الفصل الثاني

بعد مرور أربع ساعات بتوقيت هذا الفضاء المظلم، قد مر ساعتين بتوقيت كوكب الأرض، لان في الفضاء الخارجي الوقت يمر بطئ شديد، بعد مرور الاربع ساعات لقد عاد عون الي الوعي مره اخرى، و لكن هنا كانت المفاجأة.

عون لقد استعاده الوعي في الحقيقة، و لكن استعادة فقط الإدراك الحسي، و الحركي، و لكن لم يستعيد الي الذاكره، أنه قد نسيَ كل شيء، عون لم يتذكر اسمه، و لم يتذكر من أين أتى، و لم يعلم ما المكان الذي يوجد به؟

عون في اللحظات الاول من استعاده الوعي كان ينظر من حوله بدهشة شديدة، و يحاول أن يسترجع اي شيء من ذاكرته و لكن لم يستطع أن يفعل ذلك، و لكن ظل أن يحاول، عون كان يشعر بألم شديد في رأسه و لكن لم يهتم لهذا الالم، كان كل انشغاله الآن أن يعرف ما هذا المكان الذي يوجد فيه؟ و بدأ أن يقوم برحله الاستكشاف لهذه المكان، عون نظر علي الارض التي يقف عليها كانت تبدو انها مصنوعه من الصخور و كانت الأرض غير مستويه يصعب المشي من فوقها، و نظر إلي فوق لم يجد سماء بل كانت شيء لونه ازرق غامق و يوجد به بعض الثقوب السوداء الصغيره، ثم نظر إلي يمينه رأى شجر لونه اسود و يوجد بعض الأوراق في هذه الشجر كانت لونها من اللون الاحمر، و يوجد ورد أيضاً في الاشجار و لكن كان ورد صلب، يبدوا علي هذه المكان أن له مناخ غريب و عجيب، و من ثم نظر عون الي اليسار و وجد شيء غريب و عجيب أن هذه المكان مقسوم الي نصفين نصف الاسود و نصف الثاني كان من الون الابيض و كل شيء هنا له ألغاز و ألغاز يصعب علي عون فهمها.

عون ظل ينظر هنا و هناك و يحاول أن يستكشف اي شيء لكي يستعيد ذاكرته، و من بعد ذلك و اسناء استكشافه، سمع صوت خطوات تأتي من خلفه خطوه تلوه الاخرى، و في هدوء شديد و مع صوت الخطوات الهادئة فقط شعر عون بالخوف الشديد، ثم شعر بشيء دافئاً من خلفه ثم شعر بأحد يضع يده على كتفه الأيسر، ثم نظر إليه عون مسرعاً و هو خائف و هو متحدث:
_ من انت؟
ثم تحدث تلك الشخص المجهول و هو مبستم و ينظر الي عون ثم قال:
_ من الواضح انك مستجد الي هنا.
عون و هو ينظر له نظره استعجاب!:
_ مستجد؟ ماذا يعني كلامك؟ انا اقول لك من انت؟
ابتسم الشخص المجهول مره أخرى ثم قال الي عون:
_ لم اخبرك من انا الان و لكن انت اعلم جيداً من انت.
عون:
_ تعلم جيداً من انا؟ و لكن يكف تعرفني؟ انا لم اعلم اي شيء هنا انا لم اعلم حتى كيف اتيت الى هنا؟
نظر الشخص المجهول الي عون ثم قال:
_ نعم اعلم من انت، و لكن اترك كل شيء الان، سوف تعرف كل شيء في الوقت المناسب.
عون و هو ينظر الي تلك الشخص المجهول:
_ و لكن ما هو الوقت المناسب؟ انا لم اعلم اي شيء حتى الآن.
الشخص المجهول و هو ينظر الي عون و يبدوا علي ملامحه الغموض:
_ لا تحاول أن تعرف شيئا بغير معاده، تذكر كلامي جيداً، لا تحاول أن تعرف شيئا بغير ميعاد، سوف تعرف كل شيء و لكن في المعاد المحدد.
عون و هو حزين و يقول الي تلك الرجل:
_ و ما هو المعاد المحدد؟ ارجوك أن تخبرني.

نظر الشخص المجهول الي عون ثم صمت قليلاً، و ذهب

عون:
_ ايها الرجل الي اين انت ذاهب، أرجوك أن تجيب علي .

و لكن ذهب الرجل ثم غاب عن عين عون تماماً، و ظل عون بمفرده بتسال مع نفسه ماذا سوف يفعل؟
ماذا سوف أخرج من هذه الحيره؟

ثم وجد عون حل و هو أنه سوف ينتظر في الجزء الأيسر من المكان حتى يأتي إليه اي علامه أو اي دليل لكي أخرج من هنا، و قال الرجل أتى الي و وضع يده علي كتفي الأيسر و هذا معنى أن الجانب الأيسر من هذا المكان يوجد به حل او اي دليل، ثم عون صمت قليلاً و قال الي نفسه بصوت منخفض:
_ لا يوجد امامي خيار أخر، و لكن سوف احاول أن افعل اي شيء.


و من ثم مر من الزمن حاولي خمس ساعات، و كان عون جالس تحت شجره لونها ابيض ينتظر اي شخص أو اي رجل أو اي شيء يتبعه لكي يخرج، بعد ذلك قام عون بالنظر الي الأرض و اكتشف أن يوجد بها اثار اقدام، و لكن كانت اقدام هذه الشخصية كبيره الي حد كبير، و لكن عون لم يأخذ في الاعتبار عن كبر حجمها أو صغر حجمها، كان كل ما هو يشغل تفكير عون أنه يعثر على اي شخص يتحدث معه لكي يجيب على الاسئله التي تدور في راسه، و بالفعل قام عون باتباع تلك اثار الاقدام التي توجد أمامه، و ظل يقترب منها شيئا فشيء، حتى وصل إلي اخر اثار الاقدام.
عون و هو مستعجب!:
_ هنا قد انتهت اثار الأقدام و لكن لا يوجد شيء هنا سوى الشجره هذه، هل يوجد شيء في الشجره؟ و لكن كيف؟

لم يجد عون اجابه الي سؤاله، ثم فقد الشغف في اتباع اثار الاقدام.
ثم قال عون:
_ تعبت كثير من المشي لكل هذه المسافه، سوف اقعد استريح قليلاً تحت هذه الشجرة.

و بالفعل لقد جلس عون تحت هذه الشجرة لكي يستريح، و اسناء جلوس عون و هو يستريح بجانب الشجرة ذهب إلي النوم.

ظهر مجموعة من البشر، و لكن كان يبدوا عليهم انهم غير مرتبين، كانو يرتدون ملابس غريبه مصنوعه من الحديد، نظروا الي عون و هو نائم تحت الشجرة.
ثم قال واحداً من تلك مجموعة يسمى ناجي:
_ أنظروا يا رفاق الي هناك، أنه يبدوا شخصاً أتى الي هنا حديثاً.
ثم نظر واحد آخر يسمى كرم ثم قال:
_ نعم نعم أرى، يبدوا عليه أنه حديثاً بالفعل، و لكن كيف أتى الي هنا من غير أن يرتدي الملابس التي يجب أن يرتديها؟
ناجي و هو ينظر الي كرم و يقول:
_ من التأكيد أنه لم يأخذوا معهوا الإجراءات اللازمة

ثم دخل عثمان في الحديث بين ناجي و كرم و قال لهم:
_ انتم لماذا تتحدثون و تقولوا احتمالات بغير حساب؟ هي بنا الان لنذهب عنده و نعرف كل شيء.

و بالفعل قام ناجي و كرم و عثمان بالذهاب الي عون لكي يخبرهم ماذا حدث معه، الي أن وصلوا الي عون و قاموا أن ينادون عليه لكي يستيقط من النوم، و ويقولون بصوت واحد يا ايها الرجل، يا أيها الرجل من انت، و بالفعل أستيقظ عون من النوم و هو خائف
عون:
_ من انتم؟ من انتم؟
قال ناجي الي عون و هو مبتسم:
اهدئ قليلاً يا رجل، لم تخف نحن من الجنس الطيب، اهدئ نحن لم نؤذيك، نحن فقط نريد أن نساعدك.
عون و هو ينظر الي بعضهم البعض ثم قال:
_ تريدون مساعدتي؟ كيف انا لم اعلم كيف اتيت إلي هنا؟ انا لم اعلم اي شيء.
نظر عثمان الي ناجي و كرم ثم صمت قليلاً، ثم قال:
_ نحن نعلم أنك لم تتذكر شيئاً، قانون هذه البؤره التي نتواجد بها صارم للغايه.
عون و هو بيدوا عليه التعجب! من حديث عثمان، ثم نظر إليه و قال:
_ أخبرني ما هو القانون هذا، انا أشعر أنني حدثت معي اشياء كثيره، و لكن لم اتذكر منها أي شيء مهما كان بسيط.
نظر ناجي الي عون ثم قال:
_ انا لم أسألك من انت، لان اعرف جيدا انك لم تتذكر اي شيء، حتى اسمك انت لا تتذكره، أليس كذلك؟
عون و هو ينظر الي ناجي بدهشة شديدة:
_ كيف علمت ذلك؟
قال ناجي و هو مبتسم:
_ نحن جميعا اتنين إلي هنا لم نتذكر اي شيء و لم نفقه اي شيء، كل ما نعرفه هنا أننا كل خمس ساعات نفقد الذاكرة و نبدأ بذاكرة جديد تماماً.
عون و هو ينظر اله و يقول:
_ و لكن انت كيف علمت هذا؟
جاوب ناجي علي سؤال عون و هو يقول:
_ نحن نوجد هنا من سنوات طويلة جدا، و كل خمس ساعات نفقد الذاكرة، و من ثم نبدأ في ذاكره جديده، من حكم توجودنا هنا من كل هذه السنين نكتب بعض العلامات، و بعض لأرقام، لكي نتذكر قليلا.
عون و هو بتسال لهم:
_ و لكن انا لم اعرف ما هو اسمي؟
قال كرم الي عون و هو مبتسم:
_ هذا شيء بسيط جدا جدا، انت الان قم باختيار اسم لك، و من ثم نقوم بكتابه هذا الاسم علي كفك اليمين، سوف نفعل ذلك لكي تعرف من انت عندما تفقد الذاكره.
ناجي و هو يقول الي عون:
_ نحن ايضا نفعل ذلك، لسبب بسيط أننا لم نغير الاسماء كل خمس ساعات، يكون مكتوب كل ما نفقد الذاكرة نلاقي شيء لو بسيط لكي نفرق بيننا.
كرم و هو ينظر الي عون و هو يقول:
_ و أيضاً من الممكن أن تكتب اي شيء تريد أن تتذكره علي كف اليد حتى تعلم ما يدور من حولك.

عثمان يقولي الي عون و هو مبتسم:
_ هيا يا رجل اختار لك اسم لكي نكتبه اليك، هيا مسرعاً قبل أن الخمس ساعات تمر بي، باقي من الزمن نصف ساعه.

عون ظل ينظر و يفكر الي هؤلاء الرجال، و كان حائرا جدا:
_ هل هما من الجنس الطيب ام لا؟ و هل هما فعلا علي حق ام لا؟
و لكن لم يوجد لي خيار آخر، يجب أن استمع الي كلامهم.


و بالفعل قام عون باختيار له اسم جديد لكي يسهل له التعامل، ثم اختار اسم ياسر.

عون و هو ينظر الي ناجي و كرم و عثمان بعضهم البعض ثم قال لهم:
_ انا لقد قمت باختيار لي اسم
عثمان قال الي عون:
_ و ما هو الاسم أخبارنا عليه؟
قال عون إليهم:
_ لقد قمت باختيار اسم ياسر.
عثمان و هو ينظر الي عون بعد قام باختيار اسم ياسر:
_ من هذه اللحظة انت اسمك ياسر، أنه اسم رائع.
عون و هو مبتسم الي عثمان و يقول:
_ اشكرك يا؟ ثانيه واحده انا لم اعرف اسم أحد منكم.
عثمان و هو ينظر الي عون:
_ انا الان سوف اكتب علي كف يدك اسمك و اسمي لكي تتذكرني، و كل واحد منا سوف يفعل ذلك، انا اسمي عثمان.

و بالفعل قام عثمان و ناجي و كرم بالكتابة أسمائهم علي كف يد عون و هما أيضا كتبوا اسم عون علي أنه ياسر، لان لا احد يعلم أنه يسمى عون غير شخص واحد فقط هنا، غير ذلك ف عون يسمى ياسر الي أن يأتي هذا الرجل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي