قبل كل شيء

فاتن`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-11-17ضع على الرف
  • 3.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البداية1

الفصل الاول:

"عندما تقرر ان تفعل شيء إما أن تُقدم كل مالديك و إن كنت ستنتهي بشكل قبيح و إما ان تجلس كالجبان في الزاوية  فـالشرير الشجاع  افضل من طيب جبان"

هذا ما كانت تقوله ساندرا لنفسها دائماً و اتخدته شِعاراً في حياتها، منذ أن دخلت سن المراهقة، طبعًا بعد أن اكتشفت العالم الحقيقي حولها.


ترجلت من سيارة مفيمة أوصلتها إلى وجهتها ثم غادر السائق بعد أن ترك لها حقيبتها وأشياءها على أرض الشارع.

حدقت في البناية الكبيرة أمامها، "كم هذا مزعج". بالطبع إنه أمر مزعج أن تسكن فتاة مدللة مثلها في شقة في بناية مكتضة بالبشر.

فتحت الرسائل المكتضة على هاتفها النقال ذو الماركة العالية "سامسونج جالكسي س٢٣ أُلترا" واستاءت ملامحها بمحرد رؤية ما عليه.

"لم يأتِ صباح الغد حتى وبدأت الشمطاوات بنشر الأخبار!، يا لكن من ساقطات حقيرات."

علقت ساندرا على منشور الفيس بوك في المجموعة التي تخص طلاب دفعتها فقط. ثم دلست هاتفها في سترتها المخملية ذات اللون البنفسجي الفاتح.


انحت لتأخذ حقيبتها الكبيرة مع حقيبتان صغيرتان، ثم تقدمت بهما إلى المبنى أمامها.



خرجت من المصعد تسحب أشياءها معها ثم نظرت إلى رقم الباب أمامها.


خلعت حقيبة الظهر الخاصة بها ورمتها على الارض لتقف امام الباب الخشبي وتلتقط أنفاسها، "إهدأي، تنفسي ببطء ثم اطرقي الباب"



أخرجت ورقة صغيرة من جيب سترتها المخملية، و نظرت الى ما هو مكتوب فيها ثم نظرت إلى رقم و عنوان الباب على المربع الابيض امامها.

"هذا هو العنوان".


اعادت الورقة الى جيبها ثم ضغطت على زر الجرس ، و ماهي الا ثوانٍ معدودة حتى تم فتح الباب من قِبل فتاة مبتسمة ذات ملامح مختلطة بين الكورية والاجنبية.

يصل ارتفاع طولها لل 165 بينما شعرها الاشقر على شكل كعكة متراخية.

فتحدثت الفتاة بسعادة "لقد وصلتي، أنت هنا أخيرًا" كانت الفتاة سعيدة وصاخبة جدًا بالنسبة لساندرا.


التي ابقت على وجهها تعابيرها الباردة "هل يمكن ان ادخل؟"

افسحت الفتاة مجالاً لتدعوها إلى الدخول "ارجوك تفضلي أنا اعتذر".


ساعدت ساندرا بسحب حقائبها وكانت ودودة جدًا لدرجة أن ساندرا خاصتنا لم بعجبها ذلك، تظن أنها تصلح كخادمة أكثر من رفيقة سكن.


كانت ساندرا تنظر إلى الفتاة من الأعلى حتى الاسفل وهي تغلق الباب خلفها. كانت الفتاة لطيفة فوق اللازم.

وهكذا استقرت ساندرا داخل الشقة، لتبدأ النظر حولها

"أهلا بك في منزلك الجديد، كم انا متحمسة لنتعرف على بعضنا".

قبل ان تجيبها ساندرا رفعت الفتاة نبرة صوتها وهي تتحدث مما جعلت ساندرا تجفل في مكانها: "يا بنات ، لقد وصلت الفتاة الجديدة، أين انتم ايتها الحمقاوات؟"


نظرت ساندرا الى فتاتين خرجت كل واحدة منهما من غرفة مختلفة بينما تحدثت اول فتاة فتحت لها الباب: "مرحباً بكِ أنا ايبرل وهذه اكبرنا سالي، و هذه روبي"

لوحت سالي لـساندرا بينما ترسم ابتسامة لطيفة على شفتيها: "مرحباً بكِ بيننا ايتها الجديدة"

حركت لها ساندرا رأسها كرد، ثم رأت الفتاة الثالثة تقف بعيداً تلوح لها لتضع يديها خلف ظهرها على الفور.

لاحظت ساندرا قطعة قماش بيضاء مربوطة حول معصم تلك الفتاة لكنها لم تفكر بالامر، لا تحب ان تزعج نفسها في امور غيرها.



رحبت الفتيات بـساندرا بلطف و حفاوة لكنها كانت هادئة وكأنها ليست من شباب هذا الوقت ف نظرت الفتيات الثلاثة الى بعضهن بقلق على ملامحها الجامدة والحزينة، فبادرت ايبرل بالكلام معها من جديد و الحماس لا يتوانا في نبرة صوتها: "لا بد و انك متعبة هل تريدين رؤية غرفتك ؟"

"اجل" اجابت ساندرا على فورها
"واخيرا سمعنا صوتك" قالت ايبرل بنفس طاقتها الحيوية.

دخلت ساندرا الى غرفتها الخاصة ثم نظرت في ارجاءها لتتحدث بهدوء بينما عيناها تجول في جدران الغرفة: " انا اسمي ساندرا" .

قالت ايبرل "اهل بكي بيننا ساندرا، سوف ادعك الان في غرفتك حتى ترتاحي وتتأقلمي، اراكِ لاحقاً.. في الصباح اعني، يا لي من غبية، تصبحين على خير"

لم تتلقى ايبرل رد منها لانها خرجت مسرعة خجلة من نفسها بعد ان تلعثمت.

اغلقت الباب خلفها لتترك ساندرا وحدها تمرر عينيها في ارجاء الغرفة
"هذه غرفة عادية جدا تماما بحجم خزانتي القديمة"


ثم ظهر على ملامحها الباردة استياء كبير فجلست على السرير تضم قدميها الى صدرها وهي تفكر بماحدث معها وتستعيد ذاكرتها

ساندرا: "ابي هل ستفرط بي هكذا كيف يمكن لك ان تفعل هذا بابنتك التي هي من لحمك ودمك ؟"

الاب: "مافعلتيه كان خاطئاً، وتقريبا من يقترف شيء كهذا يصنف بعديم الانسانية يا ساندرا، لقد خيبتي ظني بك كثيرا"

"انا اخطأت اجل لكنني اظل ابنتك لماذا تفعل هذا بي من اجلها؟"

الاب: "اجل و مازلتِ ابنتي المدللة والتي احبها كثيراً ، لكن اختك سام لاتختلف عنك، يجب ان تتحملي مسؤولية اذيتك لها"

ساندرا: "ماذا تنوي ان تفعل معي؟"

الاب: "سوف تعيشين لعام كامل من دون ميزات ، سوف تعملين وتصرفين على نفسك وتدرسين ، لن نتكفل سوى بتأمين السكن المناسب وسوف تدفعين اجرة سكنك من خلال عملك، وبما انك لن تقدري على الاستمرار في دفع اقساط هذه المدرسة ستنتقلين الى مدرسة عادية"

نهضت ساندرا من كرسيها لتتحدث بنبرة عاليا: "هل ستطردني من المنزل؟"

"هذا اسمه عقاب وان كنت تسميه هكذا فإذن اجل"

نزلت الدموع من عيني ساندرا لتتحدث مع شبح من السخرية لاح في تعابير وجهها الجميل

"هل تطردونني الان؟ انا ابنتكما من لحمكما ودمكما، ابي هل انت تعي ماتقوله؟"

ثم نظرت الى امها الجالسة على الكرسي الأخر: "امي لماذا لا تقولين شيء؟"

نهضت والدتها تحتضنها ودموعها في عينيها: "انا اسفة يا صغيرتي، لكن يجب عليكي أن تحملي المسؤولية فما فعلتيه لايؤهلك لان تكوني وريثة شرعية في المستقبل" ابعدتها عنها ومسحت على جوانب وجهها " عليكِ ان تتغيري يا ساندرا، ما فعلتيه سيء جدا"

ابتعدت ساندرا والدتها عنها والدموع قد نزلت على وجهها: "لا اصدق هذا!، هل توقفتي عن حبي الان ؟".

الام : " لا يا ابنتي وعلى الرغم من كل مافعلتيه سأظل احبك، فانتِ طفلتي".


انهمرت الدموع بكثرة على وجنتي ساندرا، تريد التوسل اكثر لكن كرامتها وعنفوانها لا يسمحان لها بذلك.

نفرت دموعها بأنامل يديها الرفيعتان وقالت بكبرياء شديد: "لا تظنا ان بفعلتكم هذه انكم تقيمون سلوكي، انا لم افعل شيء خاطئ، في النهاية انا فعلت ما يتوجب علي فعله لكي احصل على مكاني الحقيقي، الابنة الاولى والخقيقية لهذه العائلة وليست سام"

خرجت ساندرا من الباب بعد ان اغلقته بقوة خلفها، رغم ذلك كانت مرتبة المظهر ناعمة الشعر ولباسها محترم، تماما كما تربت على ان تكون انسة محترمة ومنظمة في مجتمع راقي.

قوة الشخصية والهدوء كانا شيء تمتثل به وتحرص على ان لا تفقدهما، ولم تفقدهما في النهاية ختى امام ابويها.


كان عقاب ساندرا صارماً جداً بالنسبة لفتاة في السادسة عشر من عمرها لكن الاب لم يكن شخص يتساهل بتربية بناته، فما فعلته ساندرا يعطي من حولها نظرة سيئة عنها وقد يتطور الامر لخيانة افراد العائلة في المستقبل، فحرص على تأديبها قبل ان تكبر وتصبح في مراكز مسؤولة.

"على ساندرا ان تتعلم كيف تبتعد عن الانانية المؤذية وان تضع العائلة في اولوياتها القصوة"

قال الاب ذلك لزوجته التي بدأت بالبكاء.

"الا تظن ان هذا العقاب سيخلف نتائج سيئة؟ ربما ستكرهنا ساندرا للابد".

"مهما كانت النتيجة، في النهاية عليها دفع ثمن خطأها"

. .

عادت ساندرا الى الواقع فتقلبت بهدوء على سريرها الجديد في غرفتها الجديدة و الغريبة عنها، مجبورة على ان ترضا بما قدم لها و كان هذا قليلاً جداً بالنسبة لما كانت تنعم فيه في قصر عائلتها. عائلة فريدريك والتي تمتلك اكبر شركة في عاصمة انكلترا للايراد والتصدير.


حاولت ان تنام لكنها لم تستطع ذلك، اغلقت عيناها مجبرة نفسها ولا امل، اخذتها الذكريات الى ايام قليلة ماضية، عندما كانت تجلس في غرفتها امام مرأتها تسرح شعرها الاسود الناعم بفرشاتها الضخمة و ذات النقوش الجميلة .

ثم تم فتح الباب لتقتحم غرفتها فتاة اخرى لتظهر امامها بشعرها الاسود المنسدل على جانبيها و يصل لخصرها، تنظر الى ساندرا بعينيها الحمراء و تقوس فمها ب إستياء.

"ساندرا اخبريني.."

فتحدثت ساندرا وهي تذبل عينيها : "ماذا تريدين ؟ الم تتعلمي طرق الباب؟ كيف تدخلين بهمجية هكذا يا اختي؟"

تحدثت اختها بصوتها المهتز: "مالذي قلتيه لجد ماثيو منذ اعوام ؟"

فتحت ساندرا عيناها بصدمة وابتلعت لعابها وهي تفكر، ثم استعادت رباط جأشها بعد ان وقفت على قدميها لتصبح مقابلة لأختها. لتقف الام و تمتنع عن الدخول عندما سمعت صراخ ابنتها الكبرى سام: "تحدثي!"

ساندرا: "ما الذي تتحدثين عنه؟ ، هل جننتِ يا سام؟"

هزت سام رأسها: "اجل لقد جننت ، و كيف لا أُجن و اختي الصغيرة قامت بفعل شيء مخزي وشرير كهذا، لماذا أخبرتي جد ماثيو بأنني لستُ طفلة شرعية ؟ ما الذي دهاك ايتها الشيطانة الصغيرة؟"

تفاجأت الام مما سمعته بينما ما تزال تقف خلف الباب مستعدة للدخول في اي لحضة .

فوضعت ساندرا على شفتيها ابتسامة ملتوية وشامتك :" هل عرفتي اخيراً ؟ ! هه ظننت انك لن تكتشفي ذلك مطلقاً فقد انتظرت طويلاً هذا اليوم ياسام" .

تحولت ملامح سام من حزن الى استياء وهي غير مصدقة لما تسمعه اذنيها من الفتاة التي تقف امامها. هذه الفتاة التي تعودت عليها منذ الطفولة و حضرت يوم مولدها. الفتاة التي كانت تعتز بها وتناديها اختي الصغيرة و التي لطالمة افتخرت بها .

لكن هذه الاخت الصغيرة الان تنظر في عيون سام بتحدي و برود اثلج قلبها.

تفتح عينيها بذبول و ملامحها جامدة دون تعابير مقروءة . تجعل سام مكسورة الظهر و مفطورة الفؤاد للخيانة التي كان وقعها عضيماً على رأسها .

التوى حاجبا سام قرب بعضهما و طلبت اجابة صادقة : "ما كان هدفك من كل هذا؟"


..


يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي