لم أكن ابصر يوماً

منه احمد`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-12ضع على الرف
  • 3.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كانت تجلس بشرفه غرفتها تراقب عصافيرها وهي تاكل من البذور التى تضعها لها بينما هو يقف يراقبها، فتاه أحلامه جارته الوسيمه
_ يامعلم البت مش من توبك، مينفعش وقفتك ليها كدا ، لمؤاخذه ي معلمى أنت مش صغير على الوقفه دي
_ البت حلوه و صغيره ي مسعد بس مش بله ريقي بنظره حتى، وبعدين ياد ي مسعد أنت أزاى تكلمنى كدا متنسهاش نفسك أنت صبي من صبياني يمسعد
_أسف ي معلم
_ روح شوف طلبات الزباين ي مسعد، وجهزلى الحجر
ليرحل مسعد سريعا بينما هو أختطف أحد الكراسي يجلس عليها مثبتا نظره على مهرته
ظلت تراقب الحمام قبل أن تراه قادم من بعيد حبيبها وإبن عمها "على" وخطيبها وزوجها قريبا جدا
_ عائشه عائشه
_ نعم جايه جايه
لتنظر نظره أخيره له قبل أن تغلق شرفتها ووتدخل ملبيه نداء والدتها
_ عاوزه اي ياست الكل
_ يالا ي حلوه حطى الأكل ابوكي و أخواتك مستنين
لتاخذ الاطباق وتبدأ بوضع الطعام على الطبليه، ومع انتهائها كانت والدتها تنادى على اخوتها ليجلسو على الطاوله ويبدوأ بالافطار
_ هتعوزى حاجه ي حجه
_ سلامتك ي حج
ليرحل والدها وبعد ذلك اخواتها لتبدأ بلملمه الطاوله ومساعده والدتها في عمل الغداء، وأثناء إعداد الطعام أعلن هاتفها عن وصول رساله
لتمسك الهاتف لتجدها من " على"
_ عامله اي ي عائشه
_ وحشتنى ي على أهون عليك متكلمنيش أمبارح
_ والله تعبت ونمت على طول وأول ماصحيت أمى طلبت شويه طلبات رحت جبتهم و كلمتك
_ ماشي ي حبيبي، صباح الفل على عيونك
_ صباح النور ي عمري
_ على، كنت عاوزه أسألك عن حاجه
_ ايه هي
_قولت لمك تانى على موضوعنا تانى
_ رفضت تانى بس أنا مش هسكت وهفضل أحاول متخافيش هتكونى ليا في الاخر، هروح أنا المحل ولما أجى بليل نتكلم في التلفون
_ماشي مع السلامه ي على
لترمي هاتفها، وتزفر بزهق من زوجه عمها التى تمنع زواجهم، بل ترفضه رفضا قاطعا مخبرا أياه انها سوف تتبرأ منه إن تزوجها، لماذا تكرها هى لاتعرف ولا هو يعرف ولكنها تكرها، لتزفر بملل قبل أن تذهب لتكمل عملها مع والدتها
******
كان "عامر" يجلس في مكتب المحاماه الخاص به يتابع أوراق القضيه أمامه بتركيز قبل أن يدخل عليه مساعده وزميله في العمل " مصطفي"
_ في واحد برا وبيقول انها قضيه مستعجله ولازم أستاذ عمار بنفسه هو اللى يمسكها
ليقطب " عمار" حاجبيه من الرجل
ليتنهد بهدوء مريحا ظهره على الكرسي قبل أن يأذن لمصطفي بإدخاله للمكتب
ثوانى وكان الرجل يجلس أمام عمار التى بهتت ملامحه
_ عمار أنا عارف أنك عارفنى و فاكرنى كويس أنا عمك محمود، أنا واقع في مشكله يابنى ومحدش هيحلها غيرك.
وبرغم شحوب ملامحه إلا أنه أجاب : خير ي عمى
ليعم الصمت قليلا قبل أن يتحدث عمه بثبات ينافي كلماته:عاوزه تتجوز جويريه بنتي و المثل بيقول أخطب لبنتك ومتخطبش لبنك، وانت عارف أنو معنديش ولاد، معنديش غير جويريه، على شان كدا، عوزاك تتجوزها، والأ هتتجوز تخليص حق، وانت مش يهون عليك بنت عمك تتجوز وتترمي الرميه دي، على شان كدا ياعمار اتمني منك تقبل وتتجوز بنتي، وهيكون دين في رقبني عمره مانسهولك
أنتظر عمه أجابته بفارغ الصبر ولكن الصمت هو سيد المكان بين الامل و الرجاء شعره يتشبث بها عمه ليوافق هو على طلبه.
لم يشئ عمه أن يتحدث ليتركه يفكر في ألأمر، هو يعرف أن سوف يفاجأه بقرار، ولكن يتمنى أن يكون قراره هو القبول و الموافقه على الزواج
ليحمحم عمار قبل أن يتحدث بهدوء و دهاء: أنا موافق ي عمى بس قدام كدا هتكتبلي نص املاكك بإسمي و كمان هتخليني شريك معاك في الشركه
*****
كانت تقف وهى ممسكه بخرطوم
تشير لهم على تلك المزهريه المكسوره قبل أن تبدأ بضربهم واحد واحد ويتعالى صراخهم محاولين الهرب منهاا ولكن لامفر
_ ماما حرام والله أخر مره ...خلاص يماما والنبي....أرحميني يماما و النبي
بعض الصرخات الصغيره التى قالوها لم تأثر بها وهي تكمل عقابهم
ثلاث أجساد ضامين بعضهم لبعض ييبكون بنشيج خافت فوق السرير
_ بتعيطوا وانتو غلطانين لو مكسرتوش المزهريه مكنتش ضربتكوا كدا أنا مش عاوزه صداع
قالتها بصراخ لتنتفض اجسادهم الصغيره بخوف ولكن ظلت على حالة الغضب التى تلبسها لتنظر لهم نظره أخيره قبل أن تتركهم وترحل تتمتم ببعض الكلمات من بين أسنانها
بينما هم تكورو حول أنفسهم أكثر و أكثر و نشيجهم أصبح مكتوم بداخلهم
_ ماما لو سمحتي ممكن تدخليني الحما...
وقبل أن تكمل الصغيره جملتها كانت صرخاتها تتعلى وقبل أن تهرب الصغيره من براثين والدتها كانت تمسكها بقوه من يديها
_ جاتك القرف مش عارفه تعملى حمام لوحدك انا قرفت منكو ومن عيشتكم ربنا يخدكم وارتاح
كانت تلبسها بنطالها بعد أن أنتهت من مساعدتها في حمامها وهى تمتم بغبضه و قرف من حياتها
فقد أبتليت كمان تصف نفسها أبتليت ب ٤ أبناء أكبرهم ٧ سنوات و أصغرهم سنتين
أبتليت بهم كما تصفهم هما همها الوحيد في الدنيا لم تكن تريد اطفال لم تكن تريد الانجاب في هذا الوقت هي مازالت صغيره الحياه امامها مازالت طويله لتبتلى ب ٤ اطفال
حستها قدماهاا لتقف امام باب غرفتهم لتجدهم نائمون وتلك الصغيره التى تشبه والدها تصعد اللى جوارهم لتندس بمنتصفهم
_ يااارب
قالتها لتعود لتكمل غداها فازوجها على وشك الوصول
***
كانت تقف على ناصيه الطريق تبحث عنه، لتجده يقف وبجانبه زميله لتقترب منهم
متحدثه بغيظ: ممكن أعرف أنت بتعمل اي هنا
ليستأذن زميله بالرحيل قبل أن ينظر لها و الغضب قد اكتسح ملامحه: براقب خطبتى الشريفه العفيفه الحلوه اللى راحه الجامعه تكلم دا وتهزر مع دا، ولاما انتى فتحاها باحري لي منشفاها عليا، مش أنا أولى ولا أي
وصدمه كلماته كانت كبيره عليها، لم تتوقع أن تخرج هذه الكلمات منه هو، تتوقعها من أى شخص عداه هو، وقبل أن يستوعب كلماته كانت تخلع خاتمها واضعتيا أياه داخل كف يده متحدث بدموع: وانا ميرضنيش أنو حضرتك تتجوز واحده أخلاقها مش مظبوطه زى ماحضرتك تقصد بكلامك.
وقبل أن يتسوعب كانت ترحل من أمامه وموعها تغرق وجهها بينما هو لم يستطيع الحركه ولو لأنش واحد فقط.
****
وقفت تعد الافطار لها وللأطفال لا تسمع اصواتهم لتترك ما بيدها وتذهب للأطمئنان عليهم
وجدتهم جالسين على الفراش بجانب بعضهم لا يفعلون شيئا لتدير ظهرها وقبل أن تذهب
سمعت صغيرها ذو ال ٥ سنوات
- أحمد أنا عاوز العب يالا نروح نلعب
ليجيبه أحمد بتعب: أنا مش قادر ي أيمن ظهري واجعنى اووى وكمان ماما هتضربنا لو لعبنا و كسرنا حاجه تانى
ليجيبه أيمن أيضا بحزن: وأنا كمان رجلى و جعانى وزعلان من ماما اووى هي مش بتحبنا صح
أنتظرت إجابت أحمد منتظره أن ينفي كلام الصغير ولكن الصمت هو ما قابلها لتخرج تنهيده ساخطه قبل أن تترك الباب وتذهب لتكمل إعداد الفطار لهم
بعد فتره إجتمعو جميعا على مائده الطعام الهدوء يعم المكان
ظلت تنظر لهم وكل منهم يأكل من طبقه بهدوء
أحمد يأكل البيض هو لا يحبه !
أيمن يأكل الجبن وهو أيضا لا يحبه!
لتنظر ل صفي و جنى هم أيضا يأكلون طبقهم بهدوء برغم أن لا يحبوب البطاطس ولكنهم ياكلونها !
نفخت بضيق شديد هى لم تعتاد على هدوئهم هذا
_ خلصو اكلكو مش هنفضل طول نهار بناكل
قالتها بصراخ دب الرعب بالاطفال ليبدئو بالاكل سريعا و في دقائق كانت اطباقهم فارغه ليقف ليذهبو لغسل أيديهم و يذهبو اللى فراشهم مجدا ليجلسو عليه بهدوء مجددا؟
لم يلعبوا؟
لم يمرحوا؟
لم يصرخوا على بعضهم البعض ؟
نفضت أفكارها المنزعجه من سكوتهم و هدوئهم لتحاول التبسم برتياح من الهدوء الذي يعم المكان
***
_ للأسف عمركم مهيكون في ولاد مابينكم للاسف في صعوبه في الحمل
المدام لو اتجوزت حد غيرك ممكن تخلف...وحضرتك لو اتجوزت حد غير المدام ممكن تخلف

قالها الطبيب بعمليه وبدون مراعاه ليشحب وجههم يقوه من حديث الطبيب ليقف"عامر" ممسكا بيد زوجته مبتسما بشحوب في وجه الطبيب قبل أن يخرج من الغرفه
بينما هي في عالم اخر لن تستطيع تركه...ولن تستطيع التخلى عن انها تتمني أن تكون أم
حماتها....جيرانها.....والدتها....اصدقائها
ارائهم بها وهي تخبرهم انها لن تنجب نظرات الشفقه المحيطه بيها تتخيلها من الأن كلمات المواساه التى سوف تسمعها هي تسمعها لأن
همسهم ولمزهم عليها وعلى علتها
تضحيت زوجها بأن يكون معاها رغم انها لن تجلب له أولاد
لن تنجب له اولاد يكونو له عزوه وسند في المستقبل
لن تنجب أولاد لينادوها بماما كما تتمني وتطلب وترجو من الله
العالم قاصي
والأختبار أصعب
والرضا بقضاء الله اصعب و أصعب
بينما هو
هو في عالم الغيب ينعي غريزه أبوته
أبوه مبتوره لن تكتمل ولن يكون له طفل ليوجدها
الصمت ظل موجود حتى باب المنزل كلن منهم يود أن يواسيه الأخر
الصمت يعم على المكان
والحزن يخيم عليهم
الطير على رئوسهم
والسكون أصبح حبل يلتفت حول السنتهم
هي حزينه
وهو حزين
والسعاده هي بينهم هي طفل مبتور وجوده بينهم
_ أتجوز
قالتها لتفر الدمعه التى حبستها طويلا
وهو لم يكن مصدوم هو يعرف قراراها هو يعرف تضحيتها لأجله لمتى سوف تصل لكي تري سعادته، ولكنه لن يفعلها لن يتزوج عليها لن يكسرها بهذه الطريقه
_ لو من حقي اتجوز فانتى كمان من حقك تتجوزي غيري من حقك تحققي حلم الامومه اللى بتحلمى بيه أنا مش هكون أنانى معاكى اليوم اللى هفكر أتجوز واحقق حلم أبوتي لطفل هو نفس اليوم اللى هطلقكك فيه
اومئت له بهدوء قبل أن تبدأ بتبديل ثيابها وعقلها بدأ بمزج احلام أمومه لن تتحقق؟؟
بينما هو رحل ليخبر والدته يخبرها ليبرد فرحتها، جلس على الأرض أمامها متحدثا بحزن
_أنتى عارفه أنو كل شئ قضاء و قدر وانا راضي بقدري و بنصببي أنو عمري مهخلف أنا و جهاد
_أزاى مبتخلفش يعني اي
قالتها والدته وعجز يصحبه غضب سيطر عليها، حاول جاهدا مراعاه كلماته ولكن الحقيقه تبقي حقيقه هو أخبر أمه أن أبنها الوحيد لن يجلب لها حفيد لن يكون أب أبدا
أجابها خالد محاوله كتمان حزنه: للأسف يأمي في مشاكل في الخلفه مابيني أنا وجهاد
أجابته والدته وهي تحاول الخروج من حاله الصدمه:أكيد في حل صح في حل أني اشيل عيالك في حل أنى أبني الوحيد يكون له أبن أكيد في حل أنى أقدر أشيل عيالك قبل ماموت
يجيبها والعجز سيطر عليه: للأسف مفيش حل غير أنو أتجوز تانى
والفكره هنا لمعت في أعينها يتزوج ويجلب لها حفيد
الحزن تحول اللى فرح
والدموع بدأت تزال بكف اليد
_ من بكرا هبدأ ادورلك على عروسه تقبل أنها تكون زوجه تانيه ليك
بنظرات تائهه بقا ينظر لها
_ لو بنتك مكان مراتى كنتى هتوافقي جوزها يتجوز عليها
أجابته سريعا: أختك مش مكان مراتك اختك جايبه البنات والولاد انما مراتك حتي البنات مش عارفه تجبهم
والحديث هنا أصبح سهم مسموم يقطح قلبه
_ أنا مش هتجوز ومش هطلق مراتي ولو سمحتي يأمي ياريت حضرتك متتكلميش في الموضوع دا
وقبل أن ترد عليه تقنعه كان يغادر مجلسها بينما هي ظلت تنظر لظهره والخوف من أن يقطع نسل زوجها في الحياه يتفاقم بداخلها ؟
وعلى سطح البنايه كانت تقف تنظر إلى السماء
سماء صافيه لبدتها غيوم حزنها
حزن فارقها من زواجها ب " خالد" وهو الأن يعود ليأخذ منها أهم حلم حلمته
_ جهاد الحزن في حالتك شئ طبيعي لكن اللى مش طبيعي أنك تعيشي جواه لازم تتغلبي عليه على شان نقدر نكمل نكمل سوا
قالها خالد وهو يقف بجانبها لاتعلم أهو يقف في جانبها ماديا أم معنويا ولكن وجوده يغير كل شئ
نظرت له بهدوء وعيناها تنظر لعمق عيناه ربما تجد نظره رفض منه على الإبتلاء العظيم
ولكن الرضا وثقه خالد بربه كان فوق كل شئ فوق حزنه
تحدث خالد ناهيا نظراتها له: جهاد أحنا هنروح لدكتور تانى و تالت و رابع و عاشر العلم اتطور وفي وسائل كتير تخلينا نخلف
وبالتلك اللحظه الأمل عاد، سوف تكون أم بطرق طبيه ولكن لا يهم المهم أن تحقق حلم أمومتها الضائع
_ شكرا لوجدك في حياتي شكرا لانك أنت شكرا لأنك خالد شكرا لانك زوجى و شريك حياتى
والسماء أنزاحت غيومها مع بسمته، ليقترب منها محتضنها وهما معا ينظران إلى السماء، سماء زينتها ضحكتهم معا
*****

الحياه ليست بالورديه بتاتا البعض يرضي بقضاء الله، والاخر يقنت ويعترض
وهي بين الرضا و القنوت ضائعه
دفه الحياه غير عادله معاها لتحرمها من امومتها وفي المقابل يتزوج عليها نعم تزوج عليها ولماذا لا يتزوج هي عاقر، أرض بور كما تصفها عائلته
هي مازالت على زمته مازالت تعانى مع عائلته
مازالت تعاني مع زوجته منه منهم من الجميع هي فقت تعيش معاناه لا أحد يعلم عنها شيئا
هي فقط ضحيه مجتمعها
_ حسنه حسنه عاوزك تعالى
هو جاء لها جاء لحاجته الجسديه هي تعرف انها تعجبه تعجبه كأنثي لم ترهقها الولاده لم ترهقها الرضاعه لم يرهقها شئ منما تمنت هي أين يرهقوها؟!
وجدته جالس على السرير ينظر لجسدها لقوامها الرشيق لخصرها المنحوت لبطن لم تكبر وتترهل
أقتربت منه بهدوء ووجهه خالي من مشاعر كانت تزينه في الماضي
بهدوء وضعت يديها على صدره تحركها بهدوء
_ مش هتزهق بقا وطلقنى
وهو أيضا يده كانت تتجول بحريه على جسدها يجيبها وهو يقترب منها بشكل خطير
- عمري ماتخلى عنك ولو على موتى
قالها ودوامه الاقتراب أخذتهم معا بعيد عن عالم هم فيه ضحايا مجتمع عقيم؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي