زهرة مشوهة

Shiry`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-07-03ضع على الرف
  • 3.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثانى

كانت خديجة تسير وتفكر في حديث نادر ، هل سيفعل ذلك حقا؟ سيجعلها تتزوجه رغماً عنها ، أم سيأتي ذالك الشخص الذي سينقذها من كل هذا الضياع   ظلت تفكر إلي أن أتاها صوت شخص لا تعلم هويته
.. هل ستظلين واقفة هكذا ، تريدين الصعود إصعدي ، لا تريدي إرحلي ودعيني أسير
كانت خديجة تنظر إلي سائق الحافلة بحرجٍ وخجل شديد
- أريد الذهاب إلي كنيسة مارمرقس ب شارع كيلوباترا
- إصعدي
أعلن هاتفها مكالمة من مريم صديقتها
- نعم مريم صعدت إلي الحافلة سآتي بعد قليل
- لمَ تأخرتي هكذا
- وهل يوجد غيره ، سأغلق لأنني في الحافلة سأحدثك عندما أهبط منها
بعد إن أغلقت خديجة الهاتف كان هناك شاب يجلس بجانبها لاحظ شرود تلك الزهرة الذابلة،  وشعر أنها في حالة لا يرسى لها ، وربما ذلك السائق ينسي أنها علي وشك الهبوط .
- الكنيسة علي مسافة قريبة من هنا أحذرك حتي لا تهبطي علي بعد منها
- أشكرك
نظر إليها عيسى وإبتسم لها ثم تذكر أنه حتماً سيطرد من وظيفته
- سأهبط هنا أيها السائق
- تعجل من فضلك ، أنا أقف في منتصف الطريق
بعد هبوط عيسى من الحافلة نظرت خديجة من الشباك ورحت الكنيسة علي مسافةً قريبة من هنا فقررت الهبوط ، وأن تسير تلك المسافة القريبة .
- دعني أهبط بعد هذا الكمين من فضلك
- حسناً
كانت خديجة تتأكد من أغراضها ، ثم وجدت هاتف مجهول بجانبها ، لا تعلم من أين جاء؟ ولكن قاطع حبل أفكارها صوت ذلك السائق الغليظ
- تفضلي يا أنسة ،  أريد السير إهبطي .
قامت خديجة بوضع الهاتف في حقيبتها إلي أن تعثر علي صاحب الهاتف
-سأهبط في الحال


أمام كنيسة مارمرقس كانت مريم تنتظر خديجة ، ولا تعلم لما تأخرت هكذا هل حدث لها مكروه كانت تفكر إلي أن أتت إليها خديجة
- لما تأخرتي هكذا
- أنتِ تفعلي ذلك في كل مرة
- ولكن أنتي ف الحافلة منذ وقت طويل
- كان الطريق مزدحم
- هيا نجلس في مكان
-  هيا
- نجلس بالقرب من البحر ونتناول المثلجات
- فلنفعل ذلك
- سأذهب لإحضاره،  إنتظريني فأنتِ بكِ شئ غريب لم يعجبني
-  لا تتأخري إذاً
في مكان آخر في شركة التأمين بقسم المحاسبات ، كان محمد يهاتف عيسي كي يأتي لإن مدير القسم فقد أعصابه نتيجة هذا التأخير ، إلي أن دخل عيسي إليه ونفسه يتصاعد نتيجة قدومه السريع . ..
- صباح الخير يا محمد ، أتمني أن تكون قمت بالإمضاء بدلا مني
- فعلت ، ولكن المدير لم يكف عن الصراخ
- ربااااه ، وماذا أخبرته ؟
- أخبرته ، أن هناك حادث والطريق مزدحم لهذا السبب أنت تأخرت
- الشكر لله
- لم يكلفك الأمر شيئا إن قمت بالرد علي هاتفك
- أنت لم تقم بمهاتفتي يا محمد
محمد .. حقاً ، إنظر إلي هاتفك إذاً
كان عيسى يحاول إخرج هاتفه ولكن لم يجده ، كان يبحث عنه كالمجنون .
- أين هاتفي ؟
- إهدأ ، ربما تركته  بالمنزل
- لا أنا أخذته معي
- إهدأ قليلا سوف أهاتفك

علي حافة البحر  الذى يوجد أمام الكنيسة ، كانت تجلس مريم وخديجة معاً ، يتسامران فيما حدث في المدة التي لم يتحدثان فيها .
- ماذا حدث معكِ
- نادر يريد الزواج مني ، أنا خائفة للغاية
- لم يستطيع فعل ذلك ، سأقطعه إرباً ، لو حاول المساس بكِ
- هاهاهاها  أنتي جننتي
بينما كانت خديجة تحدث مريم أعلن الهاتف مكالمة من صاحب الهاتف المجهول
- نعم
- من فضلك ، هذا هاتفي
- نعم ، نسيته في الحافلة
- أريد مقابلتك حتي أخذه
- عند كنيسة مارمرقس أنتظرك
- سآتي إليكِ ف الحال
كانت مريم تنظر إليها في ريبة مع من تتحدث
- من هذا هل إنحرفتي يا فتاة ؟
- وجدت هذا الهاتف في الحافلة وهذا صاحب الهاتف ، فهمتي
- فهمت ، ماذا ستفعلين مع نادر
- لا أعلم أنا متعبة للغاية   ، وأمي تريد مني أن أرتدي الحجاب
- هي خائفة عليكِ خديجة ، لا تريد من أحد أن يتحدث عنكِ بما يزعجك
- لم أفعل شيئا عن غير إقتناع مني
- هذا فرضٌ عليكِ خديجة
كانت خديجة تتحدث بغضب ما مشكلتهم معها
- وما المشكلة إن لم أرتديه ؟ هل يقلل من إحترامي ؟
- لم يقلل ولكن هذا الصواب لكِ
خديجة .. مريم ، أنتي لم تستطيعي إقناعي
- هذه حريتك ، متي سيأتي صاحب الهاتف
- الآن
- هاتفيه ، حتي لا تتأخري علي والدتك
- سوف تنزعج مني ، لما أخذت هذا الهاتف
قامت خديجة بمهاتفته
في مكتب المحاسبات حيث يعمل كلا من محمد وعيسي ، كان هاتف محمد يرن مرارا وتكرارا من الفتاة الذب أخذت الهاتف .
- هيا يا عيسي ، الفتاة تهاتفني تأخرنا كثيرا
- الكنيسة بالقرب من هنا هيا
ذهب كلاً من محمد وعيسي إلي الكنيسة حيث تمكث خديجة ومريم منتظرين قدومهم كي يأخذوا الهاتف ، كانت خديجة تتمني لو لم تري هذا الهاتف ، وتحاول الإتصال به
- لا يوجد رد
- ننتظر قليلا ، إن لم يأتي أحد نذهب


في منزل الحاج أحمد منصور كانت أمينة خائفة للغاية ، فقد أخبرتها خديجة أنها لم تتأخر 
- أخبرتيني أنكِ لم تتأخري خديجة
كان عمر شقيق خديجة ينظر إلي والدته يشفقة فهي تخشي أن يتحدث أحد عن خديجة بسوء يكفي أنها لا ترتدي حجاب ، وحاول أن يهدأ من روعها
- إهدأي أمي سوف تأتي ف الحال
- وكيف أهدأ؟ لم أريد أن أزعجها ، ولكن لم أدعها تخرج مجددا
قاطعتها فاطمة الإبنة الوسطي ل أحمد منصور ، شقيقة خديجة وعمر 
- هاهاهاها تقولين هذا في كل مرة
كان عمر ينظر إليها بغضبٍ كبير ، فهذا ليس الوقت المناسب لذلك المزح السخيف
- أنتِ مستفزة للغاية
- وما دخلك أنت
كانت أمينة تنظر إليهم وقد فاض بها
- سوف أقطع لسانك هذا
- هو من بدأ أمي ، ولكن أنتِ لم تزعجيه لإنك لم تمتلكي سواه صحيح
- اللهم إني لا أسألك رد القضاء

وصل كلا من الشابان إلي المكان المنشود حيث أخبرتهم خديجة ولكن لم يستطيعوا أن يميزوها من بين الجميع ف عيسي لا يعرفها حق المعرفة كي يميز .
- هاتفها يا محمد
أعلن هاتف عيسي مكالمة نظرت خديجة إلي الهاتف وشرعت في الرد
- نعم
- نحن أمام الكنيسة أين أنت؟
- أمام الكنيسة
- أنتم إثنان،  أم واحدة
- إثنان
- رأيتك
وصل عيسي ومحمد إليهم وشرعت خديجة بإعطاء عيسي الهاتف فهي تتذكر هيئته تلك منذ إن صعدت إلي تلك الحافلة .
- أشكرك للغاية
- تفضل هذا هاتفك
- أشكرك ، قليلون من يفعلوا مثل ما فعلتي
كانت خديجة تنظر إليه بخجل هذه المرة الأولي التي تتحدث بها مع شاب
-  لنرحل مريم
في أثناء رحيل مريم وخديجة إستوقفهم نادر ، وكانت خديجة في حالة صدمة ، إنه يتصيد لها أي خطأ كي تبقي أسيرته مدي الحياة ، لا محال أنها في مأزق .
- لمَ أنتِ ذاهبة مبكرا عزيزتي
كانت خديجة خائفة للغاية
- نادر ، هذا هذا
رأت مريم الخوف في أعين صديقتها ، فحاولت بث الطمأنينة في قلبها ، وأنه لا داعي من ذلك الخوف الذي يسكن قلبها دائما
- وما دخلك أنت
كان محمد يتابع ذلك الحديث بشفقة فإن الفتاة لم تقترف أي خطأ
- أسأت الفهم يا أخي
إستغلت خديجة فرصة التدخل هذه من محمد وسارعت في تأييد حديثه
- نعم نادر ، هو ترك هاتفه في الحافلة وآتي ليأخذه فقط
كان نادر ينظر لها بإستهزاء
- هاهاهاهاها ، هل أنا معتوه كي أصدقك
بينما مريم تتابع حديثه بغضب شديد تريد إقتلاع قلبه ذلك الوقح
- لا تصدق إذاً
رأي فيه عيسي ، أنه شخص همجي لا يجيد التفاهم ، وأنه من الأفضل أن يذهبان ،فجودهما يصعب الأمر أكثر ويعقده.
- هيا محمد ، هي مسألة عائلية لا شأن لنا
أمسك نادر عيسي من ملابسه ، كان يريد أن يبرحه ضرباً ، لأنه فكر بشئ ملكه من الأساس .
- إلي أين ، أنا لم أكمل حديثي معك
- لم تفهم حديثي بعد
- لا أريد سوف ألقنكم درسا لم تنسوه طوال حياتكم
أخرج نادر من بنطاله سكين حاد للغاية ، يأخذه معه أينما ذهب وكان يحاول إيذاءهم به ، وكان محمد يدافع عن عيسي ويمسك بيد نادر ، حتي لا يصيب صديقه ، ولكن هيهات أصيب محمد
بطعنة خارت علي أثرها قواه وسقط ضريحاً علي الأرض ، كان عيسي في حالة صدمة كان يصرخ بلا توقف ، إنه علي وشك أن يفقد صديقه
- إنهض محمد إنهض إطلبوا الإسعااااف
إستطاع نادر أن يهرب قبل أن يجتمع المارة ويستطيعون تميز  هيئته ، وكانت خديجة في حالة لا يرسى عليها كانت في صدمة أهذه حقيقة أم خيال
- قتله يا مريم
كانت مريم تبكي ولكن هي تعلم أن خديجة ضعيفة للغاية لا تستطيع تحمل أي إتهام يوجه إليها ، فسارعت في تهدئتها
- إهدأي ، إذهبي إلي والدتك سوف أذهب معهم إلي المستشفي وأهاتفك
ذهبت خديجة ، كانت قدميها تسير ولكن عقلها متوقف دموعها تهبط لا تجف ماذا حدث؟ حقيقة أم خيال ، كانت تسير وتسير إلي أن أخذتها قدميها إلي المنزل
أمينة بذعر من هيئة إبنتها المزرية
خديجة ماذا حدث ؟ هل أنتِ بخير
- كارثة يا أمي كارثة
- ماذا حدث ؟
قصت خديجة علي والدتها ما حدث
- ربااااه قتله عل تأكدتي من ذلك ؟
-  هو بالمستشفي ومريم ستهاتفني كي أطمئن
- سأحدث عمك بشأنه هذا كثير للغاية
كانت خديجة تبكي دون توقف والمشهد يتكرر أمام عينيها
-  لا أريد الخروج مرة أخري ، رحمك الله يا أبي
بينما كانت خديجة تبكي ، كان عمر ينظر إليها بقلة حيلة فهو طفل بالنهاية لا يستطيع التصدي ل نادر
- سوف ألقنه درسا عندما أكبر خديجة لا تقلقي
- أنت سندنا من بعد الله
قامت فاطمة باحتضان شقيقتها
- لم أعلم أنه مجرم لهذه الدرجة قتله دون أن يغمض جفنه يا فاطمة

في المستشفي العام بالبلدة كانت تجلس سيدة في أواخر الخمسينات وتبكي علي ولدها الذي أصيب دون أن يرتكب أي خطأ .
- كيف حدث ذلك ،  يا الله إحفظ لي إبني
كان عيسى ينظر إليها بشفقة فهو ولدها الوحيد 
- إهدأي أمي سوف يكون بخير
في أثناء حديث عيسى ، كان الباب الخاص بغرفة العمليات يُفتح ويخرج منه الطبيب علي عجلةٍ من أمره
-أنتم أقاربه
أسرعت زينب بالرد ، كانت بحاجة للاطمئنان علي ولدها
- نعم أنا والدته ، أريد الاطمئنان عليه
- نحتاج إلي نقل دم ، هلي يعاني من مرض أو حساسية
-  نعم هو مريض قلب ، إفعل ما بوسعك لا أمتلك سواه ، رجاءاً
- سوف أفعل بكل تأكيد إدعي له

- إهدأي أمي لم أترك محمد سأذهب للتبرع إليه
كانت عيسي حزين للغاية علي صديق دربه وشقيقه الذي أصيب نتيجة دفاعه عنه لا أكثر  ، في أثناء سيره إستوقفته فتاة هو يعلم أنها صديقة الاخري الذي وجدت هاتفه.

- من فضلك
-. نعم ، هل هناك شئ آخر
- أنا أعلم هوية القاتل
- عندما تأتي الشرطة إخبريهم كي نأخذ حقه
- ولكن بشرط
- ماذا ؟
- لا تخبر الشرطة بما حدث صديقتي لا دخل لها كل هذا بسببي أنا
- لكن هذه ليست الحقيقة
- لا دخل لها  ، والدتها مريضة سيحدث لها شئ إن علمت ، هذا عمل إنساني
- سأفكر ، سأتركك  حتي أتبرع بالدم
- سآتي معك
كانت خديجة تحاول الإتصال ب مريم ولكن لا يوجد رد أبداً
-  أين أنتِ مريم؟ 
- إهدأي إبنتي
- بعد حديث عمر تريديني أن أهدأ ، ألو مريم
- لا تقلقي خديجة ، هو بخير يحتاج نقل دم فقط
- لا تخبري الشرطة عن نادر
- هذا خطأ خديجة ، هل تدافعين عنه ؟
- بالطبع لا ، ولكن هو قام بإخبار أحد الممرضين أن يقتلوه إن أخبرته الشرطة عن هويته
- تحدثي مع شقيقه ، أنتِ من وضعتينا بهذه الكارثة
- عيسي تريد صديقتي التحدث إليك ، تفضل
وضع عيسى الهاتف علي أذنه كي يحدثها،  ويعلم ماذا تريد منه ؟
- ماذا تريدي
- أريد منك أن تتنازل عن محضر الشرطة
كان عيسي مصدوم من حديثها هذا ، أي أشخاص هم عصابة أم ماذا؟
- ماذا
- هو أخبر أحد الممرضين التخلص من شقيقك إن أخبرته الشرطة بهويته
- أنتم عصابة إذا ، سوف آخذ بالثأر دون اللجوء للشرطة
كانت خديجة تبكي بشدة علي ما فعله نادر بها
-  أنا لا دخل لي بما فعله ولا حتي مريم لا علاقة لنا به
- لابد من أن تساعديني حتي أتأكد سأطمئن علي أخي واقابلك حتي نتفق
- موافقة
أغلقت خديجة الهاتف ، وكانت في حالة حزن وألم ولا تعلم إن كان مساعدتها ل عيسي في صالحها أم لا .
- هل هو بخير إبنتي؟
- نعم ، ولكن هناك مشكلة
- ماذا حدث ؟
- شقيقه يظن أننا عصابة ويريد مساعدتي حتي يأخذ بثأر أخيه وقد وافقت يا أمي
- سوف أذهب إلي بيت عمك ،حتي يضعوا إليه حد .
- لا يا أمي سوف يأذيني إن فعلتي
كانت تنهمر دموعا من عينيها علي ما حدث ، كرهت حياتها كونها فتاة ، أصبحت لا تريد العيش مرة أخري ، متي سيأتي فارس الأحلام كي يختطفها وينجو بها من هذا المصير التي تخشاه ، تخشي أن يكون هذا الفارس نادر ، حتماً ستموت وتنتهي أحلامها بينما كانت تبكي وتفكر ، كانت نيران الإنتقام تأكل ما تبقي من عقل عيسي أي شخص هذا لم يراه مطلقا في حياته وحاول قتله هو وصديق عمره ، بل أخاه كما يظن الجميع ولكن كل ما يدور بعقله هو الأخذ بالثأر  فقط نعم سيقتلع قلب نادر من موضعه إن حدث لأخيه شيئا ، وما علاقة نادر بتلك الفتيات ، هناك سر كبير يخفونه تلك الفتيات
لقاء جديد مع بارت جديد ألقاكم بخير أحبتي
شيرين محمد الطيب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي