الفصل الثاني

انتشرت الأخبار بين العاملين في المتجر بسرعة لم تعهدها رحيل،ولكن السيء كان هناك بعض التفاصيل في حياتها الغير حقيقة يعلم عنها الجميع كمثل كيف اعترف لها مفتاح أو كيف قبلت مواعدته،الكثير من الحكايات خرجت ولكنها لم تكن السارد لها ابداً،كانت تنتقل الأحاديث بين الجميع عندما تأتي فتاة إلى مجموعة أخرى وتسأل بتلك النبرة الفضولية

"هل تعلمون ما هي اخر الأخبار؟"

وبمجرد أن ينتبه إليها الجميع تبدأ في سرد الحكاية من وجهة نظرها

"هل تعلمون تلك الفتاة الجديدة انها تواعد السيد مفتاح مالك المتجر؟"

وعندما تسأل أخرى بفضول

"كيف تكون حبيبته وتعمل هنا؟"

شعرت صاحبة الخبر بالغرور وهى تخبرهم هذا الخبر الحصري

"لقد سمعت بعد الأقاويل التي تقول انه يعاقبها ولكن لا أعرف ما السبب"

تتهامس الفتيات بين بعضهم البعض لتخرج منهم واحده وتذهب إلى مجموعة أخرى وتبدأ في صنع اشاعه مختلفة عن التي قبلها

"تلك الفتاة التي تواعد السيد مفتاح،تعمل لأنها تريد أن تختبر العاملين من أجل حبيبها"

وأصبح الجميع ينقل وجهات نظره لهذا الموضوع بطريقته الخاصة على الرغم من أن البداية كانت فقط اخبار الجميع أن رحيل تواعد رحيم المفتاح.

خطوات عماد الغاضبة في اتجاه رحيل لم تفعل سوى تأكيد لتلك الإشاعة وبالأخص كون معروف عن عماد أنه لا يخرج من مكتبه أبداً.

توقف أمام رحيل التي كانت ترتب بعد الملابس بهدوء ونطق بصوته الحاد

"رحيل تعالي خلفي"

تحرك عماد في اتجاه مكتبه مره أخرى ولم تلبث رحيل لحظات حتى تابعت خطواته حتى وصلت الى مكتبه وبمجرد أن أغلق الباب بعد دخولها شعرت بيد تقبض فوق رقبتها و ظهرها ملاصق للباب

"والأن قبل أن أقتلع عنقك هذا،ما سبب تلك الفعل؟"

سأل عماد دون أن يهتم بكونها فتاة أو أنها على وشك الاختناق،ضربت يده فوق تحاول أن تفك قبضته حول رقبتها.

وبعد لحظات تركها دون اهتمام حتى وقعت على الارض تحاول أن تلتقط أنفاسها المفقودة.

جلس عماد فوق الأريكة الجلدية المتواجدة داخل المكتب والتي كانت تقابل باب مكتبه،وضع قدم فوق الأخرى وأسند ظهره على الأريكة يراقبها تحاول أن تلتقط أنفاسها دون أن تتغير ملامح وجهه الغير مباليه.

"من اخرج تلك الإشاعات اللعينة؟"

سأل وعيناه كانت مظلمة،ينظر إليها بحقد بالغ وعلى الرغم من خوفها الأن من الجالس أمام نظرها هي تحدثت بثقة عكس ما تشعر به داخلها

"امامك الكثير من كاميرات المراقبة يمكنك أن تشاهدها وترى بالفعل من قام بنشر الإشعاعات تلك"

رفع حاجبه بعدم رضى من تصرفها ولكنها لم تكن تعلم أن كل هذا كان يظهر كبث مباشر الى الجالس في منزله يرى اعتراف الفتاه التي أخبرت الجميع أنها حبيبته،ابتسم بسخرية ممزوجة بإعجاب ورفع هاتفه وقام بالاتصال على هاتف عماد الذى ظهر رنين أمامه دخل الشاشة.

رفع عماد الهاتف فوق أذنه وعيناه لم تزال على التي وقفت من أعلى الأرض تنظر اليه بحقد فهي لم تقبل أن يخنقها وهذا جعلها تشعر ناحيته بالحقد والنفور.

تحدث عماد أمام نظراتها التي لم تتغير

"أجل،حسناً"

وأغلق الاتصال ووضع هاتفه بداخل جيبه وهو مازال قابع فوق الأريكة،نظر اليها من أعلاها إلى أسفها

"لقد أعفي السيد مفتاح عنك،لا تفتعلي أخطاء مره اخرى لعدم وجود ضمان أن يتم العفو عنك مره أخرى"

دلكت رقبتها وهي تشعر بالتألم من أثار يده وحقدت علية هو و مديره

"اذا كان مديرك مثلك يفتقر الى الرجولة ويضع يده علي فتاة فلا يهمني العفو الخاص به،فليذهب به الى الجحيم كما أنك لا يحق لك أن تطردني من العمل طالما لا يوجد خطأ مني من قائمه المحظورات في العقد،وان حاولت أن تضع يدك مره اخرى علي لن تلوم إلا ذاتك انت ومديرك"

وخرجت من المكتب وتركت عماد ينظر الي الفراغ مكانها التي كانت تقف به منذ قليل ثم رفع نظره اتجاه الكاميرا المتواجدة في زاويه المكتب وكأنه يسأل صديقة كيف يتعامل مع تلك اللعنة.

خرجت رحيل من مكتب عماد ترفع رأسها إلى أعلى غير مبالية بنظرات الجميع وبالاخص سليل التي كانت تنتظر على احر من الجمر أن تراها وهي تبدل ملابسها وتجر اذيال الخيبة خلفها مع أوراقها ولكنها تجمدت عندما وجدتها تتجه إلى قسم عملها تكمل ما كانت تفعله قبل أن يأتي إليها عماد و يطلبها في مكتبه.

تسألت ليل التي تتابع تحركات رحيل مع سليل التي تفوح منها رائحه الغضب

"هل تعتقدي أن ما قالته صحيح؟لماذا لم يتم طردها بعد انتشار الأشاعة؟كما تأكدنا أن الطويل يعلم بالفعل"

ضيقت سليل عيناها بشك وهي تلمح تلك العلامات فوق رقبتها وكأنها أصابع يد شخص ما

"هناك شيء خلف تلك الفتاة ولكن ليس ما قالته صحيح عن مواعدة مفتاح،هى لم تراه مثلنا من قبل"

تسألت ليل أكثر بفضول أكبر بداخلها

"ولماذا قالت إنها تواعدة؟ان لم تكن في الحقيقة تعلم من هو"

رفعت سليل كتفيها بلا أعلم ونظرت نظره اخيره على رحيل قبل أن تسحب ليل خلفها وتتجه نحو القسم الخاص بها.

في تلك الأثناء أنتبه عماد إلى مراقبه سليل وصديقتها إلى روح وكأن هناك شيء تبحث عنه خلفها وهو يضع الهاتف على مكبر الصوت يسمع صوت صديقه الذى طلب منه منذ قليل في الاتصال السابق
أن يترك الفتاة وشأنها على الرغم من أنه لم يقتنع ولكنه لم يريد أن يظهر امامها أنه يجادل رئيسة لذلك هو وافق ولكنه الآن يجادله

"لا افهم كيف تعفو عنها بعد تلك الإشاعات؟"

حاول أن يستفسر ولكن صوته خرج حاد قليلاً ولكن لم يكن هذا يهم رحيم بل كان هذا الطبيعي بينهم.

"هي من أخرجت الإشاعة ولكنها لم تنشرها هناك من فعل ذلك حتي يتأكد من صحة ما قالته"

سخر عماد على الرغم من أمر سليل يشغل عقله وهو متأكد الأن أن سليل هي من نشرت الأمر

"وانت بعفوك عنها أثبت أن الاشاعات صحيحة"

"لا أهتم ولكن يجب عليك أن تصنع بعض الأوراق الخاصة بالعمل تحمل اسم رفيق سامر"


شهق عماد وأخرج الماء الذى كان يشربه من فمه حتى تناثر على المكتب

"انت لن تفعل هذا رحيم،رفيق سوف يقتلني إذا علم"

"لن يفعل لأنك لن تخبره عماد،سوف اكون العامل الجديد واتمني أن يكون هناك مكان فارغ في القسم التي تعمل به رحيل"


تسأل عماد وعيناه وقعت على رحيل التي تعمل في هدوء

"على اي شيء تنوى رحيم؟"

"انوي على معرفة كل ما يدور خلفي بداخل متجري عماد"


تنهد عماد واغلق المكالمة وزفر أنفاسه بضيق فصديقة لا يريد ان تسير الأمور بشكلها الطبيعي.



انتهت رحيل من وقت العمل و توجهت نحو غرفه تبديل الملابس ووجدت هناك العديد من الفتيات ينظرون إليها ويتهامسون بصوت عالى،لعنت رحيل نفسها على تلك الفكرة ولكنها من الجيد انها تعمل صحيحة فلا أحد يحاول أن يقترب منها سوى سليل التي تضعها في عقلها خوفاً فقط من سرقه الطويل،ابتسامة ساخرة خرجت منها وهى تتذكر معاملته اليوم

"كيف كان رجل نبيل؟!"

شعرت رحيل بيد فوق الخزانة الخاصة بها ولم تكن سوى يد سليل فمن سوف يشعل الغضب بداخلها سواها

"من هو الرجل النبيل؟"


نظرت إليها رحيل بسخط ولم تهتم بها أو ترد عليها بل فتحت خزانتها وأخرجت ملابسها امام اعين سليل التي تحاول أن تسترق النظر ربما تجد شيء يفيد ولكنها لم تلمح شيء وأغلقت رحيل باب الخزانة بغضب بعد أن دفعت كتف سليل أثناء عبورها.

ابتسمت سليل فهي استطاعت أن تجعل منها غاضبة فهي من الأشخاص سهل الاستفزاز وقررت سليل أن تكون رحيل لعبتها الجديدة.


وقفت ليل بجوارها بعد أن بدلت ملابسها ونظرت في اتجاه رحيل التي دخلت أحد الغرف وأغلقت الباب خلفها بقوه

"لا افهم ماذا تريدي منها؟"

ضحكت سليل بخبث ونظرت إلى ليل

"فقط توقفي عن الأسئلة وشاهدي المتعة ليل"

لم تهتم ليل لحديث سليل وخرجت بسرعه بعد أن أخبرتها أن كريم ينتظرها في الخارج.



خرجت ليل وترى خطيبها يقف بالخارج ينتظرها بجوار الدراجة النارية الخاصة به،أبتسمت بخفه قبل أن تركب خلفه وهو ينطلق إلى الأمام

"ما تلك الإشاعات التي سمعتها اليوم؟هل هناك فتاه في قسم الرجال تواعد السيد مفتاح؟"

سأل كريم بعد أن نظر بسرعه الى ملامح خطيبته من خلال المرآه المتواجدة في الدراجة،ثم نظر الى الطريق مره اخرى

"أظن أن تلك الإشاعة حقيقيه الفتاة لم تطرد واكملت عملها دون وجود مشكله"

أجابت ليل ويدها تعانق خصر كريم وتضع رأسها فوق ظهره

"هل وجدت عمل أخر حبيبي؟"

شعرت ليل بنفي كريم ولكنها لم تبتعد بك تشبثت به أكثر

"لا يهم سوف نجد مكان آخر يقبل بعمل المتزوجين حتي نستطيع أن نتزوج"

ابتسم كريم بخفه بسبب عدم تذمر ليل بسبب الزواج والتي هناك الفتيات الأخريات التي تفعل ذلك ولكن بئساً لتلك القاعدة الخرقاء التي تمنع الزواج.


"هل تعلمي عندما سمعت تلك الإشاعة اليوم تمنيت أن تكون حقيقية حتى يشعر بنا هذا الفتاح وكيف نعاني في حياتنا"


تسأل كريم أثناء قيادته إلى ليل التي مازالت تتشبث به ولم تترك خصره أبداً،والتي اجابت على سؤاله بكل هدوء

"حتى وان كانت اشاعات انا اتمني أن تكون هناك فتاه في حياه مفتاح ويعرف كيف أن قوانين عمله ظالمة"

زاد كريم من سرعة دراجته النارية وضحكت ليل في متعه وهو يصرخ بصوت عالي متزامن مع سرعته العالية

"اتمني أن يقع في الحب ولا يعرف كيف يجتمع بها"

انتهي من قول الأمنية وانطلق إلى منزل خطيبته في البداية.


انتظرت سليل خروج الجميع مثل كل يوم وخرجت هي من المتجر حتى لا يراها احد اين تسكن أو حتى يعرف حقيقة حياتها فهي كانت خبيرة في اخفاء الأمر.


ولكنها لم تكن تعي أن هناك من تأخر بسبب أحد الأعطال في الكاميرات وانتظر حتى تعمل من جديد،خرج عماد يسير ويديه في جيب بنطاله القماشي ينظر إلى حول المركز التجاري بعدم اهتمام مستعد للذهاب إلى سيارته المتواجدة في المرأب.

ولكنه أنتبه الى صوت عراك واضح في أحد الأزقة الضيقة خلف باب المرأب،لم يهتم لذلك العراك وكاد أن يتحرك خطوة أخرى ولكنه استوقفه صوت سليل المعروف له الغاضب

"أقسم أن لم تبتعد عن سوف أخبر اخي"

عقد حاجبيه بتعجب وتسأل من يحاول أن يزعج سليل فهي مصدر إزعاج للجميع وتحركت خطواته إلى هذا الزقاق حتى يرضى فضوله حول الأمر.

وجد أن هناك شاب يقف أمام سليل ويحاول أن يقترب منها سأل بصوته الحاد حتى يخيف الشاب

"سليل ماذا يحدث هنا؟"

شعرت سليل بالصدمة من ظهور عماد امامها حاولت أن تفتح فمها ولكن هذا الشاب تحدث بعدم احترام

"أنا أتحدث مع خطيبتي هنا ليس لك شأن"

نفت سليل برأسها ونطقت تبرر بسرعة إلى عماد

"أنه ليس خطيبي سيدي هو فقط يريد الزواج مني وانا ارفض لذلك هو لا يتوقف عن ملاحقتي"

كان هذا واضح بالفعل من النظرة الحاده التي ألقاها الشاب على سليل مما جعل عماد يتحدث

"أبتعد عنها قبل أن أخبر رجالي بالتدخل ولا أظن أن النتيجة سوف ترضيك"

أبتسم الشاب بجانبيه قبل أن يخرج من الزقاق ونظر إلى سليل

"اخيكِ سوف يسعد بتلك الأخبار سليل"


وذهب ولاحظ عماد ارتجاف جسد سليل وعندما حاول أن يتقرب منها هي ركضت بسرعة خارج الزقاق وعندما حاول أن يلحق بها وجدها اختفت من أمام نظره،رفع كتفه بتعجب وتحرك مره اخرى اتجاه المرأب.


وضعت سليل يدها فوق صدرها تراقب عماد من الزقاق الآخر حتى توجه إلى المرأب وعندما اختفى من أمام نظرها زفرت أنفاسها براحه ولكنها لم تعرف انها لن تهرب إلى الأبد بالتأكيد سوف يطلب منها تفسير بالغد أو ربما لا يمكنها أن تأتي إلى العمل بالغد فلا يمكنها أن تعرف ما ينتظرها في المنزل بعد تهديد سعد لها.



فتحت رحيل باب منزلها حتى وجدت كتله صغيره تركض اتجاها وهي تصيح بسعادة بالغه

"أمي"

انحنت رحيل في مستوى طول الصغيرة وعانقتها بقوه تقبل رأسها بحنان

"لقد اشتقت إليك عزيزتى،كيف حالك؟"


ابتعدت الصغيرة ونطقت بسعادة أثناء دخولها إلى باقي المنزل

"لقد كان رائع أمي،لقد أخبرتني المعلمة أنا رائعة"

ضحكت رحيل وتابعت خطوات الطفلة حتى دخلت إلى غرفه النوم الأخرى وركضت الفتاة الصغيرة في اتجاه السرير

"أبي لقد جاءت امي من العمل"


ابتسم لها ونظر إلى أبنته في توعد صغير

"ألم أخبرك أن تتوقفي عن قول ذلك لها فريدة"

هزت فريدة رأسها نافية بقوه بغضب أمام والدها

"لا هي أمي"


عانقتها رحيل ووضعت قبله فوق وجنتها المنتفخة

"لا داعي أنا أحب ذلك اللقب أخي،وأنا لا أمانع كونها أبنتي الرائعة"


صفقت فريدة بحماس وسعادة كبيره جعلت من الاخوين تظهر على شفتاهم ابتسامه سعيده،جلست رحيل على طرف السرير تنظر إلى أخيها بقلق وتسأل

"كيف حالك الأن؟هل العلاج يأتي بمفعوله؟"


همهم اخيها بهدوء محاولاً أن يحرك قدمه قليلاً ولكنه لم يستطيع حتى شعر بالألم

"أظن أن الألم يدل على تقدم الوضع قليلاً تعلمي قبلاً لم أكن أشعر بها"

دفعت رحيل يدها تمسد قدم اخيها من فوق الغطاء بخفه

"لا تقلق كل شيء سوف يكون بخير أنا الأن قبلت في العمل الجديد وفرق الراتب سوف ندخر من أجل العملية"

وضع أخيها يده فوق يدها التي كانت فوق قدمه

"لا أعلم ماذا افعل حتى أرد كل هذا الدين رحيل؟انتي تعتني بي وايضاً أبنتي وتعملي"


نفت برأسها ونطقت بهدوء

"لا تقول ذلك انت أخي الكبير و لولا ذلك الحادث لما كل شيء تغير،أنت لم تفعل شيء بل كان هذا القدر الذى جعلك تفقد زوجتك وقدرتك على السير ولكن انظر الى الجانب الآخر أنا هنا وفريدة أيضاً لن نتركك وحيد"

ثم استقامت تعطي أخيها عناق كبير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي