Part 5

"الجهاز متهكر"
تحدثت صاحبه الشعر القصير و هى تنظر فى الجهاز اللوحى الذى بين يديها بهدوء.
نهض الاخر من مقعده متقدما منها بخطوات سريعه واقفا بجانبها.
"يعنى ايه متهكر؟ و ازاى؟"
تسائل بغضب لتعض هى على شفتها السفليه بتركيز لتبدأ بالعبث هنا و هناك تحت نظراته المستغربه من ذلك الوضع.
"بص انا قدرت أوقف التهكير بتاع الجهاز، بس لو المواعيد دى مهمه اوى من الأفضل انك تغيرها بسرعه"
تحدثت صاحبه الشعر القصير بجديه لينظر لها الاخر ببرود.
" انتى عرفتى انه متهكر ازاى؟"
تسائل صاحب الجسد الرياضى ببرود لتذفر هى بخفه.
"انا كنت شغاله مع واحد مدمن إلكترونيات، مفيش حاجه صعبه عليها فى أمور التهكير و الحاجات دى، علمنى كام حاجه بسيطه قبل ما يموت او بمعنى أصح يتقتل"
تحدثت صاحبه الشعر القصير ببرود ليستغرب الاخر من جمودها ذاك.
" و انتى عرفتى منين انه اتقتل و مامتش لوحده؟ حتى لو اتقتل مش كان الأفضل انك تموتى معاه؟!"
تسائل عمر ببرود و هو يتخذ المقعد المقابل لها مجلسا له ليتفحصها.
" و هما يموتوا واحده بتروح كل يومين تنضف الشقه و تعمل اكل ليه؟ إيهاب اتقتل لانه قبل ما يموت بيومين كان قلقان و خايف و لما سألته مالك قالى انه عرف معلومات مكنش ينفع انه يعرفها، و وقع مع ناس جامده اوى و مبيهزروش، إيهاب رغم وحدته الدايمه الا انه عمره ما اكتئب او حتى فكر فى الانتحار، بالعكس كان شخصيه مرحه جدا و بيحب الحياه و بيحب يجرب حاجات جديده، مش معقوله بقا هيشنق نفسه و ينتحر"
تحدثت صاحبه الشعر القصير بهدوء متذكره ذلك المدعو إيهاب.
" اديكى قولتى كنتى بتنضفى الشقه، يعنى خدامه، بقا فيه واحد هيعلم خدامه أمور الهكر و الحاجات دى؟! "
تحدث صاحب المنكبين العريضان ببرود لتبتسم صاحبه الشعر القصير بهدوء.
" اللى خلاه يعلمنى هو هو اللى خلاك تدينى حاجات مهمه زى دى"
تحدثت صاحبه الشعر القصير ملوحه بالجهاز اللوحى فى وجه عمر الجامد.
" اختبار ثقه، دى كل الحكايه"
تحدثت مره آخرى بهدوء واضعه الجهاز اللوحى على قدمها مره اخرى فاتحه اياه عابثه به بهدوء.
"هتغير حاجه فى المواعيد و لا هتفضل ثابته؟ "
تسائلت صاحبه الشعر القصير بهدوء ليذفر الاخر بخفه.
"سيبى كل حاجه زى ما هى و انا هتصرف بعدين"
أنهى أمره ناهضا متوجها إلى مكتبه مره اخرى جالسا خلفه.
اغلقت صاحبه الشعر القصير الجهاز اللوحى واضعه اياه بإهمال على الاريكه متوجهه إلى النافذه لتنظر من خلف زحاجها بهدوء.
ظلت واقفه تنظر أمامها بشرود دون أن تشعر بمرور الوقت حتى مرت ساعه كامله و هى تقف مكانها بسكون غريب.
"سيلا"
نطق عريض المنكبين لتلتفت له بهدوء مهمه له.
"خلى سالى تعملى فنجان قهوة"
تحدث آمرا لتومئ له بخفه.
"سالى دى اللى هى السكرتيره صح؟"
تسائلت بهدوء ليومئ لها بخفه لتخرج من المكتب سريعا.
"لو سمحتى عمر باشا بيقولك عايز فنجان قهوة"
تحدثت صاحبه الشعر القصير و هى تقف امام تلك التى تطالعها ببرود.
.


.
.
.
.
كان عمر يجلس بمكتبه ليسمع صوت تكسير من الخارج و شئ يصطدم بقوة ليهرول للخارج.
وقف ليشاهد صاحبه الشعر القصير و هى تنظر ببرود إلى السكرتيره التى تضع يدها على انفها الذى ينزف بغزاره.
التفتت صاحبه الشعر القصير إلى الخلف لتحصل على صفعه قويه جعلت وجهها يلتف بشده مع شفتها السفليه التى نزفت قليلا.
ابتسمت صاحبه الشعر القصير بإستهزاء و هى تمسح قطرات الدماء بظهر كفها بينما وجنتها اليمنى كانت حمراء بالكامل بينما أصابع كفه رسمت بعنايه عليها.
تحركت من أمام غضبه الهادر مغادره المكان بأكمله حيث تخطت الحراس بسهوله شديده دون ان تدع احد يلاحظها.
اخذت تسير بلا وجهه حتى شعرت بالألم الساحق فى قدميها التى تأن بالألم لتجلس على الرصيف متجاهله تلك النظرات المحيطه بها من كل اتجاه.
لم تعلم أين هى، أو حتى ما المده التى سارت بها على قدميها.
اخرجها من شرودها هاتفها المحطم الذى يرن لتخرجه و تجد انها صاحبه العقار التى تسكن على السطح الخاص به.
"الو"
"بصى يا بنتى انا لما وافقت انك تسكنى فى الاوضه اللى فوق السطوح وافقت علشان ظروفك اللى حكيتيهالى، لكن رجاله تفضل طالعه نازله و تشبهى العماره لا، دوريلك يا بنت الحلال على سكن تانى بعيد عن هنا، و كدا كدا الرجاله بتوع الصبح اخدوا كل حاجتك من الاوضه، يعنى مترجعيش تانى"
انهت تلك المرأه العجوز حديثها مغلقه الاتصال لتتنهد صاحبه الشعر القصير بقوة واضعه يديها على وجهها مجهشه بالبكاء.
.
.
.
.
.
عند عمر الذى يتنفس بغضب و هو ينظر إلى سكرتيرته التى تنزف انفها بشده.
" قومى اغسلى مناخيرك و وشك، و لما النزيف يقف تعالى على مكتبى"
تحدث بنبره أمره ليدلف إلى مكتبه جالسا خلف شاشته ليتابع اللقطات التى حدثت بمكتب سكرتيرته منذ دقائق قليله.
لاحظ تصرف سكرتيرته الفظ و هى تنظر إلى سيلا بتكبر و فظاظه.
تابع ليجدها تنهض من على مقعدها و هى تلكز سيلا بكتفها بينما سيلا تنظر لها ببرود منتظره انتهاء حديثها.
يبدو أنها قالت شئ آثار أعصاب سيلا لتقوم بدفعها مصطدمه بالمكتب خلفها ليقع ذلك الكوب الزجاج أرضا متحطما إلى قطع صغيره.
رأى غضب سكرتيرته التى انفعلت رافعه يدها للأعلى ناويه ضرب سيلا و لكنها كانت اسرع منها حيث أمسكت بيدها ثانيه اياها بسرعه صادمه وجهها بسطح المكتب ليسمع صوت دقات خفيفه على باب مكتبه لتدلف سكرتيرته بعد ذلك بهدوء.
"ايه اللى حصل برا؟"
"و الله يا عمر باشا ما عملت حاجه هى اللى...."
تم مقاطعه حديثها بضربه قويه من كفه على سطح مكتبه لترتعد السكرتيره بتوتر و خوف.
"هسألك للمره التانيه و الاخيره، حصل ايه برا؟"
تحدث بقوة و بنبره لا تحمل النقاش ابدا لترتعد السكرتيره بخوف و توتر.
" احنا الاتنين شدينا فى الكلام قدام بعض زقيتنى جايه بضربها راحت ماسكه رأسى و ضربانى فى المكتب"
وضحت السكرتيره بتوتر لينظر لها ببرود.
"و مين اللى بدأ؟ "
تسائل بهدوء لتطأطئ السكرتيره رأسها أرضا بخزى.
"مين اللى بدأ؟"
صاح بغضب ليرتعش جسد السكرتيره بتوتر.
"انا"
همست بها بصوت يكاد يخرج من فاهها ليذفر بقوة ممسكا بالكوب الذى أمامه دافعا اياه بقوة ليمر بجانب وجهها ليتحطم أرضا فى لحظات، بينما السكرتيره كادت أعينها تخرج من محجريهما.
"لو شوفت خيالك هنا تانى هندمك على اليوم اللى اتولدتى فيه"
تحدث بفحيح كالافعى لتهرول السكرتيره من أمامه بسرعه ليذفر هو بثقل ممسكا بهاتفه ببرود.
"تقبوا و تغطسوا و مترجعوش غير و سيلا معاكم، يا اما مترجعوش خالص"
أنهى أمره مغلقا الاتصال ليرجع ظهره للخلف مغلقا عيناه بقوة.
.
.
.
.
.
الوقت تأخر و مازالت سيلا تسير بلا هواده و تفكر أين ستبيت هذه الليله و الليالى التاليه لهذه الليله.
وقفت فى منطقه هادئه للغايه لتجد عده سيارات مصفوفه لتقرر اقتحام أحدهم لتبيت بها حتى الصباح على الاقل.
اختارت سياره ذى زجاج معتم لتفتحه و تدلف اليها لتذهب فى سبات عميق استمر لعده سويعات قليله للغايه حتى شروق الشمس.
نهضت بتكاسل لتخرج من السياره غالقه اياها كما كانت لتخرج فارده جسدها بتكاسل لتشعر بضربه قويه على رأسها من الخلف ادت إلى سقوطها مغشى عليها.
.
.
.
.
.
"~اه~"
تأوه بسيط خرج من فاه صاحبه الشعر القصير لتشعر بأنها تتحرك لتفتح عيناها ناظره حولها بتشوش و رأسها يكاد ينفجر من شده الألم.
"اشربى ده"
صوت ذكورى كانت تعلمه جيدا لتنظر إلى مصدر الصوت ببرود.
"نزلنى"
تحدثت ببرود و هى تنظر لعمر الذى ينظر لها ببرود اكثر.
" بتوجعك؟"
تسائل و هو يتلمس تلك الكدمه الزرقاء المرسومه بإتقان على وجنتها اليمنى لتبعد يده بغضب.
"بقولك نزلنى"
تحدثت و هى تضغط على أسنانها بقوة و غضب ليتنهد بخفه.
"بصى حواليكى ،الصحرا محوطاكى من كل مكان، تقدرى تقوليلى هتتصرفى ازاى او هتروحى فين؟"
تحدث ببرود بينما هى غضبها مازال مسيطر عليها.
"ملكش فيه،نزلنى"
تحدثت بغضب بينما هو تجاهلها كليا معتدلا فى جلسته كأنها لا تحادثه لتستدير للباب المجاور له فاتحه اياه بينما السياره تسير بسرعه كبيره على ذلك الطريق السريع.
نظر لها عمر بصدمه عندما وجدها على استعداد للقفز من السياره ليمسك بخصرها بقوة أمرا السائق لكى يوقف السياره بسرعه.
"اوعى ،وسع، وسع"
ظلت تتخبط بين ذراعيه محاوله الخروج من قبضته التى تحيط خصرها بقوة.
"انتى مجنونه هترمى نفسك و العربيه ماشيه"
صاح بغضب و هو يثبتها كى لا تقوم بإيذاء نفسها و ايذائه أيضا.
"انا اللى زيى الموت بيبقى نافر منهم، لو الموت كان عايزنى كان اخدنى من زمان، انا الموت مش حاطط أسمى فى القايمه بتاعته، لأنه لو كان حاطط أسمى كان زمانى تحت التراب من زمان"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي