المارد 2

ندى محسن`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-05-01ضع على الرف
  • 40.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول الجزء الثاني ابناء المارد

المارد
للكاتبة ندى محسن

استيقظ سفيان على صوت الموسيقى الصاخب، شعر بالضيق الشديد وهو يتحدث بانفعال ما إن رأى وعد تستيقظ:

-ما هذا الصوت؟ ألن يتوقف هذا المجنون عن ازعاجنا؟ لديه الأن خمسة وعشرون عامًا.

ابتعد عن السرير وهو يدخل إلى الحمام الملحق بالغرفة ويتوعد له، وقفت وعد أمام المرآة وهي تضبط شعرها ومن ثم هبطت إلى غرفة مازن، فتحت الباب لتجده يعزف على الجيتار الخاص به:

-مازن توقف عن هذا، والدك استيقظ ويكاد أن يقتلك، الساعة السادسة صباحًا، لقد عاد من صلاة الفجر ورغب بالراحة قبل أن يستيقظ لعمله وأنت ماذا فعلت افسدت كل شيء وافسدت مزاجه.

ابتسم مازن وهو يضع الجتار جانبًا ويغلق السماعات:

-لدي اليوم مأمورية، تعلمين أن عليّ اتباع شغفي قبل أن أذهب يا أمي، كم تمنيت أن أكون عازف جيتار ولكن ها أنا نقيب في المخابرات المصرية وكل من اتعامل معهم من المجرمين.

تدخل سفيان في هذا الوقت:

-الجميع يتمنوا لو يكونوا مكانك يا مازن، ولدت وفي فمك ملعقة من ذهب، أنت ابني أنا، أنت ابن المارد وعليك أن تتبع خطاي، تريد ان تخيب مثل أخاك محمد الذي دخل إلى فنون جميلة وهو يستمر بالرسم دون هدف؟

تدخل محمد في هذا الوقت:

-أحب ما أقوم به، على كل حال من الجيد أنك لم تمنعني، مازلت أدرس ومازلت أستمتع.

رفع شعره البني بكبرياء مصطنع لتضحك ميلا وهي تقترب:

-أبي لا تغضب منهم، ليتني كنت ولد لأتقدم معك، لكنك خِفت عليّ كثيرًا.

تبدلت ملامح سفيان وهو يقترب ليقوم بتقبيل جبينها:

-صباح الخير يا قلب والدك، بالطبع سأقلق عليكِ، اوشكتِ على التخرج وسوف تكونين كما تريدين سيدة أعمال ناجحة تستطيع أن تفعل اي شيء.

ضحك مازن وهو يشير لمحمد:

-أنظر كيف يتعامل مع توأمك!

اجابه محمد وهو يرفع كتفه بعدم اكتراث:

-على كل حال الجميع يعرف أن سفيان السويسي يفضل الفتيات.

اقتربت وعد لتضم مازن:

-يحبكم جميعًا بنفس المقدار كما احبكم، توقفوا عن اغضابه بشكل دائم هو يريد فقط ان يراكم أفضل.

ابتسم سفيان وهو ينظر لها:

-اخبريهم يا وعد، هم لا يستمعون لي أبدًا، سوف أذهب للنوم، لا أريد ضجيج حتى أستيقظ في العاشرة، اعتنوا بأنفسكم وبعد أن تنتهي من مأموريتك أتصل بي واجعلني أطمئن عليك.

تركهم وصعد إلى غرفته، تحدثت وعد وهي تبتسم:

-سوف أخذ حمام دافئ لأستفيق وأحضر لكم الإفطار.

صعدت هي الأخرى ورن هاتف ميلا في هذا الوقت لتبتعد عنهم، تحدث مازن بحيرة:

-من يتصل بها في هذا الوقت؟

اجابه محمد بعدم اكتراث:

-مؤكد صديقة لها ستقابلها اليوم في الجامعة، أليس من الممكن أن تصطحبني معك اليوم؟

-معي؟

ابتسم محمد وهو يتابع حديثه:

-أقصد في مأموريتك.

حرك مازن رأسه ساخرًا:

-تظنون أنني ألهو وألعب هناك؟ ما هذا العقل يا فتى نحن نعرض أنفسنا للموت بشكل دائم، سوف أتدعي أنني لم أسمع شيء.

ضحك محمد وهو يخرج من غرفته:

-كنت أمزح معك، لا تغضب يا رجل تحتاج أن يطول نفسك اليوم.

في غرفة ميلا، كانت تتحدث بانزعاج شديد:

-اخبرتك لا تطلبني قبل أن أطلبك أنا يا علاء، ماذا لو اكتشف مازن او أبي أو حتى محمد؟ لن تسلم ولن أسلم منهم وقتها.

اتاها الرد من الطرف الآخر:

-اليوم لدينا مأمورية وأردت أن أستمع إلى صوتكِ يا ميلا، لا يمكنني أن أذهب قبل أن أطمئن عليكِ.

ابتسمت وقد ظهر الخجل على وجهها:

-سوف تنجزها وستقوم بكل شيء بشكل جيد.

-ألا يمكنني أن أراكي يا ميلا؟ أرغب في رؤيتكِ قبل أن أذهب.

فكرت وهي تشعر بالكثير من التردد:

-لا أعلم يا علاء، هذا الأمر صعب؛ فمحمد يوصلني إلى الجامعة ولا أستطيع أن أهرب منه.

تحدث علاء بضيق شديد:

-حاولي يا ميلا وتعالي إليّ قبل أن تذهبي إلى الجامعة، سوف أكون بإنتظاركِ.

اغلق الخط وهي ظهر عليها التردد:

-كيف يمكنني أن أذهب له دون أن يلاحظ أحد؟ علاء سوف تكشف أمرنا ولن يكون الوضع جيد حينها.

احضرت وعد الطعام واجتمعوا حول مائدة واحدة عدى سفيان الذي كان يرتاح فيغرفته، تحدث محمد وهو ينظر إلى مازن بخبث:

-اخبرني يا مازن ألا توجد فتاة في حياتك؟!

رمقه مازن باستحقار ومن ثم تجاهله، ضحكت ميلا وهي تنظر إلى محمد:

-جيد لقد تجاهلك تمامًا، على كل حال مازن ليس مثلك كل يوم مع فتاة مختلفة، لا أعلم كيف يمكنك أن توقع بهم يا محمد هل هم اغبياء يا ترى؟

وضع مازن الملعقة على الطاولة بضيق شديد:

-كم مرة اخبرتك أن تتوقف عن هذه الأفعال؟ تظن أن التلاعب بالفتيات أمر جيد يمكنك أن تفخر به؟ ما هذا العقل يا محمد؟ سوف تنال جزائك بطريقة ما فتوقف من نفسك أفضل.

تدخلت وعد وهي سعيدة بحديث مازن:

-أخاك معه حق، حتى لو كانت الفتاة سيئة لا تجاريها يا بُني، عليك أن تحفظ قلبك لصاحبته، لمن تستحقه مستقبلًا.

ابتسم محمد وهو يومأ:

-سنرى هذا فيما بعد.

تحدثت وعد بحزم وتوعد:

-أنا أتحدث معك بهدوء، في المرة المقبلة سوف أخبر سفيان ولن يتحدث بهدوء أبدًا يا محمد، أحذرك من التمادي.

ابتسم محمد وهو يحاول أن يزيل الفكرة من عقل والدته:

-لا يوجد شيء كهذا يا أمي أنا فقط أمزح، لن يتكرر هذا الأمر مجددًا، لكن لا داعي لتخبري أبي، تعلمين ان المارد لا يتهاون في أمر كهذا أبدًا.

ابتلعت ميلا ما بحلقها وهي تتمنى أن يبقى أمرها سري حتى يأتي علاء لطلب يدها بشكل رسمي، تعلم أن والدها يرفض أي شخص يتقدم لخطبتها ويريدها أن تكمل دراستها ومن بعدها تختار شريك حياتها، لكنها تحب علاء ولا يمكنها ان تبتعد عنه.

انتبهت ميلا أن مازن ينظر لها، ابتسمت في هدوء ووقفت من بعدها:

-سوف أذهب للجامعة اليوم مع صديقتي يا محمد، لا تتأخر وسوف ألتقي بك هناك.

اوقفها مازن وهو ينظر لها:

-صديقتك من يا ميلا؟

تدخلت وعد في هذا الوقت بعفوية:

-مؤكد علياء هي تذهب معها معظم الأوقات.

ابتسمت ميلا وهي تشير لهم:

-إلى اللقاء يا عائلتي الجميلة، شوف ألقاك في الجامعة يا محمد.

ذهبت ومازن وقف من بعدها:

-سوف أذهب لأحضر ملابسي وأقوم بحلق شعري.

تحدثت وعد بتذمر:

-تبدو جميل هكذا يا مازن، لماذا تستمر بحلق شعرك؟

رفع كتفه بعدم إهتمام:

-لا أحبه أن يطول، أشعر بالراحة في إزالته يا أمي.

صعد من بعدها ليتحدث محمد:

-انظري لي أنا أقوم بتربية شعري وأجعله يطول ألا أبدو وسيم؟

ضحكت وعد وهي تحرك رأسها:

-إن توقفت عن اللهو قليلًا سوف تبدو أجمل، أباك لا يعجبه حالك يا محمد من سهر وعدم مسؤولية، لقد كبرت عليك أن تصبح شاب عاقل ألست محقة؟

ابتسم محمد وهو يغمز لها:

-أظن ان والدي كان مثلي اليس كذلك؟

نظرت له بضيق شديد:

-والدك لم يكن كذلك وإن كان كذلك لم أكن لأتزوج به، توقف عن قول التفاهات ولا تقارن نفسك بأحد وبالأخص والدك.

تركته وذهبت وهي تفكر بسفيان وكيف كان، لا أحد يعرف ما الذي كان يفعله في الماضي وكيف كان شاب قاسي الطباع:

-لا أريد ان أتذكر تلك الأيام، لقد فلتت أعصابي أكثر من مرة وأنا أحارب الموت، سفيان أظن انك لن تنسى تلك الأيام.

وجدته يهبط على سلم المنزل وهو يبتسم:

-لا أعلم ما الذي أقوله، لم أعد أستطيع النوم بسبب أفعالهم تلك، لا أعلم سبب حب مازن للموسيقى إلى هذا الحد! لم أكن مغرم بها ولا أنتِ أيضًا.

ابتسمت وعد وهي تقترب لتقف أمامه:

-لا تنسى أن جدته كانت تحبها وكانت تجعله يستيقظ على صوت فيروز وشيئًا فشيئًا أصبح مغرم بها، بل أصبح لديه ذوقه الخاص أيضًا.

ابتسم سفيان والحزن ظهر في عينيه:

-رحمها الله، كانت سبب أساسي في سعادة كل من بالمنزل ألا توافقيني الرأي؟

ضمته وعد وهي تحاول مواساته:

-بالطبع أوافقك يا سفيان، لقد كانت عطوفة، حتى لو رفضتني في البداية إلا أنها كانت محقة واصبحت أم لي.

في منزل علاء ما إن فتح الباب حتى ابتسم:

-كنت واثق أنكِ ستأتين يا ميلا، لماذا تستمرين بالمجادلة معي طالما ستأتين لا أعرف؟!

تحدثت ميلا بتردد:

-لا يجب عليّ أن أبقى هنا يا علاء، جئت لأراك قبل أن أذهب إلى الجامعة، عليّ أن أصل قبل محمد وإلا سيبدأ في السؤال أين كنت ولماذا تأخرت.

تأفأف علاء وهو يبتعد عن الباب:

-ادخلي يا ميلا، لن يعرف أحد بمجيئكِ ننا على كل حال، محمد ليس بالشاب الذكي ويمكنني أن أحتوي هذا الأمر.

عقدت ميلا حاجبيها:

-لا أفهم كيف يمكنك أن تحتوي الأمر؟

ابتسم علاء بخبث شديد:

-ربما بعض أصدقائه من الفتيات يشغلونه قليلًا.

اتسعت أعين ميلا:

-ماذا؟ هل تقصد أن البعض على علاقة بك يا علاء؟

ضحك علاء وهو يحرك رأسه بنفي:

-مؤكد لا يا ميلا، ليس لديّ أي علاقة بفتاة غيركِ، لكنهم يساعدوني دون الطلب، هم مغرمون بأخاكِ ألا توافقيني الرأي؟ الكثير يتمنى الزواج منه، لا دخل لي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي