الفصل الخامس

بداية القصة

كان الملك هيدرا ملك قوي ولم يستطع أحد يوما التغلب عليه، لذلك ارسلت مرسيليا الملك كينان إلى الأمير كلاوث ابن أخ الملك هيدرا، لأنه كان يكره عمه الملك بشدة ويريد السيطرة على بلاد التنين.

ذهب الملك كينان آسر إلى الأمير كلاوث حتى تحدث ويعقد اتفاق من أجل إقناعه بمساعدته وأخبره:
-  أعلم أنك تريد السيطرة على مملكة التنين، ساعدني فى آسر الملك هيدرا، وسوف أوعدك إني لما اقترب من تلك المملكة أبداً.

أجابه كلاوث:
-  لماذا تريد مساعدتي إلى هذه الدرجة، هل تريد الاستلاء على مملكتي!

أجابه الملك كينان:
-  لا أريد فقط سحر المملكة من أجل انقاذ ابنتي.

أجابه كلاوث:
-  حسنا سوف أساعد حتى تخلصني من العم هيدرا، ولكن ما المقابل؟

أجابه الملك:
-  ماذا تريد؟!

أجابه كلاوث:
-  طفلتك..

الملك وسأله:
-  ماذا تريد من طفلتي؟

أجاب كلاوث:
-  يجب أن تصبح عروستي عند بلوغها عامها العشرون؟

غضب الملك وأخبره:
-  هل أنت مجنون؟ أما تريد الموت!

أجابه كلاوث:
-  ذلك الشرط الوحيد من أجل مساعدتك، أن أردت انقاذ طفلتك أعدني بذلك الطلب؟

رغم رفض الملك كينان طلب الأمير كلاوث الغريب فى البداية، ورغم صعوبة تقبل ذلك القرار، ولكنه فى النهاية استسلام للوضع الأقوى، وبعد تفكير عميق وافق الملك على ذلك الحل مؤقتاً حتى تستطيع الساحرة مرسيليا أجل انقاذ الطفلة.

كانت هذه هي الطريقة الوحيدة فى سبيل انقاذ الطفلة، وهو صنع عالم غير واقعي حتى تحيا به الطفلة بأمان، لحين بلغها السن القانوني وهو السادس عشر، تحيا بمفردها فى عالم وهمي، حتى تنمو الطفلة بدون مشاكل، ولكن ذلك العالم يجب أنشاءه فى داخل غابة مملكة التنانين.

غابة مملكة التنين تتميز بامتلاك سحر خاص بها وهو تجميد الوقت وإيقاف الزمن، وكان ذلك السحر الذي تحتاجه مرسيليا حتى تستطيع الحفاظ على سلامة ذلك العالم الوهم.

العالم الذي صنعت الساحرة العظيم مرسيليا، كان عبارة جزيرة على ظهر سلحفاء ضخمة تعيش وسط المحيط، كانت تلك الجزيرة عبارة عن دائرة مغلقة لا يوجد بها مخرج، لذلك قررت كارا بعد بحث طويل وتفكير عميق أن تضغط على ذلك الزر الموجود فى أعلى التل بالجزيرة، وهو نفس الزر التى كانت تحذرها منه دائماً مرشدتها مرسيليا بشدة.

ولكن عندما ضغطت كارا على ذلك الزر، أنهار عالمها التي كانت تعرفه، وتحول إلى غبار تجمع داخل صندوق صغير ذهبي اللون، وعندما نظرت حولها وجدت نفسها داخل برج مرتفع ملحق بقلعة ضخم متهالك، ويوجد فى أسفل تلك القلعة تنين ضخم ومخيف يسكنها.

عندما نظرت من النافذة برج القلعة وجدت ذلك التنين المخيف، يتحول إلى إنسان بشري مع اكتمال القمر فى سماء الليل، فى البداية تفاجأت كارا من ذلك الكائن الغريب، لأنها لم تشاهد تنين من قبل، لذلك لم تكون تعلم شيء عن هواية ذلك الكائن المخيف بالنسبة إليها.

فى البداية شعرت أن ذلك الكائن الغريب، التنين التي كانت تراه لأول مرة مخيف إلى درجة كبيرة، فقد كانت تلك المرة الأول التي تشاهد بها تنين، ولكنها بعد لحظات وجدته جميل وظريف ومبهر، حينها لم تستوعب كارا كل ما يحدث معها، ولكنها شعرت أن ذلك التنين المخيف يتصرف بشكل غريب.

لذلك قررت أن تتجنب الاصطدام به وتوارى عن الأنظار، حتى تستطع إيجاد طريقة للخروج من تلك القلعة بدون لفت نظر ذلك الكائن، بعد ساعات طويلة من مراقبتها التنين، عندما وجدته يسقط فى النوم.

أثناء النوم وجدت ذلك الكائن الضخم المخيف، فجأة يتحول إلى إنسان أثناء نومه، ولكن انتظرت حتى استغرق ذلك التنين المخيف فى النوم، وخرجت من مخبأها، من ذلك البرج أعلى القلعة، حتى تستطيع الهروب بعيداً خارج تلك الغابة دون أن يشعر بها ذلك الكائن الغريب والمخيف.

لذلك عندما ضغطت كارا على الزر، أنهار عالمها التي تعرفه ولم يعد له وجود ودخلت العالم الحقيقي، ذلك العالم الذي أصبح عدوى كارا اللدود، لأنها منذ خروجها من ذلك العالم أصبحت حياتها معرضة إلى خطر الموت، عند أكتمها عمرها الخامس عشر بسبب اللعنة التي تلاحقها من قبل ميلادها.

ولكن رغم كل شيء لم تكون تعلم شيء ماضيها أو مستقبلها أو حتى عن لعنتها وأصولها، لأن مرسيليا لم تخبرها عن حقيقتها أو ماضيها أو مستقبلها، لذلك عندما خرجت إلى ذلك العالم كانت مثل المولود الحديد فى عالم غريب، كل شيء كان جديد تستكشفه وغريب حتى يصدمها بشدة.

بعدما ذهب الشاب التنين داخل القلعة من أجل النوم، استطاعت كارا الهروب من القلعة والخروج إلى الغابة، واستمرت فى العدو والبحث وسط الغابة والأشجار الضخمة، والحيوانات المخيفة والشريسة التي تقابلها، حاولت استخدام السحر الذي تعلمته من مرسيليا لحمايتها من تلك الحيوانات المخيفة.

ولكن فى النهاية شعرت كارا بالإرهاق الشديد، وبعد أرهقها جسدياً ومعنوياً أدركت أن تلك الغابة مثل الدائرة ولا يوجد بها مخرج، كما هو الحال على جزيرة السلحفاء التي قضت بها طول حياتها، وأنها مسجونة فى تلك الغابة التي المخيفة لم تخرج أبداً.

لذلك عندما أرهقت عادت مرة أخرى إلى القلعة حتى تحتمي بها، لأنها كانت تجدها المكان الأمن فى تلك الغابة المرعبة، رغم وجود تنين مخيف يسكن بها ولكن خوفها من تلك الحيوانات المخيفة أكبر من خوفها من ذلك التنين الموجود فى القلعة.

عندما وصلت كارا إلى القلعة كان بزغ الفجر، نجحت فى صعودها برج القلعة دون أن يشعر بها ذلك الشاب النائم، ولكن كان هذا الشاب مختلف فى ذلك اليوم، لأنها وجدته ذلك الشاب أستيقظ باكر وتحول إلى تنين مع ضوء الشمس.

ذلك الشاب كانت تراقبه كارا ليل نهار لمدة أسبوعين دون توقف، وكانت تلك المرة الأولى التي يتغير فى تحول، وتجده يتحول أيضا فى الصباح إلى تنين.


ذلك الشاب هو الأمير ريو ولي عهد مملكة التنانين ابن الملك هيدرا فويل التنين الأكبر الذي غدر به ابن أخيه الأمير كلاوث، واتفق مع ملك مملكة السعادة الملك كينان بسجنه بعيداً عن المملكة، التي يستمد منها قوته السحرية حتى يصبح ضعيف بدون السحر.

بعد القبض على الملك هيدرا فويل، وسجنه فى مملكة السعادة بمساعدة مرسيليا باستخدامها سحرها، ذهب الأمير كلاوث وقتل الملكة سابرينا بدون علم الملك كينان، وعندما حاول قتل الطفل الأمير ريو البالغ من العمر عشرة سنوات، فشل فى ذلك بسبب تضحية والدته الملكة سابرينا من أجل ابنها الوحيد.

لذلك سجن الطفل فى الغابة المسحورة، بمساعدة ساحر شرير محترف فى استخدام السحر الأسود، بسبب عدم قدرته فى القضاء عل ذلك الطفل، لعنه الساحر بأن يعيش العمر الطبيعي داخل تلك الغابة المسحورة، حتى ينمو إلى أن يصبح كهل وبعد ذلك يفقد الحياة.

واقنع الشعب أن وضع الطفل فى تلك الغابة تحت مسمى تحقيق إراث عائلته، حتى يصنع من الطفل ملك عظيم، لذلك يجب عليه خوض معاركته الخاصة فى الحياة ويفكك اللعنة بنفسه حتى ملك عظيم يرث المملكة ويحكمها جيداً.

لم يكون يعلم ريو شيء عن أراث عائلته، لأنه عندما سجن داخل تلك الغابة كان طفل فى العشرة من عمره، ولا يعرف شيء عن الحياة أو كيفية حل تلك اللعنة التي حلت به دون أن يدرك، لأنه عندما نفي فى تلك الغابة كان أصغر من أن يعي شيء عن تاريخه الملكي، ولكن كل ما كان يتذكره هو قتل كلاوث والدته الملكة سابرينا بقسوة وبشاعة.

عندما عادت كارا إلى القلعة تحتمى بها سقطت فى النوم، عندها رأت فى حلمها الساحرة مرسيليا، تنبها من إعطاء قلبها أو تسليمه إلى أحد، وأن الموت يلاحقها ومن أجل انقاذ حياتها من تلك اللعنة يجب عليها إيجاد شخص يضحي بحياته من أجل انقاذ حياتها.

فى نفس التوقيت كان التنين ريو أثناء حلمه وجدت امرأة غريبة ظهرت وأخبرته:
-  مرحبا بك أيها الأمير ريو.

أجابه ريو بخوف:
-  من أنتِ؟ وكيف تعرفين اسمي!

أجابته مرسيليا بهدوء شديد:
-  أنا امرأة تريد انقاذك، لذلك جات حتى أخبرك بشيء هام.

سألها ريو باستغراب:
-  ما هو ذلك الشيء الهام؟!

أجابته مرسيليا:
-  أريد أن أخبر من أجل فك اللعنة وانقاذ حياتك يجب أن تجد الفتاة التي تحبك ومستعدة التضحية من أجل انقاذ حياتك.

تملك ريو الحيرة لذلك سألها:
-  هل تمزحي مع؟ كيف أجد فتاة فى تلك الغابة الملعونة!

أجابته مرسيليا:
-  سوف تجدها فى أقرب وقت.

بعد ذلك اختفت الساحرة مرسيليا، واستيقظ ريو من الحلم مفزوع.

كان حديث تلك المرأة الغريبة التي ظهرت فى منامه غريب جداً، واستمر يتسأل كيف استطيع أقابل على فتاة هنا فى ذلك المكان، وأجعلها تقع فى حبي حتى تنقذ حياتي، هل فعلاً استطاع إيجاد شخص يضحى بحياته من أجل انقاذ حياتي؟!

بعد ذلك لم يهتم ريو لحديث تلك المرأة الغريبة، لأنه كان يعلم أنه مسجون داخل تلك الغابة بالسحر، ولم يستطيع أحد الدخول أو الخروج منها أبداً، حتى يكسر الأمير كلاوث ابن عمه ذلك السحر بنفسه.

ولكن كان لدى كارا رأي أخر وهو جعل ذلك الكائن الغريب أن يقع فى حبها حتى تنقذ حياتها، لذلك قررت مقابلة الشاب وأغراءه ولكن فى الليل تحت ضوء القمر، حتى تستطيع التحدث معه عندما يتحول إلى إنسان وإغواءه وايقاعه فى حبها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي