نور

خرجت نور و إيفا من العربة الملكية مع الحراس

ليدخلها إلى قصر كبير أبيض تتخلله نقوش ذهبية

جعلت نور تنبهر بجمالها عكس إيفا التي لم تهتم

كثيرا لأنها معتادة على زيارات القصر فقد إعتاد

الملك إقامة الحفلات من حين لآخر و إعتاد الشعب

لقاء ملكهم في القصر كلما إحتاجوا شيئا كما أنها

صديقة طفولة الملك

ولج قائد الحراس إلى قاعة المكتبة أين إعتاد الملك

راميوس البقاء بمفرده يقرأ كتبه ولم تمر دقائق حتى

عاد الحارس سامحا لكل من إيفا و نور الدخول

كانت الصدمة بادية على نور أول ما تلاقت أعينها

بالملك فقد توقعت أن يكون شخصا كبيرا في السن

أبيض الشعر جالسا على كرسيه الذهبي لكنها رأت

العكس لقد كان شابا ثلاثينيا بني الشعر ذا بشرة

حنطية واقفا بجوار أحد رفوف الكتب وهو يضع

بعض الكتب ٫إبتسم بكل هدوء عندما تلاقت أعينهم ؛

أحست نور أن الزمن يمر ببطئ إلا عندما قرصتها إيفا

من ذراعها لتعود إلى رشدها طلب منهما الملك

الجلوس إلى الطاولة المستديرة و بدأ حديثه مع إيفا

راميوس:كيف حالك إيفا ؟

إيفا و هي مبتسمة:أنا في أحسن مزاج سيدي الملك

ليلتفت الملك إلى نور محدثا إيفا:يبدو أنكي أحضرت

صديقة جديدة

لتجيب إيفا بسرعة:نعم سيدي ٫إنها إبنة السيد عمر

راميوس:أوه إذن السيد عمر أباكي ؟

و قبل أن تجيب نور هتفت إيفا مازحة:يبدو أننا

إستقبلنا كل العائلة يا سيدي الأم و الأب و الإبنة

ليضحك الملك قائلا:إنه لأمر لطيف أتذكر أنني كنت

في العاشرة من عمري عندما أتى السيد عمر هو و

زوجته أعتقد أن إسمها مارا

نور:إسم أمي يارا ليس مارا

راميوس:آسف لقد مرت أكثر من 20سنة لهذا نسيت

الإسم

إيفا بإبتسامة خبيثة:هذه أول مرة تعتذر من فتاة

سيدي الملك

راميوس:إيفا عزيزتي أعتقد أن صمتك أفضل

إيفا:آسفة

راميوس:حسنا ؛الآن لنناقش أمر البوابة ٫مع الأسف يا

آنسة..؟

نور:نور إسمي نور

راميوس مبتسما:حسنا آنسة نور البوابة تفتح مرة

واحد في السنة في حديقة القصر الخلفية وبعد

مروركي منها ...

نور:أنتقل لعالمي ؟

راميوس:أجل٫لكن يجب أن تنتظري الآن ما يقدر

بسنة و نصف

نور:ألم تقل أن والداي كانا هنا من قبل ؟

راميوس:أجل لكن والداكي وصلا حينما كان على

إفتتاح البوابة شهر وحسب أنا آسف لكن لا يوجد

طريقة أخرى

نور:لا داعي للإعتذار لا يوجد أحد ينتظرني ولا أحد

سيبحث عني عدا زملائي في العمل

راميوس:حسنا سوف تبقين في القصر يمكنكي يا

إيفا البقاء مع صديقتكي أليس كذلك ؟

إيفا:ليست صديقتي

نور و راميوس ينظران لها

إيفا:أمزح ماذا بكما يا رفاق

نور: لم تكن مزحة جيدة

راميوس:هذا ليس مضحكا أيتها المزعجة

إيفا:حسنا أنا آسفة لكنك جرحتني بقولك أنني

مزعجة

راميوس:سأرسل لكي طبق الحلوى الذي تحبيه

إيفا:أعتقد أنني سامحتك

-خرج كل من إيفا و نور من الغرفة ليتجها نحو غرفة

الضيوف لترتاحا و تستقرا فيها

نور:لم أتوقع أن ملككم بهذا التواضع

إيفا:في الواقع هو صديق طفولتي

نور:ها!وأنا قلت كيف لم يقتلكي بسبب ذلك المزاح

إيفا:لماذا ما كان به مزاحي لم أقل شيئا

نور:أنا أعلم بما تفكرين

إيفا:ماذا بماذا أفكر ؟

نور:أنا لا أحب ذلك الملك

إيفا:حب من أول نظرة

نور وهي ترمي إيفا بالوسادة:توقفي!

إيفا تمسك الوسادة و هي تضحك:حسنا حسنا

نور :إذن

إيفا:إذن ماذا؟

نور:ألن تخبريني كيف إلتقيت بفارس أحلامكي ؟

إيفا بخجل:ماذا!لا أي فارس لقد كانت قصة عادية

نور:حسنا أخبريني الحب يشع من عينيكما

إيفا:أجل مثل نظراتك أنت و الملك لبعضكما

نور:سأقتلك أيتها الغبية

                          -بعد سنة -

زادت العلاقة بين الملك و نور قوة كان كل منهما

يحس بإنجذاب للآخر لكن لم يجرؤ أحدهما على

الإعتراف للآخر ،هي لا تنتمي لعالمه و لا هو ينتمي

لعالمها من المستحيل أن يستطيعا البقاء مع

بعضهما

كما تطورت علاقة الملك و نور زادت علاقة نور بإيفا

قوة لدرجة أنهما كانتا لا تفترقان عن بعضهما

لكن السعادة لا تدوم و دائما ما تأتي الرياح بما لا

تشتهيه السفن فبعد 3أشهر جاء قرار الحرب من

المملكة المجاورة على مملكة مارلين مما أثار غضب

راميوس و أخرج جيشه متجها للمملكة المجاورة

لم تدرك نور كمية مشاعرها إتجاه راميوس إلا بعد

خروجه من القصر مع جيشه ٫إختفوا خلالها لمدة

أربعة أشهر

إيفا:نور

نور:نعم إيفا

إيفا:إقترب موعد عودتك لعالمك

نور بنبرة حزينة:أجل

إيفا بصوت يتخلله البكاء:هل يجب عليكي العودة

إلى عالمكي

لتلتفت نور لها :أنا لا أعلم حقا لا أعلم ما يجب علي

فعله ٫هل أتبع عقلي و أترك هذا العالم بكل من فيه

و أعود لعالمي أو أتبع قلبي و عواطفي و أبقى هنا؟

وقبل أن ترد إيفا سمع صوت البوق الملكي لقد عاد

الملك راميوس و جيشه بأقل عدد من الخسائر بعدما

إنتقموا من المملكة المجاورة. لم تتمالك نور نفسها

عندما رأت راميوس و جرت نحوه مباشرة و عانقته

وسط ضحك إيفا و صدمة راميوس الذي سرعان ما

بادلها العناق أمام أعين شعبه الذين علموا أن

الإحتفال سيصبح إحتفالين:إحتفال بعودة ملكهم و

إحتفال بحبه

                     -في الليل-

كانت إيفا تضايق نور بشأن عناقها للملك و هي

تضحك قبل أن يسمعا طرقا على الباب

إيفا:أدخل

ليدخل أحد الحراس قائلا:المعذرة آنساتي ؛لكن الملك

يطلب حضور الآنسة نور لحديقة القصر

نور:أنا؟!

إيفا:حسنا إنها قادمة

ليستأذن الحارس بالخروج

نور:ماذا أفعل هل أتظاهر بالنوم ؟!

إيفا:لقد أخبرته أنكي قادمة

نور:كان يجب علي أنا أتظاهر بالنوم

إيفا:الملكة نور لا تود سماع إعتراف الملك راميوس

بحبه لها

نور:أيتها الغبية سأقتلكي

إيفا و هي تستلقي على السرير بكسل:قابلي حبيب

قلبك ثم عودي و أقتليني أنا هنا

نور ضاحكة:باندا كسول

                          -في الحديقة-

تبعت نور الحارس الذي قادها لمكان الملك ٫كانت نور

تسير متوترة مما يجعله يستدعيها في هذا الوقت

وما إن وصلت حتى رأته واقفا عند شيء يشبه الباب

تتغير الألوان بداخله بشكل غريب و جذاب إقتربت

أكثر من راميوس لتجده واقفا مستقيم الظهر ينظر

للباب
نور بصوت أقرب للهمس:راميوس؟

راميوس:هاته هي بوابة عالمكي نور

نور:...

راميوس:يمكنكي الدخول منها للعودة

نور:ل لكنني لا أستطيع الذهاب الآن

راميوس:لماذا؟لقد إنتظرتي سنة و نصف و ها قد

فتحت البوابة

نور:لكنني لا أستطيع

راميوس مقتربا معانقا نور هامسا لها:أحبك بشدة و

و فراقك أصعب شيء لكنني أعرف أن هذا الأنسب

لكن فجأة أحس بطعنة لتهمس له:و أنا من نسل

مملكة كاستل و أكن لك كل الكره و ما أنا إلا

ولية العهد و ما كانت مهمتي إلا القضاء عليك

لإثبات قوتي

ثم إمتطت حصانا و تركته يقع على الأرض غير مبالية

بمصيره

غريب و صادم أليس كذلك ؟إسم نور جميل لكن إسم

ليليث أفضل بكثير الملكة ليليث ولية العهد و إبنة

الملك كومودوس أرسلها والدها للإنتقام من ملك

أقوى الممالك و نجحت في هاته المهمة مثبتتة

أنها قادرة على تولي العهد و هي الآن تعود أدراجها

تاركة العاشق في دمائه و الصديقة في غرفتها

تنتظرها

لم تكذب..والدتها بالفعل قد توفت أما عن حقيقة

معرفتها بالعالم الخارجي فقد أجبر والدها زائرا

العالم الغريبان على تعليم إبنته كل شيء عن

عالمهم خطة ممتازة إمتدت لسنوات و أتت

بثمارها فمالذي سيحصل بعدها ؟

يتبع......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي