الفصل ال٢

جلست "إيفا" في السيارة وهى تتأفأف، هى حقا لا تصدق أنها رضخت بالفعل إلى أوامر مديرها في العمل، هى حقا لا تصدق أنها تجلس الآن بجانب "كلوي" تلك الفتاه المتصنعه، صاحبة الملامح المليئة بمستحضرات التجميل.

نظرت "إيفا" تجاه "كلوي" لتجد أنها مشغولة بوضع مساحيق التجميل بتفاني حقا، رأتها وهى تحاول إخفاء عيوب وجهها بفعل مساحيق التجميل الكثيرة، وللحق "كلوي" تستطيع إستخدام مساحيق التجميل بجدارة.

تنهدت "إيفا" بخفة، مخرجة الكاميرا التى ستستخدمها لتصوير ذلك اللقاء العقيم من وجهة نظرها، لتقوم بإعدادها للإستخدام السريع فور إخراجها من حقيبتها الصغيرة .

كان الصمت هو ما يخيم على السيارة، ولكن "كلوي" كان لها رأي آخر حيث تحدثت:

-لا أصدق أن المدير قام بإختيارك أنتي تحديدا دونا عن أي شخص آخر، حتى تذهبي معي إلى ذلك اللقاء المميز.

نظرت "إيفا" إلى "كلوي" بغير إهتمام، لتحول نظرها إلى الكاميرا التى في يدها مرة أخرى، متحدثة بلا مبالاة:

-أنا أيضا لا أصدق أني أعمل مع فتاة بلا خبرة مثلك، بل تقوم بإستغلال مفاتنها وجمالها المزيف بإستخدام مساحيق التجميل، لذا دعينا ننهي هذا اللقاء دون أي مشاكل من طرف كلينا، أنتي إحتفظي بحديثك إلى نفسك، وأنا سأحتفظ بحديثي إلى نفسي، إتفقنا!

أنهت "إيفا" حديثها رافعة رأسها ناظرة بوجه "كلوي" لتجد أنه مُحتقن بشدة، لتبتسم "إيفا" بسماجة متحدثة ببرود:

-إذا إتفقنا.

أنهت "إيفا" حديثها محولة نظرها إلى الكاميرا مرة أخرى، تاركة "كلوي" تتحرك في مكانها بغضب شديد، ولكنها لا تقوى على الحديث بسبب تنبيهات المدير المحذرة من صنع أي مشكلة كانت.

إبتسمت "إيفا" براحة وسعادة وهى ترى "كلوي" هكذا لا تستطيع التصرف وإخلاف أوامر المدير، أحيانا تحب "إيفا" تصرفات المدير المتسلطة في العمل، ولكن ليس كثيرا بالتحديد معها هى.

**

وقفت السيارة التى تقل كل من "إيفا" و "كلوي" أمام الإستوديو الخاص الذي سيقوموا به بذلك اللقاء الصحفي المميز من وجهة نظر "كلوي"، ليترجل الإثنان من السيارة، ليغادر السائق سريعا بعد أن قامت "إيفا" بتوديعه أغناؤ نزولها من السيارة.

قامت "كلوي" بضرب كتف "إيفا" وهى تتخطاها للدلوف إلى الداخل بعنجهية واضحة للعين المجردة، لتذفر "إيفا" بخفة كمحاولة منها لتهدأة نفسها، محدثة نفسها بنبرة خفيضة:

-إهدئي "إيف" هى فقط تحاول إخراج أسوأ ما بكي وتظهر هى في وضع الملاك البرئ، لذا تحملي قليلا لا بأس، تحملي حتى لا يقوم المدير بتحميلك الخطأ ويضع اللوم بأكمله عليكي وحدك.

أنهت "إيفا" حديثها إلى نفسها، متقدمة إلى الداخل هى الأخرى حتى تلحق "كلوي" التى سبقتها للداخل بالفعل.

قابل "إيفا" فور أن دلفت إلى الداخل صوت إلتقاط الصور، ورأت الجميع يتحرك في كل مكان بلا هوادة أو هدوء يحاولوا مواكبة عملهم السريع.

ظلت "إيفا" تتابع ما يحدث حولها بأعين متفحصة من خلف نظارتها الشمسية السوداء، ورغم إنزعاجها أنها لا تستطيع رؤية الألوان على طبيعتها، إلا أنها لم تستطع خلع نظارتها بسبب تلك الكدمة الكبيرة التى تحيط عينها.

ظلت "إيفا" بمكانها تنظر لكل شئ حولها، ظلت تطالع تحركات الجميع، ووقفات ذلك العارض ونظراته القويه التى يوجهها للأمام، ملامحه الجامده التى لا يظهر عليها شئ كأنه رجل آلي بلا مشاعر.

حولت "إيفا" نظرها من على العارض، تفحص باقي المكان بعينيها من خلف نظارتها الكبيرة، ليجذب إنتباهها ذلك الصغير القصير وهو يقف ينظر بإنبهار إلى ذلك العارض، بل ويقوم بتقليد حركاته ووقفاته كذلك.

إبتسمت "إيفا" بخفة وهى ترى شغف ذلك الصغير، لتقوم بفتح الكاميرا الخاصه بها، ملتقطة عدة صور لذلك الصغير دون أن ينتبه لها، لتبتسم "إيفا" بخفة وهى تلقي نظرة على الصور التى إلتقطتها سابقا.

تقدمت "إيفا" من الصغير وهى ترسم إبتسامة هادئة على محياها، لتقف خلف الصغير متحدثة بهدوء حتى تجذب إنتباهه لها:

-هل يمكنني أن أريك شئ؟

إلتفت الصغير إلى "إيفا" يطالعها بإستغراب، بالأخص بسبب تلك النظاره الشمسية السوداء التى تظهرها في شكل القتله المتسلسلين، لتبتسم له "إيفا" بهدوء متحدثة:

-هل يمكنني؟

تسائلت "إيفا" وهى تحرك الكاميرا بين يدها، لينظر لها الصغير بأعين لامعة وهو يومئ برأسه سريعا، لتبتسم له "إيفا" بخفة وهى تنحني حتى تُري الصغير تلك الصور التى إلتقطتها له سابقا.

-إنها رائعه.

صاح الصغير وهو يضع يده على يد "إيفا" التى شهقت بقوة وهى ترى أشياء غريبة كمشاهد سريعة، لتبعد "إيفا" يدها بسرعة وهى تسقط أرضا، لينظر لها الصغير بإستغراب وعدم فهم.

نهضت "إيفا" من على الأرض بسرعة وعينها مسلطة بذعر على الصغير الذى يطالعها بعدم فهم، لتتراجع "إيفا" بخطواتها إلى الخلف وهى مازالت تنظر إلى الصغير بذعر وإضطراب كبير.


**

دلفت "إيفا" إلى المرحاض الموجود داخل ذلك الاستوديو وهى تتنفس بقوة، هى حقا لا تصدق أن ذلك الأمر عاد مرة أخرى، هى حقا لا تصدق أنها إستطاعت رؤية الماضى الخاص بذلك الصغير، والذى كان عارض أزياء هو الآخر وتوفي في حادث، هى إستطاعت رؤية الحياة السابقة لذلك الصغير.

رفعت "إيفا" رأسها ناظرة إلى إنعكاسها في المرآه وهى تتنفس بخفهوبعظ أن قامت بخلع نظارتها الشمسية، محدثة إنعكاسها في المرآه فى هدوء:

-إهدأي "إيف" لا داعي لكل هذا الذعر، أنتي ستغلقي عيناكي الآن ولنرى ما سيحدث، حسنا!

أنهت "إيفا" حديثها لنفسها في المرآه، مومئة لنفسها بخفة وهى تنظر بإصرار إلى إنعكاسها، لتأخذ نفسا عميقا ذافرة إياه ببطئ، مغلقة عيناها لترى عدة خيالات تتحرك بسرعة، حتى أصبحت الرؤية واضحة لها.

ظهر أمامها رجل وسيم، بجسد رياضى وطول فارع، ملامحه يرتسم عليها الجدية وهو يتخذ عدة وضعيات مختلفة، بينما هناك رجل آخر يلتقط له عدة صور سريعة ومختلفة.

حركت "إيفا" رأسها بغير راحة، وظهر على ملامحها أنها لا تشعر بالإرتياح أبدا، لترى أحداث أخرى وتنفسها يصبح صوته أعلى وأعنف.

رأت "إيفا" ذلك الشاب وهو يصعد بسيارته ويبدو عليه الغضب الشديد، كان الجو ممطرا بغزارة، وهو يقود السيارة بسرعة كبيرة وغضبه ظاهر جليا للغاية على ملامحه التى تراها "إيفا" بوضوح شديد، ولم يقم الظلام بالتأثير على رؤيتها.

لم ينتبه إلى تلك الشاحنه التى تأتي تجاهه، ليحدث تصادم كبير أدى إلى إنقلاب سيارة ذلك الرجل عدة مرات، لتتوقف السيارة أخيرا، وتظهر جثة ذلك الشاب وهو غارق في دمائه الكثيفه.

تهدج تنفس "إيفا" بقوة وشعرت بسائل لزج ساخن ينزل من أنفها، ولكنها لا تستطيع الخروج من ذلك العالم الذى هى به الآن، كأنها سقطت في دوامة كبيرة تقوم بسحبها بداخلها أكثر.

ظهر الألم جليا على ملامح "إيفا"، وإرتعش جسدها بشكل ملحوظ، وشعرت بأنها تنتقل إلى مكان آخر مع ذلك الضوء الأبيض الخفيف الذى يكاد يشبه السراب.

-إنه ميت.

إستمعت "إيفا" إلى ذلك الصوت لترى صورة غرفة عمليات، وهناك طبيب مقنع يحمل جثة طفل صغير معلقا في الهواء من قدمه.

لاحظت "إيفا" تلك الكره الضوئيه وهى تتحرك حول جثة الصغير، لتتقدم منه كثيرا حتى أصبحت بداخل جسد الصغير الذى أصدر حركه سريعه، وتلاها صوت بكائه يعلن عن عودته إلى الحياة مرة أخرى .

فتحت "إيفا" عيناها فجأة وهى تشهق بقوة كأنها تم إنقاذها من الغرق الآن فقط، لتنظر إلى إنعكاسها في المرآة وتجد ذلك السائل الأحمر القاني ينزل من أنفها لتتحدث هامسة لنفسها:

-اللعنه، أنا لم تراودني تلك المشاهد منذ زمن.

همست "إيفا" إلى نفسها وهى تحاول مسح الدم النازف من أنفها، لتتحدث مرة أخرى مع إنعكاسها:

-ما الذى حدث حتى تعود تلك الأفعال مرة أخرى؟! أنا لم أستطع رؤية ماضي أي شخص منذ زمن بعيد، إذا ماذا حدث الآن، لماذا الآن؟! وكيف إستطعت رؤية الحياة السابقة لذلك الصغير؟!

شعرت "إيفا" أنها ستصاب بالجنون إذا ظلت تحادث نفسها كثيرا هكذا، لتقوم بغسل وجهها سريعا، أخذه نفسا عميقا ذافرة إياه ببطئ، ناظرة إلى إنعكاسها في المرآه، متحدثة بهدوء:

-إهدأي "إيف" أنتي لن تري تلك المشاهد مرة أخرى، لذا لا بأس.

أنهت "إيفا" حديثها إلى نفسها، مُعدلة من وضع ملابسها مرة أخرى، معيدة إرتدتء نظارتها الشمسية مرة أخرى، ممسكه بالكاميرا الخاصه بها خارجة من المرحاض بهدوء، وهى تشجع نفسها أنها لن تستطيع رؤية أي شئ مرة أخرى.

فور أن خرجت "إيفا" من المرحاض وقد قابلتها "كلوي" بنظرة غاضبة، متحدثة معها بغضب شديد:

-أين كنتي واللعنه، لقد غادر العارض الذي كان يجب علينا أن نقوم بلقاء صحفي معه، هو غادر غاضبا بسببك أيتها اللعينه.

نظرت "إيفا" إلى "كلوي" التى تطالعها بغضب شديد هكذا، لترفع "إيفا" يدها بهدوء متلمسة ليد "كلوي" التى أزاحت يدها عنها بقوة وغضب، صائحة بها بغير تصديق:

-ما الذى تفعليه أيتها الحمقاء، أنا أحملك كامل المسئولية عن فشل هذا اللقاء الصحفي، أنا أخبرت المدير ألا يجعلك تأتي معي ولكنه هو من أصر عليكي واللعنه.

صاحت "كلوي" بغضب شديد، لتتحرك من مكانها فور أن أنهت حديثها الغاضب من "إيفا" التى مازالت تقف بمكانها وهى تنظر أمامها بشرود، مُحدثة نفسها بهدوء:

-لم يحدث شئ، إذا لماذا حدث مع ذلك الصغير؟ ما الذى كان يتميز به هذا الصغير حتى أستطيع رؤية ماضيه؟!

لم تستطع "إيفا" إيجاد إجابة مناسبة لسؤالها، لتتحرك تابعة "كلوي" وعقلها شارد يفكر فيما حدث، هى حقا تكاد تفقد صوابها بسبب ما حدث.

**

في مقر الجريده، وقفت "إيفا" أمام المدير الذى ينظر لها بغضب، بينما "كلوي" تجلس على المقعد الذى أمام مكتب المدير، ويظهر عليها التبرم الشديد، متحدثة بشئ من العصبية والغضب:

-لقد أخبرتك أن "إيفا" غير مسئولة، وأنها ستفسد هذا اللقاء بأكمله، ولكنك لم تصدقني وأصريت على أن تذهب هى معي دونا عن غيرها، وأنظر إلى ما وصلنا إليه أن بسببها هى

نظر المدير إلى "كلوي" لبعض الوقت، ليتحدث بنبرة هادئة:

-حسنا "كلوي" يمكنك المغادرة الآن، وسأحاول أخذ ميعاد آخر لصنع لقاء صحفي آخر.

اومأت "كلوي" بخفة للمدير، ناهضة من على مقعدها واقفة رافعة رأسها للأعلى بخيلاء، متخطية "إيفا" وهى تبتسم إبتسامة شامتة "بإيفا" التى لم تبالي لها من الأساس، بل عقلها شارد فيما حدث سابقا.

-إذا.

أفاقت "إيفا" من شرودها على حديث المدير معها، لتنظر له بفهاوة، ليشير لها بالجلوس لتفعل "إيفا" دون التفوه بأي حرف، ليتحدث المدير بهدوء:

-أين كنتي "إيف"؟

ظلت "إيفا" محافظة على صمتها لبعض الوقت وهى تنظر أمامها بشرود، لتلتفت "إيفا" إلى المدير بسرعة، متحدثة:

-هل تذكر متى كانت آخر مرة إستطعت رؤية ماضي أحدهم؟

نظر لها المدير قليلا، ليتحدث بهدوء:

-منذ زمن، ولكن لما تذكرتي هذا الأمر الآن؟ ألم ننتهي من الحديث في هذا الأمر منذ زمن "إيفا"؟

تنهدت "إيفا" بخفة، ناظرة إلى المدير لتجد أن الغضب مرسوم على ملامحه بالفعل، لتتحدث هى بهدوء:

-أنظر، أنا أعلم أن الحديث في هذا الأمر يزعجك، كما أنه يزعجني أنا الأخرى، أنت لا تعلم كم الألم الذى أحصل عليه وأنا أرى ماضي أي شخص كان فقط بسبب تلامس لعين.

توقفت "إيفا" عن الحديث قليلا، بينما عين المدير تتبعها وترى أدق الحركات التى تقوم بها، لتتحدث "إيفا" مرة أخرى:

-أنا بالفعل لم أستطع رؤية ماضي أي شخص منذ زمن بعيد، حتى أني نسيت أني أملك تلك الهبه من الأساس، ولكن اليوم، اليوم هناك شئ خاطئ حدث.

-‏ما الذى حدث؟

تساءل المدير سريعا معلقا على حديث "إيفا" التى أغلقت عيناها، لتفتح عيناها متحدثة بهدوء:

-لقد إستطهت رؤية الحياة السابقة لصغير في الإستوديو، فقط فور أن تلامست يدي بيده حتى رأيت حياته السابقة بأكملها في هيئة فيلم سريع، وعندما دلفت إلى المرحاض رأيت كل شئ بالتفاصيل، إستطعت رؤيته منذ أن توفى حتى ولد مرة أخرى وروحه فى جسد هذا الصغير.

توقفت "إيفا" عن الحديث قليلا، بينما المدير قطب حاجبيه بعد فهم، لتعاود "إيفا" الحديث مرة أخرى:

-فور أن دلفت إلى المرحاض، وفقط قمت بإغلاق عيني حتى تم سحبي داخل دوامة عظيمة ولم أستطع الخروج منها سريعا، لقد أصاب الألم جميع أطرافي، وتم حصاري في الحياة السابقة لذلك الصغير حتى تم إنجابه مرة أخرى، لم أتحمل الألم لدرجة أن أنفي أصبح ينذف، ولكني لم أستطع الخروج من تلك الدوامة.

توقفت "إيفا" عن الحديث وهى تتنهد بقوة، لتتحدث مرة أخرى موضحة سبب عدم خروجها في الوقت المحدد:

-أنا حقا أعتذر عن إضاعة مثل هذا اللقاء الصحفي، ولكن حقا هذا لم يكن بيدي، كان شئ أقوى مني أقسم لك "إيثان".

قامت "إيفا" بنطق إسم مديرها ومن قام بتربيتها، وتعتبر هذه من المرات النادره التى تفعل "إيفا" وتقوم بمناداة المدير بإسمه، لذلك هو حقا يصدق أنها لم تقصد أن تقوم بتعطيل ذلك اللقاء أو حتى التخلي عن مسئولياتها تجاه العمل الخاص بها.

تنهد "إيثان" بخفة، مومئا بهدوء إلى "إيفا" متحدثا بهدوء:

-أنا أعلم أنك لن تقومي بإفساد العمل أبدا "إيف"، أنا أثق أنك لن تفعلي أبدا، لذلك أنا لم أتحدث أمام "كلوي" بأي شئ، وفضلت أن نصبح وحدنا حتى نتحدث بإنفراد ونرى ما الذى حدث سابقا وقام بتعطيلك عن العمل.

توقف "إيثان" عن الحديث قليلا، وهو يطالع "إيفا" بهدوء، كأنه يفكر في شئ ما، ليتحدث بعد ذلك:

-ولكن حديثك هذا قام بإصابتي بالتشوش، ما الذى حدث لكي حتى تستطيعي رؤية الحياة السابقه الخاصه بذلك الصغير؟ ما هو الشئ المميز به؟

-‏أنا حقا لا أفهم، حتى أني قمت بلمس يد "كلوي" علي أرى ماضي "كلوي" ولكن لم يحدث شئ.

علقت "إيفا" على حديث "إيثان" سريعا، لينظر لها "إيثان" قليلا وهو يفكر في شئ ما، لتنظر له "إيفا" قليلا قبل أن تمد يدها له، متحدثة معه بهدوء:

-أعطني يدك "إيثان".

-‏كلا، كلا أنا لن أدعك تقومي بهذا أمر وأنا أكثر شخص يعلم الضرر الجسدي والنفسي الذى تحصلين عليه "إيفا".

صاح "إيثان" معارضا على ما تريده "إيفا"، لتنظر له "إيفا" قليلا بنظرات غير مفهومة، متحدثة بهدوء:

-لا بأس "إيثان"، فقط أعطني يدك ودعني أرى إذا كنت سأستطيع رؤية ماضيك أنت أيضا أم لا، دعني أقوم بالتجربة حتى أرى إذا كان ذلك الصغير مميز حقا أم لا.

ذفر "إيثان" بثقل، هو حقا عاجز الآن، هو يريد أن يعرف أيضا إذا كان ذلك الصغير مميز حقا، أم أن تلك الهبه قد عادت إلى "إيفا" مرة أخرى.ط بعد إختفائها منذ زمن.

تنهد "إيثان" بثقل، رافعا يده من على سطح المكتب معلقا إياها في الهواء أمام "إيفا" التى ظلت تطالعه قليلا، وتطالع يده المعلقة في الهواء لبعض الوقت.

تنهدت "إيفا" بخفة، مغلقة عيناها قليلا قبل أن تعاود فتحهم مرة أخرى، رافعة يدها بهدوء، ممسكة بيد "إيثان" بين يدها دون الضغط عليها، لتغلق عيناها بهدوء تستعد للسقوط في دوامة مؤلمة أخرى.

**

"يتبع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي