ بقميصه الأرجواني !!
والشاحبةِ التي تتَعلقُ بيدهِ كالأطفال

لتهرول هي بسرعةٍ ناحيته تَقومُ بِمعانقته
فيحملها مِن خاصِرتها وَيدورَ بِها تَحت أصواتِ قهقهاتِهما المُرتفعة

- ثَوبٌ جَميلٌ زَهرتي الصَغيرة

إبتسمت الأُخرى بخجلٍ لتُجيبهُ بِحماس

- ليليز إرتدت الأرجُوانيَ لأجلِ إيدي فَقط

قَلبَ الأدعج عينيه يُكتف ذراعيه إلى صدره
وحالَ فصلِهما للِعناقِ همسَ الأسمر للشاحبةِ

- لِما يَبدو كالبُركان الذي يوشك على الإنفجار

ضحكت الشاحبةُ تُخفي ثغرها خلف كفها لتهمسَ لهُ في المُقابل

- ليليز قامت بإتلاف جَميع ثيابه السوداء وأجبرتهُ على إرتداء قميصٍ أرجواني
ثُم رفعت إصبعها في وجهه كما علمتَها

ضحكَ الأسمرُ بشدةٍ حينما تَخيل شَكل الغُرابي بَعد كُل ما قامت بِفعله

- لِتضحكا كثيراً لأنها آخر مرة تتقابلانِ بِها
وأنتَ كُف عَن إفسادِ عَقل فَتاتي

نطقَ الغرابيّ بحنقٍ لينظر الأسمرُ والشاحبةُ إلى بَعضهما ثُم يَضحكانِ بِشدة

تمسكت الشاحِبةُ بكف الأسمرِ ومَشيا معاً أمامَ الغُرابي دُون أدنى إهتمام لَه

تنهدَ الغرابيُّ بعمق يُدلكُ ما بين حاجبيه
إلا أنهُ إبتسم في النهايةِ يَلحقُ بِهما بينَ المَحلاتِ التجارية

صَحيحٌ أنه يَغضبُ مِن بعضِ تَصرفاتهما
إلا أنهُ سَعيد لأن ليليز إستطاعت إخراج صديقهِ الأسمر مِن حالةِ الإكتئاب التي كانَ يَعيشها

بروحها الطُفوليةِ والمرحةِ أجبرت الأسمر على التَعلُق بها والضحكَ كُلما تَقابلا

هوَ يَعلمُ بأنهُ لَم يتخطى مَوت هيذر بعد ..
ويَعلمُ بشربه للكحولِ بإفراطٍ مساءَ كُل يومٍ حينَما يَتصلُ بهِ وهو يَبكي في حالةِ سُكرِه

يزيدُ الذَنب في قَلبه لا يَستطيعُ البَوح له بما فَعل ولا يستطيعُ مُسامَحةَ نَفسهِ على ما جَرى

لِذا هُوَ قَرر أن يَجمعَهُ بـ ليليز كُلما سَنحت لهُ الفرصة
لأنها بِطَبعها الطُفولي ذاك قَد خَففت مِن وَحدةِ الأسمَر

°°°

في اليَومِ التَالي إستيقَظ الغُرابي على تحرُكاتٍ غَريبةٍ في غُرفته
لينقلبَ على معدتهِ مُتنهداً ثُم يُحاولَ العَودةَ للنَوم

إلا أن إنخفاضَ مرتبةِ السرير بقربهِ إستطاعت تَوضيحَ مَا سيحصُل تالياً

ثلاثة
إثنان
واحِـ..

- لوكوو

إبتسمَ الغُرابيُّ حينَما لَم يَكملِ العَد ليحصُلَ ما تَوقعهُ تَماماً فيهمهمَ بخفةٍ دونَ فتحِ عَينيه

- لوكوو هوَ الأفضُل والأجمَلُ في العالَم
لوكوو المُفضلُ لَدى ليليز أكثرَ مِن نايو وإيدي حَتى

قهقهَ الأدعجُ بِخمولٍ يَعلمُ تَماماً ما وراءَ هذهِ المُقدمة

- همم حقاً ؟! ، مالذي تُريده ليليز مِن لوكوو يا تُرى ؟

نَطق الغُرابيّ يَفتحُ إحدى عينيه فَقط ينظرُ إلى ملامِحها المُرتبكةِ وأصابعها المُتشابِكةِ بتوتر حِينما نَطقت بِهمس

- عَصيرُ البرتقال ، لَقد نَفِذ ..
لوكوو الرائِع سَيُحضرُ العَصير لليليز صَحيح ؟

تقوست شفاهها نِهايةَ حَديثها وكأنها على وشكِ البُكاء
ليَنقلبَ هو على ظهرهِ يَضعُ ساعدهُ على عينيهِ ثُم ينطقَ بإبتسامةٍ مُستمتعة

- كَلا ليليز مُعاقبةٌ لأنها كانَت فتاةً سيئة
قامَت بعملٍ سيئ ترفعُ إصبعها في وجهِ لوكوو
وأيضاً أتلفت قُمصانهُ المُفضلة ولم تقُل آسفة حتى

زَمت الشاحبةُ شفاهها بِحزنٍ تَعلمُ بأنها أخطأت

- إيدي هوَ مَن أخبرَ ليليز أن ترفع إصبعها في وَجهكَ كُلما أغضَبتها

قالت الشاحبةُ ليلويَ الغرابي فَمه بغيرِ رضى
هوَ يَعلم بأنها مُتعلقةٌ بإدريان بشدة وأنهُ يَعتبرها كَطفلته لا أكثر

لَكن شيءٌ ما جَعلهُ يشعُر بالضيق
وهوَ قد كرهَ هذا بشدة ..

كَرهَ بأنهُ يَشعرُ بالغيرةِ مِن علاقةِ الأسمر مع ليليز
ومِن أنها تَستجيبُ لهُ كَثيراً

كَرهَ إحساسَهُ بأنها مُتعلقةٌ بشخصٍ ما أكثر مِنه ..

- دعيهِ يُحضر لكِ عصير البُرتقال إذاً
أنا لا أهتم

نَطق بحدةٍ دونَ وعيٍ مِنه يَستديرُ للجانِب الآخر
تَنفسَ بثقلٍ يَرصُ فَكهُ بقوةٍ وكأنهُ يكاد يحطم أسنانه

إستمعَ لشهقةٍ هَربت مِن ثغر الشاحِبة
ليعقد حاجبيهِ بشدة يُغمضُ عينيهِ مُحاولاً تَجاهُلها

إلا أنها قامت بجر كُم قميصه بلطف ليستدير ناحيتها
ويرى وجهها الغارِق بالدموع فيتنهد بعمق

وما فاجأهُ هُو إقترابُها منهُ تَدفنُ رأسها في صَدره
تتَمسكُ قبضتيها الصغيرتين بقميصه القُطني الرمادي بينما تنتحب بخِفة

- لَكن ليليز تُحب لوكوو أكثر ، ليليز آسفة ..
كانَت تَمازحُ لوكوو وحينَ أفسدت ثيابَه أرادت أن يرتديا اللونَ ذاتَه كما الثُنائيات في التِلفاز

نَطقت الشاحبةُ ما بينَ شهقاتها لتزداد حدةُ بُكائها حينما قامَ الغُرابيُ بِضمها إلى جسده أكثر

إزدرد ريقهُ بصعوبةِ ورغم أنهُ يَعلمُ بأن حُب ليليز له بريء وَنقي
لَكن هذا لَم يَمنع قَلبهُ مِن الخفقانِ بشدةٍ حينما نَطقت بِذلكَ لهُ لأولِ مَرة ..

إستعدلَ بجلوسهِ يُقيم جَسدها معهُ ولا تزالُ تبكي بينما تُخفي وجهها في صدره

إمتدت يدهُ ليُداعبَ خُصلات شِعرها بحنانٍ ثُم يَنطق بهدوء

- لوكوو أيضاً آسف لأنهُ صرخَ على ليليز
لا تَبكي وإلا سَتصبحين قبيحة ، إبتَسمي لِتكوني جَميلة

شهقت الشاحبة تَبتعدُ عنهُ تَمسحُ دموعها بِسرعة
لتبتسمَ بينما تنظرُ في عينيهِ تعودُ عينيها لِذرف دموعها على وَجنتيها ولا تزالُ تُحافِظ على إبتسامَتِها

فيضَحك الغُرابي بِخفةٍ تَمسحُ أصابعهُ دُموعها بِرقةٍ يَدنو مِنها ليطبعَ قُبلةً ناعمةً على جِفنها

ببطء ورِقةٍ شَديدة يَنتقلُ إلى جِفنها الآخر طابعاً قُبلةً أُخرى

- لِيز جَميلةٌ جِداً الآن

نَطقت الغرابي بهمسٍ لا يُبعد عينيهِ عَن ملامِحها الفاتِنة

أهدابُها الطويلةُ واضحةٌ لأنها تُغمضُ عينيها ووجنتيها المُمتلئةُ الصافيةُ مُتوردةٌ بِخفة

أنفُها الصغيرُ بأرنبتهِ المُحمرةِ لِبُكائها مُسبقاً ومِن ثَم ..
شفاهُها المُكتنزةُ ذاتُ لَونِ الكَرز

خلالَ هَذا القُرب كانَ يَستشعرُ أنفاسها المُرتجفةَ التي تَلفحُ وَجنته وتَمسُكها الشديدَ في قَميصه

تَفغرُ فاهها قَليلاً أمامَ نَظراتِه الثاقبةِ التي لا تَعلمُ عنها أي شيءٍ تُطلقُ تَنهيدةً مُرتجفة لَفحت شفاهَ الأدعجِ ليغمضَ عينيهِ بِخدَر

دَنا مِنها أكثر تَقبض يدُه اليُسرى على وَسطها
بينَما تُكوبُ يدهُ اليُمنى وجنتها يُقربها إليه أكثر

عَقدَ حاجبيهِ بشدةٍ يَتنفسُ بحدةٍ مِن أنفه
يُفرقُ ما بينَ شفاههِ قَليلاً مُقترباً أكثر

نيةً في إحتواءِ تلكَ الشفاهِ المُرتجفة ما بينَ خاصتهِ المُتلهفةِ لتَذوقِها

وإرتجافُ يَديها التي عَلى صَدرهِ باتَ واضِحاً
لامَست شفتهُ العُليا شفتها السفلى قليلاً فَحسب ..

لَم تُحتسب قُبلةً حَتى وحينما كانَ في صددِ الإقترابِ أكثرَ لسلبِ شِفاهها ما بينَ خاصته

ليوَسعَ عينيهِ مُتراجِعاً للخلفِ هَلِعاً حتى سقطَ مِن على السرير

ثُم إستقامَ بِسُرعةٍ مُتجهاً إلى المَطبخ

إستندَ بذراعيهِ على رُخامةِ المَطبخ يَلهثُ بِخفة

- مالذي كُنتَ تُفكرُ بهِ أيُها الغبي
أكُنتَ تَود تَدنيسَ تلكَ الفتاةِ النَقيةِ بِقذارتك

حادثَ ذاتهُ بهمسٍ يشعرُ بالنَدمِ يأكُلهُ لما فَعل
أو كادَ أن يَفعل ..

- إنها بِروحِ طِفل كَيفَ إستطعتُ التَفكيرَ بِها بِهذه الطَريقة حَتى ؟!

همسَ مرّةً أُخرى بِحدةٍ يَلكُم الجدارَ الذي بِقُربهِ بِقوة

- لا بُد أنها خائِفةٌ مِني بِشدةٍ الآن

تنهدَ بعمقٍ يَشُدُ خُصلاته بعُنفٍ للخَلف

- ل..لوكوو ؟

نَطقت الشاحبةُ بصوتِ أقربَ للهمس
تَدخُل للمَطبخِ لا تَستوعبُ أياً مِما جَرى ولَم تَفهم سببَ هلعِ الغرابيِّ مِنها

- أخرجي ليليز ، عودي للنَوم أو شاهدي التِلفاز
سأُحضر لكِ عَصير البُرتقال وأعود

أنهى حَديثهُ دونَ النَظرِ إلى ملامِحها حتى
يَخرجُ مِن المَكانِ أمامَ عينيها الدامِعة التي تَنظُر إليهِ بإستهجان

°°°

مَرّ أسبوعٌ مُنذ تلكَ الحادِثة

والأدعجُ يُحاوِل تَجاهُل الشاحبةِ وتَجنُبها قَدرَ إستطاعتِه خائفاً مِن رؤيةِ نَظرةِ الخشيةِ في عينيها

يُجهزُ كُل إحتياجاتِها في غُرفتهِ التي إحتلتها
بَينَما أصبحَ ينامُ ليلاً على الأريكةِ بَعد أن كانا يَتقاسمانِ السَريرَ ذاتَه ..

فَهو لَم يَكُن يَراها سِوى طِفلةً عالقةً بِجسدِ مُراهقةِ في الثامنةِ عشرَ مِن عُمرها تَقريباً

لَكن بَعد رَغبتهِ الغريبةِ تلكَ في تَقبيلها هُو حاولَ صُنعَ حواجزَ ما بينَهما

دخلَ الغُرابي إلى المَنزلِ بعدَ عودتهِ مِن أكاديميتهِ وعَملهِ الجُزئي الجديد بعدَ مُنتصفِ الليلِ تَقريباً

كانَ بِمزاجٍ مُعكرٍ بسببِ تَوبيخ ذلكَ البروفيسور لهُ مجدداً وتوبيخَ مُديرِه في العَمل كذلك

لِكونهِ لا يُركزُ مُنذ فترةٍ ويبقى شارِد الذهنِ على الدوام

أخذَ نفساً عميقاً يدلفُ إلى المَطبخِ يَضعُ بعض الحاجيات التي قامَ بشرائها

الحليب ، بعضُ الخُضر ، لَحم الدجاج ، النودلز والأهمُ بالتأكيد هُو ..
عصيرُ البُرتقالِ الطازج والشهي لأجلِ ليليز

وحينما ذَهب ناحيةَ الصالةِ وَجدها تنامُ على الأريكة بينَما تَتمسكُ باللُعبةِ التي قاموا بِشرائها حينَما خَرجوا مَعاً آخر مَرة لُعبةُ دُبٍ وَردي

المَكانُ مُظلمٌ والتلفازُ هوَ الذي يُنيرُ عَتمةَ الغُرفةِ يَبدو بأنها قَد غَفت بَينما تُشاهِد التِلفاز

كانَت مَحطةً للأغاني الهادِئةٍ والصوتُ كانَ مُنخفضاً يُعطي الأجواءَ سِحراً مُميزاً

إبتسمَ بخفةٍ يتأملُ مَلامِحها المُسالِمة للحظة
تَقدَم مِنها مُتربعاً أمامَ الأريكة يتأملُ تقاسيمَ وَجهها الفاتِنةِ عَن قُربٍ بعيونٍ لامِعة

لَم يَعلم بأنهُ قَد إفتقدها بِشدّةٍ خلالَ هذهِ المُدة التي قَضاها مُتجاهلاً إياها قَدر إستطاعتهِ حَتى رآها الآن

تَوقفت أنظارهُ على إرتفاعِ فُستانِها الطَويلِ السُكريّ حينما تَحركت في مَكانها بَغيرِ راحة

حَتى وقعت اللعبةُ أرضاً وإستقرَت هيَ نائمةً على مَعدتها

إبتلع الأدعجُ مافي جَوفه بِصعوبةٍ ونَظرَ إلى وجهها حينما تَمتمت بِعدّةِ كَلماتٍ غيرِ مَفهومة إلا أن إسمهُ كانَ يَتوسطُها ..

حتى إرتجفت شَفتيها وبدأت بالبُكاء بصمتٍ أثناءَ نَومِها يَبدو بأنها تَرى حُلماً سيئاً

- لا تَذهب لوكوو

هلِع الغرابيُّ لِمظهر الدموع التي تُغطي وجهها بعدَ الحَديث المرتجفِ الذي نَطقت بهِ ليُحركَ جَسدها بخفةٍ مُحاوِلاً إفاقتها ..

فَتصرُخَ بخوفٍ بينما يرتجفُ جَسدها بهستيرية

ليُعانِقها الغرابيّ بسرعةٍ إلى صَدره يَحُد مِن إرتجافِ جَسدها يُحركُ جَسديهما بوتيرةٍ هادئة يميناً وشِمالاً كأنهُ يُهدهِدُها

- إهدأي ليز لوكوو هُنا

نطقَ بصوتٍ مُراعٍ يستمر بتحريكِ جَسديهما بِلُطفٍ
حَتى خَفت حِدةُ بُكائها وشَهقاتِها تدريجياً ثمَ نطقت بصوتٍ مُرتجف

- لوكوو ؟

رَفعت رأسها عَن صدرهِ تَنظرُ إلى وَجههِ خلالَ هذهِ المَسافةِ القَريبةِ بَينهما

إلا أنها لَم تَكتفي لتترُكَ الأريكةَ ثُم تتخذَ حِضنهُ مكاناً لها تَحت تَوسعِ عيني الغُرابي المَصدومِ مِن حَركتِها تِلك ..

أحاطت ساقيها خصرهُ مما أدى إلى إرتفاعِ ثَوبها حتى مُنتصفِ فَخذيها

بينما كوبَت وجهه بينَ كِلتى كَفتيها تَنظرُ لعينيهِ بعبوسٍ ثُم تَنطق

- لوكوو هُنا حقاً ؟

تَنفسَ الغُرابيُ بإضطرابٍ لتحرُكاتها تِلك
يرُص قَبضتيه في الهَواءِ حينَما لَم يَعلم ما سيفعلُ تالياً لِشدةِ دهشته

أغمضَ عينيهِ يُهمهمَ لَها بهدوء
حينها تَحدثت هيَ بصوتٍ مُرتجفٍ تَشهقُ ما بينَ كُل كَلمةِ وأخرى

- ليليز آسِفة لوكوو ..
لَن ترفع إصبعها فِي وَجهكَ مرةً أخرى ولَن تُفسدَ ثيابك ولَن تسرقَ عصير البُرتقال

شهقت بشدةٍ تَأخُذ نفساً عَميقاً تنظُر في عينيهِ حينَما قامَ بفتحها يَنظرُ إليها لتُتابِع حَديثها المُرتجِف

- لَكِن ، لَكن لا تبتعد عنها .. سَتكونُ فتاةً جيدةً وتستمعُ لِحديث لوكوو

فقد كانَت ذاتُ الخصلاتِ الغُرابية تعتقد بأنهُ يُعاقِبها بإبتعادهِ عَنها بسبب ما فَعلت لَه

فهو يَتجاهلُها ولا يُعانِقها كَما أنهُ يَخرُج مِن المَنزلِ قبلَ أن تستيقظ ولا يَعودُ حَتى تَنام مساءً

كانَ إدريان يأتي كُل يومٍ بطلبٍ مِن الأدعج للإعتناءِ بِها بما أنهُ قد تركَ عمله

لَكن حتى الأسمرُ لاحظَ إنطفائها في ذلكَ الأسبوعِ الذي مَر كَشهرٍ على كليهما

- لا تَعتذري ليليز لوكوو ليسَ غاضباً مِن ليز خاصتِه

نطقَ الغرابي يداعب وجنتها بلطفٍ يمسحُ دموعها بكفهِ اليُمنى
بينَما حَطت كَفهُ الأخرى على وَسط فخذها ليرتعشَ جسدُها بسببِ برودةِ أطرافِ أصابِعه

- إذا لِما لا يَقومُ لوكوو بعناقِ ليليز هي تُحب العِناق و لا تستطيع النوم إن لَم يُعانِقها لوكوو

نطقت بِعبوسٍ ليتنهدَ الأدعجُ يُغمضُ عينيهِ ويستند بجبينهِ على خاصتها فتُغمضَ عينيها هي الأُخرى حينما همسَ قريباً مِن ملامحها

- هذا لِأن لوكوو سيئٌ لكِ بشدة

هي نَفت برأسها بخفةٍ لا تُبعدُ كفيها عن وجنتيهِ حينما نَطقت بهمسٍ هي الأُخرى

- لوكوو ليسَ سيئاً ، لوكوو هوَ الأفضل
وليليز تُحبه كثيراً

تَنهدَ الأدعجُ بعمقٍ يفتحُ عينيهِ ليكونَ أولُ ما يراهُ هوَ شفاههُا المُتقوسةُ بحزن

شدد قبضتهُ على فخذها وجذبَ رأسها بكفهِ الأخرى أقربَ إليهِ يَنظرُ إلى شفاهها بشكلٍ أقرب ..

المَكانُ كانَ مُظلماً وشاشةُ التلفازِ الكبيرةِ هي الشيء الوحيد الذي يُنير الغُرفة ، إضافةً للأُغنيةِ الهادئةِ التي تَطغى على هُدوءِ المَكان

فَغرت الشاحبةُ فاهها بخفةٍ تَشعرُ بشعورٍ غريبٍ يَسري في جَسدها لِقُرب الغرابي مِنها
إلا أنها كانَت أجهلَ وأنقى مِن أن تَفهم ما يَحدث

ولَكنها قطعاً لَن تَبتعد فَهي تشعرُ بشعورٍ جيد لقربهِ

والغرابيُ كانَ في حالةٍ مِن اللاوعي حينما إرتَفعت يَدهُ ببطءٍ مِن فَخذها حَتى إنحناءِ خِصرها الناعِم

يَدهُ التي كانَت على وجنتها تَحركت حتى مُؤخرةِ رَقبتها يَجذبُها إليهِ أكثرَ يسلبُ آخر ما تَبقى لها مِن أنفاسٍ يُميلُ رأسهُ ليطبع قبلة صغيرة على ثغرها

يُقبلها بلطفٍ حينما بَدى خارجَ واقعهِ مُحلقاً في عالَمهِ الخاص

- أنتِ حُلوةٌ بشدةٍ ليز ، أنتِ تُرهقينَ قلبي وعَقلي بِجمالِك

نطَق الأدعج بهمسٍ قَريباً مِن ملامح الشاحبةٍ التي تاهت ما بينَ ذراعيهِ مُقبلاً وجنتها تالياً

تسارعت أنفاسُها ترتجفُ كَفيها حينَما دَنى بِقُبلاتهِ أكثر حَتى جانبِ رَقبتها

- ل..لوكوو

- همم ..

همهمَ الغرابيُ دونَ التوقفِ عَن تقبيلِ ملامحها ببُطءٍ شَديد

وهذا ما جَعل الشاحبةَ تشعرُ بالدوار وأن قلبها يَكاد ينفجر ، ولصوتهِ العَميقِ ونبرتهِ الدائخةِ تلك هِي شعرت بدغدغةٍ أسفلَ مَعدتها

قامَ الغُرابيُ برفعِ رأسهِ يَنظرُ مابينَ عينيها حينما قامَت بفتحهما بهدوء

عينيها كانَت لامِعةً بشدةٍ ووجهها متوشحٌ بحُمرةٍ قانيةٍ إضافةً لملامِحها الذابلة

إزدرد الغرابيُ ريقه ببطءٍ يبتسمُ بِخفة
وحينَما إنخفضت نَظراتهُ إلى شِفاهها التي إكتسبَت حُمرةً قانيةً

تلاشَت إبتسامتهُ تَدريجياً تتوسعُ عينيه بِخفة
حينَما بدأَ يَخرُج مِن فُقاعَتهِ التي كانَ بِداخلها تَدريجياً ويستوعِب ما قامَ بِفعلِه

وحينَما عادت نَظراتهُ إلى عينيها هيَ كانَت مُعلقةً على شفتيهِ بينَما تَلهثُ بخفة

- لَقد أفسدتُ كُل شيءٍ مُجدداً

نطقَ الغرابيُّ بهمسٍ يُغمضُ عينيهِ بشدة
مالذي كانَ يُفكر بِه حينَما أقدمَ على هذهِ الفِعلة

الأمرُ أشبهَ بتقبيلِ طفلةٍ في الخامسةِ مِن عُمرها
وَهذا ما يَجعلهُ يَشعُر بالسوءِ أكثَر

حاولَ الغُرابيّ إبعادها عَن أحضانِهِ نيةً في الهروبِ مِن أمامِ وداعةِ ملامِحها التي تَفتِكُ بِقلبه

إلا أنَّ ما صدمهُ هوَ تَشبُثها القويُ بهِ ثُم صُراخها الذي دَوى في أنحاءِ الشقة الهادِئة

- كلاا ، لوكوو وَعد ليليز أنهُ لَن يَتركها
لا تَذهب ليليز آسفة ..

عادَت للبُكاء ليستوعِب أنها خائفةٌ مِن يَبتعدَ عنها كَما حصلَ في الأسبوعِ الفائت ..

دَفنت غزَاليةُ العيونِ الباكيةُ وجهها في تَجويف عُنقهِ تُضيقُ ذراعيها حَولَ عُنقِه تَجهشُ بالبُكاءِ مَرةً أُخرى

- ليليز ستَكون فتاةً جيدة ، لَكنها تَخافُ بدونِ لوكوو
أرجوكَ لا تَذهب ليليز تُحبُك

كانَت تَشهق ما بينَ كُل كَلمةٍ وأخرى كالأطفالِ تَماماً
دَمعت عينَي الغُرابي بِخفةٍ لَم يَعتقد بأنهُما سَيصلانِ إلى هذهِ الحالِ أبداً

لَم يَعتقد بأنهُ مَن سيتسببُ ببكاءِ ليليزِ بهذهِ الحُرقةِ أبداً

عانقَها بقوةٍ تُحيطُ ذراعيهِ خصرها يُريحُ رأسهُ على كَتِفها يَستشقُ بَشرتها بعمق

ثُم يزفِرُ أنفاسهُ المُرتجِفةً فيُسببُ إرتجافَ جسدها بِخفة بينَ يديه ليتَحدّثَ بهمسٍ مُطمئِناً إياها

- لَن أترُككِ ليليز يُمكنُكِ النَوم في أحضاني اليَوم

أنهى حَديثهُ بطبعِ قُبلةٍ طَويلةٍ عَلى كَتِفها بَعدَ أن عَجِز عَن مَنع ذاتهِ مِن ذَلك

شعرَ بإرتخاءِ جَسدها المَشدودِ ليُمسكَ بفخذيها يَرفعُ جَسدها النَحيلَ بينَ يديهِ مُتجهاً إلى غُرفته

قامَ بوضعِ جَسدها برفقٍ على السرير وحينَما كَانَ يودُ الإبتعادَ هيَ تشبثت بِقميصهِ لِينظرَ إلى ملامِحها القريبةِ منه حينما همست لَه

- لا تَترُكني

إبتسمَ الغُرابي بإنكسارٍ يَفُك يديها عَن قَميصِه ليَنطقَ بهمسٍ مُطمئناً إياها

- لَن أترُككِ ليليز سآخُذ حماماً لأن رائحتي سَيئة فقط وأعودُ إليكِ

عبست تَتركهُ ثُم تُعطيهِ ظهرها بغضب ثُم تنطقَ بهدوء

- حَسناً

تنهدَ بِعمقٍ يَتجهُ إلى خِزانتِه مُخرجاً بعضَ الثيابِ المُريحةِ لَه ثُم يَتجهَ إلى الحَمامِ

غافِلاً عَن دموعِ الشاحِبةِ التي تُغرقُ وجهها بِصمت

°°°

خرجَ الغُرابيُ بشعرهِ الطَويلِ الذي يَقطُر المياهَ على قَميصه الفضفاضِ ذُو اللونِ الأبيضِ

تَناولَ إحدى المَناشفِ يَتخذُ طريقاً لَه ناحيةَ مِرآتِه يُجففُ شعرهُ لأنهُ لَم يَعُد وحيداً بعد الآن لفعلِ ما يحلو لَه

لَمحَ العِطر ذا اللونِ الزُمردي بِزُجاجتهِ المميزة إلا أنهُ أشاحَ بعينيه بعيداً بِسُرعة

هُوَ لَم يَلمسهُ مُنذ مُحاولةِ الأسمرِ للإنتحار
فهو لا يَزالُ خائفاً مما قَد يَحصُل إن تَمنى أُمنيةً ما دونَ وَعيهِ فيتسببَ بِتدميرِ حياةِ شَخصٍ ما دونَ عِلمه

إستدارَ يرمي المِنشفةَ بإهمالٍ أرضاً ليرى ظهرَ الشاحِبةِ الذي يُقابِله

تَقدمَ بتوترٍ مِنها ليأخُذَ مَكاناً لهُ قُربها يَسحبُ الغِطاءَ الخَفيفَ فوقَ جسديهما يَتركُ مسافةً بينَهما

إستلقى على ظَهرهِ يُغطي عَينيهِ بساعِده مُحاولاً النوم
إلا أنهُ جَفل حينما عانَقت الشاحِبةُ وَسطهُ بيدها تُريحُ رأسها على صَدره

تَسارعت نَبضاتُ قَلبِه ووتيرةُ تنفسه
لينطقَ بهدوءٍ بَعد أن أبعدَ ذراعهُ عن عينيه

- تأخرَ الوَقت ألم تنامي بَعد ؟

نَفت برأسها الذي عَلى صدره لترفعهُ تالياً تنظرُ إلى ملامِحهِ خلالَ المسافةِ القريبةِ بينَهما بينَما إرتفعت ذراعهُ تُحيط جسدها بلُطف

- ما بكِ ؟

نَطقَ بهمسٍ حينَما لَم تفعل الغزاليةُ شيئاً سِوى تأمُلِ ملامِحهِ بِعُمق

- ليليز لا تَشعُر بالنُعاس ، تُريدُ النَظر إلى لوكوو الجَميلِ فَقط

إرتجفت حَدقتي الأدعج بخفّةٍ لحديثها
عادَ ذلكَ الخَفقانُ العَنيفُ في قلبِه

أغمضَ عينيهِ للحظةٍ يَجُرُ أنفاسهُ بصعوبةٍ إلى صدره
يرتفعُ نصفُ جسدها العُلوي الذي فوقَ صدره نتيجةً لذلكَ ويَنخفضُ عندَ زفيرهِ لأنفاسِه

إلا أن عينيهِ إتسعتا حينما شعرَ بسبابتِها تَلمسُ أطرافَ شفتيه
وحينما نظرَ إلى ملامِحها رأى بأنَ عينيها مُعلقتينِ على ثُغره

- مالذي تَفعلينَه ليليز ؟

نطقَ الغُرابيُ بهمسٍ بسببِ إصابعها التي لَم تُغادِر شَفتيه
لتتحولَ عينيها مِن فمهِ إلى عينيهِ لتنطِق بهمس

- لوكوو قَبّلَ ليليز

إزدردَ الغُرابي مافي جوفِه بصعوبةٍ يُحاوِل تَنظيمَ أنفاسِه وتَهدئةَ نبضاتِ خافقهِ التي جُنَ جُنونُها

- وليليز تُريدُ المَزيد

نَطقت مَرةً أُخرى تُسببُ صدمةً أُخرى لَه
حِينَما رَفعت أصابِعها التي كانَت على شفاههِ تَضعها على شِفاهها تُغمضُ عينيها بِهدوء تنطقُ بهمس

- مَرةً أُخرى

أغمضَ الغُرابي عينيهِ بشدةٍ تشتدُ قَبضتهُ حَولَ جَسدها لينطقَ تالياً بهمسٍ حاد

- كلا ليليز هذا خاطِئ

فتحت الغرابيةُ عينيها تنظرُ إليهِ لتعبِس ثُم تنطقَ بهدوءٍ تقترِبُ بجسدها مِنهُ أكثر

- لَكن لوكوو قَبّلَ ليليز أولاً
هذا يَعني بأنهُ ليسَ خاطِئاً ، هي شعرَت بشعورٍ جَيد

قامَت بتكويبِ وَجه الأدعجِ بينَ كفيها تَنظُر إلى شفاههِ التي كانَ على وشكِ تَحريكها نيةً في الحديث

إلا أنها ألجَمتهُ حينَما حَطت بشفاهها الناعِمةِ على خاصتِه بِرقة

ثُم إبتعدَت عنهُ بوجهٍ مُحمرٍ تَزُم شفاهها بِخفة حينما لَم تَعلم ما سَتفعلهُ تالياً

رصَ الغرابي فكيهِ بقوةٍ محاولاً كبحَ ذاته
إلا أنهُ حينَما فتَح عينيهِ ورأى ملامِحها المُتطلعةَ إليهِ لَم يَعُد يستطيعُ كبحَ نَفسه أكثر

لِتحُطَ كفهُ على مُؤخرةِ عُنقِها يَجُرها إليهِ أكثر
مُقرراً التَخلي عَن عقلهِ مُتجاهِلاً الصوتَ الذي يصرخُ في رأسهِ يُخبرهُ بالتوقف وأن ما يَفعلهُ خطأٌ وأنها لا تَعي ما تَطلبُه ..

مُقرراً الغرقَ في تلكَ المَشاعرِ الحُلوةِ إثرَ تَقلُبِ شفاههِ ما بينَ كِلتى شَفتيها

°°°

- ناي علينا الحديثُ بأمرٍ ضَروريٍ حالَ إنتِهائِك مِن دروسِك

طبعَ الغُرابيُّ هذهِ الرِسالةَ فجر تلكَ الليلةَ
حينَما لَم يَستطعِ أن يَغمض لهُ جفنٌ ندماً على إنصياعهِ لرغبته

وضعَ هاتفهُ جانِباً ينظُر للسقفِ بشرودٍ بينما تَنامُ الشاحبةٌ بسلامٍ على صَدره

بعدَ الكثيرِ والكثيرِ مِن القُبلِ التي سَلبها الغُرابيُ مِنها حتى غَفت وَسط تقبيلهِ لها

وهذا ما زادَ تأنيبَ ضميرهِ لَه ، حَتى أنهُ لَم يَنم طوالَ تلكَ الليلة ..

────────────────┈ ✦
- إنتهى ~
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي