الفصل الثاني

كأنت تجلس بجانب صغير تطعمه تنظر له وعيناها تلمع، وهو يقف يراقبها من بعيد، برغم أنانيته البحته معاها إلا أنه لا يستطيع تحريرها منه من زواجهم
حسنه أبنه عمه الصغيره كانت له منذ صغره وسوف تظل له حتي مماته حتي يدفنو سويا بداخل تربه تجمعهم معا معا الى الأبد
وعلى إثر تفكيره إبتسم وهو يتابعها تأكل مراد صغيره من زوجته الثانيه التى تزوجها لكي ينجب ينجب ولدا طالما حلم به وحفيد طالما تمنه والدته
_ مش لو كنتي أتجدعتني ي حسنه كأن زمانك أنتى أمه
حماتها عملها الأسود في الحياه، عقبه حياتها الوحيده
لترفع عيناها ببطي وهي ترمقها من أعلى إلى أسفل قبل أن تتحدث بهدوء
_الفكره مش في إني أخلف المهم إني أعرف أربي، يعني مثلاً في ناس في حياتي ناقصه ربايه وفشلوا أهلهم في تربيتهم بتمنى لو الزمن يرجع بيا واقدر اربيهم من أول وجديد

رمقتها حماتها من أعلى إلى أسفل قبل أن تنفخ وتقوم من المجلس بعصبيه لتكمل هي إطعام الصغير بهدوء، بعد دقائق نظرت إلى ضرتها فتاه يائسه هادئه مطيعه
_ عامله إيه ي أمنيه
لتبتسم أمنيه بهدوء وهي تجيبها: الحمل تاعبني أوووي أوووي
وببتسامه لم تصل إلى عيناها:ربنا يكملك على خير
وعلى حرج تحدثت أمنيه: هو ممكن تاخدي مراد و جنه تخليهم معاكي إنهردا إنتى عارفه أنو انهردا يومي
والإبتسامه زبلت هنا و برغم أنها عفويه إلى أن الكلمات واقعها ليس بسهل عليها ولكن هي الأن لا تهتم به هو مهتم بجسدها وهي مهتمه بأطفال ليسو منها ولكنها تربيهم هي
والإبتسامه عادت وبهدوء : أووي أوووي خلاص هاخدم معايا على شان تاخدو راحتكو
لتبتسم لها "أمنيه" بهدوء قبل أن تغيب لدقائيق وترجع وهي ممسكه بملابس للاطفال لتاخذهم منها "حسنه" وتخرج من الشقه إلى شقتها
بينما هو زفر بقنوت قبل أن يخرج من مخبأه وهو يجلس بجانب أمنيه أخذا إياها داخل أحضانه مربتا على بطنها بهدوء، وعقله غائب معها مع أنثي أصبحب بارده ولكن تعجبه؟
_ على أحطلك الأكل
أومئ بها بهدوء لتقف وتسير ببطئ شديد بينما هو يراقبها يراقب جسدها جسد عادي لفتاه ضعيفه البنيه ليس بجسد فرسته تلك مهرته الجامحه كما يسميها وهنا رغبته بها فاقت كل شئ ليقترب من أمنيه و الأعين تتخيلها حسنه حبيبته و صغيرته
_ على أنت مش هتاكل استني بتعمل اي
هتافات بسيطه قاللتها قبل أن يسيطر هو عليها كلها وقبل الذهاب اللى عالم تكون هي و هو ينطق بها بحبه لضرتها ل " حسنه"
ولكن هي تعلم انها ل جسد حسنه شخص كاعلى من الصعب أن يطرق الحب بابه، لتنفض عقلها وهي تبادله لمساته فهو قد أخبرها انه يحب هذا فحسنه جريئه معه جدا وهو يحب هذا

بينما حُسنه تلعب من الصغيرين يهدوء، تهادي جنه وتزغزغ على، اطفالها من رحم أمنه كما تسميهم، هي سعيده بوجودهم بوجود أمنيه و مراد و جنه بحياتها
والذكري هنا تأخذها ليوم زواجها
من على فارس احلامها قديما أبن عمهاصديق طفولتها، وحبيب صباها وزوج شبابها
تقف بفستان زفاف برغم ثقله ولكن تستشعر انها فراشه به، تشاهده وهو يكرر كلمات المأذون
وبنهايه اصبحت له على إسمه ملكيه الخاصه، لتبدأ بعدها تصدعات في قناعه وجهه ليخرج بعدها وحش شهوانى يهتم بحجاته الجسديه اكثر من كل شئ، وحش يسلبها حياتها شئ فشئ، وحش دائما ما كان يحب جموحها معه دائما، يحب تلك الروح المتمرده التى بداخلها، والتى وأدها هو شئ ف شئ
لتنتبه على جنه التى بدأت بنوم على كتفهاو
بينما أمنيه كانت ترتدي ملابسها لتتركه نائم، لتخرج من الغرفه تجلس على الاريكه وعيناها متسمره على بقعه معينه من الحائط
هي هنا مع على جارها الوسيم الذي طالما حلمت أن تكون زوجته معها اطفال ولكن سعادتها ناقصه
"حُسنه"
ُُُحُسنه وهي حُسمه فعلا جمال و مال و أصل وعائله ونسب
تتذكر أنها كانت تحبها وتلعب معها منذ صغرهم كانت حُسنه تتمتع بجموح عالى لم يكبحه أحد حتي على حاول أن يكبح جموحها
لم يكبح جموحها و ثورتها غير عِلتها
هي اخذت كل شئ وأُخذ منها أهم شئ أمومتها
ولكن هي ليست جميله بجمال حُسنه وليست غنيه مثلها
ولكن هي معها شئ لم تمتلكه حسنه أطفال
لماذا يظل هو يقارنها بها يقارنها ب حُسنه
****
نزلت عائشه الى الحاره وهى تتمنى بداخلها لو تراه فقد أشتاقت له وخاصه أن كلامهم أصبح قليل جدا وذلك بسبب زوجه عمها
_ مش هتحنى ولا أي ي جميل دأنا حتي معلم
لتقلب عائشه عيناها لتستغفر بداخلها فأخر أمنياتها أن تراه، لتحاول المرور ولكن وقف إمامها سادا عليها الطريق
_ بص يامعلم لتكون فاكرنى بنت من أياهم لا أذا كان أنت معلم فانا كمان بنت معلم، والحركه دى ووقفتى في الشارع دى مش بالساهل يا معلم
قالت كلماتها لترحل من أمامه سريعا وهى تتأفف بضجر منه فهذا كما يسمي نفسه المعلم لا ينفك عن مضايقتها أينما ذهبت
_وأنت فين أنت كمان ي على
قالت كلماتها بنفسها، وقبل أن تنهيها كان على يقف أمامها وملابسه متسخه إثر تصليحه لبعض السيارات في ورشه والده
_ وحشتنى ي على كدا أهون عليك
ليبتسم على بغباء أمام دلالها : عمرك ماتهونى عليا ي عائشه لكن أنتى عارفه أمى وقفالى على الواحده كل مامسك التلفون تفضل تتكلم، بس ولا يهمك بكرا نكون في بيت واحد ي بت
_ وبكرا هيجي أمتى ي على أنت عارف أمى هتموت وتجوزنى أنت عارف أنى بنتها الوحيده
_ أصبري عليا ي عائشه أنا لو عليا أجوزك أنهردا قبل بكرا لكن أنتى عارفه ظروفي
ليقاطع حديثهم صوت عمها متحدثا بهدوء: أزيك عائشه بتعملى أيه هنا، وواقفه كدا لي
لتنظر إلى عمها ببتسامه هادئه : أنا كنت راحه لبابا بس فوت أسلم عليك، وشفت علي ووقفنا نتكلم شويه
اومأ لها عمها بهدوء وبسمه هادئه فهو يحبها كثيرا ويعتبرها أبنته
ليتحدث ببتسامه بشوشه: الله يسلمك ياعيشه أخبارك أي و أخبار أخواتك اي
_كويسين ي عمى الحمد الله
لتجلس مع قليلا قبل أن تستأذه وتذهب لمحل والدها
لتدخل إلى مكتب والدها متحدثه بمشاغبه غير منتبه اللذي يجلس بجانب والدها : عامل أيه ي حجوج عارفه أنى وحشتك فاجيت أشوفك.
ليحمحم والدها بينما يلقي عليها نظره هحزيريه لتنتبه للجالس أمام والدها ولم يكن غير "المعلم"
لتشهق وهي تتحدث : أنت لحقت ي جيت تشتكيني ولا أي
ليصرخ والدها ناهرا إياها: عائشه عيب كدا المعلم راجح حكالى الموقف واعتزر منى على كلامه معاكى، وانتى كمان اعتزريله حالا
لتنظر لوالدها بصدمه من كلماته، لتحول نظرها إلى راجح الذي ينظر لها
ليتحدث بهدوء: ولا يهمك يامعلم الأنسه عائشه برضو مكنتش تقصد وحققكك عليا ي أنسه عائشه
ليغمز لها بنهايه جملته قبل أن يخرج من مكتب والدها
ليتحدث والدها بمعاتبه: عائشه عيب اللى أنتى عملتيه راجح كان جاي يعتزر، وكمان يطلب أيدك وأنا الصراحه موافق مش هلاقي احسن من المعلم راجح ليكي ي عائشه
_ لكن انا مش موافقه
قالتها عائشه و الغضب قد بدأ يتصاعد داخلها منه، ومن طلبه برغم انه يعرف انها لا تحبه ولكن عديم الكرامه يأتي يطلب يدها من والدها
ليقترب منها والدها محتضنا أيها متحدثا بحكمه أكتثبها من سنوات عمره التى تعدت ال ستون عاما: بصي ي عائشه انا وامك سيبينك براحتك بس لازم تفكري في نفسك و في مصلحتك، تضحيتك لازم تاخدي قدامها مقابل، انما تفضلي تضحي بس فدا ككا هيخسرك نفسك، وفي الأخر القرار ليكي ي عائشه توافقي على راجح او ترفضيه دا كله شئ يرجعلك، ودلوقتي عائشه الحلوه هتيجي تساعدني فب الحسابات ولا أنا خلبتك تدخلى تجاره على شان تقعدي كدا لا دأنا لازم استغلك
لتقف مع والدها لتجلس على الكرسي بجانبه وتبدأ بمساعده في الحسابات بينما عقلها عالق بين كلمات والدها
****** ******
_ جويريه عمار أبن عمك كلب أيدك مني وأنا وافقت وكتب كتابكو الأسبوع الجاى جهزي نفسك على شان هتنزلى معاه مصر على طول بعد بعد كتب الكتاب
لتنظر له جويره ووالدتها بصدمه بينما والدها أكمل غداءه بهدوء غير مهتم بقنبلته التى فجرها، لتنظر جويريه إلى والدتها لتراها تنظر لها بقله حيله وعدم معرفه
_ الحمد الله شبعت
قالتها جويره قبل ان تذهب وتترك الطعام من بين يديها، لتذهب إلى غرفتها سريعا و الغيظ و الغضب يتاكلها من الداخل
_ عمار أبن أمى إللى عمره ما شفته هيكون جووى بقا أنا جويريه الأحمدى أتجوز وأحد معرفش غير اسمه، يصيبتك ي جويريه ي مصيبتك.
بينما بالأسفل نظرت والدتها إلى زوجها الذي ترك الأكل هو الأخر لتتحدث بهدوء: هنعمل اي في جويريه لو رفضت
ليجيبها زوجها وقد بدت عليه علامات التوتر: مش هترفض أن شاء الله مش هترفض
لتأمن على دعائه سريعا وهى تتمنى أن تنتهىى جيزتهم على خير حتى تستطيع الاطمئنان على مصير إبنتها
******
كانت والده"خالد" تحدث أبنتها عبر الهاتف قائله بحزن عميق: انا خايفه أموت قبل ماشوف عيل لأخوكى
لتجيبها فاطمه بحزن أيضا: الطب اتطور يماما وجهاد و خالد ان شاء الله هيجيبو أطفال عن طريق العمليات الجراحيه
_ فاطمه أنا هقفل معاكى في حد بيخبط وهرجع أكلمك سلام يحببتى
لتغلق الهاتف ومع إغلاقه دخلت جهاد لتحاول الأبتسام بوجهها فبرغم كل شئ هي تعتبرها إبنتها الثانيه
_ عامله أيه ي ماما أنهردا
قالتها جهاد بتوتر، فاهي تعرف أن خالد قد أخبر والدته بمشاكلتهم، وعلى عكس توقعات جهاد ربتت حماتها على فخذها
_ أنا كويسه ياحببتتي، أخبارك أنتى وخالد أيه
لتنتهى جلستهم وبرغ ذلك لم تحددث والدته معها حول الموضوع، لتصعد إلى شقتها لنجد أن خالد لم يأتى من العمل بعد
لتجلس على اول كرسي يقابلها وهي تفكر في كل ماحدث وأنقلاب حياتها رأسا على عقب بسبب علتها
لتننفي سريعا كلامتها مصححه كلماتها علتهم هو أيضا معلول معاها
لتقف سريعا وتذهب إتجاه المرأه التى بدأت باكلام أمماها وكانها تكلم ذاتها: هتقدري تتخلى عن حلم أمومتك على شان خاطر الحب، بس خالد أكدلى أنو في طرق تانيه للحمل.
لتوسوس لها نفسها سريعا: أفرض مخلفتوش هضيعيسنين من عمرك وهتفضلي بدون أطفال، وهو هيكون زى كل الرجاله وهيتجوز و هيكون أب وأنتى هتكونى خياره التانى، زهق منها هيجيلك، كل ما يفتكر انو في زوجه ليه تانيه هيجيلك، وممكن يطلقك على شان مش يهد أستقرار بيته، ومش هتكونب كثبتي حاجه غير وجع قلبك، أطلقي
وعند هذه الفكره نفضت أفكارها بعيدا بعيدا جدا جدا، لا تريد الطلاق لا تريده نهائيا خالد سوف يبقي معها لنهايه العمر
******
_بابا بابا بابا جه بابا جه
أستقبل الأطفال والدهم بفرح كبير برغم تعاسهم المكنونه بداخلهم ولكن جاء والدهم منقذهم و حاميهم
_ حمدالله على سلامتك ي محمود
قالتها زوجته، ليرفع نظره لها ليترك الأولاد و يقترب منها محتضنها، فهي برغم برودها معه بعد أنجابهم إلى توئمهم أصبحت بارده متباعده عن الجميع، مغلفه نفسها بقوقعه من الحزن والمأسه،
_عامله اي ي شيماء
لتجيبه وهي تبتعد عن مرمي يديه : كويسه هحطلك الغدا أكيد جعان
ليومي لها بهدوء، وهو يحاول مواكبه تغيرها الجديد، برغم مرور سنتين على تغيرها الا انه لم يعتاده فبرغم سنوات زواجهم التى تعدت ال٩ سنوات، وانجابهم كانت تقف تستقبله كل نهايه أسبوع حينما يأتي من عمله، تركته في افكاره بينما ذهب هي لتعد الطعام
كانت تقف وهي تمسك بحوض المطبخ بقوه و اظفارها تغرس في الألمونيوم لدرجه انه ثني أحد أظافرها وعقلها شارد كثير في حالاتهم معا، ومسنقبلهم، برودها الذي أصبح يغلف علاقتها، دمار علاقتها بأبنهائها، دعائها عليم، نقمها على كل شئ.
_ شيماء أنتى كويسه، أنا عاوز بس أفهم في اي، برودك و بعدك عنى و عن الولاد دا بسبب اي.
نظرت له شيماء و قد بدأت دموعها بنزول بقوه إثر كلماته، ليقترب منها محتضنها بهدوء مربتا على ظهرها بحب فهي برغم كل شئ تظل أبن خالته و حبيبته و أم أطفاله
_ أهدى ي شيمو كل حاجه هتكون كويسه
وهنا كانت فقدت أعصابها لتبتعد عنه وهي تصرخ بحرقه :مفيش حاجه هتكون كويسه، تعرف انا ضربت الولاد ضربتهم وكنت هومتهم، ودعيت عليهم بالموت، أيمن سال احمد بيقوله ماما بتكرهنا أحمد مردش انا امهم واكيد بحبهم بس انا مش عارفه أعمل اي او فيا أي أنا تعبانه ومحدشش حاسس بيا، حتي انت بتيجي يومين وتمشي أسبوع والله أعلم تيجي الاسبوع اللى بعده ولا مش هتيجي، انا مش كويسه.
لتبرق عين محمود إثر كلماتها وهو يجلس مكانه بعجز، وأسرته التى حلم بتكوينها تفككك شئ ف شئ
ليقترب من شيماء محتضنا أياها بقوه يحاول تهدئتها من ثورتها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي