Part 4

"ده انت بتسلمنى تسليم اهالى بقا"
نطقت صاحبه الشعر القصير بإبتسامه غاضبه و هى تتنفس بغضب.
فتح الباب ليدخل منه رجل فى مثل سن ذلك البارد تقريبا و فى نفس جسده ليتبعه رجلان ضخام و من سوء حظها انها تعلمهم كما انهم يعلمون من هى بالفعل.
لاحظت انقطاب حاجبى اول شخص دخل للغرفه -الاسيوطى- لينظر لرجاله بعد ذلك بغضب.
"دى اللى خلصتوا عليها"
نطق ذلك الشاب -الاسيوطى- و هو ينظر لرجاله بغضب ليبتلعا الاثنان فى خوف و توتر من غضب من أمامهم بينما صاحبه الشعر القصير تقف متربعه و على محياها ابتسامه لم تصل لعيناها حتى.
أشار الغاضب برأسه لرجاله للتقدم و الإمساك بتلك الفتاه بينما هى تقف بدون حراك.
تقدم الرجلان الضخمان اللذان فى ثلاثه أضعاف حجمها لتبدأ المواجهه.
نهض ذلك البارد من خلف مكتبه ليخطو بخطوات بسيطه واثقه نحو إحدى المقاعد المريحه الموجوده فى ذلك الركن ليجلس بأريحيه مستندا بذراعه التى تزينه ساعه ضخمه من ماركه مرموقه و هو يراقب تلك المعركه التى أمامه بعيون ثاقبه.
صاحبه الشعر القصير كانت تتفادى اللكمات ببراعه متقنه كأنها تدربت كثيرا و كانت تسدد اللكمات بقبضتها الصغيره فى مواضع مدروسه لتؤلم و تشل الحركه للقليل من الوقت.
سأمت من ذلك القتال العقيم و التى يبدو أنه سيرهقها هى فقط لتمسك بتلك الطاوله الزجاجيه الصغيره و رغم ثقلها الا انها قفزت بها قليلا منزله بزجاجها أعلى رأس احد الرجلان ليسقط أرضا مغشيا عليه و رأسه تنزف بقوة.
وقفت تتنفس الصعداء و هى تشير للرجل الاخر بالاقتراب ليقترب منها بغضب و هو يركض بإتجاهها لتستغل هى ذلك الوضع ممسكه برأسه ضاربه اياها فى الحائط الذى خلفها بقوة ليسقط هو الاخر مغشيا عليه أرضا بجانب صديقه.
وقفت بزهو تعدل من ملابسها لتسمع صوت تلقيم سلاح لترفع نظرها بإتجاه ذلك الغاضب و هو مشهرا السلاح بوجهها بتلك الطريقه لتبتسم بإستهزاء.
تقدمت هى بخطوات هادئه بينما ذلك البارد يتابع بأعين ثاقبه و بهدوء لتقف أمام فوهه السلاح لتنظر بأعين ذلك الغاضب بثقه كأنها لا تغشاه و لا تغشى الموت حتى.
بحركه سريعه و بتشتت من قبل الغاضب سحبت السلاح من يده بسرعه و بحركه مدروسه لتتبادل الأدوار لتصبح هى المتحكمه و الممسكه بالسلاح.
ابتسمت بإستهزاء على خوف من أمامها لتتنهد بقوة مفرغه السلاح من الرصاصات.
"متخافش مش انا اللى اتحمى فى سلاح، و كفايه اوى انى علمت عليك علامه تفضل فاكرنى بيها طول حياتك"
تحدثت صاحبه الشعر القصير بإبتسامه جانبيه مستهزأه ليرمقها الاخر بغضب.
"خليك راجل و متتحاماش فى سلاحك"
تحدثت صاحبه الشعر القصير و هى تلقى بالسلاح بعيدا أخذه وضع القتال مره اخرى.
" كفايه"
اخيرا نطق البارد و هو ينهض من مجلسه متوجها إليهم بخطوات واثقه لتنظر له صاحبه الشعر القصير بعينان لامعتان و نظره غريبه.
عدلت صاحبه الشعر القصير ملابسها مره اخرى بينما من يقف أمامها ينظر لها بغضب.

"شيل النظره دى من على وشك و بعد كدا احترمها علشان هتشتغل معايا"
نطق البارد اخيرا و هو ينظر لذلك الغاضب الذى جحظت عيناه بصدمه من ما قاله لتبتسم صاحبه الشعر القصير بإستهزاء.
"بس"
حاول الغاضب الاعتراض ليرمقه البارد بنظره اصمتته ليغادر ذلك المكتب بينما البارد ذهب لمكتبه ممسكا بالهاتف.
" ابعتى الفراش و اربع رجاله حالا"
تحدث ببرود مغلقا الهاتف بعد ذلك بينما صاحبه الشعر القصير تقف تتابع كل ما حولها بهدوء واضعه يديها فى جيب بنطالها.
لم يمر دقيقه و كان هناك دقا خفيفا على الباب ليفتح بعد ذلك ليدخل منه اربع رجال فى حجم الفاقدين للوعى أرضا و خلفهم شخص آخر ممسكا بأدوات التنظيف.
أشار البارد برأسه على الرجلان الملقيان أرضا ليتوجه الرجال الاربعه لحملهم كل اثنان شخص بينما عامل النظافه بدأ فى تنظيف تلك الفوضى.
ظلت صاحبه الشعر القصير واقفه بمكانها تتابع ما يحدث حولها بهدوء بارد حتى انتهى الجميع و خرجوا و لم يتبقى سواها هى و البارد فى ذلك المكان.

تقدم البارد بخطى هادئه ليجلس على أحد المقاعد و هو يرمق تلك الواقفه بنظرات ثاقبه.
"اقعدى"
نطق بصوت ذكورى رخيم لتجلس صاحبه الشعر القصير أمامه بهدوء منتظره حديثه الا انه لم ينطق بحرف واحد.
"طيب هتتكلم انت و لا اتكلم انا؟"
نطقت صاحبه الشعر القصير و هى ترمق من يجلس أمامها بهدوء.
لم يتحدث مره اخرى لتتنهد هى بقوة ماسحه على وجهها بقوة.
"طيب اتكلم انا، بأى حق تقرر عنى اذا كنت هشتغل معاك او لا؟ و بأى حق تبعت رجالتك على بيتى و يدخلوه بالطريقه اللى خلت سكان العماره كلهم يقلقوا بالطريقه دى؟"
نطقت صاحبه الشعر القصير بحده و عيناها تلمعان بشئ ما من التحدى.
"هتشتغلى و هتبقى معايا زى ضلى، هتفضلى ورايا اربعه و عشرين ساعه فى الاربعه و عشرين ساعه، هتنظمى مواعيدى و لبسى، هتعيشى معايا فى بيتى لانى لسه عايز احط عينى عليكى، هتبقى مسئوله عن اكلى و شربى و حتى لبسى"
تحدث البارد بنبره بارده كالثلج مثل شخصيته لتحك هى جانب فمها بإبتسامه مستهزأه.
" مش عايزنى أحميك و اغيرلك البامبرز بالمره"
تحدثت صاحبه الشعر القصير بإستهزاء لتجده فى ثانيه ناهضا من مجلسه و هو ينحنى بجزعه للأمام حتى كان وجهيهما قريبا جدا من بعضهما البعض.
"اتكلمى معايا بالاسلوب ده تانى و صدقينى مش هتردد و لو للحظه انى اخلص عليكى و بنفسى"
نبرته الهادئه عكس نظره عينيه المرعبه لتبتلع فى وجل و قد زاغت عيناها بتوتر و بعض الخوف منه.
ابتعد عنها ليعود إلى مكانه بهدوء مره اخرى ناظرا إليها بهدوء.
"لو فيه اى غلط و لو صغير انتى اللى هتتحاسبى عليه، تطلعى دلوقتى تاخدى المواعيد كلها من السكرتيره و لما نروح هتتكلمى مع المسئوله عن البيت و تعرفى منها انا بصحى امتى و بنام امتى و بحب ايه و مبحبش ايه"
أكمل حديثه بهدوء بارد لتحاول الحديث الا انها قامت بإمساك نفسها ليلاحظ هو ذلك ليشير لها برأسه دلاله على جعلها تتحدث.
" عايزنى اشتغل معاك ليه؟ و اشمعنا انا؟ "
تحدثت عما كان يجول برأسها ليعتدل بجلسته جالسا بأريحيه أكثر.
" انتى قولتى انك بتشتغلى كل حاجه و اى حاجه، و انا لسه عايز احط عينى عليكى، و بما انك بتشتغلى اى حاجه فتشتغلى معايا و بكدا ابقى عملت اللى انا عايزة و انتى كمان اشتغلتى و ليكى مرتب ثابت"
تحدث البارد موضحا لصاحبه الشعر القصير وجهه نظره.
"طب........"
"قومى خدى المواعيد من السكرتيره علشان تظبطيها"
قاطعها أمرا اياها لتتنهد بقوه بينما هو نهض متوجها خلف مكتبه ليبدأ فى مزاوله عمله مره اخرى.
نهضت صاحبه الشعر القصير لتخرج للسكريتره كما أخبرها مغلقه الباب خلفها ليتابع هو ما بيده بهدوء و تركيز.
بعد قليل من الوقت فتح الباب لتدخل منه صاحبه الشعر القصير بدون استئذان او طرق على الباب ليضرب بيده بقوة على سطح مكتبه لتنظر له صاحبه الشعر القصير بإستغراب.
"بعد كدا متدخليش المكتب غير لما تخبطى و انا ائذنلك بالدخول"
تحدث مغلقا عيناه و قبضته مغلقه بقوة لتنظر له صاحبه الشعر القصير بإستغراب مومئه برأسها بعدم مبالاه لتجلس متربعه على إحدى المقاعد و بين يديها ذلك الجهاز اللوحى الذى أخذته من السكرتيره من الخارج.
جلست على تلك الاريكه و هى تصب جام تركيزها على ما بيدها لتجلس متربعه أعلى الاريكه بينما هو يطالعها بين كل حين.
"الجهاز ده خاص بيك لوحدك؟"
تسائلت قاطبه حاجباها لينظر لها بهدوء و مازال مكانه.
"أيوه"
تحدث بهدوء و هو ينظر لها من مسافه ليراها قاطبه حاجباها بينما اصابعها تلعب بسرعه على ذلك الجهاز اللوحى.
"الجهاز ده عليه حاجات مهمه؟"
تسائلت و عيناها مازالت مرتكزه على الجهاز الذى بين يداها.
" طبعا عليه مواعيد الاجتماعات و الصفقات للشركه"
تحدث هو بإستهزاء لتنظر له بجمود مديره الجهاز اللوحى له.
"الجهاز متهكر"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي