الفصل الخامس عشر

أنثى تدوس السم في العسل وتهرب

لتنتظر النتيجة بفارغ الصبر، وتضحك بشدة على إحراز هدف

جديد في مصيدتها الخاصة تُرى ما الذي ستفعله سناء فيمن

هم حولها هل سيعرفون حقيقتها أم ستظل هكذا الحقيقة

مبهمة إلى الأبد.

في منزل سامي

_عامل إيه يا حبيبي؟

_كويس يا قلب حبيبك إيه جابك دلوقت؟ مش تستنى لما

اللعب يحلو ونقدر نلعب على كبير؟

لتنظر له سناء بمكر وتقول

_لا أنا جاية عشان أونسك وأشوفك بتعمل إيه.

لينظر لها سامي بنظرة خبيثة

_امممم

_ما أنا مش هسيبك تضيع تعبي كل ده عشان سهراتك.

_يووه هي أول مرة يعني ما قولت ليك متقلقيش كله هيبقى تمام.

سناء وهي تفرك يداها بقلق

_أنا قلقانة المرة دي، نفيسه دي مش سهلة.

ليضحك سامي ضحكة ساخرة

_نفيسه مين؟ بقى اسمها نانا

_هي غيرت اسمها إمته؟

_من زمان يا روحي هي مش ساهلة يمكن بس صدقيني

هتيجي لي قريب وهتشوفي

سناء وهي تنظر بمكر وتفكر

_يعني هتتجوزها؟

_لأ أتجوز مين؟ هي دي حد يتجوزها برضو!

_أمال ناوي تعمل إيه!

_مش إنت قاعدة هتشوفي

ذهبت سناء لتحضر مشروبًا لها من المطبخ بينما ذهب

"سامي" ليتحدث مع نفيسه وكأنه فتى أحلامها الذي كانت

تبحث عنه ووجدته بعد معاناة

نفيسه وهي تتحدث بهيام

_نخرج النهاردة! لا مش هقدر

_ليه بس

_مش هقدر ورايا شوية حاجات يدوب هخلصهم وهنام

_اممم زي ما تحبي بس وجودك كان هيفرق

سمعت نفيسه تلك الكلمة وشعرت بمشاعر غريبة تجتاحها

بسرعة كسرعة البرق هذا ما تحتاجه أحد يهتم بها ويشعرها

بشبابها ويتغزل بها لتشعر أنها ما زالت امرأة مرغوب بها

أغلقت الهاتف معه وهي تشعر بسعادة عارمة وظلت تحادث

نفسها كفتاة مراهقة عبر لها زميلها عن جمالها للتو

في حديقة "بثينه" حرم محمود سعيد

لبنى وهي تهرول لبثينه بالهاتف

_مين بيتصل يا لبنى؟

لترد لبنى بابتسامة

_دي الست نانا يا هانم

لترد بثينه بصرامة

_تمام روحي انت

نانا وهي تبتسم ابتسامة بلهاء

_عاملة ايه يا بثينه؟ فينك كده مختفية

لترد بثينه وهي تفكر في سبب اتصالها

_موجودة أهوو إنت إللي مش بتسألي طمنيني عنك

_كويسة الحمد لله

_أتمنى بس إيه فكرك بيا بقالك شهور مكلمتنيش

_حقك علي، أصلك متعرفيش إللي حصل لي

بثينه بفضول

_حصل ليك إيه!

_إتطلقت من جوزي وهربت وسبته

لترد بثينه بصوت هامس

_ست هبلة صحيح حد يسيب حد محترم زي جوزك ويهرب

_بتقولي إيه يا بثينه مش سمعاك؟

_بقولك إيه السبب!

_مبقتش قادرة أعيش معاه

_يلا ربنا يعوضك

لترد نفيسه بسرعة

_ما هو عوضني بس المشكلة في

_إيه بالسرعة دي هو إنت لحقتي؟

_مش زي ما فهمتي لسه في مرحلة الإعجاب

_أه فهمت ويطلع مين بقى؟

_اسمه سامو ساكن جديد هنا في عمارتي

_إيه؟ اسمه كده؟

_لا ده دلعه مالك مستغربة ليه

_أبدًا أصل الاسم مش غريب علي وبعدين مفيش حد اسمه

سامو يجي من وراه خير

لترد نفيسه بحزن

_متقوليش كده أنا حاسة إن حياتي هتتغير معاه

_براحتك طب هو إعترف ليك بحبه أو إعجابه؟

_لا بس بيلمح لي دايمًا

_أه ربنا يسعدك ويهنيك يا نفيسه ياختي ويهدي سرك


تركت مأواها ومأمنها من أجل شخص لا يبالي بها، كانت

نفيسه تشعر بالسعادة بينما بثينه تشعر بالقلق والحيرة

فهي تشعر أن هناك شيء غير محمود سيحدث ترى ما هو

وهل سيكون هناك عواقب وخيمة أم ستظل المشكلة صغيرة

ولها حل جذري يمكن أن يعوض الطرف الغائب عن الحقيقة

عيناه معمية عن ما يحدث حوله وإن فاق قبل فوات الأوان

فقد فاز وإلا خسر كل شيء جميل حوله


روحت أخد دش وبعد ما خلصت روحت أفتح الدولاب

وملقتش لبس جديد كتيير عشان الأيام الجاية، أخدت

الفيزا بتاعتي وروحت المول وإشتريت كل إللي ناقصني

كنت مبسوطة بالتغيير الجديد في حياتي وإن أخيرًا بعد

الحرمان الطويل ده هستمتع بحياتي ومحدش هيشاركني

فيها بعد ما خلصت روحت أقرب مطعم أكل وجبت لي

أكلة سمك معتبرة وسي فود وأخدهم معايا البيت وأنا

طالعة إتصدمت لما لقيت سامي راكب عربيته وجنبه

بنته وقاعد يضحك معاها وفجأة العربية اتحركت بسرعة

رهيبة وملحقتش أشوف مين دي؟

نفيسه بغضب

_حسانين يا حسانين مش بترد ليه؟

حسانين وهو يهرول ناحيتها

_موجود يا ست هانم أؤمريني

_مين البت إللي مع سامي ده؟ وإزاي ده يحصل في

عمارتي دي عمارة محترمة لما تيجي تقوله كده سمعتني.


حسانين وهو ينظر إليها بإستغراب

_حاضر يا هانم

_بتبص لي كده ليه يلا روح شوف شغلك بدل ما أخصم منك

_وعلى إيه الطيب أحسن

ذهبت نفيسه للأسانسير مسرعة وهي تشعر ببركان من

النيران يغلي داخلها أسئلة كثيرة تدور بذهنها لكن لا توجد

إجابة! أتتصل به لتبوخه على أفعاله! كان قد طلب منها للتو

الخروج معها وحينما رفضت استبدالها بأخرى أيعقل

يبدو أن بثينه كان معها حق وأنه يتلاعب بها فقط ليس آكثر

من ذلك لتشعر أنها وحيدة مرة ثانية ليس لها أحد بهذه

الدنيا لتشاركه همومها وفي تلك اللحظة جاءت سناء

زوجة أخاها ببالها لتتصل عليها فورًا لعلها تجد الحل


نفيسه وهي تنفث بغضب

_يووه ردي بقى يا سناء

في مكان آخر تحديدًا في وسط البلد


سناء بخبث

_شكل الصنارة غمزت يا واد دي المكالمة العاشرة ليها شكلها

هتجنن عليك

لينظر لها سامي ويقول بغرور

_عشان تعرفي بس إني جامد أووي ومفيش زيي

_لا شاطر عجبتني طب دلوقت هنعمل إيه أظهر ولا أستنى شوية؟

ليجاوب سامي في الحال

_إيه تظهري إيه بس لا مش دلوقت

_زي ما تحب عمومًا أنا مش هقعد معاك كتيير ولازم أرجع في أسرع وقت

_متقلقيش كله تحت السيطرة


سامي ظل يفكر في خطته القادمة هو يعلم جيدًا أن النساء

تكره وجود أخرى جوار من تحب لذا استخدم معها هذا

السلاح وهو يعلم أنه سيأتي بنتيجة بارعة


في عمارة نانا

استقبل البواب سامي وأخته بابتسامة وهو يأخذ منه المال

ليخبره بما حدث بالتفصيل

ليبدأ حسانين سرد ما حدث وكلما توقف عند كلمة وضع

سامي المزيد من النقود في يداه

_الست يا أستاذ سامي بتقولك دي عمارة محترمة

ومينفعش إللي بتعمله ده

_وهي كانت بتقول ده وهي متعصبة؟

_جدًا أول مرة أشوفها في الحالة دي

_وإيه كمان؟ هي شافتني إمته أصلًا

_وحضرتك طالع إنت مشيت من هنا وهي جات من هنا

_ماشي يا حسانين لو حصل حاجة تاني قولي وليك الحلاوة.

_تحت أمرك يا بيه

ذهب سامي إلى شقته وغير ملابسه وإرتدي قميصًا باللون

الأحمر وبنطال أبيض ووضع عطره المفضل وذهب إلى شقة

نفيسه وهو يعلم أنها ستفقد صوابها أمامه

دق جرس المنزل

_مين؟

_أنا سامي يا نانا

لترتبك في تلك اللحظة ولم تدري ماذا تفعل أتفتح له؟ أم

تغلق الباب في وجهه بعد أن توبخه!

لتفتح الباب في النهاية وينتصر قلبها على عقلها هذه المرة

_نعم؟ عايز إيه؟

_حابب أعتذر ليك عن إللي حصل دي كانت أخت صاحبي

ومكان الشغل بتاعها قريب مني ولما شفتها عرض أوصلها بس

مش أكتر.

_بجد؟ يعني دي مش حبيبتك؟

لينظر لها وهو يضع يده في جيبه

_لا طبعًا أنا سنجل وهفضل سنجل لحد ما ألاقي إللي تستحقني

_تمام ربنا يسهل وتلاقيها بس لازم تعرف المكان ده محترم

ومينفعش حاجة زي دي تحصل

لينظر لها بخبث

_وده بيحصل معايا بس! ولا مع كل السكان

لترتبك نفيسه وترد بعد دقيقة

_مع الكل طبعا مفيش تفرقة في المعاملة نهائي، بعد إذنك يلا

هقفل عشان مشغولة ومستنية حد

ليذهب سامي لأخته وهو يشعر أنه خسر هذه المرة تعجب لما

عاملته نفيسه هذه المعاملة القاسية لما لم ترحب به كعادتها

سناء وهي تنظر لأخيها بفضول

_ها عملت إيه طمني؟

_ مش عارف بس ردها معجبنيش ومش مطمن حسيتها

بتتكلم عادي

سناء بفزع

_نعم ياخويا؟ لازم ترد يعني إيه إللي بيحصل ده

_بصراحة مش عارف ومستغربها أووي


_لا بقى أنا هتصل عليها دلوقت وأشوف مالها

_طيب يا فالحة ردي وإبقي طمنيني أنا خارج أسهر مع

صحابي سلام.

نظرت سناء لأخيها وهو يغلق الباب وما هي إلا لحظة حتى

أمسكت هاتفها واتصلت بنانا على الفور

_ألو إزيك يا نفيسه عاملة ايه

_كويسة مش بتردي على تليفونك ليه؟

_كان معمول صامت يا حبيبتي ولسه شيفاه ويدوب اتصلت عليك

_أه طيب

سناء بإستغراب

_مالك كده إحكيلي

_مفيش قصدي فيه بصي أنا متلغبطة

_من إيه بس! إحكي

_لما سافرت القاهرة لقيت فيه شاب زي القمر سكن الشقة

إللي قصادي ومن ساعتها مش على بعضي

_إزاي يعني؟ وجوزك يا نفيسه!! عشرة عمرك هتسييه خلاص؟

_جوزي خلاص طلقني أنا كلمت عبدالقادر وإتأكدت منه

_وناوية على إيه؟

_ناوية أشوف حياتي وأتمتع بيها هكون ناوية على إيه يعني!


_طب والشاب ده كويس يعني؟ وهو هيوافق يتجوز واحدة متجوزة قبل كده

وميوافقش ليه أنا لسه حلوة وألف مين يتمنى واحدة حلوة زي ولا إيه رأيك

_لا محدش يقدر ينكر إنك حلوة يا روحي ربنا يهينك

_بس المشكلة يا سناء إني شوفته النهاردة راكب مع بنت وإضايقت أووي

_إضايقتي ليه؟

نفيسه بحيرة

-مش عارفه ممكن أكون بغير عليه أنا خايفة يكون مرتبط بحد غيري

سناء وهي تقول بصوت يبدو كفحيح الأفعى

_مرتبط إيه بس! مش يمكن البنت دي أخته ولا واحدة قريبته يعني متقلقيش

_أنا سألته وقالي إنها أخت صاحبة وكان بيوصلها في طريقة.

_أهوو شوفتي ظلمتي الراجل يلا إتجدعني كده عايزة أفرح بيك

_إدعيلي يا سناء لأحسن متوترة أووي

_توتر ليه؟ إنت حلوة وتستاهلي كل خير يا قلبي يعني

متقلقيش من حاجة

نفيسه وهي تنظر للفراغ وتقول :
_تفتكري؟

_أكيد طبعًا متقلقيش

_هشوف كده وهبقي على تواصل معاك بس أنا خايفة

سناء وهو تهمس

_خايفة تفوقي علينا ياختي

نفيسه

_بتقولي إيه مش سمعاك

_بقولك خايفة من إيه؟

_خايفة يكون بيلعب بيا

_متقلقيش محدش شباب من دول الشباب إتعدل حالها يا نفيسه

نفيسه وهو غاضبة

_نفيسه ده كان زمان دلوقت اسمي نانا معتيش تقولي لي غير نانا

سناء بضحكة

_ماشي يا ست نانا يلا أنا هقفل وابقى طمنيني هتعملي إيه

مع إللي خطف قلبك ده

نفيسه بهيام

_مش خطف قلبي بس ده خطفني كلي أه والله

سناء بخبث

_منه لله الحب وسنينه ياختاي اهو الواحدة تبقى قاعدة

لا بيها ولا عليها تلاقي نفسها لبست في واحد وقلبها داب فيه.

نفيسه وهي تنظر للسماء

_عندك حق الواحد زي ما يكون لسه عشرين سنة يا ترى

هقضي حياتي معاك إزاي يا سامو

سناء بتسأول

_هو اسمه سامو اسمه حلو أووي ولايقين على بعض

نفيسه بحب

_اسمه حلو وهو كله على بعضه حلو

سناء وهي تصفر

_يا سيدي علي الدلع والرومانسية هههههه

_لسه شوفتي حاجة أرتبط بيه بس وهتلاقي أشعار نازلة ههههه

سناء وهي تنظر للوقت

_طب أنا هقفل دلوقت وهكلمك تاني عشان هعمل الغدا

_أكيد هنتواصل إنت أختي يا سمسم

_مع السلامة يا روحي

أغلقت سناء الهاتف وهي تشعر بلذة الانتصار التي اجتاحتها

فجأة لتتصل سريعًا بأخيها وتطلب منه أن يحضر ورد باللون

الأحمر لنفيسه وتخبره أن خطتهم نجحت بالفعل

بعد مرور نصف ساعة رن جرس باب نفيسه لتفتح

وتتفاجئ من وجود الورد الأحمر ومعاه كارت صغير

به بعض كلمات الغزل خطفتي قلبي من أول نظرة

وإمضاء باسم سامو، لتشعر نفيسه بالحب للمرة الأولى

هي لم تتذوقه من قبل فزيجتها الأولى أهلها من فرضوا

عليها الزواج دون أخذ رأيها ولم تشعر بشيء من الحب

مع زوجها وها هي تدق دقات قلبها بسرعة معلنة عن


وجود زائر جديد في قلبها ولم تدري أنه لزيارته ستكون لها

عواقب وخيمة ترى ما هي؟ وهل سينتصر الأخوة أم

سيهزمهم القدر بوجود عاقبة تعركل لهم الحركة؟

إنتظروا الجزء الثاني
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي