الفصل٣

لم تكن ليلة جيدة لكل من تشارلي وأميليا، فعقلهم لم يتوقف عن التفكير بما حدث ليلة أمس، يحاولوا ايجاك تفسير لما حدث، لم تغمض أعينهم لذات السبب برغم أن لا أحد يعلم ماحدث للأخر.

أشرقت الشمس مصبحة، ليهم تشارلي بالذهاب إلى العمل، لم تغفى عيناه طوال الليل، فهو يفضل البقاء مستيقظ على أن يغفى ويوقظه شيء لا يريد رؤيته!

ذهب للعمل ويبدو عليه الإرهاق، السواد قد أزداد حول عيناه بذبول، فقد لاحظ الجميع تغير مظهره اليوم.

قام بالدخول إلى مكتبه ليجلس، أمسك الهاتف ليطلب قهوته المعتادة؛ لعلها توقظه قليلًا ليقضي اليوم بسلام.

ذهب الساعي ليقدم له القهوة، نظر له وقد بدا عليه القلق من مظهره:
  _سيد تشارلي هل أنت بخير؟

نظر تشارلي له بعينان ساهرتان مرهقتان:
  _هاا، أجل أجل بخير، أريد فقط مسكن للصداع.

حرك الساعي رأسه مجيبًا:
  _حسنًا سيدي، سأعود سريعًا.

ذهب ليضع تشارلي يده فوق رأسه بألم، أستمع لطرقات الباب لتهم أميليا بالدخول:
  _صباح الخير تشارلي.

نظر تشارلي لها ليعتدل بجلسته، حرك حاجبيه بإرهاق:
  _لم أنم لأصطبح أميليا.

جلست أميليا أمامه لتتحدث متعجبة:
  _ولماذا لم تنم اليوم؟ لم تره ما رأيته لتفعل!

ضحك تشارلي ساخرًا؛ فهو يعتقد أن ما حدث له لم يحدث لغيره:
  _وماذا رأيتي يا ترى؟! وماذا سيفيد الحديث إليكم وأنتم لا تصدقون ما أقول.

تحدثت أميليا جادة:
  _أصدقك تشارلي، أصدقك لأنني رأيت ما رأيته، المقتول لا أدري كيف ولكنني قد رأيته.

نظر تشارلي لها ليتحدث مرقبًا:
  _متى وكيف رأيتيه؟

تحدثت أميليا متذكرة تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليها ليلة أمس، لتروي له كل ما حدث معها، بداية من حديث جاك نهاية بصدمتها مما حدث، فتلك المرة الأولى التي يحدث بها هذا مع قتيل يفترض أن يكن قد توفي!

تحدث تشارلي وقد بدا عليه التأكد، فهو كان يعتقد أن ما يحدث معه فقط، ليس هم كذلك!

تشارلي:
  _قلتم أنه ايس على قد الحياة، ولا يمكن أن يكون شبحه، تلك خرافة قد ظهرت قديمًا، إذن ماذا يحدث ولماذا معنا نحن؟!

حركت أميليا رأسها نافية:
  _لا أعلم، ولا أستطيع أن أفعل، عقلي حقًا متوقف عن العمل، لا أستطيع أن أصف لك كيف كان شعوري ليلة أمس.

أخذ تشارلي نفسًا عميقًا، ليعود بظهره إلى الخلف، ينظر أمامه  ليتحدث شاردًا:
  _إن كانت روحه لا تستريح، فهناك مؤكد أمر ما وراء المقتول، إما أنه يريدنا أن نتذكره، ونستمر بالبحث عن القتل!

نظرت أميليا له ويبدو عليها التشتت:
  _لا أعلم، لا أعلم تشارلي، تلك كخرافة قد شاهدناها بفلم، من يصدق أن يحدث لنا هذا؟!

•• بمنزل ديفيد ••

يقف ديفيد أمام صورة كبيرة فتاة ما، يبدو أنها في بداية عقدها الثالث، مأخوذ لون الذهب من خصلاتها الصفراء، عيناها تشبه إنعكاس السماء بمياه البحر الصافية، وكأن رموشها البنية غيمة قد ضللت سمائها، لقد كانت حليبية البشرة، مثالًا للجمال والهدوء.

قاطع شروده حديث جستين الصارم، وكأنه يذكره بما هو عليه، أو لما يجب أن يكن عليه:
  _تستحق الموت ديفيد، لا يجدر بك الحزن عليها، بل عليك أن تخبر نفسك بإن عادت لتقتلها الاف المرات، ليست مرة واحدة، فليس للخائن عزاء ليبكي قلبك عليه.

مازالت عينا ديفيد متعلقة بصورتها، ليكرر جملة جستين الأخيرة، وكأنه بالفعل يذكر نفسه:
  _ليس للخائن عزاء، ليبكي قلبي عليه، معق حق جستين.

التفت لينظر له وقد أعاد نظرته الجليدية تلك:
  _ما القادم جستين؟

تبسم جستين بهدوء، فيسعده رؤيته يعاود نشاطه من جديد:
  _هكذا يمكنني أخبارك عزيزي، كل ما في الأمر هو التخلص من تشارلي وتلك الفتاة معه، ولأخبرك شيء التلاعب بخوفهم أمر ممتع، تعلم أن الجميع لا يريد الخير لك، ولهذا عليك الأنصات لما سأقول.

حرك ديفيد رأسه مجيبًا لما قال، فهو ينصت له في كلا الأحوال:
  _فالتخبرني، من القادم؟

حرك جستين رأسه بهدوء:
  _سأفعل، ولكن الأن لتعطي الأوامر للجميع، حتى يقوموا بتنفيذ مهامهم، التي حضروا لأجلها.

حرك ديفيد رأسه مجيبًا، فهو ينفز ما يخبره به جستين فقط.

•• عند تشارلي بالعمل ••

أميليا:
  _سأذهب للتحقيق بقضية ما، ألم تأتي معي؟!

نظر تشارلي لها وكأنه قد كان يفكر بأمر ما وقاطع حديثها شروده:
  _بحقك أميليا، أشعر أن عقلي قد توقف عن العمل، تتصورين أنني نسيت أمر قدومي معكِ!

أخذت أميليا نفسًا عميق، لتقترب حتى تضع يدها فوق وجنتيه متحدثة، وكأنها تطمئنه:
  _تشارلي رجائًا عليك الإنتباه لعملك حتى نعثر على سببًا يجعلنا نعلم ما هذا الذي يحدث معنا، أمم أعلم أنك بتلك القوة كما حالي، ولم نتوقف لشيء، بل سنظل ورأه حتى يصبح كل شيء ظاهر أمامنا، أعدك بأنني سأظل بجانبك وسنعثر على سبب ما يحدث معنا.

نظر تشارلي لها وقد بدا عليه التردد الظاهر بعينه، فهو لا يعلم هل يسطيع فعل هذا؟ أم عليه التوقف حتى الأن؟!

أمسكت أميليا يده؛ لتساعده على النهوض، فهي قد رأت التردد بعيناه.

تحدثت ويبدو كأنها تحاول اخراجه من حالته تلك:
  _لقد أستطعت تهدئتي كثيرًا، وهذا الوقت الذي علي فعل ذات الشيء معك.

تبسم تشارلي بسمة هادءة، لتتبسم كذلك برغم الخوف الذي يحتل قلبها:
  _تعلم شيء لا يليق بك الضحك، عليك أن تظل غامضًا كما كنت.

ضحك تشارلي لحديثها، فهو دائمًا يتمتع بحالة من الغموض، والتي تتمثل بصموده حتى يحل جميع القضاية بوقت قصير، فهذا ما شهر به تشارلي.

ذهبوا لحيث الجريمة الأخرى، وهم بطريقهم إلى هناك، تحدثت أميليا كما وكأنها تذكرت شيء.

أميليا:
  _هل أخبرك جاك بقضية وليام؟

حرك تشارلي رأسه نافيًا:
  _لا لم يفعل، ماذا حدث بها؟!

تحدثت أميليا لتكمل حديثها:
  _لقد توفي بذات السُم الذي أخبرتني عنه سابقًا.

نظر تشارلي أمامه ليوقف سيارته حتى ينظر لها:
  _ماذا قلتي؟! توفي بذات السم؟! هذا يعني أن الشخص نفسه يفعل هذا!

نظرت أميليا له لتتحدث بتشتت:
  _لا أعلم لكن الأمر ليس بتلك السهولة، فكيف لشخص واحد قتل الجميع هكذا بذات الطريقة وبدون أي دليل خلفه! لقد شعرت لوهلة أن الأمر كما تقول ولكن، التفكير بالشيء يفقده مصدقيته تشارلي، حقًا لا أعلم كل شيء أصبح غاضمًا.

نظر تشارلي لها ليتحدث وكأنه يدعوها للقيام بتحدي معه:
  _تعلمين كيف قُتل المتوفي بالقضية التي سنذهب لها الأن؟!

نظرت أميليا له لتحدث رأسها نافية:
  _كل ما أعلمه أنها قضية إنتحارية.

حرك تشارلي رأسه بسخرية ليعاود النظر أمامه، أكمل حديثه ساخرًا:
  _قضية إنتحارية! الأن كل جريمة قد أصبحت إنتحارية، لكن أخبركي شيء؟

تحدثت أميليا بهدوء:
  _ماذا؟

تشارلي:
  _إن كانت القضية قضية تسمم، وبذات السُم التي أخبرتكِ عنه، فهذا يعني أن الأمر يتعلق بشخص ما، وليس شخص واحد فقط، بل عصابة كاملة تحاول القضاء على أكبر أعداد من البشر.

مازالت أميليا ناظرة له، فحديثه قد عجزها عن التحدث؛ فهو يخبرها بوجود عصابة تحاول القضاء على الجميع، وكأنهم بأحد القصص الخيالية التي لا تمس شيء من الواقع!

بعد وصولهم إلى موقع الجريمة.

لقد كانت الأجواء مختلفة، لا بكاء، لا عزاء لا صراخ معتاد يجتاح الأم بألم حزنها على صغيرها! تعد من أكثر الجرائم هدوء قد مرت به.

تحدث تشارلي لأحد الواقفون ينتظرون قدومهم!

تشارلي:
  _أين والد المقتول؟

تقدم فاراداي ليتحدث إليه بوجه متجمد، كما وكأنه ملجاء لفصل الشتاء البارد، لا يظهر عليه الحزن:
  _أنا والده.

نظر تشارلي له، يتعجب بداخله من تلك العائلة، كيف لا تحزن لفقدانها فرد منهم؟! بل وليس مجرد فرد أنه ابن لهم!

تحدث تشارلي وكأنه يحاول الخروج من دهشته بهم:
  _اا، كيف مات المقتول!

تحدث فاراداي بذات الملامح الجامدة:
  _قد أنتحر.

نظر تشارلي له منتبهًا، مؤكد ليس إنتحار هذا ما يؤكده بعقله.

تحدث تشارلي سائلًا:
  _وكيف كان الأنتحار!

فاراداي:
  _وجدنا سمً بغرفته، ولكن هذا غير معقول فلماذا سيفعل!

نظر تشارلي له متحدثًا:
  _ما نوع السُم الذي وجدتوه؟!

تحدث فاراداي متذكر:
  _لا أعلم، الزجاجة لم يكن عليها إسمه.

حرك تشارلي رأسه ليكمل:
  _هل يمكنك إعطائي الزجاجة؟

حرك فاراداي رأسه ليذهب لأحضار الزجاجة له.

نظر تشارلي إلى أميليا وكأنه يذكرها بحديثه عن أمر السُم!

تحدث تشارلي هامسًا لها:
  _تتذكري ما قلت اليس كذلك؟ والأسائثبت لكِ.

نظرت أميليا له الأمر بداء بالعبث بعقلها.

عاد فاراداي ليعطيه زجاجة السُم، أخذها ليطالعها بتمعن متحدثًا إلى فاراداي:
  _حسنًا سيد فاراداي، أريد الجلوس برفقة كلا منكم على حدى، أميليا..

حركت أميليا رأسها، فقد فهمت أنه يطالبها بالقيام بعملها.

وبالفعل جلس تشارلي برفقة كل فرد من عائلة المقتول، ليقوموا بإستجوابهم وماذا قد كانوا يفعلوا قبل حدوث الجريمة، ومن أعد له الطعام والذان يشتبهان بتسميمه عن طريقه، كل شخص قد أخذ أقواله ليستمع إلى أعذارهم الغير مثيرة للشكوك.

بعد عودتهم للذهاب إلى المعمل لمعرفة نوع السُم بدقة.

تشارلي:
  _أقسم بأنه السُم نفسه.

نظرت أميليا له لتتحدث بقلق:
  _إن كان كذلك فالأمر سيصبح مريعًا بحق.

بعد تقديمهم السم ليعلموا نوعه، كما أن النتيجة قد كانت خارج توقع تشارلي.

تحدث تشارلي منفعلًا بعد سماعه لما قد أنتظر سماعه:
  _كيف ليس السُم نفسه! تلك الزجاجة لا تفرق عنها بشيء، كيف ليس هو؟!

نظرت أميليا له لتتحدث مؤكدة:
  _تشارلي هذا أقرب للصواب بحق، كيف سيصبح السُم نفسه سببًا بكل الجرايم، ويستخدمه المنتحرون برغم عدم وجوده في الأسواق! الأمر ليس معقول.

نظر تشارلي لها ليتحدث غاضبً:
  _لم تصدقوا أيًا مما قلته سابقًا، كيف تكذبين هذا أيضًا وقد رأيتي ماقلت بعينك، أتعلمين ستقتنعي بما قلت عند إثبات هذا لكي، لكن بطريقة أخرى.

ذهب من أمامها خارج المعمل والغضب يتطابر من عينه، سيفقد عقله كيف لا؟! كيف ليس السُم وزجاجته مميزة بطريقة مختلفة.

عادت أميليا إلى العمل ليتحدث جاك لها:
_ما الأمر؟ بماذا تفكرين؟

نظرت أميليا له منتبهة لتتحدث أخذة نفس عميق:
_لا شيء، فقط القضية تشغل عقلي.

حرك جاك رأسه بتفهم:
_حسنًا فقط القضية؟ أم هناك أحدهم قد عبث بعقلكِ من جديد؟

نظرت أميليا له ليبدو عليها الغضب مما يتفوه به:
_جاك لا أحد يعبث بعقلي، وحديث تشارلي عن كل شيء صادق، لقد رأيت بعيني ليلة أمس وأخبرتك ماحدث معي، لا أدري لماذا لا تصدق؟! اليوم تشارلي قال أنها ذات الرجاجة التي قُتل بها الكثير، سُم لا يصرفه أحد أصبح متوفر بطريقة ملحوظة، ليس هذا فقط لقد قال أنها ذات الرجاجة ولكنها لم تكن كذلك، هذا يعني أن أحد ما يعبث معنا.

ضحك جاك ساخرًا:
_يعبث معنا! ولماذا لم يقتلكوا إذن؟! كيف إن كان هناك أحد سبب جميع الجرايم ويفعل هذا عمدًا كيف لم يقتلكوا حتى الأن إن كان يريد هذا؟! أميليا بحقك عودي لعقلك وكفى بلاهة بالعمل، وقت فراغكِ تفوهي بتراهات كما تحبين.

ذهب من مكتبها ليتركها غاضبة لا تصدق حديث جاك حول أن كل شيء مجرد كذبة، وفوق هذا لا تستطيع تصديق تشارلي حول أنه حقيقة! الأمر أصبح معقد بالنسبة لها.

مر الوقت والجميع يشغل عقله ما يحدث، أصبحت أميليا تعاني التشتت بكل صوت لسمعه بمنزلها، تشعر أنها بلحظة ما سترى المقتول مجددًا كما حدث ليلة أمس! لم تعد تشعر بالأمان لوجودها بمنزلها وهذا ما يزعجها أكثر من أي شيء.

تفكر لماذا لم يحدث ما يحدث معهم لجاك؟! لماذا هي وتشارلي فقط ولا أحد أخر؟ أيمكن أن يكن لأنه لا يصدق بما يحدث؟!

لقد أصبح عقلها مشغول حتى غفت بنوم لم تتذوقه منذ يوم كامل.

•• بمنزل ديفيد ••

تتساقط الأمطار فوق المنزل، تزيل الغبار عن النوافز لتكشف عن شفافيتها.

يجلس ديفيد وحولة الكتير من الشموع، جالس مغمض الأعيون لا يفعل شيء سوى الهدوء، وكأنه موعد استرخاءه.

مرت بضع دقائق لينظر ديفيد إلى جستين متحدثًا:
_غدًا ستذهب لتقم بتنفيذ خطتنا التالية.

حرك جستين رأسه موافق:
_مؤكد أتذكر، لا تقلق.

عاد ديفيد لينظر أمامه متحدثًا:
_غدًا ستقابل المحققة العظيمة أميليا، فالتستعد إلى ذلك.

مر اليوم بمرارة لبعض الأشخاص فبعضهم لم يتوقف عن التفكير بما يحدث معه، أو جميعهم.

في العمل لدى أميليا والتي قد وصلها تقرير مجهول بنوع السُم داخل المقتول أمس، والتي وجددته ذات النوع الذي أخبرها تشارلي عنه!

لقد شعرت بصاعقة أصابت عقلها؛ فكيف قد أخبرهم المعمل ليلة أمس أنه ليس نوع السُم؟!

أخذت التقرير لتخرج من مكتبها مسرعة؛ تريد رؤية تشارلي لتخبره عما رأته الأن.

قبل وصولها لمكتب تشارلي، توقفت عند أصطدامها بأحدهم، والذي كاد يوقع التقرير من يدها.

نظرت أميليا إلى هذا الشاب طويل القامة، والذي لا يظهر سوى نصف وجهه بسبب رداءه.

تحدثت أميليا وهي تهم بالذهاب:
_أعتذر لم أراك.

تحدث الشاب موقفًا لها:
_لا بأس سيدتي، لقد جئت للتحدث إليكِ.

نظرت أميليا له متعجبة:
_وبماذا تريد التحدث إلي؟!

نظر الشاب حوله ليعاود نظراته لها في سخرية:
_هنا؟!

نظرت أميليا إلى التقرير بيدها وله، لتأخذ نفس عميق حتى تقترب من مكتبها:
_تفضل بالدخول.

وبالفعل جلسوا بمكتبها.

نظرت أميليا له لتتحدث سائلة:
_ما الأمر الذي أردت التحدث معي بشأنه؟!

تبسم الشاب ليبعد هذا الشيء؛ كاشف عن وجهه، لا تدري مالذي حدث لها عند رؤية مظهره الفريد، لم يكن ذات جسد رياضي او وجه ممتليء، ولكنه قد أثار إنتباهها، به وثامة غير معهودة، نظرات باردة وسط تلك الهالات السوداء الغير مؤذية لعينها!

تحدث الشاب ببرود يتملك وجهه:
_أدعى ديفيد، وقد جئت لأبلغ عن جريمة قتل، أخبروني لأنكِ محققة بارعة، ولهذا جئت لكِ.

حركت أميليا رأسها متعجبة:
_ومن أخبرك بأنني محققة جيدة؟!

تحدث ديفيد بهدوءه المعتاد:
_أترين بأن هذا سؤال، أهم من القضية؟!

نظرت أميليا له، فهو أخرسها بحق، تحدثت لتحاول إكمال عملها، والذي قد نست أمره منذ رؤيتها له!

أبعدت أميليا نظراتها عنه متحدثة:
_أحم، ما القضية بالضبط؟

لقد مر الوقت حتى أخبرها بقضيته، ذهب بذات الوقت الذي توجه تشارلي به إلى مكتب أميليا، ليراه حتى يتعجب من هيئته.

طالعه ديفيد بنظرة من أسفل رداءه، ليكمل طريقه دون توقف.

نظر تشارلي إلى أميليا متعجبًا فور دخوله إلى مكتبها:
_من هذا الشاب!

أميليا:
_جيد أنك أتيت، تشارلي هناك شيء غير معقول حدث، لقد وجدت تقرير فوق مكتبي ينص على أن السُم الذي قُتل به المقتول ليلة أمس هو ذاته الذي أخبرتني عنه.

نظر تشارلي لها، فكل ما شغل عقله الأن هو كيف أخبره الطبيب بأنه ليس السُم ذاته؟! ومن الذي أحضره إلى هنا وأراد إكشاف الأمر؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي