الفصل الثاني

نظر سفيان لها نظره أرعبتها قائلاً :
- أصمتي يا فتاه وإلا قد قتلتك!
نظرت دانيه له قائله :
-من أنت لكي تفعل هذا معي؟
استمر سفيان في الإطلاق بالسيارة ولم يعطي أي إهتمام لما تقوله.
فضلت دانيه عندم الصراخ، وقررت بأن تظهر قوتها الحقيقيه، ولكن تذكرت ماضيها البشع التي كان مثل البقعه السوداء في حياتها، وأنسال الدموع من عيونها، وأقسمت، أن هذه الدموع ليست تخرج من عينيها فقط، ولكن، هذا نزيف، يخرج من أعماق قلبها.
لاحظ سفيان، الصمت الذي حل عليها ولكن نظر فقط إلى عيونها الباكية، شعر بشئ يخترق، صميم قلبه، عندما رأى دموعها.
بعد مرور 10 دقائق توقف سفيان عند البحيرة، الذي رأها فيها في الصباح، ترجل من السيارة وتحدث بصوت يكاد يسمعه الجميع قائلاً :
-هيا أخرجِ من السيارة الأن.
ترجلت دانيه من السيارة وهي ترتسم القوه، وتمسح دموعها عن عيونها وتقدمت ناحية سفيان بخطوات ثابتة.
ظل سفيان، يحدق بها دون أن ينطق حرف واحداً..
وهنا إنفجرت دانيه بغضب قد إحتل قسمات وجهها :
-هل أنت مثلهم، تريد فقط أن تقيم معي علاقة غير شرعية، هل أنت مثلهم لم تنتبه إلى دانية ولكن تنتبه إلى سيدة القرية، الجميله، الفاتنه، أنتم الرجال مثل بعض فقط تسعوا وراء شهواتكم اللعينة.!
إقترب منها سفيان وأمسكها من زراعها وحدق
في عيونها قائلاً:
-لم أشتهيكي يا فتاه، فأنتِ لستِ من نوعي المفضل، لكن أنا غاضب منكِ كثيراً! لإنِ قد إعتقدت إنكِ فتاة جيدة، رؤيتك خائفة وأنتِ في الماء، قد ظننتكِ فتاة طاهرة، وعفيفة، لكن شعرت بصدمة، عندما عرفت أنك فتاة راقصة، ترقصين للرجال وتستمتعين وهم ينظرون عليكِ نظرة شهوانية، أتعتقدي أنني سأفكر بفتاة، رخيصة مثلكِ، فتاة تثير الرجال بجمالها اللافت.
نظرت لها دانيه في صمت ودموعها تنهمر على وجنتيها قائلة :
-من أنت لكي تحاسبني؟ هل تعرفني؟هل تعرف ما مررت به؟ لم يحاسبني أحد من قبل أو بالأحرى لم يهتم أحد لأمري من قبل، فقط دعني وشأني أرجوك.

أجاب سفيان ببعض من الغموض قائلاً :
- من أنتِ يا فتاه؟
نظرت له دانيه بغضب قائلة:
-هل أنت مختل عقلياً؟ ماذا بيني وبينك لكي أجيب على هذا السؤال، فقط دعني وشأني أيها المجنون.
أقترب سفيان من دانيه، وأمسك رقبتها بين يديه قائلاً لها:
-أيتها الفتاه الرخيصة، كفى عن سبِ بهذه الألفاظ الدنيئة، فقط أريد إجابة عن سؤالي.؟
كانت دانية، تشعر بضديق في التنفس، بسبب ضغط سفيان على رقبتها وتحاول التحدث لكن لا تستطيع وعندما إستوعب سفيان أن دانيه، تحاول التحرر من قبضته، تركها على الفور.
حاولت ريحانه التنفس، بصعوبه بالغة، وهي تحاول أن تهدأ من روعها إلى أن شعرت أنها هدأت قليلاً، ثم
أشاحت بنظرها إلى سفيان بغضب قاتل، تريد أن تقوم الأن بالقضاء عليه لكن، إكتفت بالنظر إليه بكره شديد، وحل الصمت بينهم.
سمعت دانيه صوت سفيان وهو يقول لها من أنتِ؟
أجابت دانيه بحزن شديد وهي شارده في اللاشيء قائله:
-أنا دانيه، فتاة بسيطه، أريد العيش بسلام، أعمل راقصه وأعلم أنه شيء سيء، أنا مازلت عذراء، حاولت منذ أن جئت إلى أن أحافظ على ما تبقى من دانيه، أنا أحمل بقلبي وجعاً يكاد يحطم فؤادي، أنا بائسة، محطمة، أنا فقط أحاول البحث عن دانيه التي فقدتها منذُ 10 سنوات.!

أجاب سفيان عليها بغموض قائلاً :
-هل تريدي التحرر من هذه الحياة!
تحدثت دانيه والدموع تُسَال من عينيها، على وجنتيها قائلة:
-سأكون ممنونة، لمن يساعدني في الخروج، من هذه الحياة اللعينه.
أجاب سفيان عليها :
-حسناً من الأن أنتِ تحت حمايتي دانيه.!
أجبت دانية بحزن قائلة:
-ما المقابل الذي تريده لكي أحصل على حمايتك؟
نظر سفيان مطولاً لها قائلاً :
-لا أريد شئ، فقط أريد أن أتعرف عليكِ.
ارتسمت إبتسامة على وجهه دانيه، وهي تنظر له قائلة:
-هل أنت ملاك؟
أجاب سفيان : لا
أجابت عليه دانيه :
-إذا لماذا تفعل معي كل هذا؟ أنت لست ملاكً لكي تفعل هذا دون مقابل، فقط قل ما المقابل؟
ابتسم سفيان قائلاً:
-فقط أريد التعرف على دانيه، وليس سيدة القرية الراقصه، هل تقبلين صداقتي؟
شعرت دانيه بالحيرة الشديدة، فهي تشعر أنها في حلم ولم تصدق أن هذا الرجل، يريد حمايتها ولا يريد شيء سوى صدقتها، ظلت تفكر من هذا الرجل الذي ظهر في حياتها بهذه الطريقة الغريبة.

بعدما ظلت ما يقارب الربع ساعة تفكر فيما أخبرها به هذا الشاب سفيان، تحدثت قائلة :
-حسناً أنا موافقة.
إقترب سفيان منها لكي يقوم بمصافحتها قائلاً :
-أنا سفيان الشازلي
قامت دنيه بمصافحته أيضاً قائلة له :
-أنا دانيه المحمدي.

بعد مرور ساعتين إنطلق بها سفيان إلى منزلها في كفر الغجر، ونزلت من السيارة دون أن تتحدث مع أحد، واصلت السر إلى غرفتها وأغلقت على نفسها.
وعندما رأت فراشها إقترب منه واستسلمت إلى النوم دون أن تفكر في أي شيء.
عند سفيان كان يجلس مع أصدقائه شارداً، في دانيه، إستفاق سفيان من شروده على صوت صديقة وهو يحدثه قائلاً :
-ماذا فعلت مع هذه الفتاة التي تدعى سيدة القرية؟
أجاب سفيان بهدوء :
-لم أفعل شيء، فقط طلبت منها أن أتعرف عليها ونكون أصدقاء، وستكون من اليوم تحت حمايتي..
صُدم الجميع بما قاله سفيان ولم يصدقوا ما قاله وانفجروا ضاحكين بشدة.
في هذا الأثناء تركهم نوح وصعدا إلى غرفته، دون أن يتفوه بشئ.
دخل نوح غرفته وذهب لكي يستحم ويبدل ثيابه وبعدما إنتهى وقف في شرفة غرفته يدخن سيجاره بشراهه وهو يتذكر ما حدث بينه وبين دانيه ولماذا طلب منها أن تكون تحت حمايته وهو سيقوم بمساعتها الخروج من المستنقع التي وقعت فيه، محدثاً نفسه، لم تكون هذه المرة هي الأولى لي أن أراكِ دانيه، لكني رأيتك من قبل مراراً وتكراراً وهذه المره التاسعة عشر، التي رأيتك تسبحين في بحيرة منزلي، لكني كنت أفضل مشاهدتك من بعيد، ظناً أنكِ لستِ حقيقة، لكني بدأت في إكتشاف أنك حقيقة في المرة التي رأيتكِ فيها وكانت المره التاسعة، ومن هنا توالت رؤيتك، دون التحدث معكِ، كنت أعلم أنكِ أنتِ فقط التي تدخلين إلى حديقة منزلي، المره التاسع عشر، كانت هي المرة، التي أرك في بحيرة منزلي خائفة، وها أنا قد قدمت لكي الأمان وظهرت لكِ في هذا الوقت لكي أحميكِ والمرة العشرون هي المرة التي رأيتك فيها وأنتِ سيدة القرية، سأكون أمانك ومأمنك من نفسك ومن كل البشر لأنكِ ساكنةً في قلبي منذُ أن رأيتك في المرة الأولى.!
إنتهى سفيان من تحدثه مع نفسه، وأستلقى على فراشه، وذهب في نومٍ عميق.

في مكان أخر، في منزل عائلة الشازلي، في القاهرة، تظهر سيدة في عقدها الأربعين، تُدعى مليكة، يبدُ عليها الصرامة والقوة وهي تمسك هاتفها، تحاول الإتصال بشخص، لا يجيب على إتصالها، تبين على وجهها معالم الغضب قائلة ببعض من الصرامة:
-حازم لماذا لا يجيب أخيك، على إتصالي؟
نظر لها حازم بخوف حاول إخفائه قائلاً :
-لا أعلم أمي، فمنذ أخر مرة تحدثتي معه في أمر خطبة ابنة سيادة الوزير، فقد ذهب من هنا دون أن يقول أي شيء.

إقتربت السيدة مليكة من إبنها حازم بنظرات حادة جعلته، يظهر خوفه الشديد منها قائلة بصوت يشبه فحيح الأفاعي:
-أين ذهب أخوك سفيان، وقبل أن تجيب على سؤالي، فكر جيداً، فإن شعرت بأنك تكذب، سوف أقتلك، هل تفهم؟!

أجاب حازم بتلعثم وخوف شديد، يقسم أنه من من شدة خوفه من والدته يشعر بأن هرمون الأدرينالين قد إرتفع قائلاً:
-أخي قد ذهب إلى كفر العجر، في الإسكندرية.
نظرت له السيدة مليكة نظرات حادة قائلة بغضب شديد:
-ماذا تقول؟ ذهب في كفر الغجر؟ ابني سفيان، يذهب إلى هذه الأماكن السيئة، وأين يقع هذا المكان، الذي لم أسمع عنه من قبل.؟
أجاب حازم بخوف قائلاً :
-فقط أهدأي من روعك أمي، سأخذك إلى هذا المكان.!
أجابت قائلة:
-حسناً الأن، ولا داعي بأن تخبر سفيان بشيء.
تبدل معالم حازم إلى الخوف والإندهاش وهو غير مصدق أنهم سيذهبون الان في منتصف الليل، إلى كفر الغجر، ويشعر بالخوف الشديد، من أخوه سفيان، عندما يرى والدته قد أتت إلى مخبئه السري، الذي يذهب إلية عندما يشعر بأنه ليس بخير.!
بعد مرور 5 ساعات، كان صوت الموسيقى يعلو في أرجاء منزل الغجر، إستيقظت دانية من النوم وهي تشعر بشيء غريب، لا تعرف أن تحدد ما هو هذا الشيء، ذهبت تؤدي فرضها وترتدي ملابسها وتركت شعرها الغجر إلى العنان وذهبت إلى الأسفل، وهي تشعر لأول مره بأنها سعيدة.
ذهبت تأخذ خيلها من الإسطبل، وأستعدت لكي تذهب عند سفيان.
وبعد 5 دقائق كانت قد وصلت إلى منزل سفيان وكانت تقف على حافتي النهر، تنتظر قدومه.
عند سفيان كان مازال نائماً لم يعرف بأن هناك أحد ينتظره.
جلست دانيه تنظر قدومه، ما يقارب 60 دقيقة من الزمن، وعندما تأخر عزمت أمرها بأن تفعل شيء جنوني.

وقفت دانيه تحت شرفة غرفة سفيان وقررت الصعود إلية، وبالفعل بدأت في التسلق، إلى أن وصلت إلى الشرفة، وقامت بفتحها وتفاجأة بأن سفيان، مازال نائم..

جلست بجانبه وظلت تنظر له ولأول مرة، تتأمل ملامحة من قرب، ظلت تحدث نفسها، أنت رجل لكنك حنون وغامض وانا أكره الرجال ولا أعرف لماذا انت لا أستطيع أن أكرهك، أنت وسيم، لديك شيء غريب، يجعلني أحب أن أكون بجانبك، أنا لا أعلم لماذا قلبي يشعر بهذه السعادة ولأول مرة، عندما جلست بجنبك، وأستمع إلى دقات قلبك وأنفسك.
تقلب سفيان في فراشه وشعر بأن أحد بجانبة وظن أنه لصاً أو حيواناً وقام بحركة مفاجأة لم تكون في الحسبان وكانت دانيه أسفله وهو يعتليها، لكنه كان ممسكاً، خنجراً صغيراً يضعه على رقبة دانيه.
كانت دانيه تنظر له بدهشه شديدة، وتشعر بالخوف من هذا الخنجر، الذي سيقتلها به، حاولت دانيه التحدث بصعوبه لتخرج الكلمات منها بتلعثم شديد قائلة:
-أنا د ا نيه، أنا دانيه يا سفيان.!
بدأ يستوعب سفيان بأن هذه الفتاه هي بالفعل دانيه، أغمض عيناه وقام بفتحها مره أخرى لكي يستوعب أنها هي الفتاة نفسها، فتاة البحيرة التي، سلبت عقله، استمر ينظر لها بإندهاش، كيف أتت إلى هنا تحديداً، إلى غرفته، أخذ نفساً عميقا وأبتعد عنها قائلاً بهدوء:
-ماذا تفعلي هنا يا فتاة؟
إعتدلت دانيه في جلستها قائلة:
-جيئت لكي أراك، وأتعرف عليك سفيان، لأننا سنكون أصدقاء من اليوم وسأكون تحت حمايتك.
في هذا الأثناء قطع كلامهم صوت سيدة تنادي عليه قائلة:
- سفيان، يا سفيان، أخرج لي هنا!
تبدل وجهه سفيان للتوتر الشديد قائلاً ببض من الخوف :
- أمي قد أتت!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي