الفصل الأربعون

بسم الله الرحمن الرحيم .... الفصل الاربعون و الاخير

الحياة توقفت كل ما كان مخطط اصبح لا شئ ، و كأنه كابوس او ما شبه ذلك .. لا اعلم ماذا اشعر الرغبة في النوم و الفرار هي التي تجتاحني ، الهدوء هو المخيم من المفترض ان اصرخ ادمر ما حولي ارفض سماع هذا الامر لكن لا كل اعضائي ساكنه و كأن الحياة تريد الفرار مني ، لا لا فالحياة فرت بالفعل بفراره ... أه من قلبي الذي ينزف دما يبكي و لا يهدأ أنينه مازالت في بدايتها و لا وقت لتوقفها رغبت لو ذهبت معه فهو من وعدني بالبقاء و لكنه رحل لذلك فالحق ان ارحل خلفه لأظل انا معه ...

في المشفي
متسطحة علي الفراش جسدمة هامده ، تغط في ثبات عميق ... نعم هي مستيقظه لكن ذلك المهدأ اللعين الذي اعطي لها هو من جعلها بتلك الحاله ، ليس هناك اي وسيله لافراغ الحزن سوا الحديث النفسي و هي نائمه .

بجانبها والدتها تمسد علي خصلاتها تبكي بقهر علي ابنتها و ما الت بها .

تحدث منعم بصوت هامس فقال
- كفايه بقي لازم تصمدي عشان نعرف نقف جمبها .

اجابته فريده زوجته وسط بكائها
- مش قادره ، مش قادره يا منعم اشوفها كده و اسكت قلبي بيتقطع عليها .

تنهد منعم و هو ينظر لابنته ليقول .
- قادر ربنا يهون عليها ... انا قايم اروح الدفنه .

لينهض بالفعل تاركا ايها تكمل بكائها الذي لا يتوقف .

اما في باريس
كان محمود يغلق الهاتف بعدما كان يهاتف ريان ليعلم منه مازال حدث .

نظر لباسل قائلا
- هارون في موقف لا يحسد عليه

تنهد محمود ليقول
- لازم يعرف يا باسل .

- عرفت
التفتوا لمصدر الصوت ليجدوه هارون الذي استمع لهم ليجلس بجوارهم واضعا الهاتف الخاص به علي المنضدة التي هي امامهم ليقول بعدما تنهد
- عرفت من علي الفيس ... نحتسبه عند الله شهيد .

- شد حيلك ، و بص لو حابب ترجع مش مشكله دهب هتتفهم .
كان حديث باسل ليرفض هارون قائلا
- لا دهب مش لازم تعرف ، العمليه بكره الصبح ممكن لما تعملها و تفوق نبقي نقولها .

تدخل محمود في الحديث ليقول
- اختك محتجالك .

نظر هارون لنقطه واهيه و لا يعلم ماذا يفعل فهو بين نارين و الاختيار اصعب ما يكون .

علموا كل من هو متواجد بمنزل الحلواني بهذا الخبر المغزي ليقرر الرجال الذهاب للقيام بواجب العزاء و علي رأسهم احمد الحلواني و يوسف و بالطبع اميره لتكون بديله لدهب التي سافرت حتي تهون علي ابنة عمها .

قرروا ترك حماد حتي يصبح المنزل به رجلا حتي لا يحدث ما حدث يوم الزفاف .

في صباح اليوم التالي
في باريس
انتهت اجراءات العمليه ليجهزوا دهب و يضعوها علي فراش متحرك ليحاوطوها ثلاثتهم ليكونوا لهم دعم .

و قبل ان تدلف كانت متشبثه بيد هارون او بمعني اخرى انه من يتشبث بها ، هبط لمستواها ليقول
- علي فكره نسبه نجاح العمليه عاليه ماتخفيش ربنا كبير ، اذكري الله كتير و هتلاقي الذكر بيطمن ، و انا مستنيكي عشان لما تقفي علي رجلك هتبقي احلي واحده تطل بالابيض و دايما انا معاكي .
قبل جبينها مكمل
- لا اله الا الله
- محمد رسول الله .

قبل كلا من محمود و باسل جبينها ليعطوها بعض الكلمات التشجيعيه حتي تؤهلها نفسيا لما هي ستقبل عليه فهذا العامل الاساسي لنجاح العمليه .

اما في القاهرة
فصراخ سارة يعم المشفي ، يحاولون تهدأتها و هي تريد ان تنهض لتذهب اليه ، بكائها يقطع القلوب ، حتي الممرضات يبكون علي بكائها لكن عليهن الصمود حتي يتحكموا في حركتها ، و بالفعل كبلوها ليعطوا فرصه للطبيب لحقنها بمهدأ مرة ثانيه .
لتعود الي حالتها الاولي و هي تتمتم بتقطع يختفي بعدها صوتها تدريجيا
- مصطفي .. م ص ط ف ي .

مرء اليوم ما بين دموع و قلق و خوف و ريبة ، فسواء داخل مصر الحبيبة او خارجها في شمالها و جنوبها كان الامر مضطرب للغاية

اتي الليل بعدما مرت ساعات علي دخول دهب للعمليات ، خرج الاطباء و واحد منهم مبتسم ليتقدموا منه الثلاثه فيقول الطبيب بلغته الفرنسيه
( الحوار مترجم )
- تهانينا لقد تمت العمليه بنجاح .

تهللت اساريرهم ليحتضن محمود باسل و لكن هارون سأل بلهفة
- متي ستفيق زوجتي و نستطيع رؤيتها ؟

- عليها المرور بساعتين قبل الافاقه من المخد عندها سأراها و بعد ذلك عليكم رؤيتها .

تمتم هارون بالحمد و عدم التصديق لينبههم الطبيب بقوله
- لكن عليكم ان تعلموا انها ستظل مقيمه لدينا لمده من ثلاثه اشهر لسته اشهر .

نظروا اليه بتفاجأ ليسأل محمود
- و لكن لماذا ؟

اكمل عليه باسل فقال
- اذا كنت تقصد علي العلاج الطبيعي فهذا الامر متقدم لدينا في مصر فنحن ظننا انه اسبوعين بالاكثر و سنعود

حرك رأسه بالرفض ليقول الطبيب
- لا ليس الانر بتلك السهوله ، المريضه كانت تعاني و الحاله لم تكن سهله ابدا ، و بما انني المسؤول عن الحاله لا اوافق علي سفركما و عليه ستظلوا في فرنسا حتي تتعافي السيدة دهب كليا ... و الان علي ان اذهب هل تسمحون لي .

ذهب بالفعل ليتنهدوا ثلاثتهم في صمت .

مرء اكثر من ساعتين و لكن دهب استعادت وعيها اخيرا ، اخبرهم الطبيب بعد فحصها ان عليهم يروها الان .

كان هارون يجمع شتات امره فاقترح علي اخوتها ان يدلفوا هم اولا و من ثم سيدخل خلفهم فاستجابوا لهم .

دلفوا ببسمه لتتبسم لهم دهب بوهن ، اقبلوا اليها ليحتضنوها بقوه يباركون لها
- الف مبروك يا حبيبتي
- الله يبارك فيك يا حبيبي اخيرا اخيرا الكابوس ده راح .

قال محمود لها مجيب
- اه بس خدي بالك هنقعد هنا كام شهر .

نظرت له بعدم فهم لتقول
- نعم ازاي طب و الفرح ؟

اجابها باسل و هو يمسد علي خصلاتها
- ماتقلقيش نأجله فداكي يا عمري

تزمرت و لن تعقب و لكنها قالت
- اومال فين هارون ؟

نظر باسل لمحمود الذي تنهد عازم الامر ان يسرد لها ما حدث .

اما في الاسكندريه
فكان هارون يحدث والده الذي يشاركه حيرته
- معرفش اعمل ايه يا بابا انا حيران

تحدث منعم و هو يريح ولده
- ماتقلقش احنا كلنا جمب اختك و انت خليك مع مراتك دي أمانه معاك

تنهد هارون ليكمل
- فيها ست شهور هنا يا بابا ازاي ؟

لم يجب منعم لكنه قال
- سيبها علي ربك يا بني .

- و نعم بالله

اغلق هارون الهاتف و كاد ان يدلف لغرفه زوجته بعدما حاول رسم الفرحه التي هي كامنه فالفعل لكن امر اخته قلب الامر رأسا علي عقب
وجد محمود و باسل يخرجان ليقول محمود
- ادخل يا عم بتسأل عليك .

اوما له و دلف ، و ما ان رأها حتي ذهب اليها محتضنها لا يستطيع كبت فرحه فهي تستحق ان تفرح بعد كل هذا العناء اما هي فانسابت دموعها و عي بين احضانه .

في الخارج كان باسل و محمود في الكافتريا الخاصه بالمشفي يحتسون بعض من القهوه

كان محمود اول ما قال
- اميره كلمتني و قالت ان يوسف بيظبطلها الورق عشان يجوا

تبسم باسل ليقول
- حلو اكيد دهب محتجاها .

كاد محمود ان يتحدث لكن هاتفه هو من قاطعه ليرد علي عجله ما ان وجد رقم المحامي الخاص به المقيم في ايطاليه
- الو ، ماذا هناك ؟

اجابه المحامي سريعا لتتهلل اسارير محمود هاتفا
- حقا ؟ ... لا اصدق ، اشكرك كثيرا .

اغلق الهاتف ليقول لباسل مشاركه فرحته ليقول
- اخيرا هشوف ولادي يا باسل .

- اده بجد الحمد لله يا حبيبي

اجابه محمود و هو يتمتم بالحمد فقال
- مش مصدق اخيرا امهم وافقت ان كل فتره يجولي مصر مقابل ابعتلها مبلغ كل شهر مصاريفهم ... ماديه و طماعه .

تنهد باسل و لم يعقب فعي كانت خيار اخيه و لا يريد ان يحزنه ليقول باسل
- خلاص الحمد لله انك خلصت منها ، المهم احنا لازم نبلغهم اننا هنأجل الفرح .

اومأ له محمود ليقول
- و لازم اقول لجدي اني عايز اكلم هانم .

قطب باسل حاجبيه بعد فهم
- هانم مين ؟
نظر له محمود مغلق عينيه فهو لم يقل لاحد هذا الامر سوا اميره .

في صباح اليوم التالي
كان هارون يحزم حقائبه فقد اقنعته دهب ان يذهب لشقيقته فهي اولي بل و الاهم في ذلك الوقت ، هي لديها اخوتها و تعلم ان يوسف و اميره ايضا قادمين انا هي فلحالها ليقتنع و يقبل رأسها بامتنان فهي ازاحت من علي قلبه كتله من الحجر الضخمه و يسرت عليه الامور .

ذهب اليها و احتضنها قائلا
- هرجعلك صدقيني .
قالت ببكاء مجيبه
- انا هبقي اكلم ساره للاسف بيقولوا انها من ساعه ما راحت قبر مصطفي و هي ساكته .

اغمض عيونه و قبل جبينها بعدما ودعها ليتجه الي شقيقته .

مرء اسبوعين ليكون يوسف قد قام بترتيب كل شئ و ها هما الان في مطار القاهره مستعدون للسفر
نظرت له اميره و هي متشبثه بيده لتقول
- معرفاش اجولك ايه ربنا يخليك ليا .

قبل ظهر يديها ليقول
- و يخليكي ليا .
صمت ليكمل ممازحا
- خابره انا عملت ايه عشان اخلص الورج ده بالسرعه دي

نظرت له بتساؤل لتقول
- عملت ايه بجي ان شاء الله

- خليت حد معرفه يخلصهولي و ده عكس مبادئي لاع و كمان غيرت خلجاتي و لبست كيف الخوجات .

ضحكت اميره لتقول له باعجاب
- بس عاد لحسن خايفه عليك ليعكسوك هناك .

قال ببعض الفخر ممازحا
- جمال ربنا يا بتي ماتعترضيش .

نكزته في كتفه بغضب ليضمها بيديه ضاحكا .

بعد مرور شهرين



منزل الحلوانى ..
التعثرات أختبار من الرب سبحانه و تعالي ، يجعلك تسقط في البداية ثم تقف بعد ذلك تشاهد نجاحك .

غرفة منة ..

مازالت تبكى منذ الصباح ، قلبها لا يسعه تلك الفرحة ، شعرت بأنها ملكت الدنيا و ما عليها ، نظرت مرة أخرى لذلك الاختبار بين يدها و هى تكاد تصرخ فرحا .
أستمعت لطرق سريع علي الباب لتجفف دموعها و تخبئ ما بيدها أسفل الوسادة
سمحت للطارق بالدخول ، لتدلف سما و هى تبتسم بقوة ، احتضنت شقيقتها علي الفور قائلة
_ منة باركيلي يا خايتى
تعجبت منة من أمرها ليتقول
_ علي أى !
هنا أخرجت سما ما بجيبها قائلة
_ أنا حبلة يا خايتى
أحتضنتها منه بسعادة و هى تنهال علي رأسها بالدعوات الكثيرة داعية ربها ان يرزقها بطفل صالح .

تركت منة احضان شقيقتها و ذهبت للفراش مخرجة ما اخفته و وضعته بيد سما قائلة
_ واضح انك هتبجي خالتو الصغيرة
صرخت سما محتضنة شقيقتها بسعادة لتغمر الفرحة منزل الحلوانى بعد خبر حمل منة و سما .

في الحب خطابات نبعث بها و أخرى نمزقها و أجمل الخطابات هي التي لا نكتبها.

قد يولد الحب بكلمه و لكنه لا يموت أبداً بكلمة .

و يبقي السؤال ذاته لا يتغير ..

هل تحبني لأننى جميلة أم أنني جميلة لانك تحبنى ؟

في باريس

يجلس علي أحد الكراسي في أنتظار أميرة التى توارت عن الأنظار يخشي أن يكون قد أصابها مكروه ، و كأنها قد سمعت ما يهمس به لذاته لتظهر أمامه و عيناها تحمل اثار للدموع .
هرول سريعا باتجاهها محاولا معرفة سبب بكائه و لكنها لم تتحدث .
بل وضعت قطعة بلاستيكية بيضاء اللون بيده .
نظر ليده و لكنه لم يفهم شي ، و ما إن سألها قائلا
_ أى دا ؟

نظرت له أميرة بسعادة مغلوب عليها نبرة البكاء قائلة 
_ انا حبله يا يوسف
نظر لها بصدمة مما سمع قائلا
_ ووه ، جد
أومأت أميرة برأسها و البسمة تشق ثغرها ليحتضنها يوسف سريعا و هو يشكر ربه علي ما أعطاه .

اما في الاسكندريه
فكان حال سارة مختلف بعض الشي فهي بدات ان تتعامل مع الوضع لكنها مازالت شاحبه لا تتحدث كثيرا كل كا تذهب اليه هو قبر مصطفي حامله الورود و من ثم تعود لغرفتها حبيسه ، كانت تحكي له عن كل شئ تفاصيل يومها كما لو انه مازال علي قيد الحياه ، اما والديها فيلتمسون لها العزر و لا يعترضوا طريقها فمجئ هارون اضاف شئ مهم فهو حسن الوضع قليلا

عوده لباريس
علم محمود ان احمد الحلواني ذهب لبيت هانم و طلب يدها لمحمود ليرحب والدها بالامر انا هي فكادت ان تطير فرحا لهذا امر لم يكن في احلامها

طلب منه محمود ان يحدثها ليوافق عتمان علي طلب احمد الحلواني لتحين تلك اللحظه الان .

اجابت اخيرا و طل صوتها الخجل ليغمض عينه يستشعره لحظات و حتي لا يطيل عليها الخجل قال
- عامله ايه ؟

اجابته باختصار
- في رضا ، و حضرتك .

فلتت منه ضحكه بسيطه ليقول
- محمود يا هانم ، محمود .

لم تعقب لكنها ابتسمت علي اثر صوت ضحكته ، تنهد محمود ليقول
- من اول ما شوفت و انتي جذباني و اعجبت بيكي ، و اسف اني ماجتش بس حقيقي انا اختي بتعمل عمليه و اكيد جدي قالكم

تنهد ثانيا يأخذ نفس ليكمل
- اكيد عرفتي اني مطلق و عندي ولدين قاعدين مع امهم في ايطاليا ، جد جديد اني وصلت مع مامتهم اني اشوفهم كل فتره و يجوالي ف ... فلو انتي موافقه يعني ...

قاطعته لتقول سريعا
- عادي يعني ولادك ولادي .

تبسم بفرحه ليقول
- شاكلي اختارت صح .
اكملت ببسمه لتقول بخجل منهيه الحديث
- ا انا لازمن اجفل

- هنجتمع قريب اوي .
اغلقت سريعا لينهد قائلا
- بينها هتبقي جوازه زي الفل ان شاء الله .

مرءت السته اشهر ما بين علاج دهب و حمل اميره و البقيه و ايضا تردد هارون و يوسف علي فرنسا فكانوا يهبطون مصر احدهم من اجل شقيقته و الاخر من اجل العمل .

و ها هما الان في حفل الزفاف يشعلون الاجواء بالرقص و المرح فقد كانوا يريدون التاجيل اكثر من اجل ساره لكن ساره سمحت لهم بذلك بل ايضا كانت تقوم معهم بالتحضيرات ، رغم ارتدائها الاسود لكل ذلك الوقت حتي في الحفل انتقت فستان اسود هادئ و بسيط و لم تكن تبالغ في زينتها .

فكان الثنائيات هما هارون و دهب و باسل و جود و ايضا ريان و ساجده فكان الزفاف في الاسكندريه كما كان متفق عليه منذ الاونه الاولي .

كان عز من الحضور ليطلب من منعم ان يتحدث معه ففعل
- خير يا ابني .

تنحنح عز ليقول
- عارف اني ماينفعش اقول كده دلوقتي ، بس انا عايز اطلب ايد الانسه ساره .

تنهد منعم و هو لا يعلم بماذا يجيب ليكمل عز
- انا كنت معجب بيها من قبل ما اعرف انها اصلا مخطوبه و رغم اني زعلت علي مصطفي الا ان بصراحه بيتي و بينك اتجدد الامل جوايا ، مش عارف اقول لحضرتك اي بس فتحها في الموضوع و انا مستعد استناها ان شاء الله العمر كله .

ربط منعم علي كتفه ليقول
- ربنا يقدم يا ابني الي فيه الخير

انتهي الحفل لتقرر ساره الذهاب الي القبر الخاص بزوجها فهي معتاده ذلك الانر خلصه بعدما علمت من والدها بهذا الاحمق الذي يريد الزواج بها الا يعلم انها متزوجه

تجلس وحيدة اغلب الاوقات ، أصبحت باهتة شكلا و مضمونا ، لم تثيرها الحياة بعد الان ، فقدت الشغف لكل شئ .

المقابر ..

ها هى تقف أمام قبره ، تنثر المياه علي الورود التى زرعتها الاسبوع الماضي ، فهي منذ ما حدث و هى التى أسبوعيا لحبيب قلبها الراحل .

تجلس بجواره باكية بعينيها و نازفة بقلبها ، تروى له ما يحدث منذ أن ترحل حتي تعود لزيارته .

إن ودت الذهاب الى مكان تحضر اولا المقابر حتي تستأذن زوجها و كأنه ما زال علي قيد الحياة .

نظرت للقبر و كأنه شخص أمامها قائلة بضيق
_ ناس قليلة زوق ، ازاى يفكروا يتقدموا لوحدة متجوزة ، بجد مستفزين .
تنهد مبتسمة قائلة
_ نسيت أقولك مش انا بنيت شقة في بيت بابا عشان تكون لينا ، أنا مقدرش أخد الشقة بتاعتك ، انا عملت الشقة دى ليا و ليك ، و قربت اشطبها خلاص .
عملت الاوض كلها اوف وايت زى ما كان نفسك تعمل شقتنا .
و بروزت الصور بتاعتنا كلها ، عشان تنور الشقة عليا يا حبيبي ، مصطفي انت وحشتنى اووى ، هو انا ما وحشتكش .
وحشتنى عصبيتك و غيرتك عليا ، مصطفي انا تعبانه من غيرك .
نهضت و هي تمسك هاتفها كعادتها كل مرة و التقطت صورة لها و للقبر سويا و كأنها ترى لب قلبها بدلا من القبر ، لتكون تلك الصورة مثل الكثير قبلها .


كمن عزف توا علي اوتار قلبها ليزال تأثير اهتزازها قائم .

غرفة باسل ..

يتسطح علي الفراش بعد أن أبدل ملابسه في انتظار لب قلبه التى دلفت لغرفة الاطفال لتبدأ ملابسها ، تنهد ببسمة و هو يعبث بهاتفه في حين أنتهائها .

ألتفت ناظرا للباب حين أستمع لصوت فتحه ، ليجد من سرقت قلبه في ابهي إطلالتها بتلك الملابس النسائية و التى تميزت باللون الاحمر .
ترك الهاتف من يده و نهض باتجاهها و العشق قد سكن عينيه ، أمسك يدها قائلا
_ الحلاوة دى تلزمنى ، يا لهوى علي الجمال ، هو في كدا يا ناس.

أبتسمت بخجل قائلة له
_ و بعدين معاك بقي ، بطل تكسفني
قبل باطن كفها قائلا
_ كسوف اى بس شقلبتى كيانى
نظرت للاسفل حتي تخفي خجلها عنه ، ليضع أنامله أسفل ذقنها ليجعلها تنظر له ، و يسحبها داخل عالمة الخاص .

اما عند ساجدة و ريان

كان الامر مختلف ، فريان فاجأها بانه قبل ان يدلف للغرفه حملها لتصيح قليلا
- يا مراري عتعمل ايه ؟

اجابها في هدوء و هو يغلق الباب بساقه
- ششش ما تقلقيش ، ده انا كنت لازم اهمل كده .

كان يتأملها و هو ينظر لها اما هي فالخجل اسكتها و لا تعلم اين السبيل للحديث .

وقف لترفع عيونها له بتساؤل ، تحدث هو و هو يتامل عيونها ليقول
- جرجرتيني يا بنت الحلواني علي بوزي من اول يوم و خطفتي قلبي ، شقلبتي كياني .... حبيتك من اول نظره ، نوع الحب الي كنت مش مقتنع بيه اصلا ، بس صدقيني عشقي ليكي ده هيخليكي اسعد واحده في الدنيا و ده وعد مني .

لا تعلم من اين اتتها تلك الجراءه لتحتضن راسه و هو مازال حاملها ليضحك بخفه متوجها حيث الفراش الذي يسطر اولي كلمات قصتهم .

الحب و الرومانسية وجهان لعملة واحدة ، فهما مفتاح الحب ، و السعادة في الحب .
الكثير ما يعتقد أن الرومانسية تختفي مع مرور الأيام و تقل ، و لكن مالم يعلموه أنه إذا ما كان الحب باقي فإن الرومانسية لن تقل أبداً بل ستزيد كثيراً .


من قال أن الحب يعيقه شئ ها هى حبيبة قلبه قد أستردت عافيتها و قلبها أمتلاء بالسعادة والرضا بعد شفائها .

دلفت ببطئ بعد أن نهضت من علي ذلك الكرسي ، تمنت من الله أن تنتهي صلاحية ذلك الكرسي في حياتها إلي الأبد ، فهي مازالت لم تتعافي كليا .
حاوط هارون خصرها كى لا تسقط أرضا ، و يعتبر شبه حاملها عن الأرض ، فهو أصبح يخشي عليها من اى شئ .
جلست على الفراش و جلس أمامها هارون علي الأرضية مبتسما .
أحتضنها و عاد ينظر لها قائلا
_ مبروك يا أحلي عروسة

أبتسمت بخجل و حاوطت عنقه بذراعيها قائلة
_ أنا بحبك اووى يا هارون
للداخل البسمة و المشاعر و قبل جبينها و نهض مسرعا جلب ملابسها الخاصة بالنوم ، و بالطبع لن تستطع أن تبدلهم بمفردها ، ليقرر هو مساعدتها .

نزع طرحة الزفاف و وضعها بجوارها ، ثم أحتضنها من خصرها لتقف أمامه و ضع يده خلف ظهرها و قبل أن يسحب جرار الفستان همست بضعف قائلا
_هارون
هنا نبس هارون قائلا
_ هشششش
في ظرف ثانية كان الفستان يلامس الأرضية ، و قام بمساعدتها في أرتداء ملابس النوم و أجلسها بعد أن أنتهي علي الفراش و قبل جبينها مرة أخرى .
قام بسحب ملابسه و دلف للمرحاض حتي يبدلهم داعيا ربه أن يرزقهم الحب الذي لا ينتهي مطلقا .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي