البارت 2

خبئني

البارت 2


رفعت عينيها ونظرت إلى بعيون حمراء تنبئ بالشر وصرخة بصوت مزق أذني وأرعبني
شهد: اذهبي من هنا اختفى من أمام وجهي الآن
ركضت من أمامها إلى غرفتي أستظل بها وأنا أعلم أنها لن تحميني منها لكنها سوف تخبئني عن عيون أختي حتى تهدأ




لكن لن أنكر أن الفضول تسلل إلى داخلي ما الذي قلب حال أختي؟ لقد كانت ترقص من سعادة ماذا قالت لها الجارة؟ هل ما قالته يتعلق بزواجها؟



رغم خوفي إلا أن الفضول دفعني إلى تسلل إلى خارج غرفتي أقف ملتزقة بالحائط أكاد أصبح جزء منه وسمعت أختي وهي تتحدث عبر الهاتف بصوت قلق


شهد: إنه أمر مهم تعال إلى منزلي اليوم لنتحدث به انه امر مهم لا أستطيع اخبارك به على الهاتف سأكون في انتظارك

أغلقت اختي الخط وتنهدت عدت مرات ثم قالت بصوت منخفض

شهد: لن أفعل هذا بنفسي ابدا أبي كيف تفعل هذا بابنتك من حظ الجيد أنك مت قبل أن تفعل هذا بي




الآن الفضول يقتلني حقا لقد كانت اختي الأشد حزن علي موت ابي الآن هي تقول انه سعيدة بموته ما الذي حدث وغيرها او انها كانت تزيف الحزن منذ البداية رغم عشت حياتي كلها مع اختي الا ان لا اعرفها جيدا لقد كنت دائما معذبه من قبلها وهمي الوحيد الهروب منها



شعرت بأختي قادمه لذا تسللت الي غرفتي لكن قبل ان اغلق الباب كانت اختي قد دفعته بقوة لحد الاصطدام براسي لقد تورمت جبهتي لكن اختي لم تهتم بل قالت بعصبية


شهد: اخرجي وحضري الشاي من اجل ضيف
ادارت اختي ظهرها وانا امسك بجبهتي المتورمة أتسأل متي جاء هذا الضيف ومن يكون هل هو نفسه الرجل الذي سوف يتزوج اختي اتسأل ان كان هو


تسللت الي المطبخ حضرت اكواب الشاي كانت هذه الحجه المناسبة لاقف امام باب الغرفة واشبع فضولي حضرت الشاي بسرعه وتسللت الي الغرفة ووقفت امام الباب استرق سمع ومن فتحه صغير في الباب رأيت اختي تتحدث بنبره حزينة والأسواء تزيف حبها علي وتقول له


شهد: عندما اخبرتني أن أبي هو من رتب هذا زواج وافقت فورا لكن عندما فكرت في الامر مره اخري عرفتي أن لا أستطيع أن اتزوج واترك اختي وحدها بعد موت أمها وأبي لم يبقا لها أحد غيري يجب أن ازوجها قبل أن اتزوج أنا ولا لن اشعر بالراحة أبدا لا يمكنني ترك اختي المسكينة وحدها


حك رجل ذقنه ونظر لها بتفكير ثم قال لها بصوت رجولي خشن
طلال: ارجع المهر اذا
استعت عيون اختي وقالت بتوتر

شهد: لقد اجبرت علي دفع مبلغ من المال لتاجر اعطني فرصه وسوف اجمع المبلغ لك وارسله
عقد الرجل بين حاجبيه وقال بغضب
طلال: قول هذا من البداية لقد خدعتني من أجل دفع دينك لم تكن لديك نيه زواج بأبني منذ البداية


شهد بخوف: لا اقسم لك كنت سعيدة جدا حين طلبت يدي لابنك لكني كما اخبرتك لا أستطيع زواج حتي ازوج اختي صغيره

طلال: اريد المال الآن او ازوجك لابني الآن لن اخرج من هنا اليوم الا بنقودي او بك

ضربت اختي على قدميها والتوت على نفسها ثم انتفضت بسرعه وقالت له

شهد: زوجه اختي

نظر اليها طلال وحك زقنه مره اخري وقال بتفكير

طلال: اليست أختك صغيري

شهد: انها في 20 الآن انه سن مناسب للزواج ان تزوجت هي سوف اطمئن وستكون المشكلة قد حلت

حك طلال زقنه مره اخري بتفكير ثم قال
طلال: اريد رؤيتها اولا

هرعت اختي فورا وهي قول له

شهد: سوف اقوم بإحضارها حالا

فتحت اختي الباب ووجدتني اقف وامسك بالشاي فسحبتني الي داخل اخذتني الي غرفتها اخرجت من خزانتها ثوب غالي حتي هي لم ترتديه وكانت تخبئ هذا ثوب الفاخر ورائع لمناسبه عظيمة لكنها اخرجته الآن وجعلتني ارتديه لم يكن قياسه مناسب جدا



لكنها قامت بتثبيته ونظرت الي جبهتني المتورمة وبالون الاحمر وسحبتني امام المرآة وبدأت في اخفاء احمرار جبهتي وتزين وجهي لقد كانت تفعل هذا بي وكأني دمية تحركها لم تنظر في عيوني حتي لم تقول كلمه واحدة لي كانت تسحبني فقط وتفعل بي ما تشاء


حتي انتهت اخيرا وقامت بجري الي الخارج وضعت صينية الشاي بين يدي وادخلتني الغرفة ليراني هذا رجل وقفت في منتصف الغرفة بينما كان رجل يدور حولي وينظر الي واختي تمسك


بقلبها وتنتظر جوابه وكان حياتها تقف عليه
طلال: انها فتاة جميله حقا حسنا انا موافق سوف احضر المأذون الآن ونقوم بعقد زواج وسوف احضر غدا من اجل اخذها الي منزلها الجديد



خرج طلال وتنهدت اختي بقوة وجلست في الارض كأنها كانت تقف علي حبل المشنقة وقد تم اقاف الحكم في الحظة الأخيرة


ما زلت لا افهم ما يحدث وما زلت لا اعرف لما اختي غيرت رأيها فجأة وقرارة ان تزوجني انا بدلا منها ما زلت لا اعرف ان كان يجب ان اكون سعيدة او حزينة بهذا الخبر لان حاله التي بها اختي تخبرني ان اصبحت كبش فداي لها



قاطعت اختي افكاري وقامت بسحبي من زراعي ودفعي بقوة على الأريكة وقالت بتهديد
شهد: عندما يأتي رجل مع المأذون لا اريد ان اسمع منك سوأ كلمة موافقه علي زواج ان قولتي اي كلمه اخرب سوف اقوم بقتلك بعد ذهابهم



وصرخت بوجهي بصوت مرتفع

شهد: هل فهمتي


لم أجرئ حتي علي رد حركت رأسي بنعم والتزمت صمت كان اختي تراقبني وانا اجلس علي الأريكة كالصقر الذي يراقب فريسته لم تسمح لي بتحرك حتي كأنها تخاف من ان اهرب
سمعت اختي صوت الباب ونهضت بسرعه لكنها عادت وقالت لي بتهديد

شهد: ان تحركت من هنا سوف اكسر قدميك
وذهبت بسرعه وعادت برفقتها العم طلال والمأذون فقط


أين ذلك الرجل الذي سوف اتزوج به لقد قال العم طلال انه يريد ان يزوجها لابنه ليس له هو إذا اين ابنه هل يمكن انه تم خداع اختي وانها عرفت ان العم طلال هو من سيتزوجها لذلك بادلتني بها


جلس العم طلال والمأذون علي الأريكة امامي وقال العم طلال بسعادة
طلال: انا سوف أكون وكيل العريس هو لن يستطيع الحضور اليوم



بعد هذه الكلمات أخرجت النفس العالق في صدري بعد ظني أن سوف أتزوج به لكن أين ذلك شخص الذي قد يتزوج من فتاة لم يراها من قبل لمجرد أن والده رأها


نظر المأذون وقال

المأذون: من العروس من بينكم

أشارت أختي بسرعة إلى وقالت

شهد: أختي هي العروس

المأذون: ومن وكيل العروس

شهد: لقد مات أبي وليس لدينا أقارب لا يمكن أن أكون أنا الوكيل

المأذون: لا يمكن والعروس أقل من 21 يجب أن يكون لها وكيل

نظرت الرعب التي ارتسمت علي وجه أختي بعد هذه الكلمات كانت مميته حقا ضغط علي زراعي وكان أصابعها علي وشك اختراق جلدي ودخول لحمي لكنها قالت بسرعه

شهد: هل يصلح جارنا انه يعرفنا منذ زمن وهو مثل عم لنا

المأذون: نعم يصلح

شهد: سوف احضره فورا ارجوك انتظر

حتي الآن ما زال عقلي يظن ان كل هذا حلم او ان تعمقت في خيال مره اخري لكني لا أستطيع تصديق ان هذا حقيقي وأن سوف اتزوج من رجل لم يحضر عقد زواجه حتي


دخلت اختي وخلفها الجار الذي اخرج بطاقته وجلس بجانب المأذون وامسك يدي عمي طلال وبدأت إجراءات زواج غريب ان لا احد من الموجودين فكر في سؤالي ان كنت موافقه علي هذا زواج لكن الغريب اكثر هو ان افكر لو سألني هل سوف اجيب "لا" اعتقد ان اضعف من هذا لا املك هذه شجاعة




كنت سأقول "نعم" حتي ان كنت اريد ان اقول "لا" الخوف الذي زرعته اختي في قلبي لا يمكنني تغلب عليه ولا مقاومته وفكرة غبية ملتصقه برأسي تقول ان اي مكان ليس فيه اختي هو جنه حتي ان كان الجحيم




لكني اعتقد لا بل انا متأكدة ان ذاهبه الي الجحيم وليس الجنة في كل ما تفعله اختي وكلمها خوفها قلقها يخبرني ان ذاهبه الي مكان سيء وانا الحياة سعيدة التي كنت احلم بها سوف تبقي خيال




الآن هوا أكثر توقيت ارغب فيه بالاختفاء او الاختباء بعيدا حتى لا تجدني اختي او العم طلال مكان يمكنني فيه شعور بالأمان واكون واثقه انهم لن يجدوني فيه
ارتفع صوت المأذون وهو يقول بارك الله عليكم وبارك لكم




لقد حدث بالفعل لقد تزوجت بينما كنت أحدث نفسي وشرد عقلي قليلا استفقت على زواجي لقد تزوجت الآن برجل لم أره من قبل
دموع ساخنه امطرت من عيوني دون شعور من جعلت الجميع في حيرة لكن اختي تداركت الموقف بسرعه




شهد: ريم حبيبتي انت تبكين الآن لأنك سوف ترحلين لا تبكي نحن اخوه وسوف نبقي اخوي حتي ان تزوجتي واصبحت في منزل اخر سوف اقوم بزيارتك دوما وقامت بمعانقتي وشدت علي عناقي حتي شعرت اني سوف اختنق




ابتعدت وبدأت في تظاهر بالبكاء وهي تقول
شهد: بعد موت ابي لم يبقي لي احد غيرك ولان انت ترحلين بعيدا ماذا سوف افعل انا الآن وكيف سوف اعيش وحدي بدونك
استمرت اختي في تمثيل دور الاخت الحنونة الحزينة علي فراق اختها حتي اخد الهم طلال المأذون ورحلة والجار ايضا رحل بعدها تغيرت ملامح اختي وعادت ملامحها المخيفة مره اخري




وصرخت في وجهي

شهد: اخلعي ثوب قبل ان اقتلع رأسك اذهبي



ركضت من امامها بسرعه وذهب الي غرفتي وغيرت الثوب خرجت لأعطيها الثوب وهنا فهمت كل شيء عرفت سبب الذي جعلها تتراجع عن الزواج لقد سمعت الجارة وهي تقل لها
الجارة: هل تزوجني به حقا




قالت شهد بسعادة وهي ترفع رأسها بفخر وتقول

شهد: بطبع لا يستحيل أن أتزوجه بعد عرفت الحقيقة هل أنا مجنونة

الجارة: إذا لما جاء المأذون إلى هنا

شهد: أنا لم أتزوجه لكني زوجته أختي ريم
شهقت الجارة وقالت

الجارة: زوجتي ريم رجل لديه أولاد بعمرها


يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي