الفصل الثاني الجزء الثاني بداية كارثة

كان محمد يقف أمام الجامعة وينظر إلى ساعته بضيق شديد:

-لم تتأخر هكذا من قبل! سوف أدخل للمحاضرة وسوف ترين ما الذي سأقوم به ما إن أراكي يا ميلا، تفعلين كل شيء تريديه ومن ثم يوبخني أباكِ بدلًا عنكِ أيتها المدللة.

في هذا الوقت كانت ميلا تجلس مع علاء في منزله وهي تنظر إلى الساعة:

-لقد بدات المحاضرة الأولى، تأخرت كثيرًا يا علاء، هل ستوصلني اليوم؟

اقترب علاء وهو يتحدث بضيق:

-هل من الضروري أن تذهبي للجامعة اليوم؟ لم يعد لدي الوقت أنا أيضًا، سوف يمر مازن ليصطحبني معه مع القوات.

وقفت ميلا وهي تحرك رأسها بنفي:

-عليّ أن اذهب الأن، لو تغيبت كما تقول ستكون مشكلة كبيرة، تعلم محمد معي في نفس الجامعة ولن يصمت، إلى اللقاء يا علاء.

اقترب علاء منها يريد ضمها:

-نحن في عام ٢٠٢٢ ومازالوا يتحكم الأخ بأخته، على كل حال اعتني بنفسكِ يا حبيبتي، لا تذهبين إلى أي مكان، من الجامعة للمنزل.

ابتعدت ميلا وهي تومأ له:

-حسنًا يا علاء.. لن أذهب إلى أي مكان وداعًا.

لاحظ علاء ابتعادها، أخذ نفس عميق وهو يراها تخرج من المنزل، همس بضيق شديد:

-مازالت كما هي ترفض الاقتراب مني، لا أعلم ما الذي تفكرين به يا ميلا، لكن يومًا ما ستقعين وسوف أصل لكل شيء أريده.

بقى في انتظار مازن حتى أتى وذهب معه في المكان المحدد، كان مازن صامت معظم الوقت، تحدث علاء وهو يبتسم:

-ما الذي تفكر به يا مازن؟ هل أنت قلق يا ترى؟ تبدو غريب اليوم ألا توافقني؟!

نظر مازن له وهو يفكر:

-لا أعلم يا علاء، أشعر أن ميلا غريبة، أشعر أنها على علاقة بشان ما، تسرح طوال الوقت، تتفقد هاتفها كل دقيقة، ما إن يأتي لها مكالمة حتى تختفي، أنا أعلم ان هناك بعض الفتيات يتحدثون معها، لكنها تتحدث معهم بشكل طبيعي للغاية أمامنا ولا تتوتر بتلك الطريقة.

ابتلع علاء ما بحلقه وهو ينظر إلى مازن:

-ما المشكلة في هذا يا مازن؟ هل سيكون هناك مانع لو كانت تتحدث مع شخص ما؟

انفعل مازن وهو يومأ له:

-بالطبع مشكلة، ميلا مازالت لا تعرف مصلحتها، لا تعرف كيف تختار، هناك الكثير من السيئين سيحاولون استغلالها يا علاء، ميلا بريئة جدًا؛ لهذا أبي يقلق عليها كثيرًا.

ابتسم علاء وهو ينظر له محاوطًا لكتفه:

-لا تقلق يا صديقي، هي لديها عقلها أيضًا وتستطيع أن تفكر بشكل جيد، لا تفكر في هذا الأمر كثيرًا؛ حتى لا ينتهي بنا الأمر في المستشفى، نحن سنهاجم مخزن مليء بالمخدرات وتجارها، عليك أن تكون يقظ يا مازن.

ابتسم مازن له باصطناع:

-لا بأس يا علاء أنا على مايرام، فقط أفكر في الأمر معك.

أومأ علاء وأبعد عينيه عن مازن وهو يتحدث سرًا:

-لا أعلم ما الذي سوف تفعله لو علمت أنني على علاقة بميلا، لقد مر الكثير ولم يبقى غير القليل يا صديقي.

انتهى محمد من جميع محاضراته وانتظر ميلا، رأها تقترب ليقترب منها بضيق:

-أين كنتِ يا ميلا؟ لقد قلقت عليكِ كثيرًا.

ابتسمت ميلا بقلق:

-لقد كان الطريق مزدحم.

ابتسم محمد ساخرًا:

-أي طريق أيتها الكاذبة أنتِ؟! هيا لنذهب إلى المنزل وكوني على علم أنني أعرف كل شيء عن تحركاتكِ، توقفي عن الخروج مع أصدقائكِ دون علم والدكِ هل تفهمين؟

اومأت له ميلا وهي تخبر نفسها أن تهدأ، لا يجب عليها أن تتوتر إلى هذا الحدث وإلا ستثير شكوك الجميع.

صعدت بسيارته وكان محمد يقود بهدوء وهو يدندن، بينما في مكان آخر بدأ مازن في مهاجمة أحد المخازن مع علاء وبعض القوات الخاصة:

-فاليرفع الجميع أيديهم، أنا أحذركم من التلاعب معي، سوف تكون أرواحكم هي الخاسرة، علاء فالتأخذ أسلحة الجميع هيا.

حاول أحد الرجال أن يخرج سلاحه بهدوء ولكن ما إن وضع يده على جيب بنطاله حتى قام مازن بضربه بالرصاص، أصاب قدمه وهو يتحدث بغضب شديد:

-لا تلعب معي أيها القذر، من تظن نفسك؟ سوف ترى الجحيم بعينيك معي، هيا اجمعوهم ليتم التحقيق معهم، سوف يعترفون على زعيمهم ووقتها فقط من الممكن أن ينجو.

رمق الرجل الساقط في الأرض بغرور، سمع صوت علاء في هذا الوقت:

-اطلبوا الأسعاف علينا أن نأخذه إلى المستشفى، يبدو أنه ينزف و..

قاطعه مازن بغضب وهو لا يرى أمامه سوى عمله:

-ما الذي تقوله أنت؟ فليذهب إلى الجحيم لقد كان على وشك أن يطلق النار علينا، ليتعذب قليلًا ولا تتدخل أنت يا علاء، أنا المتحمل للمسؤولية كاملة.

أبعد علاء نظره عن مازن وهو يتحدث بضيق:

-على راحتك يا مازن، أفعل ما تريد لقد حذرتك ولا دخل لي بك.

بالفعل حدث كل شيء اراده مازن وبدأو التحقيق في قسم الشرطة وبالفعل حضره سفيان، نظر سفيان إلى الرجل المصاب قائلًا:

-سيذهب إلى المستشفى تحت الحراسة.

لم يتحدث مازن ليتحدث علاء بلوم:

-ألم أخبرك بهذا يا مازن؟ لن تستطيع الاعتراض الأن أليس كذلك؟

نظر سفيان تجاه مازن ومن ثم نظر إلى علاء:

-يبدو أن مازن غاضب كثيرًا من شيء ما؛ لهذا لا يتقبل أي حديث.

حرك مازن رأسه بنفي:

-لا يا أبي أنا لست غاضب، فعلت ما أراه صحيح، أظن أن دوري انتهى، سوف أذهب إلى المنزل الأن.

خرج دون أن ينتظر رد والده، تحدث علاء وهو يفكر:

-أظن أن مازن مازال كما هو، لم يحب هذا المجال يومًا وسينهي أمره في سرعة.

رمقه سفيان بضيق:

-مازن يقوم بعمله على أجمل وجه يا علاء، أظن أن الجميع يعلم بهذا جيدًا.

ابتسم علاء وهو يومأ إلى سفيان:

-بالطبع يا مارد، مازن صديقي أيضًا، أنا أرغب في أن أراه ناجح دائمًا، لكن الأهم من نجاحه رؤيته سعيد، لا أظن أن مازن سعيد أبدًا، هو يشعر بالاستياء، أظن انه يتعمد أن يفسد تمله في كثير من الأوقات، لقد ضرب الرجل ورفض أن يذهب للمستشفى، كأنه كان يتعمد موته.

جلس سفيان على مكتبه وهو يتفحص الأوراق الموضوعة أمامه:

-علاء أنا أعلم جيدًا بماذا يفكر مازن، لم يكن ليجعله يموت، هذا الرجل كان على وشك قتل أحدهم، على كل حال مازن ليس بهذا السوء أبدًا.

نظر علاء إلى سفيان وهو يحرك رأسه نافيًا:

-ما الذي تقوله يا عمي، أنا أعلم هذا جيدًا، مازن شاب رائع فريد من نوعه، كل ما في الأمر أنني أريد أن أراه سعيد، لا شيء أكثر من هذا.

رمقه سفيان بنظرات باردة:

-عندما تتحدث معي في العمل أنا لست عمك، أنا اللواء سفيان السويسي.. المارد.

ابتسم علاء وهو يومأ له:

-فالتعذرني يا مارد، أعتذر منك، ألا تنوي الذهاب إلى القصر؟

عقد سفيان حاجبيه بحيرة:

-عن أي قصر تتحدث؟

اجابه علاء ومازالت الابتسامة تزين وجهه وهو يرفع كتفه وينزله بهدوء:

-قصرك أنت، سوف أذهب لأرى مازن وقولت في نفسي أن نذهب سويًا؛ فهو صديقي ومن الصعب تركه يعاني هكذا.

أشاح سفيان له بيده:

-ابتعد عني يا علاء الأن وأذهب إلى أي مكان تريده، دعني أعمل على قضية مهمة ولا أريد أن يتشتت ذهني.

-حسنًا يا مارد، أهتم بنفسك.

تركه وما إن خرج من مكتبه حتى اختفت إبتسامته:

-أعلم جيدًا ما تحاول أن تفعله، تريد لابنك أن يترقى دونًا عنّا جميعًا، مازن لم يحب هذا العمل يومًا، مع ذلك تستمر في وضعه بيننا، كيف تفكر أنت لا أفهمك!

وصل علاء إلى قصر المارد، أول شيء وقعت عينيه عليها هي ميلا التي كانت تلهو مع الكلب الخاص بها في الحديقة، كان صوتها مرتفعًا للغاية وهي تناديه:

-سبارك تعالى إلى هنا يا صغيري، ألا تريد اللعب؟

اقترب علاء دون أن تشعر به وهو يلتفت حوله بتوجس، ما إن وصل خلفها حتى قام بضمها:

-جميلتي كيف حالها؟

انتفضت ميلا بصدمة وقد اتسعت عينيها، نظرت حولها بنظرات متتالية كما لو كانت لصة، تحدثت بسرعة وقلق شديد:

-هل جننت يا علاء؟ كيف تأتي إلى هنا؟ مؤكد أنت فقدت عقلك كيف يمكنك أن تفعل هذا؟ إن رأى شيء ما قومت به أنت كانت نهايتنا اليوم.

ضحك علاء وهو يقرب يده ليضع شعرها خلف أذنها:

-اهدئي يا ميلا ماذا بكِ؟ أنا أتيت لرؤية مازن، لا شيء سيحدث، لا تنسي أنني صديقه، من الطبيعي جدًا أن أزوره في منزله، هذا الأمر عادي، لا تتوتري إلى هذا الحد؛ على الأقل حتى لا تثيري الشكوك.

تركها وذهب باتجاه الباب وهي تقف في مكانها لا تعلم ما الذي من الممكن أن يحدث، تبعته وهو يسمع خطوات أقدامها، طرق الباب وفتح محمد ليبتسم:

-علاء كيف حالك يا رجل؟ منذ زمن ولم ألتقي بك، انتظر سوف أخبر أمي أنك هنا، مازن في غرفته كالعادة لا يخرج منها كثيرًا.

غاب محمد دقائق قصيرة بعد أن أخبر وعد بوجود علاء في المنزل ومن ثم أتى له:

-تفضل يا علاء، لم يخبرنا مازن أنك ستأتي اليوم!

ابتسم علاء وهو يضع يده على كتف محمد الأيمن:

-لم أخبره، شعرت أنني أريد مفاجأته ولم يكن مزاجه جيد اليوم، على كل حال ها قد أتيت ويمكنني الصعود له، ميلا أنا أسف ولكن لو احضرتي لي فنجان قهوة سأكون شاكرًا جدًا.

صعد من بعدها ومحمد ينظر إلى ميلا:

-دعكِ منه، سوف أحضر أنا القهوة.

تعجبت ميلا وهي تنظر له:

-منذ متى وأنت تقوم بمساعدتي يا ترى؟ هل اصبحت لطيف فجأة؟!

ضحك محمد وهو يحرك رأسه بنفي:

-لا ليس كذلك، لكني سمعت من قريب أن علاء لديه أخت جميلة جدًا تعيش في باريس، ربما سيجمعني شيء معها، يمكنني التقرب منه إذًا.

ضربت ميلا رأسه وهي ترمقه بغضب:

-أنت تافه ولن أدعك تحضر القهوة يا محمد، سوف أقوم بتحضيرها أنا وإن اعترضت طريقي سوف أخبر أمي بحديثك السخيف.

تركته وذهبت لتعد القهوة بينما هو كان يضحك، هو يحب أن يزعجها كثيرًا، يحب أن يراها غاضبة ووجهها يزداد إحمرارًا.

كان مازن منفعل للغاية:

-لا أعلم يا علاء، لست في مزاج جيد، أشعر بالأختناق، أوقات كثيرة أشعر بالراحة، أشعر أنني أريد الغناء وقلبي يرقص من السعادة خلف ضلوعي، أما عن الأيام الأخرى فأنا أشعر بقلبي يتمزق.

تحدث علاء بحيرة:

-ربما هذا لأنك وحيد يا مازن، أنت بالفعل وحيد.

عقد مازن حاجبيه وهو ينظر إلى علاء:

-كيف أكون وحيد وأنا مع عائلتي طوال الوقت في المنزل، أنت أيضًا بجواري في كثير من الأوقات، أحبك وأثق بك كثيرًا، كيف بعد كل هذا أكون شخص وحيد في النهاية؟!

ابتسم علاء وهو يغمز له:

-ستفهم قصدي عندما تركز في حديثي قليلًا، أنت تحتاج إلى فتاة ندخل على حياتك لتكسر هذا الروتين الممل، لا أصدق كيف لك أن لا ترتبط طوال حياتك وقد تجاوزت الخامسة والعشرون.

تأفأف مازن بضيق:

-من جديد تفتح هذا الموضع يا علاء، أنا لا أحب تلك الأشياء، أيضًا لا أريد أن أفعل شيء قبيح كهذا أتعاقب عليه في النهاية.

عقد علاء حاجبيه:

-لتتزوج إذًا، لا ينقصك أي شيء ووالدك سوف يدعم تلك الفكرة كثيرًا.

حرك مازن رأسه بنفي شديد:

-لا يا علاء، أنا لا أشعر بالراحة لتلك الفكرة الأن.

نظر علاء له بشك:

-اخبرني يا ماظن هل هناك شخصية ما استطاعت أن تجذبك من قبل؟ تبدو كشخص معقد.

حرك مازن رأسه بنفي:

-لا يا علاء لم يحدث هذا، أنا فقط أقلق المجازفة والزواج مجازفة كبيرة.

ضحك علاء وهو يحرك رأسه بنفي:

-يا إلهي، لم أسمع عن النقيب مازن سفيان السويسي وهو خائف من قبل، لا تكن جبان يا مازن، سأقول لك شيء، يمكنك أن تعتمد عليّ في تلك الأمور، سوف أقوم باصطحابك اليوم في سهرة ستروق لك كثيرًا، لأول مرة ستسمح لنفسك بالاندفاع ولن تكون الأخيرة.

حرك مازن رأسه بنفي:

-لست من هذا النوع يا علاء، لا أشعر بالراحة أيضًا وأخاف حدوث شيء كارثي لا نتوقعه و..

قاطعه علاء بتصميم شديد:

-أترك نفسك يا مازن، لن يحدث شيء، أنت لست بهذا الضعف على كل حال، تأكد أن كل شيء سوف يكون على مايرام، سوف نذهب إلى مكان أنا أثق أنه سينال اعجابك كثيرًا.

أخذ مازن نفس عميق وهو يومأ:

-حسنًا ولكن دع هذا الأمر سر بيننا، إن عرف محمد شوف يأتي معنا ولا أثق في أفعاله، أما إن عرف أبي ربما ستحدث كارثة.

ضحك علاء وهو يومأ له:

-لا تقلق سوف يكون كل شيء على مايرام، سوف نذهب لنمرح قليلًا ومن ثم نعود دون أن يعرف أي شخص.

بالفعل ذهبوا وأتى سفيان لم يجد شخص منهم، تعجب كثيرًا وهو يتساءل:

-لم يحدث ويخرج مازن في هذا الوقت، هل هناك أمر طارئ؟

حركت وعد رأسها بنفي وهي تتناول بعض الطعام بجوار سفيان:

-لا يا حبيبي لم يحدث شيء، مازن لم يعد صغير أيضًا هو رجل ويمكنه الأعتماد على نفسه.

تابع محمد التحدث وهو يعبث بهاتفه:

-علاء يحاول أن يخرج مازن من حالة الأكتئاب تلك، لم يخبرني إلى أين هم ذاهبون، أيضًا لقد قام باغلاق هاتفه بعد خروجهم من هنا بدقائق هو وعلاء.

ضحكت ميلا:

-هذا بسببك أنت، لأنك كنت ترغب في الذهاب معهم وهم يتهربون منك يا محمد.

قام بالقاء الوسادة عليها بغيظ:

-لا دخل لكِ، هذا أخر وإن أردت الخروج معه لن يحدث شيء، على الأقل لديكِ أصدقاء وأنا لا.

ضحكت ميلا ساخرة:

-أيها الكاذب أنت لديك الكثير من الأصدقاء، لا تحاول أن تستعطف أبي وإلا سأخبره أنك تصادق الكثير والكثير من الفتيات.

نظر سفيان إلى محمد ليرفع يده ضاحكًا رغمًا عنه:

-بالطبع هي كاذبة يا أبي وتحاول استعطافك، لا تصدقها إذا سمحت.

أسرع الذهاب إلى غرفته من بعدها وسفيان يشعر بالقلق:

-لست مطمئن لهذا الذي يدعى علاء، أعلم أنه صديق مازن منذ وقت طويل، لكنه لا يريحني أبدًا يا وعد.

حركت وعد رأسها بنفي:

-لا يا سفيان، إنه صديق مازن ويحبه كثيرًا، حتى أنه يحاول أن يسعد قلبه بشتى الطرق، ابنك لا يصادق غيره ويرتاح له كثيرًا.

صمت سفيان عندما لاحظ اصرارها على هذا الحديث وبعد ساعات دلف مازن إلى المنزل وما إن رأته وعد حتى صرخت بفزع:

-مازن! ما الذي حدث وما سبب هذه الدماء؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي