لمن تقع الخطيئه

بوسي خلف`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-07-01ضع على الرف
  • 5.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

صوت رنين قوى جعلها تخرج من فجوى أحلامها وهى تزفر بارهاق جسدى أصبح لا يفارقها .

مسحت بكفها الرقيق على خصلاتها السوداء ثم رمت الغطاء بعنهجيه اعتادتها وهى تدلف إلى المرحاض، غسلت وجهها بالمياه البارده وهى تحاول ترتيب أفكارها تتقمص شخصيه ليست لها تحاول أن تكون فى هيئه المراه الصلبه أمام جميع من حولها من والدها إلى الخادمين لديها...

اغلقت المياه البارده وهى تنظر إلى المرٱه بنظرات مشوشه تحاول اخراج هذه المخيلات من رأسها، لا تريد أن تتذكر ماضيها المؤلم حتى لا تدخل فى إحدى نوبات البكاء والارتعاش التى تأتى لها شهرياً، ولاكن ماذا عساها تفعل وهى حين ترى عينا والدها تدخل فى نوبه اكتئاب وحسره وهى وتتذكر كل ما افتقدته فى حياتها من احتواء وحب وحنان، أصبحت فى الخامسه والعشرون من عمرها ومازالت بحاجه الى الحنان كطفله مازالت فى الخامسه من عمرها...

خرجت من فجوى ألمها حين رن هاتفها مجددا تاففت بانزعاج لايتركونها فى هدوء حتى فى يوم إجازتها، اتجهت للهاتف وهى تجفف وجهها بإحدى المناشف القطنية، نظرت إلى الهاتف وقررت أن تتجاهل المكالمه وهى تذهب الى دولابها تنتقي إحدى الملابس الراقيه  التى اعتادت على ارتدائها .

أنهت فطورها وقهوتها ثم نظفت المكان من حولها بخفه ونشاط ،ثم اتجهت للخارج بهدوء، دخلت سيارتها الحديثه وهى تنظر إلى سائقها بهدوء و اردفت بعجرفه ازعجته
" من تنتظر ايها المعتوه هيا اذهب!.

ناظرها السائق بسأم من طريقتها المتعاليه ثم اردف وابتسامه متصنعه على شفتيه
"انتظر معرفه إلى اين سوف نذهب سيدتى؟؟ .

تافافت بانزعاج ثم اردفت بهدوء
" اذهب الى الاستوديو التصويرى الذى فى المعادى وبعد
ذلك سوف نذهب الى فيلا التجمع هيا كف
عن الثرثره وانطلق  .

هز رأسه بضجر وهو ينظر إلى الطريق أمامه بهدوء .

_________________________

نظرت من زجاج السياره المفعم باللون الاسود وهى تراقب مقر عملها بهدوء، انتظرت كالعاده سائق سيارتها أن يخرج ويفتح لها الباب بغرور اعتادته بل واحبته وصار منهج حياه لها، فتح السائق باب السياره بضجر لتخرج الأخرى باناقه وجاذبيه ناجحه فى سلب لُب اعته الرجال بجمالها ورقتها فكيف لا يفتنون بها وهى صاحبه جمال شرقي جذاب



تحولت جميع الأنظار لها فور خروجها وقد اتجه الكثير ليلتقطو معها إحدى الصور الفوتوغرافية، غمزت لسائقها ليفهمها سريعا وهو يحاول ابعاد هذا الحشد الذى تجمع فى ثانيه حولها، ابتسمت برقه إلى الجميع وهى تلوح لهم بيديها الرقيقتين ولم تبلى اهتماما بالسائق الذى انحسر وقد ضاقت انفاسه من تدافعات الناس من حولها وهو يحاول حمايتها، ظلت تبتسم لهم حتى سأمت فتركتهم و دخلت الى موقع التصوير بخيلاء لا يليق الا بامراه مثلها، نظرت إلى الجميع بلمحه سريعه وهى تتلقي عبارات التحيه بابتسامه مقتضبة ولم تكلف حتى  نفسها عناء الرد، جلست على إحدى الكراسي الخشبيه وهى تشاهد الممثل امامها بهدوء، ابتسمت وهى ترى تفانيه فى العمل فقد شعرت بأنه يعيش المعاناه حقاً ليس مجرد دور يؤديه .

فور جلوسها توقف المخرج وهو يردف بنبره عاليه
"  توقف هذا رائع خالد سوف نكمل بعد قليل .

نظر لها المخرج بابتسامه واسعه وهو يذهب اتجاهها ثم قبلها على كلتا وجنتها برقه وهى تبادله، وقد اعتادت هذا الأسلوب الترحيبي فى مجال عملها كفنانه شهيره .

" لما لم تخبريننى انكى قادمه انين؟!.

ابتسمت انين ابتسامه صفراء وهى تردف بنبره هادئه
" اردت مناقشه الكثير من الأمور فى دورى القادم.

ضحك وهو ينظر لخضروايتها الصافيه بهدوء
" لا يمكنكى أن تعتذرى عن هذا الدورِ أيضا، تعرفين لقد دفع اباكى الكثير لاجلكى وإذا علم عن قرار اعتذاركى سوف يغضب كثيرا، فقد كلفه الأمر كثيراً من المال لأجل انتاج هذا العمل الضخم وكله لاجلكى.

تنهدت بانزعاج وهى تردف بنبره غاضبه 
" واللعنه لم اقل اننى سوف اعتذر قلت اننى قد اتيت لمناقشه الدور ومعرفه ما سوف أفعله وماذا احتاج.

ضحك الآخر وهو يرى سرعه استفزازها ثم اردف بنبره ضاحكه " حسنا لا داعى لهذا الغضب سوف انادى ليلى حتى تخبركى عن كل ما تحتاجينه يجب أن أرجع للعمل الان.

هزت انين رأسها وهى تنتفس بعمق تحاول تهدئه نفسها ماذا يصيبها حين يذكر أحدا ما أن أباها فعل شئ لها واللعنة لما لا يذكرون أنها قد تنازلت عن احلامها لأجله، تعمل فى هذا المجال اللعين منذ سبع أعوام لأجله، لأجله هو المنتج الشهير راغب السالمى قد تنازلت عن حلمها كمهندسه معماريه لأجله بعد أن أجبرت نفسها على الدخول الى هذا الوسط اللعين الذى تكرهه من اعماق روحها.

خرجت من أفكارها على صوت إحدى المؤلفات وهى تردف برقه " انين هل ابدء فى الشرح!.

نظرت لها انين بشرود ثم اردفت بهدوء
" اجل يمكنكى البدء.

-انهت عملها مع المؤلفه التى أخبرتها بتفاصيل دورها فى فلمها الجديد، ثم ذهبت لفيلا التجمع وهى تقضم أظافرها بتوتر فقد عاد أباها من السفر وهى ادرى الأشخاص بكم تسوء نفسيتها حين يعود من سفره.

توقفت السيارة امام إحدى القصور وهى تتنفس بعنف تحاول الهدوء.

نظر لها السائق ببرود
" سيدتى لقد وصلنا الى المنزل.

لم يستمع لاستجابه منها ليكرر اسمها بنبره مرتفعة قليلاً " سيدتى، س .

تافافت بقوة وهى تردف بغرور
" سمعتُك واللعنه اصمت.

خرجت من السيارة وهى تتهادى فى خطواتها تدخل الى منزلها وهى تتنفس بتوتر تحاول أن تسيطر عليه، ضغطت على زر الجرس وقد وجدت الخادمه تفتح لها الباب وهى تبتسم لها، لم تبادلها الأخرى الابتسام وهى تردف بنبره خرجت مهزوزه رغما عنها
" اين ابي؟؟.

اردفت الأخرى بنبره سريعه " ينتظركى فى غرفه المكتب.

لم تستمع الى كلامها الآخر وهى تتجه إلى غرفته، فتحت الباب دون أن تطلب الدخول وهى تردف بنبره هادئه " اسفه على التاخير كان لدى بعض الأعمال.

ابتسم راغب وهو يردف بنبره ساخرة
" امم اعرف اعمالكى عزيزتى، اعمالكى التى تدخلين بها ثم تنسحبين كمراهقه غبيه لا تعرف ما تريد.

تنفست بغضب تحاول الوصول له وهى تردف بنبره مغتاظه " لقد كنت أناقش المخرج فى دورى الجديد الذى من انتاجك.

ضحك بقوة وهو يردف بنبره محذرة
"اجل اجل، انظرى لي انين هذه المرة لايمكنكى الفرار ستعملين على هذا الفيلم وتنهينه كفنانه محترفه لقد سأمت دلالك المفرط.

عضت على شفتاها بقهر وهى تردف بنبره حزينه
" انت تعرف جيدا لما توقفت عن العمل السابق.

نظر لها بهدوء وهو يردف بنبره بارده
" اجل اعرف لان الممثل قد تحرش بكى أليس هذا عذركى الاحمق!.

كررت كلماته وهى تناظره بصدمه
" عذرى الاحمق!.

نهض الآخر وهو يشعل تبغاّ ثم اردف بنبره ساخره منها ومن ما تعانيه " أجل عذر احمق كصاحبته المدلله ، اننى اعرفكى جيدا انين لقد استغليتى الفرصه، وكذبتى حتى تستطيعين الفرار من هذا الدور ولاكننى اعدكى بأن هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى وسترين بأم عينيك ساحرص على أن تكملى هذا الفيلم.

ضحكت على كلمته الاولى وهى تقف بثبات
" انك لا تعرفنى جيدا داغر السالمى،  على كل لن اتناقش معاك فى شئ، فانا اعرف أنك فى كل الأحوال لن تهتم بامرى انا ساذهب الان واعتقد اننى فهمت ما تريد قوله جيدا ابي.

كادت تخرج من الغرفه لتسمع اخر كلماته تصدح بصوت عالى " ستكملين هذا الفيلم انين وساحرص على هذا، فقد سامت دلالك وسامت فشلك هل تسمعيننى جيدا، ستكملينه لن تضيع ثروتى على فاشله مضطربه نفسياً مثلكى.

سمعت كلماته وهى تخرج من الغرفه بوجه محتقن، خرجت إلى خارج المنزل وهى ترى عينين السائق تلاحقها فى تساؤل، لم تجيبه وهى تنطلق مسرعه الى منزل لم يبتعد مدار خطوتين عن منزل والدها..

- دقت على باب المنزل الذى فور فتحه ارتمت فى أحضان مالكته وهى تجهش فى بكاء مرير، نظرت السيده الى انين بحزن وهى تردف بنبره مواسيه وقد فهمت ما حدث لها " اهدئى عزيزتى انا هنا تنفسي انين انا معكى ارجوكى اهدئى.

نظرت لها انين ببكاء وهى تردف بنبره مقهورة
" لما لا يحبنى ؟ هل بي خطب ما ؟ قد سأمت نفسي وكرهتها بسببه لقد تعبت كثيرا.

ضمتها السيده بقوة وهى تدخلها إلى المنزل حتى لا يراها احد، فور دخولها ارتمت على إحدى الارائك وهى تخفى ارتعاش يديها، لتردف السيده بنبره هادئه " عزيزتى هل تريدين الصعود الى الغرفه للحصول على قليل من الراحه.

هزت الأخرى رأسها وهى تصعد الى الغرفه التى اعتادت أن تكون لها فى منزل هذه السيده التى احتضنتها واخذتها كابنه لها تعويضا لسفر ابنها الدائم مع والده فى الخارج، ولم تكن هذه السيده الا هاديه غالب التى تشتهر بتصميماتها المنمقه للازياء وخاصه ازياء المشاهير، ومن ضمنهم كانت انين التى رأتها فى إحدى الحفلات وقد أصبحت بمثابه ابنه لها تحكى لها ما يؤلمها وتخبرها بما يضيق به صدرها.

تنهدت انين بقوة تحاول السيطرة على نوبه الحزن التى انتابتها فقد أصبح جسدها يرتعش بقوة فائقه وتصتك أسنانها ببعضها بعضا، فقد أصبحت هذه النوبات ملازمه لها بعد ما تتعرض له من كلمات مؤلمه من والدها.

توقف ارتعاشها وهى تتنفس بانهيار، انهته وهى تتناول إحدى المهدئات التى أصبحت مدمنه لها.

_ استيقظت بعد قليل من الوقت وهى تنزل إلى الأسفل تراقب هاديه وهى ترسم إحدى تصاميمها الجديده، انتهت هاديه مما تفعله وهى تردف بنبره رقيقه " أصبحتى افضل ؟.

هزت انين رأسها وهى تبتسم لها باقتضاب ثم اردفت بنبرة هادئه " هل هذا فستانكى الجديد .

ابتسمت هاديه وهى تردف بنبره راقيه
" اجل انين وهذا هو الفستان الذى سوف ترتديه فى حفلتى.

نظرت لها انين بارتباك وهى تردف بنبره مهزوزه
" هل يمكننى أن اتخلف عن الحضور، تعرفين اننى احضر لدورى الجديد وشخصيتى الجديده ومن سمات الشخصيه هو أنها مريضه نفسيه،  فلا اريد الاندماج مع أحد حتى استطيع الدخول فى الأمر .

سخرت الأخرى منها وهى تردف بنبره هازئه
" عزيزتى أن الحضور ليس بعرض لكى بل هو إجبار عليكى، ثم انكى سوف تستطيعين الدخول فى الدور كما تشائين فانتى سريعه فى الإندماج.

نظرت لها الاخرى بحزن وهى تردف بنبره مكسورة
" اننى خائفه أن افشل منذ مده طويله لم اقوم بعمل.

ابتسمت الأخرى وقد فهمت أن أباها قد كسر ثقتها بنفسها كعادته السيئه معها، وهى حقا لا تفهم لما يفعل هذا معها فهو مع الجميع لطيف وودود ولاكن ينقلب الأمر معها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي