Part 3

"و مين اللى قال انى عايزة اهرب؟"
تحدثت صاحبه الشعر القصير و هى تجلس أمام صاحب الهاله المخيفه.
رفع الاخر حاجبه الأيمن بإبتسامه جانبيه من قوه من تجلس أمامه فهو لم يتجرأ احد على مواجهته هكذا من قبل.
"استخبيتى فى عربيتى ليه؟"
تحدث بنبره رجوليه عميقه لتحتضن من تجلس أمامها كتفاها كأنها تحتضن نفسها طارقه بأصابعه النحيفه عظمه ترقوتها من خلف الملابس و تلك الأصابع جذبت انتباهه بحق.
"مكنتش اعرف انها عربيتك، انا اول ما لقيت عربيه الازاز بتاعها عاكس و مش بيبين مين اللى فى العربيه فتحتها و ركبت فيها"
تحدثت صاحبه الشعر القصير و هى مازالت على وضعيتها السابقه تطرق بأصابعها النحيله على عظمه ترقوتها.
"و مين اللى كانوا بيجروا وراكى و كانوا بيجروا وراكى ليه؟ "
تسائل مره اخرى و هو ينفث دخان سيجارته ببطئ لتتنهد هى بقوة.
"رجاله الاسيوطى، و كانوا بيجروا ورايا علشان علمت على الريس بتاعهم"
تحدثت ببرود ليقطب الاخر حاجبيه بإستغراب.
"علمتى عليه ازاى؟ و تقصدى الاسيوطى بنفسه؟ "
فضوله سيطر عليه إلا أن نبره صوته المسيطره لم تعكس فضوله قط.
"كسرت ازازه على دماغه، و ايوه اقصد الاسيوطى بنفسه"
قلبت عيناها بملل ليمسك فكها بقبضته الحديديه فجأه لتنظر له هى بصدمه.
"دورى عينك مره تانيه او اتكلمى معايا بالاسلوب ده و هخليكى تتمنى الموت و مش هتلاقيه"
تحدث بقوة و هو يضغط على فكها و المسافه بين وجهيهما صغيره للغايه.
ترك وجهها بقوة ليسمع صوت طرقعه رقبتها أثر لف رأسها بقوة الا انه لم يبالى و كان ثانى انطباع أخذه عنها أنها تحمل جلد خفيف و بشره حساسه للغايه بسبب صبغ وجنتيها باللون الأزرق أثر مسكه لهما.
" اسمك ايه"
تحدث بقوة مره اخرى لتتنهد صاحبه الشعر القصير بخفه.
"ريح نفسك أسمى مش هتلاقيه فى السجلات من الأساس"
تحدثت صاحبه الشعر القصير لينظر لها الاخر ببرود.
"و ده ليه ان شاء الله"
تحدث من يجلس ببرود و كأنه يسخر مِن مَن تجلس أمامه.
"انا اتخطفت من أهلى و انا لسه فى اللفه و اللى خطفونى كانوا مبينادوش بالاسامى و لما اتقبض عليهم دخلت الملحئ انا و اللى كانوا معانا بس كنا كبرنا اننا نتسجل لانه مش معروف لينا و لا اصل و لا فصل فطلعنا اسامى على نفسنا"
تحدثت صاحبه الشعر القصير بهدوء ليحك الاخر ذقنه بخفه متذكرا تلك الأحداث التى تقصها من تجلس أمامه.
" و انتى بقا كان ايه رقمك؟ "
تسائل ببروده المعتاد لتتنهد صاحيه الشعر القصير بقوة.
" كنت رقم ١٠"
تحدثت صاحبه الشعر القصير ليومئ لها الاخر بهدوء.
" و سميتى نفسك ايه؟"
سأل مره اخرى بهدوء لتنظر له صاحبه الشعر القصير و عيناها تلمع.
"سيلا"
تحدثت بهدوء ليومئ لها الاخر ناهضا من مجلسه لتتبعه فى الوقوف.
"اطلعى غيرى لبس البلياتشو اللى انتى لابساه ده و انزلى علشان تيجى معايا"
تحدث صاحب المنكبين العريضين ببرود لتقطب الاخرى حاجباها.
"هنروح فين؟"
تسائلت صاحبه الشعر القصير قاطبه حاجبيها بفضول ليلتفت لها واضعا يديه فى جيبى بنطاله.
"هخليكى تحت عينى شويه لحد ما اعرف ايه حكايتك "
تحدث ببرود و هو يرمقها من رأسها حتى اخمص قدميها.
" عندى شغل"
تحدثت هى أيضا ببرود متربعه لينظر لها بتمعن.
"و بتشتغلى ايه بقا؟"
سأل و هو يتقدم ببطئ إليها حتى وقف أمامها ليصنعا تواصل بصرى.
"انا على باب الله، يعنى بشتغل كل حاجه و اى حاجه"
تحدثت و هى تنظر فى عينه بقوة ليومئ لها.
"اعتبرى نفسك اشتغلتى معايا "
تحدث ببرود و هو يعطيها ظهره صاعدا إلى الأعلى ليبدل ملابسه هو الاخر.
بعد مرور بعض الوقت نزل بوقار و هو يرتدى بدلته الكلاسيكيه السوداء و يعدل من ساعته ليجدها كما تركها تجلس على الاريكه واضعه قبضتها أسفل وجنتها.
"مغيرتيش ليه؟"
سأل بغضب قاطبا حاجبيه و هو يرمقها بقوة لتنظر له هى بهدوء.
"اولا مبحبش البس حاجه مش بتاعتى و اتلبست قبل كدا، ثانيا مبحبش استايل اللبس ده"
تحدثت هى ببرود ليضع يديه فى جيب بنطاله الخاص ببدلته الكلاسيكيه.
"و انتى مين قالك انهم اتلبسوا قبل كدا؟ "
سأل ببرود و هو يحك ارنبه انفه بخفه لتتنهد هى.
"ريحه البرفان الحريمى المختلفه اللى طالعه من الهدوم "
تحدثت بهدوء ليرفع حاجبه الأيمن دلاله على تعجبه منها.
"و بعدين ؟هتفضلى بلبس البلياتشو ده؟"
تحدث بعد أن تنهد بقوة لتنهض هى واقفه أمامه بهدوء.
"سيبنى اروح اغير هدومى و ساعه و هبقى قدامك"
تحدثت بهدوء لينظر فى عيناها للحظات قبل أن يلتفت و يعطيها ظهره.
"  تعالى ورايا"
تحدث ببرود و هو يخطو للخارج لتتبعه هى بهدوء.
.
.

.
.
.
ظلت واقفه أمام باب السياره بينما هو ينظر لها ببرود.
"اركبى"
نطق ببرود لترفع هى حاجبها الأيمن بإمتعاض.
" هنروح فين؟!"
تسائلت و هى تضع يديها فى جيبى بنطالها الكبار للغايه ليتنهد هو بخفه مشيرا لأحد حراسه من الخلف ان يرغمها على الركوب بالسياره مغلقا الباب بعد ذلك.
"عنوانك ايه؟"
تسائل بهدوء و هو يتفحص شئ ما فى هاتفه لتفضل هى الصمت لينظر لها بطرف عيناه.
"مبحبش أكرر الكلام كتير"
تحدث بنبره هزت اوصالها رغم الهدوء المسيطر على ملامحه او البرود ان صح القول.
تنهدت هى بقوة فهى فى غنى عن ذلك الحوار الذى ستكون هى الخاسره به لتخبر السائق بالعنوان الذى سيتوجه اليه.
"العماره الجايه"
قطعت هى ذلك الصمت الذى دام لمده لا بأس بها و هى تخبر السائق ليصف السياره فى مكان فارغ لتفتح السياره نازله منها لتجده يتبعها فى النزول من السياره.
تفحص ذلك الحى بعيناه ليجد انه حى سكنى متوسط الحال ليس بالغناء الفاحش و ليس بالفقر المدقع.
تحركت من مكانها ليتبعها بهدوء و الحراس تتحرك خلفه لتقف فجأه ناظره له بهدوء.
"لو سمحت عايز تيجى معايا تيجى لوحدك من غير الحراس علشان محدش من السكان يتخض، يا اما تستنانى هنا مع الحراس بتوعك"
تحدثت هى بهدوء بارد لينظر لها بتفحص بينما هى تقف منتظره قراره.
"استنوا انتوا هنا"
تحدث ببرود مشيرا لها برأسه على أن تتحرك لتدخل إلى ذلك المبنى الواضح عليه انه بُنى منذ عشرات السنين.
صعدا السلالم بهدوء لأكثر من ثمانى أدوار دون استراحه ليتفحصها بعيناه من الخلف، رغم جسده الرياضى و دوامه على التدريبات لعانى من صعود تلك السلالم بينما هى بحسدها الصغير ذلك كيف تتحمل كثره تلك السلالم، ثانى انطباع أخذه عنها أنها متحمله لدرجه كبيره.
وصلوا إلى وجهتهم اخيرا و التى كانت سطح ذلك المبنى المكون من عشر طوابق او اكثر لتتنهد بقوة فور ان وقفت أمام تلك الغرفه الصغيره على ذلك السطح.
توجهت إلى الباب رافعه يدها و هى تبحث عن شئ ما حتى وجدت ضالتها و التى كانت مفتاح تلك الغرفه لتفتحها بإبتسامه لتدخل و هو يتقدم خلفها للداخل.
تفحص تلك الغرفه بعيناه بهدوء وجد سرير صغير مهترئ أسفل تلك النافذه المتشققه حمام صغير تكاد تكون مساحته منعدمه يتم تغطيته عن طريق ذلك الستار و حوض للإغتسال فى الواجهه بينما وجد مقعد خشبى صغير خلف باب تلك الغرفه و أمام ذلك السرير وجد براد صغير الحجم و موقد صغير موضوع أرضا بجانب تلك الاوانى قليله العدد المرصوصه بعنايه أرضا.
تبع صاحبه الشعر القصير بعيناه حتى وجدها تسحب شئ ما من أسفل ذلك السرير و الذى اتضح انه حقيبه مهترئه لتفتحها مخرحه منها بعض الملابس بهدوء لتضعهم بجانبها ناظره له بهدوء.
"ممكن حضرتك تخرج لحد ما اغير هدومي؟ و متخفش مش هعرف اهرب من هنا الا اذا كنت عايزة اموت"
تحدثت صاحبه الشعر القصير ببرود و هى مازالت تجلس على ذلك السرير المهترئ لينظر لها نظره اخيره قبل أن يتوجه خارج تلك الغرفه بشموخ و برود.
اغلقت ذلك الباب الضعيف خلفه ليتوجه هو حيث السور المحيط بذلك السطح لينظر للأمام بقوة و شموخ ليبدأ الهواء فى التلاعب ببعض من خصلاته الفحميه.
فتحت الباب و هى تضع بين أسنانها ذلك الخبز الملفوف بينما تحاول أن ترتدى حذائها الرياضى أثناء سيرها للخروج من الغرفه.
انتهت من ارتداء الحذاء لتسحب ذلك الخبز من بين أسنانها بينما تمضغ قطعه بين قواطعها.
نظر لها بتفحص ترتدى ذلك البنطال الجينز الواسع و عليه ذلك القميص بلون السماء الذى أغلق بأكمله مشمره عن ساعديها بينما شعرها لم يحتاج للتصفيف لانه قصير بلفعل لذلك اكتفت يتمرير اصابعها النحيله بين خصلاتها تحت أنظاره مشيره له برأسها بأنها انتهت.
سار أمامها بخطوات هادئه رزينه لتتبعه هى بعدم مبالاه و هى تمضغ ذلك الخبز الذى بيدها نزولا من ذاك المنزل.
صعدا السياره معا مره اخرى لينطلق السائق إلى وجهته المحدده بينما هى تجلس بتململ بجانبه بينما هو مشغول فى مطالعه هاتفه الخاص.
توقفت السياره ليترجل هو لتتبعه بهدوء واضعه يدها بجيوب بنطالها و هى تتفحص المكان بعيناها بينما هو يسير بشموخ و رجاله يتبعونه .
دخل للمصعد للتبعه هى و رجلان من رجاله بينما الآخرين ذهبوا إلى مكان اخر لا تعلم هى أين.
لمحت الحارس و هو يضغط على زر آخر طابق لتتنهد بخفه مزيحه اى فكر عن رأسها للوقت الحالى على الاقل.
توقف المصعد ليخرج الرجلان اولا مفسحين المجال لرئيسهم الذى خرج بهدوءه المعتاد لتخرج هى بعده و هى تتفحص المكان بعين شغوفه.
هى لم ترى باقى أدوار الشركه بينما هى متأكده بأن ذلك الطابق يختلف عن باقى الطوابق.
سارت بخطوات هادئه خلف ذلك الهادئ الذى يعرف وجهته جيدا.
لاحظت غرفه مغلقه على الجانب الأيمن لتنفض فكره انها مكتبه الخاص من رأسها لانه تخطاها بالفعل واضعه فى رأسها انها ستكتشف ماهيتها فيما بعد بالتأكيد.
لاحظت تلك الفتاه صاحبه الجسد الممشوق و التى ترتدى ملابس تحتضن قوامها بشده كأنه سيتفتت اذا تحركت حركه خاطئه.
"اهلا بيك يا عمر باشا"
نطقت بدلال لم تأبه له صاحبه الشعر القصير بينما عيناها مازالت تجول فى المكان بينما لم تلاحظ تلك العينان التى تتفحصها بعنايه و تنظر لها بإشمئزاز.
تحرك هو لتتحرك خلفه مجبره نفسها على التوقف عن النظر حولها و اتباع خطواته لداخل ذلك المكتب الضخم و الذى يصرخ بالفخامه و العصريه التى جعتلها تفتح فاهها قليلا و هى تنظر حولها بتفحص.
تركته يتحرك بإتجاه مكتبه بينما هى توجهت إلى ذلك الحائط الزجاجى ناظره من خلفه.
المنظر هنا يشبه منظر السطح الخاص بها الا ان هنا يختلف الامر كثيرا.
صوت رنين شئ ما صدح بالمكان فجأه لتعبث هى بجيوبها مخرجه ذلك الهاتف المحطم و الملفوف بأشياء غريبه تمد فى عمره قليلا بعد لتضغط عليه ليتوقف الرنين واضعه اياه على اذنها.
"الحمد لله.......... لا............. ايه!"
صرخت فى نهايه حديثها بصدمه بينما عيناها جحظتا بغير تصديق.
"طيب هكلمك تانى"
تحدثت مره اخرى و هى تتنفس بغضب لتغلق ذلك الاتصال سريعا و هى ترفع رأسها للأعلى تحاول التحكم فى غضبها حتى تتأكد من الأمر.
كانت تتوجه إلى مكتبه الذى يجلس عليه يتابع إحدى الأوراق التى بيده ليقاطعها صوت طرق الباب ليفتح بعد ذلك داخله منه السكرتيره ذات الجسد الممشوق.
"الاسيوطى باشا و رجالته برا يا فندم، ادخلهم؟"
تحدثت بدلال مبالغ ليومئ لها ببرود بينما صاحبه الشعر القصير تقف تحاول استيعاب كل ما يحدث حولها.
"ده انت بتسلمنى تسليم اهالى"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي