عودة الأميرة

loyalty`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-09-02ضع على الرف
  • 3.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول

داخل منزل عتيق، عبارة عن برج مرتفع، مغطى من الخارج بالنباتات، نجد داخل الطابق الثالث، تجلس فتاة أمام شرفتها، وتتأمل أنوار المدينة البعيدة عن بيتها.

تحلم باليوم الذي تخرج فيه من المنزل لرؤية العالم من الخارج، ولكنها تخشى؛ بسبب حديث والديها عن قبح العالم الخارجي.

شعرت بحركة على كتفها، فنظرت لهذه الحركة، فوجدت الحرباء الخاصة بها تنظر لها، فإلتقطتها بيديها بإبتسامة واسعة، ثم أردفت:
-"بسقال" كيف حالك؟ أين إختفتِ اليوم؟ بحثت عنكِ كثيرًا.

فبدى على الحرباء أنها تفهمها، وأخذت تتمسح فيها بصمت، فقبلتها "ربوبانزل"، ثم أردفت:
-بسقال، هل تظن أن العالم الخارجي سيء كما تقول أمي وأبي؟

نظر لها الحرباء ويبدو عليها الإعتراض، فإستكملت ربوبانزل:
-غدًا عيد ميلادي الثامن عشر، سوف أفاتحهم في موضوع خروجي ورؤية العالم الخارجي.

إبتسم الحرباء بتأيد.


على الجانب الآخر، نجد شاب، في الخامسة والعشرون من عمره، يمتلك أعين خضراء، وشعر بني اللون، يقود جواد لونه أبيض بسرعة كبيرة، ويبدو عليه أنه مطارد من أحد الأشخاص.

وبعد مدة من الركض بالجواد، توقف "يوجين" عند غابة مليئة بالأشجار المرتفعة، والنبات يغطي معظم مساحة المكان، والعديد من الزهور جميلة المظهر، أخذ ينظر على يمينه تارة، وعلى يساره تارة آخرى.

فجأة خرج من العدم رجل في العقد السادس من عمرة، ثم أردف بفخر:
-عظيم يوجين، تمت العملية بنجاح، تفضل المبلغ المتفق عليه، مبارك عليك.

هتف الرجل عبارته وهو يعطيه حقيبة ممتلئة بالنقود، ثم إستكمل بقلق طفيف:
-ولكن يجب أن تختفى عن الأنظار في الأيام القادمة؛ فرجال القلعة نشروا صورك بكل مكان، وعلى من يجدك سوف يحصل مكافئة كبيرة.

أردف يوجين بلامبلاة:
-حسنًا.

غادرة الرجل، فجلس وقتها يوجين على صخرة كبيرة، ثم أخذ يفكر في القادم، إلى أن غلبه النعاس، ونام في مكانه.


على الجهة الآخرى، داخل البرج العتيق، بالتحديد داخل غرفة ربوبانزل، تقف أمام المرآة وتكرر منذ ثلاثون دقيقة نفس الحديث:
-أمي، أبي، في الحقيقة أنا أود رؤية العالم الخارجي.

فجأة قطع تكررها لنفس الحديث صوت نداء والدتها، فأسرعت بالخروج من الغرفة وهي تلملم شعرها الطويل بشكل غير طبيعي.

أردفت عندما وصلت غرفة الطعام:
-نعم يا أمي؟

أردفت السيدة "ليمار":
-لماذا تأخرتي على القدوم لتناول الطعام؟

أردفت بحماس:
-أمي، أبي، غدًا يومًا هامًا جدًا بالنسبة لي.

أردف الأب بسخرية:
-لماذا يا سمو الأميرة ربوبانزل؟

تجاهلت ربوبانزل السخرية النابعة من والدها، ثم أردفت:
-عيد ميلادي غدًا، وأريد رؤية العالم الخارجي.

نظر والدها نظرات ساخطة، ثم أردف بسخرية وهو يوجه حديثه لوالدتها:
-قابلي.

غادر بعدها الأب وهو ساخط، فأردفت ليمار بغضب:
-لقد أغضبتِ والدك، كفي عن حديث ليس له معنى، سأرى والدك، وأنتِ إنزعي هذه الأفكار عن رأسك، العالم في الخارج متوحش.

القوي يأكل الضعيف، تكثر السرقات في كل مكان، العالم مرعب خاصة على الأشخاص الطيبين مثلك، عودي إلى رشدك ربوبانزل.

جلست ربوبانزل تأكل وهي شاردة الذهب، أردفت هي توجه حديثها لبسقال:
-هل أنفذ الخطة الآخرى؟ حيث أن إستعطافهم لم يجد نفعلًا.

ظهر على الحرباء السخرية، ثم تركها وغادر.
اليوم التالي، صباحًا، إستقظت ربوبانزل بنشاط مخالف لطبيعتها، وأخذت تفعل الروتين اليومي الخاص بها.

حيث غسلت أسنانها، بعد ذلك ووقفت أمام المرآة، وبدأت في تمشيط شعرها، حيث أنه طويل للغاية يصل طوله أكثر من أربع أمتار، إستغرقت ساعة في عمل جديلة تقوم بجمع شعرها، حتى لا يعقها فيما تنتوي على فعله.

وغادرت الغرفة مسرعة؛ حتى لا تتأخر على طعام الإفطار، داخل حجرة الإفطار، ألقت ربوبانزل التحية الصباحية بإبتسامة واسعة:
-صباح الخير، كيف حالكم؟

لم يلتفت لها والدها، بيما أجابت الأم بإتسامة متكلفة:
-حبيبتي ربوبانزل، إجلسي.

بالفعل جلست ربوبانزل، وهي تأكل الطعام بحماس، وبعد مدة من الزمن، نهض الأب، ثم أردف:
-سأغادر للعمل.

أردفت الأم وهي تنهض:
-حسنًا، إنتظرني قادمة معك.

تأملتهم ربوبانزل وهم يغادرون بفرحة شديدة، وبعد أن سمعت صوت إنغلاق بوابة البرج، أسرعت إلى غرفتها، وجلبت حذاء باللون الوردي قامت بإرتدائه على عجالة، وحملت على ظهرها حقيبة صغيرة بها بعض مستلزماتها الأساسية.

ثم أردفت بصوت شبه عالي:
-بسقال، أين أنت؟ سأغادر الآن.

أسرع الحرباء إليها، فحملته ربوبانزل، وأجلسته أعلى كتفها، ثم حاولت فتح البوابة الكبيرة الخاصة بالبرج، بعد العديد من المحاولات تمكنت من فتحه.

أردفت وقتها بحماس:
-من حسن حظي أن والداي كانوا على عجلة من أمرهم؛ لذا نسوا الباب دون أن يغلقوه بالمفتاح، عظيم.

أنهت عبارتها الأخيرة بصرخة حماسية، ثم خرجت من الباب، وأثناء ذلك سطع نور الشمس في وجهها، فأخذت تغلق أعينها الخضراء وتفتحها، في محاولة أن يعتاد بصرها على الإضاءة.

أخذت تتأمل المكان بجوارها كطفل يرى لأول مرة الأشجار، فكان البرج محاط بالأشجار العالية، فأخذت ربوبانزل تصرخ بسعادة:
-بسقال، أنا أرى الأشجار التي طالما قرأت عنها في الكتب، هذا رائع.

وأخذت تلمس الأشجار بذهول، وأخذت تسير ببطئ ومازلت تتأمل المكان، وفجأة وجدت على مكان قريب منها جواد أبيض، فأردفت بحماس شديد:
-بسقال أترى، إنه حيوان، رائع، سأذهب إليه.

كانت روبونزل سعيدة للغاية، وتصرخ بصوت مرتفع من الحماس، إقتربت من الجواد، وأخذت تمسح على رأسه بحب، ثم أردفت بصراخ حماسي لبسقال:
-أترى بسقال، لقد إعتاد علي ولم يغضب.

في نفس الوقت كان يوجين يجلس شادر الذهن ولم ينتبه لربونزل التي تقف أمام الجواد الخاص به، ولكن فزع من صوت صراخها، فهو كان يجلس بإسترخاء شديد.

إنتبه لمصدر الصوت، جذب إنتباهه شعرها الأصفر الطويل رغم الجديلة، إللى إنه يظهر عليه الطول الشديد، كانت متوسطة الطول، وتبدو كطفلة، بكل حركاتها.

فاق يوجين من تأمله على صوتها ذا النغمة الهادئة، وهي تتحدث:
-إنظر بسقال، إنه بشري.

رفع يوجين إحدى حجباه، ثم أردف:
-هل تعيشين مع الحيوانات؟ لكي تتعجبي لهذا الحد لرؤية إنسان.

نظرت له ربوبانزل بإبتسامة، ثم أردفت:
-لا أنا أعيش مع أمي، وأبي، وبسقال.

أردف يوجين بضجر:
-ما دخلي أنا؟ ماذا تريدين؟ لماذا تقفين أمام الجواد الخاص بي؟

أردفت ربوبانزل بإبتسامة:
-ما هذا الذي بيدك؟ إنه يشبه السكين الذي أقطع به الخضروات واللحم.

أخذ يوجين يفكر في أمر هذه الفتاة، ثم أردف بصوت غير مسموع:
-لابد أنها تعرفت علي، وتريد تسليمي للرجال القلعة، وتتظاهر بالغباء.

إقترب منها يوجين ببطء، ثم أردف بإبتسامة خبيثة:
-أتريدين معرفة ما هذا؟

نظرت له روبونزل بإستغراب من إقترابة الشديد، في نفس الوقت باغتها يوجين عندما جذبها من يديها، ثم وضع الخنجر على عنقها، ثم أردف بشر:
-هذا خنجر، سوف أقتلك به، تريدين تسليمي للرجال القلعة أليس كذلك؟ سوف أقتلك.

زعرت روبونزل، ثم صرخت به:
-أنا لا أفهم ما تقوله، ولكني لا أريد الموت مقتولة، فأنا أردت رؤية المدينة بأنوارها الكثيرة، لقد حذرني والداي من العالم الخارجي، ولكني لم أصغ لهم.

في نفس الوقت على صوت صهيل خيول من بعيد، وأقدام تسرع، صرخت روبونزل بخوف:
-الأرض تهتز أسفل قدمي.

أسرع يوجين في الصعود على ظهر الجواد الخاص به؛ للهرب قبل أن يلحق به رجال القلعة، عندما أدركت روبونزل ما ينتوي فعله، فصرخت به:
-هل ستتركني وحدي مع المخلوقات القادمة من بعيد؟ خذني معك.

أردف يوجين بصوت شبه مسموع:
-يبدو أنها معتوهه حقًا.

فجذبها يوجين من خصرها، لتكون أمامه على ظهر الجواد، صرخت به وهي تردف:
-ماذا سيحدث بنا إذا أمسكنا الأشرار؟

نظر لها يوجين وهو مستغرب من هذه الفتاة التي تبدو لا تتصنع الغباء، فأردف يوجين بضجر من صراخها المستمر:
-يا فتاة، إصمتي قليلًا، إن أمسك بنا رجال القلعة سوف يقتلوننا، هل علمتِ ما سيحدث؟

شحب وجه روبونزل، وأخذت تبكي وهي تهزي بنفس الكلمات:
-لم أظن العالم سيء هكذا، أنا خائفة.

عندما لاحظ يوجين أنها تبكي بصوت مرتفع حاول إلهائها، فسألها بإهتمام:
-يا فتاة، ما إسمك؟

عندها لم تجب ربوبانزل، فإستكمل قائلًا:
-تمتلكين شعر رائع.

بالفعل هدأت ربوبانزل قليلًا، ثم أجابت بحماس:
-أنا ربوبانزل، وشعري والدتي أخبرتني أني الوحيدة في العالم التي أمتلك مثل هذا الشعر، لأني مميزة للغاية.

لم ينتبه يوجين لما تقوله، وذلك لأنه إنشغل في الهروب من صوت الصهيل الخاص بالخيول، بعد مدة من الركض بالجواد، توقفوا أمام نهر كبير يحتوي على القليل من المياه.

أردف يوجين بسعادة:
-لقد نجحنا في الهروب.

أردفت ربوبانزل عندما إنتبهة لأمر ما:
-لماذا يصاردنا رجال القلعة؟

شعر يوجين بالحيرة من أمر هذه الفتاة، فهو مشهور في المدينة؛ بسبب إنتشار صوره المطبوعة له من قبل رجال القلعة، لكونه لص خطير إلى حد ما.

حاول يوجين تغيير مجرى الحديث، لذا سألها بتعجب:
-لماذا كنتِ تتواجدين في هذه الغابة المهجورة بمفردك؟

أردفت ربوبانزل بتعجب أكبر منه:
-أنا أسكن في هذه المنطقه التي رأيتك بها، برفقة أبي، وأمي، غير أنني لست بمفردي، فبسقال معي منذ بداية الرحلة.

أنهت ربوبانزل حديثها وهي تخرج الحرباء الخاصة بها أمام وجهه، ظهرت اللامبالاة والتعجب على وجه يوجين، ولم يعلق على حديثها، فسألته ربوبانزل للمرة الثانية:
-لم تجب، لماذا تصاردك رجال القلعة؟

أردف يوجين بضجر:
-عودي منزلك، لقد إنتهينا، من أنتِ لكي أجيب عليكِ؟

أردفت ربوبانزل بغضب:
-كيف سأعود بمفردي وأنا لا أعرف الطريق؟ ومن أنا أخبرتك منذ دقائق أنا ربوبانزل أكثر فتاة مميزة في العالم.

أردف يوجين بسخرية:
-تبًا لتواضعك يا فتاة.


على الجهة الآخرى في نفس الوقت، أمام منزل ربوبانزل، تقف السيدة ليمار، بردائها الأسود، أخرجت المفتاح الخاص بالباب.

حاولت فتح الباب، ولكنها وجدته مفتوح، فهرعت إلى الداخل، أخذت تنادي بصوت مرتفع:
-ربوبانزل، ربوبانزل أين أنتِ؟

صعدت درجات السلم الضيقة في خوف، وبعد دقائق وصلت غرفة روبونزل، ففتحت الباب بقوة، أردف قائلة:
-أين أنتِ ربوبانزل؟

وعندما لم تجدها في أي مكان أخذت تصرخ بقوة، وهي تردف:
-لا، ليس بعد كل تلك السنين، لن أسمح لكِ بالهرب مني، سأجدك.

إقتربت من زجاجة المياه؛ تريد الشراب منها، ولكنها وجدت ورقة مطوية، فأسرعت في فتحها، أخذت تقرأ بصوت مرتفع:
-"أمي، أبي، اليوم عيد ميلادي، أتممت عامي الثامن عشر ولم أرَ العالم الخارجي ولو مرة واحدة.

لذلك لا أريد منكم الغضب، قررت التجول في الخارج قليلًا، وسأعود، وأود منكم ألا تقلقوا، فأنا سأعود في المساء، بعد أن أرى العالم الخارجي في المساء.

شددت السيدة على الورقة بغضب حارق، ثم أسرعت في إرتداء معطفها الأسود، وهمت للمغادر وهي تصرخ بغضب شديد:
-سأجدك، فأنتِ لا تعرفين أحد في هذا العالم.


على الجهة الآخرى بنفس الوقت، صرخ يوجين بغضب؛ بسبب تكررها لنفس السؤال دون ملل:
-لأني لص، علمتِ لماذا أنا مطارد؟ غادري الآن، قبل أن أقتلك، فمن يسرق القلعة بإمكانه القتل بدم بارد.

شعرت ربوبانزل بالخذلان؛ فهو أول شخص تثق به بعد والديها، فغضبت بشدة، كانوا مازالوا على ظهر الجواد، فأخذت روبونزل تصرخ بقوة وهي تضرب بأقدامها ظهر الجواد.

أردفت بصراخ كبير:
-لقد وثقت بك، وأنت في النهاية لصًا، أنت مخادع أيضًا، لما تخبرنِ أنك لص؟

حاول يوجين تهدءتها:
-يا فتاة هل أنا من أجبرتك بالقدوم معي؟ أنت من صرختي بخوفك.

ثارت ربوبانزل أكثر، وأخذت تضرب ظهر الجواد بغضب:
-أريد أمي، أريد أبي، أريد العودة للبرج الخاص بي، أريد غرفتي.

في ذلك الوقت أخذ الجواد يصهل بصوت مرتفع، ورفع أقدامه الأمامة دليل على غضبه من ضرب الفتاة لظهره، ولكن ربوبانزل لم تنتبه لثورة الجواد؛ بسبب غضبها من نفسها.

فأخذت تضرب على ظهره، أردف يوجين بصراخ يحاول منعها عما تفعل:
-يا معتوهه، سيقتلنا الجواد، كفي عن ركله بقدمك.

قبل أن تستوعب روبونزل حديثه، قام الجواد بنفضهم عن ظهره وهو مازال يصهل، فشعروا بسقوطهم داخل النهر الموجود أمامهم، فصرخت روبونزل بقوة، وأردفت وهي تبكي:
-سأموت في يوم عيد ميلادي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي