خبئني

WALaa`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-11-08ضع على الرف
  • 3.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البارت 1

خبئني

البارت 1

الواقع مرعب و مخيف اشعر بالزعر لا أستطيع أن أتنفس أنا أختنق بينما أحاول الاختباء ولا أجد مكان، أرغب في شق الارض وأقوم بدفني أو الدخول إلي الجدار والاختباء.
أين المكان الذي أجد به الأمان أنا لا أستطيع إيجاد الأمن ليخبرني احدكم اين اجده

كانت سندريلا فتاة طيبه وحنونه لكن سندريلا الخاصه بي شريرة، لم تكن أبداً لطيفه حتي مع طفله عمرها 7 سنوات!.

عندما تزوجت أمي من أبي، كان أبي يمتلك ابنه من زوجته المتوفية "شهد" و هنا بدأت حكاية زوجة الأب الشريره التي تعذب ابنة زوجها أو هذا ما قالته لي "شهد" في كل مره قامت بتعذيبي فيها منذ وفاة أمي و انا في السابعة من عمري منذ أول يوم في جنازتها.

دخلت غرفتي بدون مبرر وقامت بضربي بعنف لم أملك سوا البكاء حينها والخيال تخيلتي نفسي كثيرا اميرة و تخيلت نفسي أملك عائلة سعيده حتي أني تخيلت نفسي نجمة مشهورة، الخيال كل ما كنت أملك وانا في الغرفه وحدي.

لقد قامت شقيقتي بإقناع أبي أنني حزينة علي أمي و أبكي طوال الليل والنهار عليها ولا أريد الخروج، لذا لم يكلف نفسه بتفقد أحوالي أو مواساتي كان يخرج إلي العمل و تفتح أختي باب الغرفه تجذبني من شعري إلي الخارج.

أحيانا أكون نائمه و أستيقظ بفزع، أصبحت أخاف من النوم لأن أختي ستأتي حينها وتضربني، ليس هذا فقط لقد كانت تكلفني بكل الاعمال الشاقه في المنزل مهما تأذيت ومهما بكيت لم تشفق علي أبدا، كنت أفكر أحياناً لو أن أبي ليس موجود كانت لتقتلني وليتها قتلتني.

بعد وفاة ابي، و أنا في سن السابعة عشر، يا إلهي إنه رقم سبعة الرقم المشؤم بالنسبه لي، في كل مره يوضع في عمري أفقد عزيز وكان هذا العزيز هو أبي!، لقد مات وتركني وحدي في هذا العالم بلا حماية لقد دفنت الأمان في قبره ومنذ ذلك الحين و أنا أرتعد خوفا.

ادارت أختي عمل أبي والذي كان محل صغير للسلع الغذائية لم تكن جيده لكنها فعلت ما في وسعها حتي لا يغلق، إنه الآن باب الرزق الوحيد لنا بعد الله.

كنت بالنسبه لأختي خادمه أعمل مقابل الطعام و المسكن لم تعطيني شيء، حتي الاحتياجات الاساسيه لم توفرها لي توجت نفسها ملكة وكنت أحد عبيدها كنت أظن أنها سوف تعاقب علي أفعالها وظلمها لي في اليوم الذي وقف أمامها التاجر الذي تشتري منه البضائع وقال:
_إما الدفع أو السجن.

كنت اعرف أنها لن تستطيع تجميع هذا المبلغ الكبير لقد تخيلت نفسي بالفعل وأنا أعيش وحدي أستيقظ و أذهب إلى المحل و أعود منه و أعد لنفسي الطعام، وفي يوم الجمعه أذهب في نزهة أشتري لنفسي ثياب وطعام وكل شيء مما أشتهي.

وربما أتعثر في طريقي يوما ما بشخص أسرق قلبه فيصبح هو الأمان الذي أبحث عنه والحب الذي حرمت منه لكن اليأس لحياة سعيدة لم يصل إلى نور

هذه الليله المشؤمه الاخرى من ليالي كثيرة في حياتي لكن هذه كانت تحمل أكثر ما تتمناه اختي، الزواج.

ذلك الرجل دفع مهر كبير إلى أختي حتى تتزوج من إبنه، لقد كان المبلغ كبير يكفي لدفع الدين.
ودلفت أختي إلى الغرفه ترقص وتغني وتتمايل وهي تقول لي:
_سوف أتزوج، سوف أتزوج أخيرا.

ثم توقفت ونظرت إلى وهي تقول بسعادة:
_أبي الحنون رتب زواجي من هذه العائلة المحترمه قبل وفاته الآن سوف أبيع المحل وهذا المنزل و أتزوج وأعيش في منزل كبير مع زوجي الجميل.

لم أجرؤ يوما على التحدث أمام أختي مهما قالت حتى ظنت أني أصبحت خرساء لكن اليوم صعقت من الذي قالته و اندفعت بسرعه قائله:
_وماذا عني؟ ماذا أفعل و أين سأذهب بعد بيع المنزل والمحل

_أليس واضح؟! سوف تصبحين قطة شوار تأكلين من القمامه هذا ما تستحقينه
اتجمعت الدموع فين عيني، بصوت حانق أعلم أن ما سوف يخرج من فمي لن يغير شيء وبلا جدوى لكني لا أملك سوى قوله:
_انا أمتلك نصف المنزل والمحل إنهه ورث أبي، لقد كان أبي أيضا وهذا حقي في المراث.

وجائني الرد بصفعة على وجهي كانت كضرب البرق بجانب أذني، جعلت جسدي في غضون عدة ثوان بارد متجمد، كانت قطرات العرق الدافئه هي مؤشري علي انخفاض حرارتي المفاجيء.

_كل شيء ملك لي أنا، إنه تعويض بسيط عن ما فعلته أمكِ بي، كيف تجرؤين على طلب المال بعد كل ما فعلته أمك؟، لقد ربيتك واعتنيت بكِ عكس ما فعلت أمك، عذبتني ناكرة الجميل، لكن لا، لن أعكر مزاجي اليوم فأنا سعيدة، لذا سوف أترككِ اليوم لا ارخيد رؤيتكِ هيا اغربي عن وجهي.

و عادت تغني و تتمايل مره أخري و البسمة تحتل وجهها أكثر من أي يوم قد مضى.
يبدو أن تلك الفتاة لن تعاقب وما حلمت به سابقا مجرد خيال سخيف، وقفت أجر أذيال خيبة الأمل خلفي إلي غرفتي المظلمة الباردة، وجلست على الأرض أضم قدمي إلى صدري أبكي.

تذكرت كيف كنت أبتسم وأنا أتخيل نفسي أطهو طعام لذيذ وأتناوله وأنا أعمل وأحصل على المال الكافي وأشتري ثوب جديد وأختار بين العديد من الثياب،ثم أبتاع حقيبة جميله، وربما حذاء ذو كعب عالي أو كوتشي رياضي حتي أركض به من حين إلى آخر.

كيف كنت أتخيل نفسي وأنا أتجول في الطرقات بملابسي الجديده والحقيبة وأستنشق الهواء واذهب إلى الملاهي، وربما مطعم يقدم طعام غربي رغم أني لست مبذرة لأنفق الكثير من المال على كمية طعام صغيرة لكني كنت أريد حقا أن أجرب شعور الحرية.

من كثرة ما تخيلت نفسي أذهب إلى مطعم أحيانا كنت أحرك يدي و كأني أمسك شوكة وسكين و أكاد أجزم أني بدأت أشعر بطعم الجمبري في فمي لقد رأيته كثيرا في التلفاز لكن لم أراه على أرض الواقع أبدا.

كانت أختي محظوظه بتناوله فهي لا تترك شيء نفسها أبدا، لم تترك لي حتى البقايا لاتذوقه!.
لا بأس ربما حلمي هذا لن يتحقق أو ربما يتحقق إذا أتى فارس أحلامي الذي أنتظره منذ وقت طويل.

شخص ينتشلني من هذا المنزل ومن بين يدي أختي الظالمه، لكن الآن عليه أن ينتشلني من الشارع بعد وقت قصير حتي هذا الغطاء الممزق لن أملكه فيما بعد!.
سوف أنام على الرصيف بدون غطاء يا الله أريد معجزة.

انقذني يا الله لقد رجوتك كثيرا وما زلت ادعو بلا ملل و بلا اعتراض على قضائك انا فقط أريد ان أشعر بالامان وأن أكون سعيدة أرجوك يا الله انقذني.

إنه يوم جديد ومختلف بالتأكيد، لقد أشرقت الشمس وأختي لم تكسر الباب فوق رأسي لاستيقظ وأجهز الطعام لها ولا حتى صراخ وشتائم لا يوجد سوى صوت الهدوء رغم أني معتادة عليه لكن ليس في وجود أختي بمجرد دخولها لا تتوقف عن الصراخ والإهانات لا تتوقف أبدا!.

خرجت من الغرفة على أصابع أقدامي أبحث عن أختي في المنزل وادفع باب غرفتها ببطيء لأستطيع فقط معرفة إذا كانت ما زالت في الداخل وحين وقت عيني علي جسدها على السرير أوصدت الباب بسرعة بخوف من أن تستيقظ وتراني.

جلست علي الأرض أمام باب غرفتها أتنفس بهدوء وأنا أفكر لما هي نائمة حتى الآن؟ فهي تستيقظ كل يوم باكر لتفتح المحل وتقوم بالبيع ولا تأتي إلى البيت سوى لتناول الطعام أو لاستعمال المرحاض، فالمحل قريب جدا من المنزل لذا تبقى أحيانا إلى وقت متاخر لكنها الآن لم تذهب حتي لا أعرف ماذا أفعل؟.

كنت دائما أعد الطعام لأختي وأتناول ما تبقى بعد أن تذهب أنجز أعمالي المنزليه وأنام قليلا دون أن تلاحظ، وقبل عودتها إلى المنزل.
الآن وهي ما زالت نائمه في الداخل ماذا أفعل؟، إن أعددت الطعام وأيقظتها هل ستقوم بضربي أو ستقوم بضربي إن لم أوقظها؟.

ماذا أفعل؟ أحتاج إلى فعل شيء، أي شيء لا أستطيع الجلوس هكذا فقط.
نهضت من على الأرض بسرعة وركضت إلى المطبخ لأفعل أي شيء، يمكنني حتى جلي صحون نظيفة وتلميع الأواني مره أخري، سوف أقوم بغسل الملابس لكنها نظيفه! فقد غسلتها بالأمس!.

إذا سوف أجمعها من الشمس بسرعه يجب أن أفعل شيء، أنا خائفة ماذا أفعل؟، فالعمل لن يجعلها تتراجع عن ضربي سوف تفعل ذلك رغم كل شيء سوف أفعله.
تجمعت دموع في عيني كم أشفق على نفسي، كم أبدو مثيرة للشفقه ما هذا الوضع الذي أعيش به كم انا ضعيفة وجبانه وبلا حول وقوة.

في هذه الحظه أريد الانهيار لكن هذا أيضا ليس من حقي.
لقد دخلت أختي المطبخ فجأة، فارتعد قلبي خوفا تجعلك تظن أنك رأيت شبحا لكنها اختي
_ماذا هل رأيت شبح؟ اذهبي ونظفي غرفة الجلوس سوف يأتي ضيف اليوم إلى هنا وأحضري الشاي بعدها.

لم أنطق كلمه واحدة بل ركضت إلى الخارج أنظف رغم أنها نظيفه إلى أن قمت بترتيبها مره أخري ومسحت الأرض.
سمعت طرق الباب وركضت فتحت بسرعه كان التاجر الذي تدين اختي له بالمال، أتى صوت أختي من الخلف وهي تدعوه إلى الدخول.

ذهبت أنا إلى المطبخ لأعود منه أحمل أكواب الشاي وأسمع أختي وهي تقول
_هذه كل نقودك الآن انا لا أدين لك بأي شئ
_نعم لقد اخذت كل نقودي الآن وسوف أذهب
_انتظر احتسي الشاي أولا
_لدي أعمال أخري لانجزها وداعا.

خرج التاجر وأغلق الباب خلفه، ونهضت أختي من على الأريكه تحرك ذراعيها في الهواء وهي تغني مره أخرى وتتمايل بسعاده.
لم يمض الكثير علي خروج التاجر حتى سمعت طرق الباب مرة أخرى.

كانت جارتي النمامة، إنها تعشق النميمة، تجلس بجانب أختي أمام المحل طوال اليوم يتحدثون عن الناس هذه فعلت كذا وهذه قالت كذا وهذه زوجها قام بضربها وهذه طلبت الطلاق، إنها تعشق النميمه حقا، لقد دفعتني واقتحمت المنزل تركض نحو أختي وهي تقول لها:
_ماذا فعلتي مع التاجر لا يبدو أنه غاضب!.

ابتسمت أختي وأمسكت ذراع جارتنا وسحبتها إلى الخارج وهي تقول لها
_لقد أخذ نقوده كاملة لا يجرؤ على التحدث
_من أين أحضرتي النقود له أنه مبلغ ضخم؟
_لنفتح المحل أولا وأخبرك بكل شيء هناك.

تبسمت الجارة وخرجت مع أختي التي قامت بفتح المحل ووضعت الكرسي وجلست الجارة متكئة عليها وتحدثها وهي تبتسم والابتسامة تشق وجهها، كنت أراقبها من نافذة المنزل وهي تخبرها وخمنت أنها تتحدث عن زوجها ومهرها لكن وجه الجارة لم يبدو عليه السعادة

حتى انها قالت جمله واحدة لاختي جعلتها تنتفض وتنهض بفزع أسقط الكرسي والجاره علي الأرض وبصدمة تضرب صدرها بيدها وتقول شئ لتنهض الجاره وتسحبها داخل المحل

وتخرج وتقوم الجاره بمنادات صديقة لها لتدخل المحل أيضا ولم يمضي الكثير حتي يخرج الثلاثه من المحل وتغلق أختي المحل وتركض إلى المنزل وكأن وحش يطاردها بينما الجاره وصديقتها ينظرون إليها من الخلف وابتسامه صغيره على وجههم لا يظهرونها ويرحلون.

وتفتح أختي باب المنزل وتغلقه بقوة وتجلس خلفه كأن أحدهم سوف يقتحم المنزل ويقتلها ظلت تضرب على قدميها بيدها قليلا وعلى رأسها قليلا حتي أخيرا استقر رأسها بين ذراعيها وهي تمسك بها وكأن رأسها سوف ينفجر ورفعت عينيها ونظرت الي
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي