غيمة

شمساية♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-29ضع على الرف
  • 8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل

غيمة
قد لا يعجبك السواد أسفل العيون وفي الليل، فماذا لو أن الظلام دائم، عيون أحدهم لا تزال تبكي، ربما قلب الذي تحبه مُخبأ بالسواد أيضًا، مازالت أمك تناديك بالفاشل، تتحطم مشاعرك من كثرة الاستهانة بها، تسأل من تحب هل ستبكي عندما أرحل؟ هل تحبني مثلما أفعل؟ هل و ال هل هنا ليس لها إجابة.
لا تتعب في التفكير لا أحد سيعطيك الجواب، ستظل في ثنايا الحيرة، ربما لن يناديك أحدًا لأنه لا أحد يريد التحدث معك معك، ربما لن يناديك أحدًا طيلة حياتك، سوى صاحب الشغل إذا كنت قد أهملت في عملك، والدتك إن لم تجدك، ربما لن تلاحظ من ما تفعله من حبس ذاتك، و تركك نفسك تهلك، وبكائك في خفية، لن يشعر بك سوى نفسك.
أتدري كم تلاقينا؟ لا بأس بصمتك أن أيضًا لا أتذكر من تكون، دعني من الحديث معك كلما أتذكر أنني وحدي.
تركت الأقلام من يدي ووضعت الورق جانبًا، صرت أتوجل في هذا المكان الغريب الذي لا أعرف كيف جاء بي إلى هنا كيف لا تشرق الشمس فيه يومًا، لماذا لا تبحث عني أمي، الفتاة التي أحبها أشعر بها تبكي لكني لا أراها، ذهبت لأحضر الحطب؛ لأُضيء عتمة ما أشعر به من حولي و أبحث عما يروي لي عطشي ويزيل عني جوعي، لأول مره منذ جئت هنا أتوجل بعيدًا عن المكان، كنت كل يوم أستقيظ لأجد طعامي وحطب لظلام أيامي، لكن ماذا حدث الليلة، ربما ضل طريقي من يأتي لي بالطعام، دعني من كثرة الأسئله، أنا مُحمد صاحب الواحد والعشرين عامًا، لا أدري من أي قرية أنا لكني أذكر أن هناك ثلاث شجرات أو أربعه ربما خمسة، كنت لا أجيد العد وقتها ولكني أتذكر أن بيتي كان به أشجار، أمي كانت تذهب العمل يوميًا، أوقف شرودي رؤية ناس يفرون عند رؤيتي، الإ امرأة عجوز ابتسمت لي وقالت
خديجة (سيدة عجوز فقدت كل ما في تمها إلا سِنة واحدة تعجل وجها غريبًا، شعرها أبيض متسلسل، ذات عيون بنية تخطف النظارين رغم ملامحها المجعدة و الشاحبة):
-ما بك يا بني؟ لماذا يحتل الخوف ملامح وجهك .
محمد شاب في منتصف العشرين من عمره، لديه عيون سوداء، بشرة بيضاء وذقن بُنية خفيفة، ملامحه جميلة لكنها شاحبة ومليئة بالتراب، فما به إلا أن حاول مسح التراب من حول عينه و قال لها:
-لماذا أنا هنا، ولماذا الكل يتحدث الفصحى و لماذا جئت إلى هنا؟
نظرت إليه خديجة كأنها تشفق على حاله و قالت بحزم:
-لا نتحدث سوى الفصحى وإن تفوهت بأي لغة سوى الفصحى ستموت على يد حاكم المملكة.
تعجب محمد من الحديث و قال:
-لكن لماذا؟
ما يضر الحاكم إذا تكلم كل شخص حيث يشاء.
ردت عليه خديجة بسخرية و قالت:
أراك جاهل بالمكان ولا تعرف سوى اسمك، سِر خلفي، ستأتي معي إلى بيتي بدلًا من هذا الكهف.
شعر محمد بفرحه لأنه سيغادر هذا المكان وقال:
-هل سنعود إلى النور، حيث تشرق الشمس؟
-هل سأرى أبي؟
-وشكت أن أشيب وهو ليس معي.
نظرت إليه خديجة، وشعرت بالعطف على حاله و قالت:
-ما زلت صغيرًا لا تقلق لم يشب رأسك بعد، مازال هناك ما لم تفعله لا تقلق.
نظر إليها محمد وهو فيه حزن شديد و قال:
-أنا لست كبيرًا معكِ حق، أنا ما زلت لا أعرف شيئًا، ربما إذا فهمت كل ما يدور حولي سأصبح كبيرًا.
نظرت له خديجة بابتسامه وقالت:
-نحن لا نعرف كل شيء عن الحياة، الحياة فقط من تعرف كل شيء عن نفسها.
رد محمد بنفس راضية و قال:
-لا يهم أنا فقط أريد طعام، تكاد معدتي أن تبكي من شدة الجوع.
ردت خديجة و كأنها كانت متوقعة الرد:
-لا بأس لدي الكثير من الطعام، أخرجت من الكهف بحثًا عن طعام، لابد أن الفتاة التي تأتي لك بالطعام ليست بخير.
دُهش محمد من كلامها وقال بلهفة:
-من كانت تأتي لي بالطعام؟
-هل تعرفيها ؟
-لماذا لم تأتي منذ يومين؟
قالت له خديجة:
الكل هنا يعرفها فهي فتاة في نفس سنك، لكنها أجمل منك بكثير، تتزين دائمًا بالفساتين، ذات رأس مغطاة لا يرى أحدًا شعرها منذ أن كانت صغيرة فقد، كانت ذات شعر أسود طويل يرفرف حول عنقها، وعيون سوداويتين واسعه، بشرة بقاء صافية بيضاء كصفاء قلبها، اسمها غيمة.
محمد بصدمة:
-لكن كيف تعرفني وكيف تعرفين أنتِ ذلك؟
ردت خديجة عليه وكأنها شعرت بالملل من كثرة أسئلته:
-لا قصة حين لا تتحرك.
محمد بتعجب:
-لم أفهم، ما معنى تلك الكلمات؟
خديجة: أنت لا تعرف شيئًا لأنك لم تكُ تتحرك من مكانك، لا يحكي الناس عن شيء لا يتحرك أي كالحيوان هل رأيت حيوان حديث العالم، هل رأيت حيوان يستلم جائزه، إذا كنت لم تفعل أي شيء سوى الأكل فأنت كالحيوان، لابد أن تتحرك ويراك الناس
محمد بضيق:
-أنتِ تسخرين مني، أنا لست من هنا، لا أعرف أحدًا هنا كي أذهب له، أنا لست من هنا، أود أن أعرف من الفتاة التي تساعدني و كفى، أنا لم أرها، كنت أستيقظ من النوم و أجد الأكل أمام الكهف مغطى؛ كي لا تفترسه الحشرات.
صمتت خديجة قليلًا و كأنها تفكر في أمر سيء فقاطع محمد صمتها و قال:
-ما الأمر؟
-هل أصابها شيء ؟
ردت خديجة بذعر:
غدًا يكون عرسها، هربت لكني أعرف أين هي، لكني لن أخبرك، ولا أحد يعرف غيري أين تكون، فلا تتعب نفسك بالبحث عنها ؟
حزن محمد وكأنه كان يريدها ألا تتزوج لكنه حاول ان يخبئ الأمر بداخله و قال:
ما يحزنها إذا كانت ستتزوج، من المفترض بها أن تكون سعيدة؛ فهذا أسعد يوم في حياتها.
-هل هي لا تحبه؟
-هل هو كبير في السن؟
خديجة بندب على حال الفتاة:
-لا ستموت، فقد أختارها الملك.
محمد بتعجب:
-تقولين أنها ستتزوج!
-ما يجعلها تموت!
-هل ستموت لأنها هربت من الزفاف فقط؟
خديجة بطولة بال:
ستموت إن تزوجت، و لن تموت إذا لم يجدها أحدًا.
محمد بقلق وخوف شديد عليها و كأن بينهم عِشرة:
-لماذا ستموت؟
ردت خديجة و هي تشعر بالأسف:
تقدم العروس كقربان للملك كي يرضى على شعبه.
شعر محمد بالحزن على غيمة و أحس أنه غاضب من الملك أيضًا و قال:
-لابد أن لا يجدها الملك، أو أن يُقتل الملك، لن تعيش باقي عمرها هاربة من شخص جبان كهذا.
ردت خديجة و قد لمعت عينها:
-ابحث عنها أنت بدلًا من الملك.
فأسرع محمد بالرد عليها:
-لكن أنا لا أعرفها.
ردت عليه خديجة وهي تشعر بسذاجته:
-حين تراها ستعرفها، لا تقلق، لكن الآن عليك الذهاب وحلاقة ذقنك هذه.
محمد:
أحلقها أين؟
-سِر في طريق مستقيم، الحلاق على بعد خمسة أمتار من هنا، أعلم أنه ليس معك ما تدفعه، سأعطيك القليل من المال مقابل خدمتي في بعض الأشياء.
محمد:
-كيف سأرجع لكِ؟
خديجة:
سأعطيك كلبي سيرشدك، لا تتحدث سوى الفصحى.
محمد:
-حسنًا.
في طريق معدوم المرور، وشمس لا تشرق في هذه المملكة أبدًا تضاء بعض المصابيح المزعجة للعينين وصلت إلى الحلاق لم يكن مزدحم لكن الكل كان يتحدث عن الفتاة التي هربت، ورأيت الحلاق كان شاب يُدعى خالد، قمحي البشرة، بشوش الوجه؛ فهو دائم الضحك، أنفه زنجية كما شعره، يبلغ من العمر الرابعة عشر، نظر لي خالد وقال:
-يبدو أنك من خارج المدينة.
محمد بأسلوب خائف: لا أنا من هنا، ثم تردد وقال:
-لا لست من هنا.
خالد بوجه عليه التعجب:
-إذن من أين أنت؟
محمد:
-لا أعلم لكن كان عندنا شمس تزيح العتمة.
خالد بصدمة:
-هل تقصد مصباح كبير في السماء.
محمد وهو يلاحظ أن خالد لم يرى الشمس أبدًا في حياته.
-ربما هذا ما أقصد.
خالد وهو قلق:
-لا تتعجب إنها لعنة ويقول الملك ستموت اللعنة بمجرد أن يتزوج الفتاة رقم مئة.
محمد وهو ينظر إليه:
-ما هذه اللعنة، ومن الفتاة رقم مئة؟
خالد في صوت خافت:
-سأحكي لك لكن ليس الآن، لو سمعنا أحد سنكون في مشكلة، لكن غيمة الفتاة التي ستنفك بها اللعنة.
محمد وهو يرغب بأن يعرف كل الأحداث:
-لكن متى؟
أجاب خالد:
-حين تفرغ ساعة الرمل تعال إلى هنا.
محمد بضحك:
-تتعاملون بالرمل.
خالد بعضب:
-لا تضحك هذا ممنوع.
محمد:
-ما هو الممنوع؟
و لكن قبل أن أكمل الجملة أوقف حديثي قلادة غريبة الشكل على الحائط فسألته:
-ألك هذه؟
خالد:
-لا
-إنها ملك للفتاة التي هربت.
وتمتم الجميع في المكان أن الفتاة حُكم عليها بالإعدام، حين يتم العثور ستلقى مصيرها.
محمد بتعجب:
-لماذا هذا العقاب الساذج في كل الأحوال فالحكم عليها هو الموت.

خالد:
-كل أوامر الملك لها بالسحر علاقة قريبة أو بعيدة، هو لا يهمه سوى السحر ولحوم البشر.
محمد بصدمة:
-هل هو يأكل لحوم البشر؟
خالد ببرود:
-لا لا تقلق هو فقط يأخذ دمائهم.
محمد وهو في غاية الرعب:
-هل هو مصاص دماء؟
أجاب خالد:
-نعم مصاص دماء.
الملك صاحب الوجه المظلم والعيون الضيفة، ضخم في قوة الجبل، لديه أسنان حاده ونياب طويلة كأنه ثعلب متنكر في لباس إنسان.
الملك لنفسه: تحدتني فتاة العشرون عامًا، أنا منذ أكثر من سبعة عشر عامًا تغشى البشر ظلي، سأجعلها قربان للعنة أخرى تصب على من تحب وتركتني لأجله.
دخل خادم يقول
راشد: سيدي هناك غريب في القرية.
الملك: من هو وكيف أتى؟
راشد: ليس عندي فكرة هو قال أنه خادم العجوز خديجة.
الملك: أحضر هذا الشخص لي في الحال وابحث عن الفتاة وإلا قتلتك أنت وكل الحرس هنا.
راشد: أمرك
*محمد و خالد.
محمد:
-مصاص دماء؟
خالد:
-مصاص دماء للفتيات فقط لا يحب الرجال.
سِر الآن وتعال لاحقًا حتى نتحدث.

ذهبت إلى حيث توجد العجوز ومعي كلب غريب الشكل بني اللون، يبدو عجوزاً، يتصرف بشكل غريب، كأنه يفهم القواعد هنا، لم أهتم بالأمر كثيرًا، وصلت إلى بيت العجوز.
خديجة بضحك:
-تبدو وسيم جدًا، الآن يمكنني أن أتزوجك.
محمد باستهزاء:
-حسنًا حين تحلقي ذقنك أيضاً.
خديجة:
-أنت عديم للتربية.
محمد:
-لا يهم.
خديجة:
-لدينا الكثير من العمل غير السخافات التي برأسك .
محمد:
-ما الأمر ؟
خديجة:
-لدي الكثير من العمل، ستأتي الكثير من الفتيات ليتلقين العلاج.
محمد:
-هل أنتِ طبيبه؟
خديجة:
-بل ساحرة، يأتي هنا الفتيات التي تعرضت لأذى الملك.
محمد:
-ولما لا تقتلوه وتعيش قريتكم في أمان.
خديجه:
-لو قتلته سيزداد السحر، يتحول كل رجال القرية إلى مصاصي دماء.
محمد:
-حتى أنا؟
خديجه:
-أنت لست من القرية، لن يصيبك السحر.
محمد:
-لكن تعرفي من أين أنا صحيح؟
خديجه:
-بالتأكيد، أنا أعرف كل شيء هنا.
محمد:
-أريد أن أرجع لعالمي الآن.
خديجه:
-وماذا عن غيمه؟
محمد:
-نعم غيمة؟
خديجه:
-الفتاة التي تحبها تدعى غيمة.
محمد:
- غريب لكن كيف عرفتي أنها تحبني.
خديجة:
-قلت لك أنا أعرف كل شيء هنا.
محمد:
-تعرفين مكانها الآن؟
خديجة:
-أعرف مكانها.
محمد:
-أخبريني.
خديجة
وباقي القرية ماذا ستفعل لهم؟
محمد:
-أعرف لن أستطيع أن أفعل هذا وحدي.
خديجه:
-خذ أصدقائك.
محمد:
-ما لي أصدقاء.
خديجة:
--إذن أذهب إلى القرية وأبحث عن أصدقاء.
محمد:
-كيف أعرفهم؟
خديجه: ستعرفهم حين تراهم.
محمد بقلق:
-سأعرف الجيد والسيء من أين؟
خديجه:
-من صان وحفظ و أمن وصدق.
محمد:
-قولي لي مكانها فقط أرجوكِ.
خديجه:
-حسنًا.

الملك بغضب:
-قلت لك أحضر العجوز هنا.
راشد:
-حسنًا.
* بعد بضع دقائق.
خديجه:
-ماذا تريد يا أحمق؟
الملك:
-ماذا لو أقطع لكِ لسانك.
خديجه:
-لم تقدر على فعل هذا وأنا صبية في بيتك، هل تقدر على أكبر ساحرة الآن.
الملك بعنف:
-أقل ساحرة على وجه الأرض، لا تقدري على فك السحر، ماذا يمنعك يا ساحرة.
خديجه:
-أنا عجوز لكنك من تسببت في اللعنة.
*الرجوع بالأحداث لوقت سابق:
زوجتي العزيزة أود أن أعتذر عن ما أصابك من سوء، كل ما حدث كان خطأ مني، ليتني أنصت لكِ، أود أن أقول لكِ قد كبر صغيرنا محمد قليلاً، لكن أعدك أنه سيكون بخير، تركت السحر منذ خسرتك، أشعر بروحك مسامحة لي، خبئت كل التعاويذ في أسفل البيت عند قبرك، أتمنى أن لا يعرف هذا المكان أحد.
في هذا الوقت كان الملك يراقب بيت والد محمد، يسمع حديث داود لنفسه، ينتظر ذاهبه خارج المنزل ليسرق التعاويذ، يترك داود طفله الصغير، ويذهب إلى مكان عمله، يستغل الملك ذهابه ويسرق الطفل الصغير، ويقاضيه على أن يعيد له صغيره مقابل وصفات سحره، رفض داود في البداية لكنه لم يجد خيارًا آخر، لكن الملك كان يقرر أن يقتل داود وطفله الصغير، عند المقبرة تلاقيا وغدر الملك ب داود فحلت عليه اللعنة، وذهب محمد مع داود إلى العالم الملعون.
*الأحداث الحالية:

الملك بغضب:
أنا أريد الفتاة الآن، لا أريد أن أتذكر شيئًا.
خديجه بصلابة:
-أنا لا أعرف.
يشيط الملك من الغيظ و يقول:
-أخبريني وإلا سجنتك.
خديجه:
-لا أحد يمكنه فعل ذلك.
الملك:
-أنا أقدر.
خديجه: سيزداد السحر عليك، إذا أذيتني، أو أذيت محمد.
الملك بذهول:
- محمد؟
خديجه:
-محمد ابني.
غيمة كانت تجلس برعب داخل المقبرة، لكنها ارتدت القلادة، التي بدأت وكأنها مضيئة، وظهر وجه رسمة طفل صغير على ذكرها بمحمد حين أتى أول مره مع الملك وحبسه في الكهف ويرسل الطعام له مع والداتها قبل وافتها، لأنه كان يغشى أن يزداد السحر إن تأذى طفل داود.
غيمة لنفسها: لما لم يخطر ببالي أن أستخدم محمد كوسيله لإبعاد شر الملك من القرية، ثم أضافت علي أن أرجع إليه.
صدمها صوت شخص ينادي عليها.
محمد:
-أنتِ غيمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي