أميتا

Asmaasabry`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-13ضع على الرف
  • 4.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

"روح أجيرة "

عبثٌ من ظن أن الحق زاهق مادمت ضعيفًا لا سند لك، توكل على من هو حسبك وكافيك وسيجازيك وينصر عزك وسيرتك حتى لو كنت بين الثرى.
يومًا ما ولأسباب يدبرها الرب ستشهد روحك إعلان نصرتها، وسترى بعينك تجلي حقك حتى ولو بعد حين.

في إحدى قاعات المحكمة، كانت تقف وسط القاعة، تجوبها ما بين القضاة والمستشارين وقفص الثلاثة الملعونين القتلة، تجادل وتثبت الإتهام عليهم بجدارة وخبرة محامٍ عاشر المهنة دهرًا، لتمكنها وثقتها هذه.
تشير نحو هذا وذاك بمرونة، نبرة ترغم من يسمعها الصمت والاستماع بجُل جوارحه.

حتى أنهت حديثها وانحنى المستشار نحو القاضيين حوله هامسًا ببضع كلمات، من بعدها تحدث ناطقًا بالحكم قائلًا:

- حكمة المحكمة حضوريًا بعد الدلائل والإثباتات وشواهد الجميع..
أولا، برأة " خاطر إباهيم علام".
ثانيًا: تحويل أوراق كُلًا من..

شادي أحمد السويفي، ومازن كمال السويفي، وحليم محمد برهام، إلى فضيلة مفتي الجمهورية، رفعت الجلسة.

أصوات من العويل والصراخ والسباب انهالت عليها وعلى القضاة من أهالي الجناة، معترضين حكمهم، وهي لم يعيرها عقلها للإلتفات لهم، بل سحبت أوراقها وملامح النصر والفخر تزين ثغرها، فهي قضية لم تكن من الهين اجتيازها وتحقيق العدالة البشرية مع تلك الرعاة أصلهم وسادة البلد وكبار رجالها أعمالًا الأن.

فهؤلاء الشباب هم ثمار تربيتهم الوضيعة، وإهمالهم لحالهم، وانشائهم على مبدأ الدنيا لمن عرف ولمع اسمه، وكلما كثر مالك وزهد حالك، كلما تردد اسمك على مسامع الناس وأصبحت سادتها.

وما إن خرجت وخلفها مساعدها "أكرم " يتمتم بالكثير والكثير من الكلمات الدالة على فرحة انتصارهم في هذه القضية.

نفرت صوته الذي بدا يصرع رأسها:
- هل لك ببعض من الهدوء قليلًا، يكفيني ما شهدته بالداخل.

أردف بضيق من برودها:
- أما آن لك أنتٍ بالتحلي بالفرحة قليلاً، انتصرتٍ لتوك على قضية ستشهد عليها الصحف وال....

بتر حديثه هجوم من طواقم الصحافة والإعلام بمختلف الصحف، منهمرين عليها بسيل من الأسئلة، وهي تجاهد التحرك والسير لتصل بعد عناء موقف سيارتها لتدلف، تعتلي كرسي السائق وبجانبها أكرم.

التقط أكرم أنفاسه قائلًا:
- أووه، حمدًا لله نجونا.

رمقته برزانة معهودة ونظرة متريسة:
- سأوصلك حيث منزلك ولا أريد استقبال أي اتصال هاتفي منك، انتهت القضية.

ـ حسنًا، دليل ذلك أنني سأحظى بفرصة أجازة.

التفت بكامل وجهها، متسعة حدقتيها بنظرة فككت أواصاله، جعلته يتمتم بتوجس وهو يلتفت الجهة الأخرى:
-حسنًا، زلة حديث، لا عليك أمزح فقط.

حركت رأسها يمنة ويسرة مردفة:

- عبث.

التفتت بوجهها الجهة الأخرى، ومن بعد تنظر على المقعد الخلفي بسيارتها، مغمغمة بملامح يشوبها التوتر قليلًا:

-هيا، انزل الأن.

لم يلتفت إليها وكأنها تحاكي غيره، فكررت كلمتها ثانيةً:
- أحدثك أيها الأبله، هيا اخرج الأن من السيارة.

ووقفت بالسيارة في منتصف الطريق تنتظر خروجه، وهو حقًا يطالعها كـ الأبله، لا ويدور بعينيه حول نفسه مشيرًا على صدره بإصبعه قائلًا:
- تتحدثين معي.

نظرت للمقعد الخلفي ومن ثم عاودت النظر إليه:
ـ ترى بالسيارة غيرك؟

ـ لا، ولكن لما؟

لم أصل إلى بيتي بعد، سأمت مني، أم تجهلين طريق منزلي!

أغمضت جفليها بقوة متحكمة في آخر ذروات عقلها:
- اااه، لم يعد لدي طاقة لجدالك، هيا أخرج الأن، وسأتصل بك إن احتاج الأمر لذلك، وإن لم يكن فلا تحاول التفكير في ذلك بتاتًا.

ـ وكلت أمر معاملة العبودية هذه لله، ماذا وإن لم تقم أمي بوصايتك علي، لكنت قتلتني بدواليب سيارتك هذه أليس كذلك؟

ـ حسنًا، هيا أخرج وسترى بنفسك.

قالتها بنبرة لا تحمل النقاش أو يعقبها أي كلمة، ليهبط من السيارة على الفور رافعًا يده للسماء مشيرًا لدعواته عليها.
ومن بعد تردف فور هبوطه لتلك التي تجلس بجانبها:
- أما آن وقت رحيلك يا زهرة؟

أردفت بدموع:
- كلمات الشكر لا توفيك حقًا، ها أنا الأن أشعر بالراحة ونصرة الحق.

ـ لم أفعل سوى الحق والصواب المكلف، لا داعي للشكر، ولكن متى العودة لعالمك؟
تريدين أن تنتظري تنفيذ الحكم؟







ـ لن تلمس روحي الجسد قبل رؤيتي صعود ارواحهم، كما وقفوا جميعًا ينظرون روحي وهي تخرج من جسدي دون رحمة أو شفقة.

كانت تسمع حديثها وهي تتابع الطريق، وفور تغير نبرتها التفتت تحدثها ولكنها اختفت.

ضربت تارة سيارتها بغضب، تعلم أنها ستذهب إليهم وتفعل بهم شيئًا، مما جعلها تأخذ نفسًا عميقًا متذكرة لحظة رؤيتها الأولى.
ولكن قبل أن أبدأ بسرد قصتها مع شبح زهرة، وكيف عانت للوصول لهذه المرحلة، آن أن أعرفكم ببطلتنا أولا.

تدعى "أميتا " اسم يعني الحقيقة أو الشيء الذي لا نهاية له، وهو على مقدار معنى اسمها فهو صفتها أيضًا، فهي شيء لا نهاية لحدودها وعالمها.

فتاة يافعة، لائقة المظهر، ذات شعر مسترسل فحمي يصل بداية عاتقها وعيون وبشرة خمرية صافية، وعيون بلون الماس الأزرق ورستها من جدتها، ولكن لم تكن بالصفة الوحيدة المورثة منها، هناك أمر هام وثان يميزها عن من حولها وهي "رؤية الأرواح" وأيضًا التحدث معهم.
تقطن حيث منزل جدتها التي تكفلت تربيتها بعد وفاة والدها ووالدتها بحادث سير في إحدى الليال وهي بسن العاشرة.

ومنذ أن بدا عقلها يدرك ما حوله وهي ترى عالم يدور من حولها، تأتيها كوابيس مزعجة، تنهب هناء نومها.
درست الحقوق بمغزى ورهبة من جدتها، وكانت تعيش سالمة في عالمها المنعزل عن العالم مع جدتها حتى توفها الله، وظلت تعيش بمفردها.

وصلت حيث منزلها القديم الطراز، ساكن الهيئة، يغمره الهدوء، لم يسمع سوى صوت مفاتيح منزلها وسيارتها وهي تضعهم على أقرب طاولة.

والقت بجسدها المنهك على أقرب مقعدٍ مستندةً برأسها للخلف، مدلكة جبهتها بأناملها تلك الألم الذي ينهش رأسها لتغرق في بحر أحلامها وهي ترى طيف زهرة يدور حولها برداء أبيض يلطخه الدماء.

فزعت من مكانها مردفة وهي تجول بعينيها تبحث عنها:
- قتلتهم؟ لما؟
أخبرتك أن القانون سيأخذ مجراه، وهو حقك سيعود وتم اصدار حكم الإعدام وخلال أيام سينفذ.

ثم تابعت غاضبة:
- زهرة اظهري الأن، لاداعي لهروبك وأخبريني لما فعلت هذا.

ظهر طيفها وهي تدلف لإحدى للغرف فتبعتها على الفور ومن ثم رأتها تقف وتعطيها ظهرها لتضع يدها على كتفها وتردف بهمس:
- زهرة.

لتلتفت إليها، ولكن بوجه غير وعيون سوداء تعتصر لتنزف دمًا وإذا بصوت يشبه الزئير يصرخ بغضب بوجهها،جعلها تضع يدها على آذانها من شدة الألم الذي اجتازها، منحنية بجسدها في وضعٍ محتضن لحالها، وهي تغمض جفليها بقوة.

استمر الصوت لدقائق ومن بعد عاد صمت المنزل ثانية معلنًا انتهائه، لتفصح عن عينيها وتنظر حولها في كل مكان ولكن لم تجدها.

خرجت من الغرفة تبحث عنها ولكن من دون فائدة.

عادت حيث غرفتها بجسد منهك معتاد على هذا الرؤيا التي لا يقوى تحملها بشري عادي، فتحت خزانتها وأخرجت منامة مريحة وذهبت حيث المرحاض لتزيل عناء يومها ببعض من قطرات المياة الدافئة.
أنهت استحمامها وهمت بالخروج لتسمع أنين مكتوم يأتي من المرحاض، تتبعت الصوت لتسير بها أقدامها حيث الحوض تحديدًا صنبور المياة، لتنحني بأذنها حيث الصوت أكثر.

أنين وصوت مكتوم يليه صراخ ک صراخ طائر العنقاء يأتي من بعيد.
مدت يدها تفتح مقدمة الصنبور الذي تخرج منها المياة، تحديدًا مصدر الصوت عساها تسمع بوضوح.

وبالفعل اقترب مصدر الصوت متمتمًا ببعض الكلمات لتستبق السمع متلهفة فهم ما تتفوه به صاحبة الصوت المكتوم، وما إن سمعت اسم ياقوت لتشق الحوض يداين يعوصهما الدم يلتفان حول رقبتها لتصرخ فازعة.

وقبل أن يرتد إليها طرفها اختفى كل شيء وعاد الحوض كما كان واختفى الصوت.
رفعت رأسها حيث المرآة لتجد صورة المرأة المتخفية في رداء زهرة تطالعها ببسمة فخر وصوت ضحكاتها جلل المرحاض حتى شعرت بجدارنها تنهال من صدى تردد صوتها.
التفتت تتحدث معها:
- من أنت؟ وأين زهرة؟

وفي برهة تجد الصوت يأتيها من خارج الحمام جعلها تنتفض:
- من زهرة؟ إنها لأجيرة، أجيرة.

فتحت باب المرحاض وخرجت سريعًا خلف صوتها وهي تضحك بصخب ممقوت وتررد " أجيرة" حتى بعد الصوت تلقائيًا ومن بعد ذلك اختفى، وساد السكون الهامس مجددًا المكان.

القت بجسدها على الفراش وصورة المرأة تأبى فراق أزهانها، صاحبة وجه عريض وملامح لم تكن بالقليلة وبشرة بيضاء كالحة، وعيون سوداء بالدم تسيل، يلطخ وجهها، وشعر أشعث كأن هناك من فرق خصلاته كلًا منهم على حدة.

انغمست بأفكارها حتى قادتها حيث عالم الأحلام، وهناك أتتها جدتها قائلة:
- أخبرتك بعدم التسرع يا أميتا، والبحث عن خفايا الحقيقة، ثلاث ستزهق أرواحهم من حيث لا دراية لهم.

ـ عن من تقصدين؟ لقد قاموا بانتهاك عرض الفتاة ومن ثم ضربها ولم تحن عليهم زروات من الشفقة بل وألقوها في البحر جثة حتى ماتت.

ـ كذب، ليسوا من فعلوا.

ـ زهرة...

قاطعتها جدتها:
- أجيرة، زهرة روح أجيرة.

ـ ولكن كيف، رأيتها مكان الحادث وقصت علي ما حدث و..

عادت بقطعها ثانية:

- اذهبي لتفتحي الباب.

التفتت حولها لتجد بابًا مغلقًا وهناك من يقرع الجري لفتحه، ترجلت لتتفتح الباب، لتجد السيدة بهيأتها المشعثة والدم أصبح أسود اللون يلطخ غالب وجهها، لتنتفض بنفور وخيفة.
وتفيق حقًا من نومتها على صوت جرس بيتها يصدح في أرجاء منزلها بطريقة مزعجة.

التفتت لترى الساعة بجانبها، وقد حانت التاسعة صباحًا، لتردف بانزعاج:
- بالتأكيد هذا هو أكرم المزعج، لتنتظر على الباب حتى أبدل ملابسي أيها الوغد وسألقنك درسًا.

وما هي إلا دقائق وأبدلت ملابسها وذهبت لتفتح الباب، وبيدٍ مكورة في وضع الضرب وألقنت الطارق بكامل قوتها في وجهه، همت تنهال عليه بالثانية ولكن يد الطارق أحكمت عليها بحرفية ولوتها خلف ظهرها وهو يتمتم بغضب محتنق:

- "الرائد حسام " لم يجرأ أحد على التفكير فيما فعلته الأن، ستأتيك أيام أسود من الليل أيتها ال...

التفتت بحرفية نحو وجهه مردفة:
- أيها الغبي لم أكن أعلم بأنك الطارق، ظننتك أكرم، هيا اترك يدي وادخل لتعد لي الفطور، وإلا أكملت عليك طريحتي أنا.

تركها ودلف يهندم ملابسه بشموخ وتعجرف وهو يسألها بعين واحدة:

- أين المطبخ سيدتي؟

رفعت حاجبيها ملوحة بعينها:

- على أساس أنك لا تعرفه، يا لخفة ظلك.

ـ تعرفين غريبة الأطوار أنت، أنا خفيف الظل مع الجميع خاصة أصحاب الجنس اللطيف.

لحظه علي بتعرفيك معنى هذا المصطلح أعلم، الجنس اللطيف هذا أيتها الغريبة هو النساء الرقيقات، متاع الدنيا وما فيها...

كاد يكمل حديثه قاصدًا استفزازها وإعلان ثورتها عليه، ليحظى بوسادة تلقيها بوجهه مردفة:
- لدي الكثير من المهام، ولا وقت لهرائك هذا أيها التافه، جهز الفطور على عجلة فأنا سأخرج بعد دقائق.

ـ إلى أين أيتها الحسناء غريبة الأطوار.


لقنته بوجهه بإحدى الوسادات التالية:
- أميتا هو اسمي، إياك وأن تنعتني بأي من ألقابك السخيفة هذه، لا مراء لي بها الأن.

ـ ما بك يا إبنة العم؟ عادة ما تكونين هكذا ولكن أشعر وكأن أمر ما يشغل بالك ويحوز تفكيرك وبشدة، قصى، من الممكن أن أساعدك إن استاطعت، وإن لم أستطع فسأحاول.

أردفت بزهن شارد:

- يا ليتك المساعدة، أموري حلها ومفتاحها وربطها أنا، حياتي وما فيها تعنيني أنا، لا عليك سأكون بخير، ولكن أخبرني، متى سيتم تنفيذ حكم الإعدام على الثلاثة شباب.

ـ ها القضية التي أصابتك فور شهرتك أضعافًا، علمت أنه في صباح الغد سيتم ذلك.

أصابها مقت وخوف لا تعلم من أين أتاها متذكرة حلم جدتها وما أخبرتها به، ولكن كيف عليها إدراك الحقيقة بعد طنها بجتيازها بل وتحقيقها؟
وما الربط بين زهرة والسيدة التي تدعى ياقوت؟
وما علاقتها بالشباب ما دامت القضية مع زهرة؟

أفاقت من شرودها على صوت حسام وهو يلوح أمامها بيديه قائلًا:
- أين رست سفينة أفكارك يا فتاة، اقصد غريبة الأطوار.

ـ تعلم يا الأبله أنت، لولا والدتك ستحزن عليك الأن، لارسلتك لها جثة مبهمة المعالم.
اغرب من وجهي الأن وإلا صببت عليك غضب حيرتي.

ـ حسنًا، الأدب معيار السلامة، ها أنا سأصمت، ولكن قبل التفوه بهذه التهديدات، تذكري أنني أخيك بالرضاعة، أو حتى رائد ولي هيبتي ومكانتي بالبلد.
أعلم سبب ثقتك هذه هي صورك المنتشرة في الصحف والمواقع بسبب فوزك بالقضية.

ولكن الكل يفكر وأنا اولهم، أين أهل القتيلة وما الدافع خلف كل هذا؟
أنا وأنت نعلم أنك لا تتقاضين أجرًا على القواضي التي تكلفين بها، وأعلم أيضًا أن لولا دخل المعاشات الخاصة بوالديك لا يمكنك العيش، ولكن لما لا تفكرين في تقاضي الأموال عائدًا عن تعبك، سيتبدل حالك كثيرًا، ويزول اكتئابك، وتبدلين هذا المنزل الذى إن طرق أحدهم الباب وبشدة سينهال عليك.

نظرت إليه بعيون شاغرة:

- مقيدة أنا يا أخي، غير وبعيد عن هذه البيئة لن أتمكن من التعايش، وأنا أعي جيدًا ما أفعل وعلى تمام الرضا من هذا.

ـ ولكن ما سبب قيدك؟
أخبريني، أنا قلق لشأنك كثيرًا، وأيضًا أمي، أستطيع مساعدتك.

ـ لا أحد يقدر فعل هذا، أنا بخير لا تقلق، وأين الفطور فقد مللت الإنتظار ولن أنتهي من ثرثرتك هذه أعلم لو ظللنا نتحدث دهرًا لن تكل ولن تمل.

ـ حسنا لا فائدة من الحديث كالعادة، أعلم أنك صاحبة رأس يابس مقيد بأصفاد مفاتيحها في البحر الميت.

قالها بجدية وملامح متعضدة لتردف بضحك:
-أعجبني عمق التشبيه أيها الرائد، أصفق لك حقًا.

ـ وأنا انتابني التيه من ضحكتك، لم أركِ تضحكين البتة يا فتاة، حتى ملامحك تبدلت للمحببة في لحظات.

نظرت إليه نطرة خاوية المشاعر مردفة وهي مصوبة الأنظار تجاهه مباشرة مردفة لمن تقف خلفه وتحمل سكينًا يلمع حدته:
ـ ماذا تردين، وما دخله بهذا، إياك والمساس به.

صرخت مردفة بصوتها الزئيري المخيف:
- من قال هذا؟ منذ سنوات كان سببًا.

ـ هو يعرفك؟ وسببًا في ماذا؟

ـ هم من قاموا بقتلي والتضحية بي وبفتاتي قربانًا لأحد المقابر، حتى يستطيعون الدلوف للمقبرة وارضاء حارسها بدمي أنا وفتاتي، والتضحية كانت من زوجي وسادته، وأنا سأنتقم لكلانا وأنت من ستساعديني على هذا.

ـ حسنًا، ولكن أخبريني كيف؟
ومن فعل هذا معك أنت وفتاتك؟ تقصدين زهرة؟
قهقهت بصخب ومن بعد توالت بالصراخ و الدم يذداد سيلًا وعزمت قوتها مشيرة بالسكينة نحو حسام لتصرخ أميتا قائلةً...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي