الغموض الاسود

لبنه سيد`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-02-20ضع على الرف
  • 4.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

هدوء تام، يتبعهُ أجواء أكثر هدوء، أرض فارغة رمال صافية وسماء أصفى، صمت قاتم ومُهيب، أجواء من الا شيء، هُنا تجتمع همسات ولأول مرة على تلك الأرض، صاحبة اَلرِّمَال الصفراء الناعمة، والسماء الصافية في ذلك الوقت ما قبل الشروق، اثنين فقط، بينهم همسات أمام ذلك المُجسم الغريب الذي يبدو أنه باللون الأحمر، يقفان بجانب ذلك الصاروخ والذي يبدو أنه سوف ينتقل للأعلى ولكن إلى أين، ولماذا؟ لا نعلم
- علينا الإقلاع قبل قدوم تلك القوات المسلحة.
قالها أحدهم بتوتر شديد
فأجابه الآخر الذي كان يقف معه بجانبك ذلك الصاروخ:- لا تقلق واطمئن سوف يصبح كل شيء على ما يُرام، ولكن أولًا علينا أن نتخلص من هذا الصاروخ الآن.
أجابه بحماس شديد وقال:- إذًا هيا، لنستعد الآن.
وها قد آخذوا عدة خطوات حتى أقارب من ذلك المجسم، ونظر أحدهم من أحد النوافذ الصغيرة التي تكشف ما بداخل ذلك الصاروخ حتى كُشف لنا أن هُنا شخص ثالث بداخله، وكان يبدو أنه مكبل اليدين والفم، لا نعرف حينها هو ما دوره الآن ولكنه يبدو أنه أحدى الضحايا.
وعلى الجانب الآخر كانت الأجواء متوترة والأحداث غير مستقرة، الجميع يذهب هنا وهناك، والبعض يهمس جانبا وهو هي قول:- ما الذي يحدث ولماذا القائد لا يأخذ قرار حتى الآن؟
وفي نفس ذات اللحظة، اقتحم أحد الضباط غرفة القائد دون إذن.
وقال بِصَوْت غاضب:
- وماذا بعد سيدي القائد، سنظل هكذا؟ سوف ندعهم يدمرون عالمنا بكل سهولة، ونقف ونحن نشاهد في صمت.
نظر له القائد بسخرية بعدما التف بمقعدة حتى أصبح يناظره مِن ثم قال:- اجلس أولًا يا ماهر.
استجاب له ماهر وجلس على ذلك الكورس الذي أمام مكتب القائد، حينها كان يحاول أن يهدئ من روعه قليلًا، لأنه كان في حالة غضب شديدة.
ثم قال ماهر:- إذًا ها قد جلست يا سيدي ماذا بعد؟
أتظن أن الصمت سوف ينجينا، سننتهي جميعًا على أيديهم.
عبث القائد قليلًا ثم قال لماهر بحكمة:
- أنت لا تدري يا ماهر أني أحتسب كل خطوة الخطوة، وليس هكذا فقط بل كل خطوة يخطوها أحدكم.
اعرف كل شيء والعواقب، أعرف من يفعل ومن يستطيع، ومن لا يستطيع، أرى الخائن المتخفي خلف قناع المسكين، وأرى المسكين الذي دعي الجبروت خوفًا مِن أن يَأْكُل وسط الذئاب، حتى أنتَ يا ماهر، أعرف من تكون، وما في قلبك تجاهي، هل تظن أني متهاون مسعاهم ؟ بالعكس أنا مَن أبسط لهم الطريق، حتى زميلك مُجاهد الذي أخذوه ضحية مسعاهم ، أنا مَن بسط لهم أمر اختطافه، ذلك الصاروخ يا ماهر، لن يُقلع من موضعه أبدًا، تعرف لماذا؟
قال له ماهر بتعجب، فقد يبدو أنه لأول مرة يثير فضول القائد:
- لماذا؟
إجابة بكل دهاء:- ستعرف في نهاية المطاف ليس الآن.
ولكن ما عليك، أن تعرفه الآن هو، أن تلتزم الصمت وتجعل كُل مَن حولنا يفعلون هذا أيضًا، شؤون الدولة ليست مستقرة، ونحن القوة المسيطرة، إذا سقطنا سوف ينتقم منا كل مواطن هنا.
نظر ماهر نظرة صمت خالية من أي تعبير، ولكنه لا يهتم لكل هذا، هو فقط يكترث لصديقه، هو الضحية الوحيدة في هذا المخطط اللعين، عون هو الذي وضع في تلك الصاروخ، لأنه من أذكى وأدق الخبراء، لذلك خُطف مِن بين الجميع، ولكن عاد ماهر مره أخرى لمحادثته مع القائد قائلًا:
- وماذا عن عون يا سيدي؟ هل سوف نتركه هكذا؟ إنه من أدق الخبراء لدينا هنا إذا حدث له شيء، لن نحصل على شبيه له مرة أخرى؟
قال له القائد بتأثر وحزن وكان يبدو عليه التصنع:
- ما باليد حيلة، هكذا قدره، ولكن كما قلت، لن يحدث أمر سيء دون علمي، فلا تقلق، عون بأمان تام.
وفي نفس ذات اللحظة نرى أن عون ذلك الضحية المقيدة داخل ذلك الصاروخ، هو يعلم من داخل الصاروخ على ماذا ينوي اولئك الأشرار الخائنين، ولكنه يحاول أن يمتلك أنفاسهُ، ولكن بلا شك في أن الخوف هو المسيطر الآن، ولكن ماذا يفعل وماذا سيفعل، هو بالأساس غير مستعد لمثل هذه الرحلة، ولكنه يعرف جيدًا أنه غُلب على أمره لذلك، فسوف يكون مستعد للانطلاق في التو واللحظة فماذا عنكم.؟
نحن جميعاً نعلم عن جزء بسيط للغاية عن العالم الذي نعيش فيه، جزء كاده أن يشبه قطرة من قطرات الماء على ورقه شجر، نتخيل أن هذه القطرة من الماء هو فقط معرفتنا عن العالم من الخارج، في تلك الرواية سوف نعيش مغامرة كبيرة وممتعة للجميع سوف نعيش معاً معمرة غير اعتيادية، من وحي الخيال، ولكن ليس كل ما أقوله من وحي الخيال فقط؛ ولكن نعيش جزء من الحقيقة الغامضة؛ ونأخذ من البراهين التي توجد من حاولنا ونفتح أعيننا علي أشياء من الممكن أن تكون مرة علينا ولكن لم نأخذها في الاعتبار.
يوجد عالم آخر من حاولنا نحن لم نعلم عنه أي شيء، نعلم فقط جزء منه، هل تعرفون عن شيء يسمى الثقب الأسود؟
بالتأكيد أن هذا الاسم مر علينا سماع هذه المسمى من قبل، أليس كذلك؟
هيا بنا معاً لكي نذهب إلى هناك ونأخذ تلك المغامرة.
على بُعد تسعة آلاف قد عن سطح الأرض، بعدما انطلق الصاروخ أصبح يتخطى كل شيء تدريجًا، حتى تعدى حدود كوكبنا من الأساس ومِن هُنا، وقبل أن تذهب إلى هناك يجب عليك أن تعرف شيئًا مهم لا فرصة للنجاة من هذا الثقب من الممكن أنك تعيش وهذا احتمال ضعيف للغاية، ولكن لا يمكنك أن تعود إلى هنا مرة آخره، الثقب الأسود يوجد في الشبكة التي لا يمكن لأي شيء أن يغادر مدارها.
هل أنت جاهز الي هذه الرحلة، وعنوان رحلتنا هي الذهاب بلا عودة،
أراك الآن وأنت قد اشتريت تذكرة الذهاب بلا عودة في مركبة فضائية، أنت الآن لا تستطيع استعادة المبلغ الذي اشتريت به التذكرة، ولا تريد أن يضيع عليك هذا المبلغ، تقرر أنه حان الوقت للاستعداد لهذه الرحلة، أترك أشياء في الأرض.
ثلاثة، اثنتين، واحد، انطلق.
_أنت الآن تغادر مدار الأرض، ودع القمر، ولا تنسى إسعاد كوكب بلوتو بمدح حجمه والقول بأنه كبير بما يكفي.
أنت الآن تسير في طريق الفضاء المظلم إلى أن تصل إلى محطة الثقب الأسود، ارتدي الآن بدلتك الفضائية لأنك ذاهب إلى الفضاء الخارجي، أول ما ستراه هو أفق الحدث، يتسبب حقل الجاذبية الثقب الأسود في انحناء الضوء حول حوافه، لذلك أن أفق الحدث يشبه قطعه الكرواسو لشخص نظر لكن ضعف الحسبان أنك لا تستطيع العودة لمجرد الوصول لنقطة الخطر، هذا وحش فضائي، لا يسبب الثقب الأسود انحناء إلى الضوء فقط وبال والزمن أيضا، ولو وضعت في غرفتك ساعة، وساعة بجانب الثقب الأسود فتلاحظ أن عقرب الثواني بالكاد يتحركن في الثانية الأول بينما قد يكون مر يوم كامل علي الأرض، وكلما زد حجم الثقب الأسود زد بطيء الزمن.
أنت الآن علي سرعة مهولة جدا، ومن ثم فجأة تلك السرعة المهولة قد توقفت، وحدثت ما لا يتوقع، صدمه وازمة زمانية، حينما ربما تنصت لنا اترك جسدك وسلمنا روحك فقط سوف تتكون انتِ في الثقب الأسود الزمن في يمر بطيء شديد.


كان عون يخاطب نفسه في تلك الأجواء الغير متوقعه علي الاطلاق :
_ كاد الظلام يغمر المكان كله لا يوجد اي ضوء و لو ضعيف غير ضوء السفينة الفضائية فقط لا غير، الصمت يغمر المكان، ضوء السفينة الفضائية قد انطفئ، ماذا افعل الان؟ و ايضا التوصل مع القائد قد انقطع، انا الان اصبحت وحيداً، و الخوف قد يملك قلبي، لا أرى شيئا، ماذا افعل الان، علي أن اخرج خارج السفينة الفضائية قبل أن تضمر السفينة، لكي انظر ماذا يحدث بالخارج؟ و يكون علي الأقل اعلم ماذا يحدث قبل أن أموت، انا الان في انتظر الموت في اي لحظه، و لكن لم اعلم كيف اموت؟ ليس يوجد لي اي فرصه للعيش. غير ذلك الفرصة اني أخرج من تلك المركبة الفضائية.

و بالفعل خرج عون من المركب الفضائية و هو فاقد الامل في العيش لحظه واحده، كان عمو ينتظر أن يموت في اي لحظه لم يكون يعلم حسابها، و فاجأه حدث شيئا غريب انزلق عون بسرعه شديده و هو لم يرى اي شيء يحدث من حاوله ولا يعلم أيضاً ماذا سوف يحدث له عند الوصول إلي القاع هل سوف يموت؟ ام سوف يعيش، و ظل يتذكر ماذا سوف يحدث به،
عون الان في الظلام وحيدا لا يوجد اي مبشر أنه سوف يعود إلي الحياة مره آخره، هو الآن مازال مستمر في الانزلاق، و لكن ماذا سوف يحدث به بعد أن ينتهي هذا العمق، أنه عمق كبير جدا عون لا يتخيل كبر حجم هذا العمق و لكن عمو الان اغمض اعينه و استسلم تماما لأي شيء سوف يحدث له.

عون و هو يتحدث الي نفسه:
_ انا الان أغمضت عيني و سوف احاول أن استرجع قوتي انا الان لا يوجد في يدي اي شيء أفعله غير أنني اكسب الهدوء، من الواضح أن هذا المكان لديه اسرار كبيرة لا احد يعلم عنها شيء، انا ايضا لا اتوقع ابداً أنني سوف اعيش كل هذا الوقت عندما ادخل في هذا الثقب، لا اعلم ماذا سوف ينتظرني،

و بالفعل ظل عون مغلق الأعين، لا يتوقع أنه سوف يعيش كل هذه الفترة من الزمن، أنه كان متوقع أن حياته سوف تنتهي بمجرد نزوله الي الثقب، و لكن حدث شيء غير متوقع، عون مستمر في النزول و فاجأه تغيرت السرعة، عون كان يسقط عمودي، و لكن الان حدث شيء لا يكون في الحسبان، الان عون يتعرض عاصفه من الهواء شديدة جدا، لا نعلم من أين أتى كل هذا الهواء؟

عون و هو خائف:
_ ماذا حدث، انا أشعر أن النهاية قد اقتربت كثيرا الي، سوف اموت، و لكن يكفيني شرف المحاولة، انا وصلت إلى مرحلة جديدة و ايضا علي الاقل علمت جزء لو بسيط جدا من هذا الوحش الفضائي.
و من ثم حدث شيء غير متوقع، اسناء سقوط عمون و مع العاصفة الهوائية أتى الي عون شيء صلب وقع علي رأس عون من شدة الهوا، كانت الإصابة شديدة جدا و الشيء الصلب هذا كان ثقيل جدا، أدى إلي ذلك بفقد الوعي لعون.
عون الان قد فقد الوعي، يبدوا أن هذ ا الوحش الفضائي ليس له رقيب و لا بشر، و لكن السؤال هنا ماذا سوف يحدث لكل تلك الأشياء الي تدخل الي هنا؟ ما هو مسير كل عون الان؟ هل سوف يموت؟ ام سوف يعيش.
هل يوجد بشر يعيشون بالداخل؟ و هل هذا الثقب مجرد حياة غامضة لا تسمح لأي أحد أن يأتي إليها و من ثم يذهب؟

و بعد غضون ساعات قليله علي كوكب الارض، كان قد مر أيام و ساعات علي الثقب الاسود، الوقت علي كوكب الارض يمر بسرعه و لكن الوقت في تلك المكان يمر بطئ شديد جدا، من الممكن أن هذا الشيء قد يكون له مميزات كثير و لكن بالتأكيد أنه يوجد به عيوب أيضاً.

يوجد في هذا الكون العملاق العديد من الأسرار، و من الواضح أننا سوف تكتشف كل هذه الأسرار و أكتر علي مدار رحلتنا الذهاب بلا عودة، من الواضح أن هذه البؤرة يوجد بها العديد الأسر و الالغاز، يوجد سر كبير للغايه في هذا المكان، لا يستطيع أي بشر كتشاف كل هذه الأسرار، البشر للأسف يريدون معرفه كل شيء يدور في الكون العملاق، و لكن لم يستسلموا للواقع، واقع الطبيعيه، نحن كبشر لم نعيشفي هذا الكون بمفردنا، يوجد العديد و العديد الكائنات الحية الأخرى، البشر ينظر أنه إذا اكتشف كل اسرار الكون من حاوله فهو هكذا لقد قام بحل كل تلك المشاكل، و لكن البشر كل ماكانوا يزيد معرفتهم لهذه الأسرار، كل ما زادت مشاكلهم، وزادت أيضا العدوان بين البشر وبين الكائنات الاخرى.
قال عالم امريكي في ذات مره كان يقول:
_ كلما زاد المعرفه زاد العدوان وزاد المشاكل، من طبع البشر اكتشاف الخبايا والاسرار، ولكن لا يفكرون ابدا في العواقب الاتيه من تلك المعرفه.
ثم قال ايضا احدى العلماء:
_بعض الاشياء التي نشاهدها من حولنا يجب علينا ان نتامل بها فقط مثل السماء والنجوم والشمس والقمر والكواكب هي فقط شيء جميل من بعيد و لكن اذا اراد البشر الاقتراب منها سوف يشاهد منها شيء سيء، كل هذه الاشياء تقول لنا انا جميله من بعيد و،لكن احذر اذا اقتربت مني، سوف اظهر اليك وجهي الاخر، البشر لا يفهمون تلك المعاني يريدون فقط ان يستكشفون الاسرار لكي تكتب الصحف والمجلات عن اسمائهم، ولا يدرون حجم الكارثه التي يسببونها الى كوكب الارض، كم مره سمعنا ان هناك كاميرات، و مراكب فضائيه، و صواريخ، يطلقوها البشر لكي ينقلوا الينا جزء بسيط من فضاء الكون العظيم انتم تبحثون عن اشياء ليس تملكون فيها شيء، البشر يملكون فيها فقط الشمس في الصباح و القمر في المساء.

الشمس نراها من بعيد جميله تشرق لكي تضيء عتمه الليل ونراها ايضا تعطينا اشاعتها الدافئه من بعيد، و لكن لماذا البشر يريدون الاقتراب منها؟ انهم بالفعل عندما اقتربوا من الشمس اكتشفوا انها ليس فقط الشمس ذات الاشعه الدافئه فقط، و لكن الشمس ظهرت لهم بوجهها الاخر عند الاقتراب، اي شيء يقترب من الشمس سوف يموت، و لذلك يجب ان نتعامل مع كل الاشياء من حولنا من بعيد، لم يجب علينا الاقتراب فقط ننظر اليهم من بعيد.

ان قوانين هذا الكون لا احد يستطيع تفسيرها سوى الله عزه وجل، و كل ما توصل اليه البشر هو فقط قطره ماء من علم الله عز وجل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي