الساحرة الجميلة "الجزء الأول"

في الطريق كانت تسير مجموعة من الشباب و يسيران امامهم فتاتان و كانت تلك المجموعة تقوم ب مضايقتهم و لكنهم لم يلتفتوا إليهم و أكملوا طريقهم ل يخرج شاب منهم و يقرر أن يلمس جسد واحدة منهم ل يتفاجئ الجميع بما حدث ل ذلك الشاب و هو أن يديه التي كان سيفعل بها فعلته الدنيئة استدارت نحو وجه بدون قدرته على التحكم بها و صفعته على وجهه و تبدأ الصفعات و الضربات المتكررة يتلاقاها و كأن هناك شخص خفي يفعل كل ذلك و كانوا أصدقاءه يقفون أمامه و هما في قمة ذهولهم و بدأت تتردد جمل من نوع .. "ايه ده ايه ده فيه ايه ؟ مالك يا بني ؟ انت ملبوس ولا ايه ؟ انت كويس ؟ طب انت بتعمل كده ليه و ازاي ؟" .. و بسبب عدم رده عليهم و تكرار ما يحدث و عدم توقفه هذا اثار الخوف داخل أصدقاءه ف ركضوا هاربين .. و بعد إن ذهب الجميع توقفت تلك الصفعات و ركض الشاب و هو في قمة الرعب مما حدث له ، و لكنهم لا يعرفوا ب أن ما حدث ذلك كان مدبر تماما و أنه ب الفعل كانت توجد يد خفية وراء ما يحدث و انها لم تكن صدفة ولم تكن حركات بهلوانية من صديقهم ولا هو ممسوس ب شيء .. بل كانت تقف جميلتنا الساحرة .. "ماليكة" .. في شرفة منزلها و كانت ترى سلوك هذا الشاب الغير مهذبة و قررت أن تدافع عن هاتان الفتاتان و تحميهم مما كان سيحدث لهم و بدأت ب تحريك يدايها ب شكل حلازوني و خروج شعاع منهم نحو الشاب و كأنها قوة خافية تخرج من داخلها و تتحكم ب كل من حولها .. ماليكة صالح هي فتاة رقيقة و بريئة و جميلة كثيرا و ذو قلب حنون و تمتلك الكثير من البهجة و من ينظر إليها يشعر ب الراحة ، ف هي تتمتع ب بشرة بيضاء ما بياض الثلج و شعر اشقر يصل إلى نهاية ظهرها و عيون خضراء كا خضار الأشجار و الطبيعة الخلابة .. تكون ماليكة خريجة كلية تجارة منذ سنتين و لكن للاسف لم تتمكن من العمل ل ذلك الوقت نهائيا و تتمنى كثير ب أن تعمل ب شهادتها و في المجال التي تحبه و التي افنت فيه عدة سنين من عمرها كي تكتسب خبرة كبيرة فيه و ب الإضافة إلى شعور الملل التي كان يجتاح حياتها و تفاصيلها المعتادة .. ف هي تجلس في منزلها ب استمرار و لكن لم تفعل أي شيء ف هي تترك قوتها الخارقة تقوم ب عمل كل مهام المنزل .. ورثت جميلة تلك الهبة من عائلة والدتها و اول من اكتسب تلك القوة كانت جدة جدتها و تعلمت ذلك على يد ساحر هندي في عصر الخديوي اسماعيل لأنها كانت من وصيفات القصر تلك الفترة ، و انتقلت تلك القوة من جدة جدتها إلى جدتها صافية أكثر من تمكنت من دراسة السحر و كانت من أكثر الساحرة المتفوقين في العائلة و كانت دائما تقول ل ماليكة .. "السحر ده نعمة ، ربنا اداهالنا عشان نستخدمها في الخير و مساعدة الناس و اوعي تستخدميه في الشر و كمان اوعي تستخدميه في اي حاجة تخص الحب أو الكورة" .. و لكن والدة ماليكة كانت معترضة كليا على تلك الفكرة و أن ابنتها تتحول إلى ساحرة و كانت عندما تدخل عليها غرفتها و تجدها تقرأ تلك الكتب و هي تتركها تتأرجح في الجو دون الامساك بها كانت تنفعل عليها و هي تقول لها ..

والدتها : تاني ؟ تاني ؟ هو احنا مش كنا قفلنا موضوع السحر ده ولا ايه ؟!
ماليكة : يا ماما انا ضهري كان واجعني اوي ف قولت يعني افرده شوية ولا انتي بقى مش عايزاني اذاكر خالص ولا ايه ؟
والدتها : لا متذاكريش و اسقطي ، بس ب شرف و نذاهة ، يا بنتي قولت لك مليون مرة أن أنا حياتي كانت صعبة جدا بسبب السحر ده و مش عايزاكي انتي كمان تعيشي نفس الحياة الصعبة اللي انا عيشتها دي انا خايفة عليكي
ماليكة ب روح المداعبة التي تمتلكها من الصغر : يعني هو عشان عزلتي من طنطا ل اسكندرية و من اسكندرية ل القاهرة يبقى انتي كده كنتي بتعاني يعني
والدتها : لا يا ام دم خفيف مش عشان عزلت ، لكن بسبب نظرة الخوف و الرعب اللي كنت بشوفها في عيون الناس اول ما بيعرفوا أن أنا بنت صافية الساحرة و ياما اتأذيت بسبب كلامهم و أفعالهم
ماليكة : طب بصي ، هو انا ينفع استخدمه في البيت بس ؟
والدتها : بصي بقى عشان نخلص من وجع الدماغ ده خالص ، من هنا و رايح مفيش استخدام للسحر ده نهائي ولا في البيت ولا بره البيت ولا في اي مكان على وش الأرض ولا حتى في خيالك ، ده انا طول عمري خايفة لا الناس تعرف أو ابوكي يعرف و نتفضح و كنت خايفة أن ابوكي لو عرف يكرهني و يمشي و يسيبنا .. تيجي انتي بقى بعد العمر ده كله و بعد السعادة اللي انا بانيتها و بحاول ب كل طاقتي و قوتي اني احافظ عليها تضيعيها من ايديا بس الجنان ده ، طب ليه ده كله ؟ عشان سيادتك مكسلة .. بصي يا روح ماما ، انا عيشت عمري كله حياة طبيعية و برضه خليت ابوكي كمان يحبني ب طريقة طبيعية من ولا سحر ولا شعوذة .. انا سحرت له ب عيوني بس
ماليكة ب ضحك : أيوة بقى يا فيفي يا خطيرة
والدتها : بس يا بنت عيب ، ياللا ذاكري ، و مش عايزاكي تستسهلي
ماليكة : حاضر
والدتها : مفيش استسهال خالص انتي فاهمة ؟
ماليكة : خلاص والله حاضر
والدتها : بجد ؟
ماليكة : اه بجد
والدتها : طب ياللا شدي حيلك

و بعد خروج والدتها من الغرفة كانت تعيد كل شيء كما كان وكأن والدتها لم تقول شيئا من البداية .. و بعد ما فعلته ماليكة ما ذلك الشاب جلست في الشرفة و هي تبعث ل صديقتها تسجيل صوتي و هي تقول لها .. "صباح الخير يا هانم ، كلمتك امبارح 3 مرات معبرتينيش حتى ب مسدچ ، ايه يعني انتي الوحيدة اللي اشتغلتي في بنك ، كلميني لو سمحتي" .. و بعد انتهائها من التسجيل رن هاتفها ب رقم والدتها التي كانت تقوم ب رص البضائع في السوبر ماركت التي تمتلكه .. ل تجيب ماليكة فورا و هي تقول لها

ماليكة : أيوة يا ماما
فاتن : أيوة يا ليكا ، عاملة ايه يا حبيبتي ؟
ماليكة : الحمد لله ، انتي فين ؟
فاتن : انا في السوبر ماركت و ساعة كده و جاية ، جهزي لنا حاجة ناكلها على ما اجي ها
ماليكة : حاضر
فاتن : طيب قولي لي ، طبقتي الغسيل زي ما قولت لك ولا لأ ؟
ماليكة : اه اه طبقته كله و كل حاجة تمام و جاهزة
فاتن : لا انا عايزة ارجع الاقي البيت فلة و بينور كده ، فاهمة يعني ايه فلة ؟ مش عايزين الهرجلة اللي انتي فيها دي .. اتعلمي يا بنتي تبقي ست بيت شاطره حتى ل نفسك على الأقل
ماليكة : حاضر يا ماما
فاتن : يعني اللي هيتجوزك ده هيقول عليكي ايه
ماليكة تغير الحديث : هو انتي هتتأخري ولا حاجة ؟
فاتن : لا لا لا مش هتأخر
ماليكة : ماشي
فاتن : ياللا باي باي
ماليكة : باي

و بعد انتهاء المكالمة تنهدت ماليكة ب ملل و هي تقول ل ذاتها .. "انا زهقت بقى" .. و كانت فاتن في ذلك الوقت تقف مع تاجر الجملة التي يمول لها السوبر ماركت ب البضائع و كانت تقف أمامه و هي تقول له ب استياء

فاتن : ياااه ، 50 الف جنيه بحالهم متأخرين علينا ، ده مبلغ كبير اوي يا حاج مسعد ؟!
مسعد : براحتك على الاخر يا ست الكل ولا يهمك اي حاجة و هنزل لك البضاعة و ب زيادة كمان ، الجبنة الرومي و الفلامنكو و البسطرمة يعني كل اللي زباينك محتاجينه هييجوا و هيلاقوه انا مش عايزك تقلقي خالص لاني مش هوقف عنك شغل
فاتن ب امتنان : كتر الف خيرك يا حاج مسعد اصل زي ما انت عارف انا الشغل كله عليا و انا لوحدي و ماليكة بنتي مالهاش في شغل السوبر ماركت ده خالص
مسعد : يا ست الكل انتي الخير و البركة و إن شاء الله الجاي هيكون احلى متشيليش هم حاجة ، بس ب مناسبة الكلام عن ماليكة هي ما شاء الله كبرت و بقت عروسة هو انتي ناوية تخليها جنبك على طول ولا ايه ؟
فاتن ب عدم فهم ل مقصد مسعد : اكيد لأ بس انا مش هقدر انزلها معايا السوبر ماركت هنا اخاف عليها ، هي بقالها فترة بتدور على شغل ، الا قول لي يا حاج مسعد هو انت متعرفش اي حد في اي شركة ممكن يساعدها في الموضوع ده
مسعد : يا ست الكل ماليكة بنتك زي بنتي بالظبط و انا مرضاش ليها أن أنا امرمطها في اي مكان هي المفروض يبقى ليها بيتها بقى و عدلها و تبقى هانم معززة مكرمة ، بقول لك ايه انا عندي ابن اختي دكتور و شاب و جميل كده و بيدور على عروسة تكون ست بيت و شاطرة ف ايه رأيك نخليهم هما الاتنين يقابلوا بعض يمكن ربنا يوفقهم
فاتن : إن شاء الله خير يا حاج مسعد و على العموم هي ست بيت شاطرة اوي
مسعد يبتسم : انا متأكد من ده

و بعد انتهاء فاتن من عملها ذهبت إلى المنزل ل تجد أن كل شيء على ما يرام ب الفعل و أن ماليكة فعلت كل ما قالت لها عليه .. ل يجلسوا سويا على مائدة الطعام و تقول لها والدتها ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي