عالم خاص

بحر`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-01-20ضع على الرف
  • 2.5K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

رحلة في الصحاري

كنت أبلغ ال26 من عمري و لم أكن سوى منقبة آثار

متفوقة في عملها و لعل السبب في ذلك هو حبي

الشديد للحضارات القديمة منذ الصغر ٫أو أنه من بين

ما ورثته عن والداي اللذان كانا شغوفان بالبحث في

كل شيء٫ أتذكر أنه كان عمري 8 سنوات عندما جاء

محامي العائلة ليقسم ممتلكات والدي و الذي أمر.

أن تكون كل الثروة ملكا لي في عمر 18. عكس بقية

الأطفال فهمت كل شيء لقد غادر والداي هاذا

العالم و تركاني لوحدي في هذا العالم سلمت

مباشرة لأقرب دار أيتام و لا أعتقد أنه يجب أن أروي

لكم معاناتي هناك إلى أن وصلت سن ال18 و خرجت

من الميتم ليوصلني سائق خاص مباشرة للمحامي

الذي سلمني كل ثروة والدي و أخبرني عن طلبه

الأخير. لقد طلب مني والدي أن أدرس علم الآثار

بحذافيره هذا كان مبتغاه الأخير وكان مبتغاي أنا

أيضا ٫درست بكل جهدي إلى أن إشتهرت بأنني بأنني

الطالبة المثالية في هذا المجال و من ثم أصبحت

المنقبة الأكثر شهرة بدقة عملها.

لطالما ما لفتت الصحراء العربية إنتباهي و بالتحديد

كل من الصحراء الجزائرية و المصرية٫ربما بسبب

كهوف الطاسيلي و الأهرامات و أخيرا بعد عمل دام

سنتين و نصف سمحت لي الفرصة بأن آخذ

الهيلوكوبتر خاصتي لأتجه نحو تلك الصحراء لأمسح

عن الأهرامات الغريبة و عن تلك الكهوف الغموض

لم أكن أعلم أني سأكتشف ما هو أعظم!

أصر زملائي في العمل كثيرا على مرافقتي لكن كل

طلباتهم واجهتها بالرفض لقد أردت الإنفراد بتلك

الصحراي أردت مناجاتها التجوال فيها و تأمل جمال

آثارها

جهزت الهيليكوبتر بأتم وجه تأكدت من توفر كل

شيء لرحلة قصيرة لأنني كنت داخل مصر و لم يكن

علي سوى الطيران بعض الكيلو مترات للوصول

لهدفي الأولى الأهرامات٫رغم تحذيرات بعض

النشرات الإخبارية من إحتمالية حدوث عاصفة إلا

أنني لم أبالي لقد إعتدت على تجاوز تلك العواصف

بكل سهولة.بدأت الإقلاع و بعد مرور زمن ليس

بيسير بدأت لمح الصحراء ؛كنت سعيدة لكن ما جعل

سعادتي تتلاشى هو تلك العاصفة٫لم تكن مجرد

عاصفة ؛لقد صحبتها رعود و بروق حاولت التوجه

إلى الشمال الشرقي لتجنبها لكني لم أستطع تحريك

أي شيء ٫اللعنة!لقد حصل عطل في المحرك؛كدت

أفقد صوابي و أبدأ بالصراخ و لعن هاته المروحية

الغبية لكني لاحظت ما هو أسوء؛مؤشر البنزين يشير

إلى إنخفاض الوقود بشكل مريع أدركت بعدها أن

الوقود قد تسرب ولم تكن لدي فرصة في التفكير إلا

و العاصفة ترمي بالمروحية إلى الشمال قاذفة بي في

رمال الصحراء ؛الأمر الجيد أني كنت على إرتفاع

منخفض سمح لي بحماية جسمي سوى من بعض

الخدوش و الجروح البسيطة بالنسبة لحادث مهول

كهذا ؛نهضت بسرعة لأن بقائي هنا يعرضني لعدة

أنواع من الخطر ربما لدغة عقرب أو الجفاف من

شدة درجة الحرارة ؛بدأت أجول بنظري في أنحاء

هاته الصحراء لا يوجد شيء مميز يجعلني أفهم

طبيعة هذا المكان ؛ولكن لحظة ؟!ما هذا ؟أليس

كهفا ؟هذا مستحيل لا توجد كهوف في صحراء مصر

أليس من المفروض أنها تتواجد في صحراء الجزائر

وحسب!لكن لا يوجد أمامي حل سوى ولوج هذا

الكهف لعله يحميني من أشعة الشمس الحارقة إلى

حين أن يلحظ أحدهم غيابي و يرسل فرق البحث

_في داخل الكهف _

بدأت التعمق في الكهف أكثر و أكثر بعد ما وجدته

من نقوش كانت تشبه إلى حد كبير نقوش كهوف

الطاسيلي لأكتشف أنه ليس بكهف و حسب بل أنه

ممر واصلت السير إلى أن خرجت للجانب الآخر لأجد

ما لم تصدقه عيناي!٫رغم الطبيعة الصحراوية

للمكان توسطته مساحة خضراء واسعة كانت تشبه

الممالك القديمة إلى حد بعيد كان عبارة عن عمران

متناثر في كل مكان بطريقة جميلة يتوسطه ما يشبه

القلعة٫بدا الأمر كأني إنتقلت عبر الزمن لكنه لم يكن

كذلك بدأت الدخول في المملكة أكثر و أكثر و رغم

مظهري الغريب بالنسبة للسكان إلا أنهم لم يعطوا

إهتماما كبيرا و تعاملوا معي بكل لطف عندما

سألتهم إن كان بإمكانهم إعطائي بعض الماء لقد

كان كرمهم شديدا وعندما سألتهم عن أي سنة

نحن فيها أجابوا بأننا في سنة 2023 تنفست حينها

بإرتياح و ضحكت قليلا على تفكيري الذي جعلني

أعتقد أنني سافرت عبر الزمن ٫لكن توتري عاد حينما

سألتهم إن كانت هنا وسيلة للإتصال بفرق الإنقاذ

حينها لاحظت علامات الإستغراب على وجوههم و.

نظراتهم لبعضهم البعض ليجيب أحدهم أنهم لا

يعرفون ماذا أقصد ؟٫أعدت كلامي مرارا و تكرارا و

حاولت التفصيل أكثر لكن الصدمة أصابتني حين

قالوا أنه لا يوجد عندهم مايسمى بفرق الإنقاذ و

أنني إن كنت أحتاج المساعدة يجب علي التواصل مع

الحرس الملكي.و طلب

أحدهم مني أن أرتاح قليلا في منزل أحد التجار

المعروفين بإستضافة الغرباء و أنهم سيساعدوني

للوصول إلى الحرس الملكي و بالفعل تطوع أحد

التجار و أوصلني منزله لأنال قسطا من الراحة ٫لكني

لم أفعل بقيت ألف الغرفة مجيئا و إيابا و أنا أفكر

فيما حصل عاصفة واجهت طريقي و عطل في

المحرك و نفاذ الوقود ثم سقوطي من المروحية و

بعدها هذا الكهف!٫راودتني الكثير من الأسئلة كيف

توجد كهوف شبيهة بكهوف الطاسيلي في مصر هل

يعقل أنني وصلت لصحراء الجزائر؟!لكن هذا

مستحيل فالوقود كان لرحلة قصيرة و أمن الحدود

كان سيلاحظ محاولة عبور مروحية الصحراء!.قطع

حبل تفكيري طرق على الباب ومن ثم دخول إمرأة

بدت لي أنها زوجة التاجر و هي تحمل صينية طعام

و بعض الملابس ٫شكرتها على كرمها و طلبت منها

البقاء معي لمشاركتي الطعام حتى أسألها بعض

الأسئلة٫ وافقت على الجلوس معي و أول سؤال

وجهته لها

أين أنا ؟!

ردت علي بإبتسامة بسيطة:أنتي في مملكة مارلين

٫يبدو أنك غريبة و لست من هنا هل أنت من المملكة

المجاور ؟

أجبتها على الفور:لا أبدا أنا من مصر!

بدا عليها الإستغراب وردت قائلة:أعذريني لا أعرف

الكثير عن الممالك المجاورة لكن لا أعتقد أنه يوجد

بلد بهذا الإسم

صدمت بشدة و بدأت بالتفكير بسبب مقنع لأبرر

وجودي في هذا المكان هل يعقل أني إنتقلت إلى

عالم مواز ؟لكن هذا مستحيل!من الممكن وجود

عوالم موازية لكن إحتمالية الإنتقال لها أمر مستحيل

لم يتكلم أحد عن هذا من قبل! لكن إن كانت العوالم

الموازية حقيقة و أن أحدهم قد إستطاع دخولها

فبدون شك أنه لم يتكلم عن الأمر لأنه لم يستطع

الخروج من هنا!لا ماهذا الهراء هذا مستحيل بدون

شك أنني أهلوس و حسب أو ربما أنه كابوس مزعج

لتقطع زوجة التاجر أفكاري من جديد:أنت لست من

هذا العالم أليس كذلك ؟

صدمت كيف علمت أني من عالم آخر!

لأرد بسرعة:كيف علمتي ؟هل أنتي أيضا من عالمي ؟!

لتبتسم زوجة التاجر بخفة:أنا إسمي إيفا و لستك من

عالمك مثلما تعتقدين

نور:كيف عرفتي إذن أني لست من هذا العالم ؟

إيفا:من قلادتك

نور:ماذا ؟!

إيفا:لا تقلقي سأشرح لكي كل شيء كل ما عليكي

فعله الآن هو الإستحمام و تغيير ملابسك و سأشرح

لكي كل شيء

بالفعل إستحممت و غيرت ثيابي بعدها أتت إيفا و

هي تحمل مشطا و بدأت تمشط شعري بهدوء و هي

تحكي لي القصة كاملة

إيفا:بدأ ال أمر في سنة2004عندما بدأت العوالم

الموازية الأكثر تطورا تحاول صنع طريقة للربط بين

العوالم ومن بينها عالمكي

نور:عالمي كان يعلم بأمر السفر عبر الزمن ؟؟!

إيفا:نعم؛أغلب العوالم أخفت الأمر عن المدنيين و لم

تخبر أحدا سوى كبار العلماء و الرؤساء و الملوك

الذين حافظوا بدورهم على سرية الأمر

نور:ونجحوا في صنع الممر ؟

إيفا:لا تقاطعيني سأروي لك كل القصة؛نعم نجحوا و

لكن ليس بشكل تام ؛فبدل أن يكون ممرا مكانه

معلوم و سري أصبح ممرا يظهر بشكل مفاجئ في

أماكن مختلفة و لم يستطيعوا تدارك الأمر إلا بعدما

لاحظوا الإرتفاع الشديد في حالات الإختفاء خاصة

المستكشفين و المغامرين ؛بعدها إستطاع مجموعة

من الأشخاص العودة لعوالمهم .

نور:هذا رائع ٫يمكنني العودة إلى عالمي

إيفا:ليس بتلك الروعة ،كل من عاد لاقى مصيرين إما

دخول مستشفى للأمراض العقلية أو...

نور:ماذا ؟!أو ماذا ؟؟

إيفا: الموت

نور:هذا مستحيل!!

إيفا:إنها الحقيقة،خوف المنظمات من فضح عملها

السري يجعلها تقوم بأي شيء

نور:تقصدين أنه مصيري المحتوم!

إيفا:يوجد خياران آخران لكنهما نادرا الحدوث

نور:ما هما ؟

إيفا:إما أن تتظاهري بأن شيئا لم يكن عند عودتكي

لعالمك و إما...

نور:إما ماذا؟

إيفا:إما أن تكتشف الدولة الأمر و تعرض عليك

مكافآت و مكانة عالية مقابل أن تتظاهري أن شيئا لم

يكن و أن تمديهم بكل المعلومات و هذا إذا كنت ذات

قيمة في المجتمع و أنا لا أشك في هذا فوالدكي كان

عبقريا و والدتكي لم تقل عنه ذكاء

نور:ماذا ؟؟كيف تعرفين والداي ؟!!

إيفا:مثلما قلت لكي لستي أول شخص يأتي إلى هذا

العالم ٫لقد سبقاكي والداكي في القدوم إلى هذا

العالم؛وأستطاعا الخروج أيضا ؛هل مازالا على قيد

الحياة

نور:لا مع الأسف ؛لقد ماتا عندما كنت أبلغ من العمر

8سنوات

إيفا:أوه!؛هذا محزن لكنه كان متوقع لقد تم قتلهم من

طرف المنظمة بدون شك رفضا التعاون معها و

المنظمة لم تجد حلا سوى قتلهما

نور:لقد أخبروني أنهم توفوا في حادث

إيفا:وهل رأيت جثتهما ؟

نور:لا ؛كنت صغيرة ولم أدرك هذا و عندما كبرت كان

قد تم دفنهما

إيفا:هذا محزن حقا ٫سيأتي بعد قليل حراس الملك

لأخذك

نور:ماذا!لماذا ماذا فعلت ؟!

إيفا وهي تحاول كتم ضحكتها:يجب أن تحاكمي

بسبب جريمة قدومكي لعالمنا

نور بنبرة يتخللها الرعب و التوتر:لكني لم آتي بالعمد

لم يكن قصدي القدوم إلى هنا!
إيفا و هي تضحك:لقد خدعتكي أيتها الغبية لن يفعل

الملك شيئا فقط سيحاول فتح البوابة لإعادتكي

لعالمكي بعد أن يعرف بعض المعلومات

نور بإغتياظ:لم يكن هذا مضحكا

إيفا و هي تحاول كتم ضحكتها:أجل أنا آسفة

-لم يمر الكثير من الوقت حتى سمع الفتاتان طرقا

على الباب

نور خائفة:من يطرق الباب ؟

إيفا:لا تخافي إنهم حراس الملك راميوس أتوا لأخذك

للملك حتى يعرف بعض المعلومات عنك و عن

عالمكي و آخر التطورات ثم يحاول فتح البوابة ربما

ستستغرق بعض الوقت لتفتح

نور:أنا خائفة لا تتركيني وحدي إيفا

إيفا:لا تخافي لن يحصل شيء ملكنا طيب للغاية

نور:أرجوكي تعالي معي

إيفا:أخخ؛حسنا أنا قادمة معكي


يتبع.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي