الفصل الرابع

وقف بطوله الفاره يتفقد شعاع نور أضاء ظلمة تلك الغرفة المتنحية قليلًا عن باقي المنزل، اتجه وعيناه تسبق قدميه تبحث بتلهف عنها، وجد إضاءة خافتة تخرج من المبرد الذي فُتح بابه.
مال بجزعه يتطلع في تلك الصغيرة التي تجلس بداخله وتعبث بما فيه من أشياء، لم يستطع وأد إبتسامته التي زينت محياه، ورفع كفه يمسح به على وجهه ويعيد السكون إلى خصلاته السوداء.

سأل بعفوية والإبتسامة المرحة لا تزال على مبسمه:
-ماذا تفعلين داخل المبرد، بيلا؟
نظرت له بعيونها الزيتونية الجميلة وكأنها فهمت ما تقول وببؤس طفولي وتذمر وضح على وجهها سمع صوتها بعقله وهي تتعمق بالنظر إليه يقول:
-أنا جائعة.
ضيق عينيه عليها غير مستوعبًا هل هذا صوتها حقًا؟ أم صوت بداخله؟!
مد يده والتقطها على ذراعه وهي تمسك إحدى حبات الطماطم بيدها، وسألها مرة أخرى:
-ماذا قلتِ؟
نظرت إلى عينيه بتركيز، فتردد الصوت بداخله مرة أخرى يقول:
-أنا جائعة.
أومأ لها بإنبهار من قدرتها على التواصل معه بهذه الطريقة الذكية، وشعور بداخله يتأكد أنها تمتلك قوة خاصة وربما أكثر.
تسرب إلى قلبه شعورًا بالسعادة أن هناك من سيرافق وحدته المضنية الذي إختارها بمليء إرادته.
ابتسم لها وانحنى بها أمام المبرد وسألها:
-ماذا تريد أن تأكل عزيزتي بيلا؟
نظر إلى عينيها ينتظر منها الإجابة لكنها لم ترد، بل لاح على وجهها بؤس طفولي داعب قلبه، فرفع يدها الممسكة بثمرة الطماطم وقال:
-تحبين الطماطم؟
نظرت له فسمع صوتها داخل عقله يقول:
-لا أعرف.
رفع حاجبه باستغراب وقال:
-ولما تمسكين بها هكذا ما دُمتِ لا تعرفين؟!

جاءه صوتها الصغير مرة أخرى في عقله:
-يبدو مظهرها محبب إلي.

نظر لها بشك وسألها:
-لأن لونها أحمر؟!

-ماذا يعني أحمر؟

أمسك بالثمرة التي بيدها ورفعها أمام عينيها قائلًا:
-هذا هو اللون الأحمر.
ثم أستقام من انحناءته وسار بها يحملها بين ذراعيه وكفيها الصغيرين ممسكين بثمرة الطماطم بعد أن أعادها لها مرة أخرى وهو يظن أنها تستطيع أكلها.
وقف بها أمام النافذة بعد أن نحى الستار عنها قليلًا، يتمتع بمظهر القرية الجميل من حوله، الورود الذي حرص على زراعتها بالحديقة الصغيرة أمام منزله، وبعض الشجيرات الذي حاوط بها السور الخشبي من الداخل، رغم صغر حجم المنزل الذي يتكون من طابق واحد به غرفتين صغيرتين وصالة مربعة تتناسب مع مساحته، إلى أن كل شيء به حتى ذلك المنظر البديع، يذكره بقريته الذي نشأ بها مع أسرته، والتي لم يتخيل يومًا أن يتركها، لكنه بنفس الوقت هو من إختار الرحيل عنها وبمليء إرادته.
شعور بالذنب يلوح بالأفق، وآلام بالماضي ترفض التنحي عن ذاكرته الحديدية، ذكريات رفيق الدرب والطفولة التي لا تبرح عقله.
أخذه الحنين وتمكن منه، فالتقط هاتفه الموضوع على الطاولة الصغيرة بجانب النافذة ورفعه على أذنه وعندما جاءه الرد قال:
-كيف حالك أبي؟
رد والده بصوت قوي يخفي عاطفته تجاه ولده:
-بخير آريس، وأنت؟

-بأفضل حال، كيف حال أمي؟

قال الآخر باقتضاب:
-ليست بخير، أنت لم تأتِ بميعادك المعتاد وهذا أثار حنقها.
رد آريس بتردد:
-كان لدي بعض الأعمال علي إنجازها أبي، ولا أظن أني أستطيع المجيء الفترة القادمة.

قال كيڤن وهو يمد الهاتف إلى زوجته:ؤي
-أخبرها هذا بنفسك.

انتزعت منه الهاتف بتلهف وهتفت بصوت باكِ:
-آريس، حبيبي إشتقت إليك يا ولدي.

شعر بالاستياء على صوت أمه الحزين فقال:
-لا تبكِ لونا، فأنا أيضًا اشتقت إليكِ كثيرًا.

هتفت بترجي:
-متى ستأتي آريس؟ إلتاع قلبي من غيابك ياولدي لم أعد أحتمل.

رغم الألم الذي نخر قلبه لأجلها لكنه رد بهدوء:
-سامحيني، لكن عليكِ التحمل أمي، فبسببي هناك أم أخرى حُرمت من ولدها.

هتفت لونا ببكاء:
-ولما علي أن أُسقى من كأس الفراق نفسه يا ولدي؟ ما ذنبي أنا؟!

رد آريس بنبرته الهادئة:
-ليس لكِ ذنب لونا، إنه ذنبي أنا وحدي، لا تظنيني أعاقبك برحيلي عنك، أبدًا يا أمي، لا أتجرأ على فعلها، لكني ما أعاقب سوى نفسي.

تأكدت أن ابنها ما زال يعاني من صخب الماضي فقالت:
-ولما العقاب يا حبيبي؟! الأمر كان مُقدرًا، كان حتميًا سيحدث.
تنهد بألم ورد برتابة:
-كان سيحدث لكن ليس على يدي، لست أنا من يغدر برفيقه يا أمي مهما حدث.

-لكنه لم يحدث بإرادتك، الأمر كان...
قاطعها آريس رافضًا التوغل بالحديث عن ذنبه المضمور بداخله وقال:
-انتهى يا لونا، لا داعي لإستحضار الماضي برمته، فيكفي ما أنا فيه، لن أقول لكِ أني نسيت أمي، ما أحاول سوى التكيف مع ما أعانيه.

بدأت الصغيرة التي على ذراعه في التململ وخرج صوتها هذه المرة حقيقيًا ببكاء طفولي أثار صدى بالأنحاء حتى أنه وصل إلى مسامع لونا التي كفكفت دموعها وسألته:
-ما هذا الصوت آريس.
تمسك بهدوءه ورد:
-إنها طفلة تبكي بالشارع أمي، مضطر لإنهاء المكالمة الآن، سأعيد الإتصال بكِ لاحقًا، إلى اللقاء.

أغلق الهاتف وابتعد بها عن النافذة سريعًا متعجبًا من بكاءها المُفاجيء، أخذ يسألها عدة مرات عن سبب ذلك لكن دون جدوى كان صوت نحيبها عاليًا ومزعجًا بآن واحد.

لا يعلم سبب بكاءها حتى أنه حاول التواصل معها عدة مرات لكن دون جدوى، فهي تبكي مغمضة العينين فلا يستطيع فهم ما تريده.

جلب لها العديد من الاطعمة الموجودة لديه لكنها رفضت الأكل وظلت على حالتها، فجلس أمهامها ببرود ينتظرها حتى تنتهي من حالة بكاءها.

***
انهت لونا المكالمة مع ولدها وجلست على الكرسي بضعف ودموعها تأبى التوقف فتمتمت قائلة:
-لم ينسى شيء يا كيڤن، أخبرتني أن أتركه يرحل حتى يستعيد توازنه، لكن الماضي ما زال يطارده، ولدي إلي الآن يعاني، يعاني وهو بعيد عن حضني كيڤن.
دنى منها كيڤن بحزن على ما تشعر به من ألم على فقدان ابنها وقال بخفوت:
-وماذا علي أن أفعل لونا؟ تعرفين أني في أشد الإحتياج إليه، لكن لا أريد بالدخول معه في صدام مثل ما حدث بالماضي.
أكملت بنظراتها المتوسلة وأمسكت يده برجاء:
-إجبره على العودة كيڤن، لن أستطيع ان أعيش هكذا، أشعر أني مبتورة الأطراف دونه، أرجوك يكفي ما مضى من العمر وهو بعيد عني.

جثى على ركبيته أمامها وأردف:
-وماذا فعل حين أمرته بالمكوث وعدم الرحيل؟ استجاب لأوامري؟!
هتفت ببكاء:
-وماذا أفعل أنا؟ لما علي أن أظل محرومة من ابني طيلة عمري، لما يعاقبني على ذنب لم أقترفه؟

ضمها إلى صدره وقال:
-تعلمين أنه شديد التعلق بكِ لونا وما يفعله يعاقب به نفسه فقط ويحرمها من كل ما هو يحبه، إنه مرتبط هنا بالقرية وأفرادها ولهذا يعاقب نفسه بالإبتعاد.

أكملت بكاءها على صدره مغمغمة:
-وما الحل كيڤن؟ أنا اختنق لبعده عني، حياتي توقفت منذ أن قرر الرحيل، أتعامل ببساطة لأنني المسؤلة عن جميع أفراد القرية، لكن ما بداخلي نيران تكاد تحرق صدري، صدقني.

ربت على شعرها الأسود الطويل الذي ورثه عنها ابنها، وشدد على ضمه لها ثم قال بتفكير:
-اهدئي حبيبتي، سيعود لا تقلقي.

***

في بيت كبير واسع متعدد الطوابق، يغلب عليه اللون الرُخامي ويتخلله بعض النقوشات ذهبية اللون لامعة براقة زادته روعة وجمالًا.

هبط فيليب من أعلى بخطوات متأنية بعد ان إستغرق في النوم لساعات عديدة.

وجد والدته تجلس على الكرسي الكبير من الصالون المذهب، ظهرها مشدود كعادتها وساقها موضوع فوق الأخر بأرستقراطية، تحتضن أصابعها فنجان قهوتها وترتشف منه بهدوء وهي تتطلع من النافذة الموجودة بجوارها.
ألقى عليها فيليب التحية ورمى جسده على الكرسي المقابل لها وجلس عليه بإهمال، فرمقته بحنق قائلة:
-كُف عن سوقيتك فيليب وتصرف بلباقة.

رفع حاجبيه بلا مبالاة ورد:
-ليس معنا أحد أغنيس.

وضعت الفنجان على الطاولة بحزم وتحفزت بجلستها وقالت:
-أنا أمك فيليب ولا يصح أن تنادي هكذا دون ألقاب، لا أعلم إلى سأعلمك تقاليد العائلات العريقة، صرت ناضجًا الآن كيف ستنشيء أسرة وعلى ماذا ستربي أولادك؟!

رد بإستخفاف:
-ومن قال أني اريد الزواج أصلًا؟!

قالت أغنيس بحسم:
-هذا ليس بإرادتك فيليب، هذه تقاليد العائلة التي تخطيتها أنت، تجاوزت الخامسة والعشرون ولا زلت أعزبًا رافض للزواج! لا يوجد فرد بالعائلة يصل إلى هذا السن دون زواج.

أسند رأسه إلى الخلف بحنق ثم اعادها للأمام ونظر إلى أمه قائلاً:
-تعلمين اني لا أحب تلك التقاليد أمي، لن أتزوج إلا عندما أجد من يريدها قلبي وأشعر بالإرتياح معها، أما الزواج لغرض الزواج فهذا ليس هدفًا لي.

أكملت أغنيس محاولة إقناعه:
-لكنه لا بد منه فيليب، الأمر هنا ليس متروك لأهواءك وما تفضله وما لا تفعل، أنت الولد الوحيد لأبيك وعليك تكوين أسرة وتستقر حياتك.

هتف ببعض الحدة:
-وماذا عن أماليا أمي؟ أليست أختي وفردًا من أفراد العائلة؟! أم أن قرار الزواج هذا يخصني وحدي؟
ردت بلباقة كعادتها:
-أماليا ستتزوج من رجل آخر وستنجب أطفال يحملون إسم عائلة زوجها، لكن الأمر مختلف معك، أنت الولد الوحيد وأطفالك سيرثون لقب عائلتنا وسيخلدون إسمها جيلًا بعد الآخر.

سحب نفسًا عميقًا وأردف:
-حسنًا أمي، ما عليكِ سوى أن تكثفِ صلواتك حتى أجد الفتاة المناسبة لي وعندها سأنفذ لكِ ما تريدين.

شعرت أغنيس بالدماء تغلي برأسها من تفكير ابنها الذي يثير حنقها، والذي يرفض الزواج من أي بنت تقترحها عليه من بنات العائلات المخملية التي هي على علاقة بهم.
ليس هناك سوى وضعه أمام الأمر الواقع، فتذكرت أن موعد ميلاده قد اقترب وهذا العام قررت أن تُقيم له حفلة كبيرة للإحتفال به وهذا سيكون وقت ملائم لتنفيذ مخططها لتوريطه بإحدى الفتيات.

***
هدأت الأمور قليلًا بين تريز وبيرنا التي لم تقتنع إطلاقًا بأمر الرسالة التي تدعي تريز أنها من أمها، كان شيء سخيف وأشعرها أن الأخرى تتعامل معها على انها ما زالت صغيرة، لم تقدر ذكاءها ولم تتخيل أن ما فعلته جعلها تُفكر جديًا بأمر العرافة الذي إقترحته كلارا، لكنها إدعت أن الأمور تسير على ما يرام وأقنعت تريز بذلك.

تناولا الطعام مع كلارا، ولم يخلوا الجو من مشاكسات الفتاتان في محاولة من بيرنا لإقناع تريز أنها خضعت لأوامرها.
جلست تريز تسأل كلارا عن حالها وحال أمها، بينما دخلت بيرنا تعد لهم مشروبًا يتناولونه بعدما إنتهوا من الأكل.

تسلل إلى مسامعها صوت بكاء طفل صغير يدوي في المكان، أطّلت بعينيها السماوية البراقة من النافذة الموجودة بالمطبخ، فانتبهت أن الصوت قريب جدًا منها تكاد تُجزم أنه بهذا البيت الذي يخص ذلك الغامض.
عليها التأكد من الأمر، لكن كيف ستفعل وتريز تمنعها من التعامل مع الغرباء؟!

خرجت إليهم تحمل صينية بها بعض المشروبات وضعتها أمامهم وسمعت تريز تقول:
-نحن الأهل نخشى عليكم أكثر مما ينبغي لكنكم لا تدركون معنى خوفنا هذا حتى تصيرون بمكاننا، وأيضًا حين تتعرضون للخطر الذي دوما ما خشينا عليكم منه.
فهمت بيرنا أنها المقصودة بهذا الحوار فردت:
-ربما لو شاركتونا بعض مخاوفكم، لصار الأمر أفضل، وتفهمنا وجهة نظركم بوضوح.

التقطت تريز الكوب وقالت بهدوء:
-هناك أشياء لو قولناها لن تفهموها، لذا نؤجل الأمر إلى حين أن نرى أنكم تستطيعون إستيعاب ما نخفيه عنكم.
عقدت بيرنا ذراعيها أمام صدرها بتحفز وأردفت:
-ولما لا تتركوا لنا حرية الأختيار؟ تحكمون علينا جميعًا أننا لن ندرك، وتغاضيتم عن اختلاف العقليات بإختلاف الأشخاص.

شعرت كلارا بالحرب الباردة المُندلعة بينهم، فأسرعت تقول لتخفف من حدة الأجواء:
-نحن نعلم مقدار خوفكم علينا ونقدر ذلك بالتأكيد، لكنها عقليات كما قالت بيرنا.

رمقتها تريز بإبتسامة خافتة وقالت:
-نتمنى لكن الهداية ابنتي كلارا.

نظرت كلارا في ساعتها ثم انتفضت من مكانها تعتزم الرحيل:
-لقد تأخر الوقت، علي العودة حتى لا أُثير حنق ذلك الأحمق أنطون، لا أريد المزيد من المشكلات لأمي.

أومأت لها تريز بهدوء:
-حسنًا حبيبتي، انتبهي لنفسك وأخبري أمك أني سأزورها قريبًا.
أسرعت كلارا تقول:
-ستنيرين البيت خالة تريز، بالطبع سأُخبرها.

همت بيرنا قائلة مستغلة للموقف:
-انتظرِ كلارا، سأتمشى معكِ قليلًا.
ثم نظرت إلى تريز وسألت:
-أم هناك مانع تيري؟

أدارت لها تريز ظهرها متجهة إلى غرفتها وهي تقول:
-ارتدِ مِعطفك واذهبِ حيث تشائين بيرنا.

رغم فرحتها بأنها وافقت دون اعتراض مسبق، لكن لهجتها المكسورة هذه تُزيد إحساسها بالذنب.

لن تترك مجالًا للعواطف الآن فأسرعت إلى غرفتها وجذبت معطفها وارتدته سريعًا تحت نظرات صديقتها المُتعجبة.
جذبتها وخرجت من المنزل فسألت كلارا:
-لما أصريتِ على الخروج معي بيرنا؟
ردت ببرود:
-ما المشكلة أن أتمشى معكِ قليلًا!
ضيقت عينيها وسألت:

-بالطبع ليس هناك مشكلة لكن لما أشعر أن هناك ما تُخفيه؟!
تأففت بيرنا قائلة:
-لا يوجد شيء كلارا، أنا فقط أشعر بالضيق من المكوث بالمنزل.

رمقتها كلارا بحيرة وقالت بتردد:
-هل تفكرين بالذهاب إلى العرافة كما أقترحت عليكِ؟! لا أعلم إذا كان هذا صواب أم لا فلا تأخذي كلامي على محمل الجد بيرنا.

أومأت لها الأخرى قائلة:
-تيري لم تترك لي خيار آخر كلارا، لكني سأتركه كَحّل أخير إذا لم تتراجع تيري عن صمتها.

شردت كلارا فتأبطت بيرنا ذراعها وسارت معها قليلًا حتى ابتعدت عن أنظار تريز والتي تتيقن انها تراقبها من النافذة.
***

تركت صديقتها وتسللت في الخفاء يحثها ذلك الفضول الذي يدفعها دفعًا إليه، فقطعت الطريق بحذر تتلفت حولها من حين لآخر لتتأكد أن لا أحد يتابعها وبالأخص صاحبة التعليمات الصارمة 'تريز'.
معطفها الكبير تداعبه نسمات الهواء التي تسارعت في هذا الوقت بعد غياب الشمس، فسبح خلفها في حياء وخفر، يحتضن خصرها كلما استدارت للخلف فيبرز قدها الممشوق ببراعة.

وقفت أمام الباب واستجمعت شجاعتها لتتغلب على ذلك الشعور المتناقض الذي يحوم برأسها، أحدهما يدفعها لكشف الستارة الغائمة التي يتخفى بها والغموض الذي يحيط به.
وعلى النقيض، شعور بحياء الأنثى يتملك منها وخجل يسيطر عليها ويمنعها من الإستمرار فيما نوت عليه.
ووقفت هي حائرة بين شعور وآخر ولا تعرف أن القدر هو من يختار لها خطواتها...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي