لهيبُ الغرام

Shrouk`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-07-04ضع على الرف
  • 3.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

دانيه، دانيه، دانيه، إلحقيني بموت؟!
إستيقظت دانيه برهبة شديدة، من النوم، بعدما راودها هذا الحلم، المصاحب لها، منذ 10 سنوات.!
ساَلَ الدمعُ من عينيها، عندما تذكرت ماضيها الأليم، الذي حطم ثنايا روحها.
قامت دانية، من فراشها وتقدمت ناحية شرفة منزلها، تستنشق الهواء النقي، كانت الساعةالثالثة منتصف الليل، وكان صوت الأذان، يعلو، في أنحاء البلدة، في كفر الغجر.
رفعت دانيه يديها إلى السماء، تخاطب ربها قائلة ودموعها تنهمر على وجنتيها :
- أعلم انك تسمعني، وتراني وتشعر بما يحمله فؤادي، ولكن متى يكون للسعادة مكان في فؤادي؟ ومتى أتلذذ بها؟ أنا على يقين، أنك قادر على كل شيء، لأنك الله.
أنت جيداً، تعلم ما حدث معي وما تزوقه فؤادي من ألم.

إنتهت دانيه من حديثها مع الله وذهبت تصلي الفجر..
بعد ساعتين، من لحظة إستيقاظ، دانيه..
كان صوت الموسيقى يعلو في منزل دانيه، يشع منزلها بهجه وسرور، وهي تتراقص وتتمايل على ألحان هذه الموسيقى الخاصة بالرقص ا!
كان جميع من في هذا المنزل، من فتيات ونساء ورجال، يتجمعنا، محدقين بأعينهم، إلى دانيه، الواقفه تتمايل، برشاقة وخفة وهي ترقص.
بعدما إنتهت دانيه، تحدثت سيدة كبيره في السن وهي تخاطب دانيه تدعى زعفران قائلة:
-من قال أن السمار، نصف الجمال، فلم يفهم شيء، يأتي الأن ويرى دانيه، كم هي فاتنه بسمارها الجذاب، أنتِ جميلة حد الفتنة، إنتِ هي سيدة القرية، يعشقكِ، كل صغير وكل كبير، عيونك كالصقر، قوية، وكالورد، إنتِ ناعمة.
قاطعتها دانية بإبتسامة لطيفة قائلة:
-كُفي، عن مدحِ، يا سيدة زعفران، فأنا فتاه عادية.
بعدما إنتهت هذه الجلسة، توجهت دانيه ناحية الإسطبل
وأقتربت من خيل أسود أصيل، غزير الشعر، إقتربت منه بيديها الصغيرتين وهيا تضعها علي شعر هذا الخيل، بدأت دانيه تحدث الخيل قائلة:
-أعلم أنك حزين وغاضب، لإني لم أتى إليك منذُ يومان، ولكن، أنا كنت متعبة، أرجوك لا تحزن، فأنت صديقي الوحيد.
كان الخيل ينظر لها ويقترب منها، كأنه يفهمها.
إقترب منه وأخبرته، هل نذهب الأن في جولة؟
نظر الخيل لها، بمعنى أنه موافق وبالفعل، تقدمت منه وصعدت عليه، وتوجهة حارج المنزل، وذهبت مسرعة.
كانت قوية، لا تظهر ضعفها أمام أحد، من يسمع قصتها يفكر بأنها لديها إنفصام!؟ ولكن هي فتاه في ريعان شبابها وجريحة، وجرحها، مازال ينزف بشده.
وصلت دانيه إلى مكانها المفضل، مع رفيقها المفضل، وجلست بجانب البحيرة، كانت تنظر إلى البحيرة والبسمة تزين وجهها، قررت دانيه، بأن تخاطر وتنزل إلى البحيرة، قامت بخلع الغطاء، التي كانت ترتديه، لكي تخفي نفسها ولا أحد يراها، فظرت وهي ترتدي فستان ديق وقصير، يحدد مفاتنها ويبرز جمالها، التي تفتن أي أحد يراها، وتركت شعرها الغجري، الطويل، ينسدل، على كتفيها.
وقامت بالنزول إلى البحيرة.
كانت تشعر بساعدة باللغة، في البحيرة، وفجأة رأت 4 شباب يقفون أمامها، على شاطئ البحيرة، ينظرون إليها، بشهوانية، ويتهاتفون، كم هي مثيرة، حد الفتنة.!
شعرت ولأول مره بخوف شديد، يخترق أعماق فؤادها، لم تستطع أن تعلم ماذا تفعل في هذا الأثناء وكأن عقلها غاب عن الواقع؟!
كانت تفكر إن خرجت وهي بهذه الثياب، حتماً ستكون فريسة سهلة لهم، وإن لم تخرج من البحيرة، سيأتون لها..
في هذا الأثناء، رفعت عيناها إلى السماء، تنادي ربها، بأن ينقذها، بأي طريقة من هؤلاء الحمقى، والوحوش البشرية.
في هذا الأثناء، خرج شاب من البحيرة، كان خلفها، شعرت بأنفس أحد خلفها، إلتفتت لكي ترى من يقف خلفها، تفاجأت بشاب، يظهر من هيئته، أنه رياضي، قوي البنيان، ضخم بعض الشيء، عاري الصدر، الماء ينسدل على جسده وينظر بقوه في عيون دانية قائلاً :
-لا تخفي.
إبتعدت دانيه، وهي لأول مرة تظهر، خوفها أمام أحد قائلة:
-أعلم أنكم تريدون جسدي، وأنكم صُحبه، سأكون اليوم، فريسة، سهله لشهواتكم، لكن أنا أرجوك، أن لا تقتربوا مني، وتنتهكوا عفتي.
كلما إبتعدت دانيه، كلما إقترب منها في الماء، إلى أن أغمضت عيونها وساَلَ الدمع من عيونها، وهي تردد، يا الله، أريدك أن تنقذني اليوم، أنا أحتاجك الأن.
شعرت في هذا الأثناء برائحة قوية، مرت بجانبي، فتحت عيوني ورأيت هذا الشاب قد مر بجانبي وقد خرج من البحيرة.
سمعته يقول لهم : لن تفعلوا شيء لها، فهي تحت حمايتي! وأن يذهبوا من هذا المكان، وبالفعل ذهبوا.
كانت الصدمة، تحتل وجوههم، لا أعلم لماذا ومن هو هذا الشخص الذي بكلمه منه ذهبوا؟
شعرت بصدمة، عندما رأيته يقف على الشاطئ ولا يذهب مثلهم، بل استمر في الوقوف مكانه، وهو ينظر لي.
اقتربت من الشاطئ ولم أخرج، وحدثته قائله:
- ياسيدي لماذا لم تذهب مثلهم، كيف أخرج من البحيرة أمامك وأنا بهذه الثياب؟
إقترب هذا الشاب من الخيل وأمسك الغطاء وقام بإلقائه في البحيرة، أمسكته وقمت بستر جسدي، وخرجت من البحيرة، قائلة :
-شكراً لك يا سيدي علي ما فعلته معي وأعتذر عن سوء الظن بك.
استعدت دانيه للذهاب وجاءت تصعد إلى الخيل، شعرت بأن أحد يمسك ثيابها من الخلف، إلتفتت دانيه وصدمت من مما رأته، كان هذا الشاب يقف خلفها ويصوب مسدسً عليها قائلاً بغضب شديد :
-لماذا أتيتي إلى مملكتي؟
نظرت دانيه له بغضب قائلة : مملكتك هل تسمى هذه الحديقة وهذا النهر والمنزل المهجور هذا مملكتك؟!
من قال أنك تمتلك هذا المكان من الأساس؟
تحدثت هذا الشاب قائلا بغضب شديد :
-لا تتحدثي كثيراً، يا فتاه، هذا المنزل أنا قد إشتريته من المالك الحقيقي، وأتمنى ، أن لا تأتي في هذه الحديقة، مره أخرى لكي لا تندمي .!
وتركها ورحل.
كانت دانيه حزينه جدا فهذا مكانها المفضل، صعدت الخيل وذهبت مسرعة من هذا المكان وهي تقود خيلها بسرعة رهيبه.
توقفت بالخيل عند منزلها، وأخذت الخيل ووضعته في الإسطبل وذهبت إلى غرفتها وهي لا تحدث أحد.
وقبل أن تصعد إلى غرفتها وأخبرتها سيده عجوز، تدعي فاتن :
-إستعدي من الأن يا دانيه، فاليوم جميع القرية وبعض الأغراب، يريدون أن يشاهدوا رقصكِ المثير، ويريدون التعرف على سيدة القرية.
توقفت دانيه والتفتت لها قائلة :
-أعلم أني راقصة، لكن اليوم لا أريد هذا، فأنا لست في مزاج جيد.
تحدثت السيده فاتن بغضب شديد :
-فقط دعي مزاجكِ السيء جانباً، وقومي بعملك، التي جعلكِ سيدة هذه القرية.
نظرت لها دانيه بغضب قائلة:
- أعلم أنكِ تكرهيني ولا تحبيني، أنا قد إعتدت على كرهكِ هذا، لكن يا سيدة فاتن أنا لن أذهب اليوم لأني مُتعبة.
قاطعتها السيدة فاتن قائلة :
- ستأتي اليوم وهذا أخر قرار، لأن السيد سفيان سيأتي ويريد أن يتعرف على سيدة القرية، وتركتها ورحلت.
تملك الحزن والغضب وجه دانيه وصعدت إلى غرفتها وألقت نفسها على فراشها، وبدأت دموعها في الإنهيار، ظلت تحدث نفسها، لماذا يا الله مصيري ولقبي يكون راقصة؟
لن أسامحكِ أبداً يا أمي، فأنتِ أسوء أم، في هذه الدنيا، فقد تركتي في فؤادي غصة، ووجعاً قد حطم ضلوع صدري وأعماق قلبي، تركتيني أواجه هذه الحياة، القاسية، بمفردي، وأفعل أشياء، لا أريدها ولا أحبها.

بعدما تذكرت دانيه بعض الأشياء، التي حطمت فؤادها، غفت ودموعها تُساَل على وجنتيها بقهر.
بعدما حل الليل، كان صوت الموسيقى يعلو في أرجاء المنزل، والقرية، وجميع من في القرية يهتفون، بإسم سيدة القرية، الجميع يردد نريد أن نرى سيدة القرية.

إستيقظت دانيه بغضب، بسبب هذا الأصوات المزعجة، عندما أدركت بأن الجميع يهتف بإسمها، حزنت وقامت من فراشها وذهبت تبدل ثيابها، إلى ثياب الرقص، التي كانت تبرز جمالها، كانت ترتدي فستاناً طويلاً مصمم خصيصاً لها، للرقص، كان يبرز جميع مفاتنها، وبعدما إنتهت ملابسها، وقامت بوضع مساحيق التجميل التي تبرز جمال وجهها الأسمر وتركت شعرها الغجري إلى العنان، واستعدت للنزول.

في مكان أخر في القرية يجلس شخص مع 4 أشخاص ويتحدثون سوياً ويتناولون الخمر.
تحدث شخص يدعى رامي قائلاً:
- لماذا يا سفيان جعلتنا نذهب اليوم من أمام البحيره، ولم تجعلنا نلهو مع هذه الفتاة، المثيرة حد الفتنة.
ارتسم الغضب على وجهه سفيان قائلاً :
-كُف عن هذا رامي، ولا تذكر هذه الفتاه أمامي مرة أخرى.
تحدث شخص أخر يدعى نبيل، دَعك من هذه الفتاة الأن.
متي سنذهب لكي نرى، سيدة القرية؟
فأنا أتوق لرؤيتها بشده، فجميع القرية، يقولون، أنها جميلة ورائعة، وترقص ببراعة تجعلها أكثر إثارة، لكن والله أشك، أن هناك أجمل من فتاة الماء، لم أرى في حياتي، فتاة سمراء بهذا الجمال الفاتن، حتى سمارها ساحر.
تحدث سفيان قائلاً :
-هيا نذهب لكي نرى سيدة هذه القرية، السيدة فاتن المسؤوله عن هذه الفتاة الراقصة، تنتظرنا الأن.
إستعدوا الجميع، وذهبوا يبدلون ملابسهم، وبعدما إنتهوا صعدوا إلى السيارة، وأنطلقوا، إلى الإحتفال المقام في القرية.

عند دانيه، كانت قد نزلت إلى الأسفل وعندما رأتها السيدة زعفران، استمرت في مدحها، وقامت بإحتضانها، ونظرت لها السيده فاتن بإنتصار وكره.
لمحت السيدة زعفران، دموع دانيه التي تحبس في عيناها
قائله لها:
-إتركي أمرك إلى الله، فليذهب كل من يدايقكِ إلى الجحيم، لا تحزني يا حببتي، فأنتي أجمل فتاه في الدنيا، هيا إذهبي، فالجميع يتوق لرؤيتك، يا سيدة القرية.
أشاحت السيدة زعفران بوجهها إلى السيده فاتن وهي تنظر لها بغضب شديد قائلة وهي تكمل حديثها إلى دانية :
-لا تهتمي بكلام أحد يدايقكِ، فقط كوني على درايه بأنكِ أهم إمرأه في هذه القرية، فالجميع يحبك، ولا تستمعي إلى حديث الأخرين السيء.
ذهبت دانيه مع السيدة زعفران إلى خارج المنزل، متجهين إلى ساحة القرية وكانت دانيه ترتدي غطاء لا يظهرها، وعندما وصلت إلى الساحة، سمعت الجميع يهتفون بإسمها.
في هذا الأثناء كان سفيان وأصدقائه قد وصلوا إلى الإحتفال المقام.
وجلسوا في أماكنهم وهم ينتظرون، صعوت سيدة القريه، لكي ترقص.
بعد مرور دقيقتين، ظهرت دانيه أمام الجميع والأضواء الخافته عليها، بدأت تتراقص على هذه الموسيقى المخصصة للرقص، وكان الجميع في صمت رهيب فقط ينظرون لها، وهم في حالة زهول من رقصها، وعندما إلتفتت وظهر وجهها وجمالها اللافت، كان الجميع يحدقون بها، تلاقت عيناها هي وسفيان معاً لكن نظرته لها كان نظرة دهشه وصدمه وأصدقائه الأربعه ينظرون لها بإعجاب واضح، كم هي مثيره للدهشه، وقصها رائع.
تحدث رامي قائلاً :
-هذه هي فتاة البحيره، هي نفسها سيدة القرية، لم أصدق بأنها هي بالفعل، من يراها وهي خائفة بأن نقترب منها، يقول أنها فتاه جيدة، وهي بالأساس، فتاه راقصة.
كان سيفان ينظر لها في حالة زهول، هل هيا بالفعل هذه الفتاه التي رأها، كان لم يعطي أي رد فعل.
وقرروا أصدقائه بأن يصعدوا إليها ويحاولون مضايقتها.
وبالفعل صعدوا إليها، وعندما رأتهم، نظرت لهم بخوف وتوقفت عن الرقص، وتركت المكان بأكمله وهي تذهب مسرعة إلى أن رأت الشاب الذي أنقذها ومنعها من الدخول إلى مكانه، هو الواقف أمامها.
واصلت النظر له وهو ينظر لها دون أن ينطق بحرف واحد، تحدث رامي صديقه قائلاً :
-هذه هي الفتاه يا سفيان التي أنقذتها اليوم، وكنت تفكر بأنها فتاة جيدة لكن هي بالأساس فتاه راقصة وسيئة.
في لمح البصر تحت رؤية الجميع، قام سفيان بحملها ووضعها في سيارته وانطلق وهو يشعر بغضب شديد، كانت تصرخ لكي يساعدها أحد لكن أوقفتهم السيده فاتن، لأنها تعلم جيدا مدى قوة سفيان المهدي.!
واصلت دانيه الصراخ لكي يتركها سفيان، لكن بدون جدوه فلن يسمعها أحد.
نظر سفيان لها نظره أرعبتها قائلاً :
- أصمتي يا فتاه وإلا قد قتلتك!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي