Part 11

"مالى ان مش واحده زيك تمنع نفسها عنى، و اللى مش راضيه تدهولى بمزاجك هاخده منك بالعافيه"
صاح عمر بغضب و هو ينحنى يحمل سيلا على كتفه صاعدا بها إلى غرفته بينما هى تصرخ بقوة تضرب ظهره بكل قوتها عله يفيق او يتراجع عن قراره المتهور و لكن لا حياه لمن تنادي.
طوال الطريق حيث غرفه عمر و سيلا تصرخ بأعلى نبره تملكها و تضربه على ظهره بأقصى قوتها حتى شعرت بالخدر فى قبضتيها.
دلف عمر إلى غرفته و هو مازال يحمل سيلا على كتفه صافعا الباب خلفه بقوة متقدما من السرير ملقيا عليه سيلا بقوة.
"انت هتعمل ايه؟"
صاحت سيلا برعب و هى ترى عمر بادئا فى خلع ملابسه.
"هاخد اللى انا عايزة، اللى انتى مستحرماه عليا و محللاه على غيرى"
صاح عمر بفحيح لتنهض سيلا بسرعه محاوله الافلات من يده و لكنه كان الأسرع فى أمساكها و رميها على السرير لتصبح محاصره أسفل جسده.
"آه"
أطلقت سيلا تأوه قوى و هى تحيط معدتها التى تؤلمها بشده ليزداد جنون عمر اكثر.
" خايفه على اللى فى بطنك اوى؟ خايفه على العلاقه اللى بينك و بين حبيب القلب؟"
"انا بطنى بتوجعنى علشان عليا الدوره يا غبى، انهارده اول يوم و لو مش مصدق اسأل الحارس اللى سايبه هو جيه معايا الصيدليه و انا بشترى الالويز و المسكن"
صاحت سيلا بأعين دامعه ليفيق عمر من تلك الحاله الغريبه المسيطره عليه مبتعدا عن سيلا التى نهضت متراجعه بخوف مبتعده عن عمر الذى يحاول استيعاب ما حدث.
نظر إلى سيلا وجدها تتكور على نفسها فى طرف السرير تنظر له بخوف، خوف اول مره منذ رآها من اول مره يجده فى عيناها، و منه هو.
تراجع للخلف بذهول و عيناه مازالت عليها لا يعلم ماذا يفعل او حتى ما الذى كان سيفعله بها بسبب لحظه غضب منه عليها.
"انا مش عايزة افضل هنا تانى، مش عايزة يبقى ليا علاقه بيك تانى، بالله عليك تسيبنى امشى و ملكش دعوه بيا"
تحدثت سيلا بنبره باكيه و هى تنظر إلى عمر بأعين دامعه ليومئ لها بخفه.
"قومى ،و الصبح تقدرى تروحى المكان اللى انتى عايزاه و انا مش هيبقى ليا دعوه بيكى"
تحدث عمر بهدوء لتهرول سيلا لخارج غرفته ليجلس هو على طرف السرير ناظرا الى انعكاسه بالمرآه ليحطمها بعد ذلك.
لن ينكر انه قام بالعديد من الأشياء المخله للأدب و الأخلاق و لكنه لم يجبر امرأه يوما على أقامه علاقه، و ها هو كان على وشك فعلها.
مع بدايه شروق شمس يوم جديد كانت سيلا تغادر الفيلا ذهاب بلا عوده حتى انها لم تنتظر ان تودع احد.
.
.
.
.
.
بعد شهر ملئ بالتقلبات ها هى سيلا تقف على الحوض و أمامها كومه كبيره من الأطباق التى تقوم بغسلهم و كلما قاربت على انتهاء دفعه توضع لها دفعه اخرى و لكنها تعمل دون كلل او ملل و يكفيها انها تنام داخل المطبخ بعد انتهاء الدوام و بعد تنظيفه.
جلست سيلا خارج المطبخ تستريح قليلا و تتناول بعض الطعام الذى لم تذقه منذ الصباح و هى تنظر إلى كفها الذى اختفت معالمه و جرح كثيرا بسبب بقائه فى الماء لمده طويله.
تنهدت بثقل مغلقه عيناها لتفتحهم بعد مده قصيره لتجد ذلك الجسد أمامها بملابسه السوداء.
رفعت سيلا عيناها للأعلى و هى تتمنى ان يخيب ظنها هذه المره و لكن لا.
وجدت عمر ينظر لها من الأعلى و لكن ملامحه غريبه، ملامحه باهته و ذقنه شائكه و هو الذى لم يترك نفسه هكذا ابدا.
"سلمى جتلك هنا قبل كدا؟"
سأل بسرعه دون سؤالها على حالها حتى لتومئ له سيلا و خوفها منه سيطر عليها مره اخرى.
"قومى معايا"
تحدث عمر بسرعه و قوه و هو يمسك بيده جاعلا اياها تنهض و لكن قواها قد خارت لتسقط أرضا و هى تنظر له برعب و هى تومئ بالنفى بحاله هيستيريه.
نظر لها عمر بصدمه غير مصدقا ذلك التحول الذى طرأ عليها و بسبب من؟ بسببه هو!
جلس القرفصاء أمامها مكوبا وجهها ناظرا بعينيها المليئه بالدموع ناطقا بصوت رخيم.
"سيلا انا مش عايزك بالضعف ده، انا اسف انا عارف انى غلطت بس انا مش عايزك ضعيفه كدا، سيلا انتى لازم ترجعى قويه تانى، سيلا انا محتاجلك الفتره دى و انتى كمان هتحتاجينى، احنا الاتنين لازم نقوى بعض علشان دى فتره صعبه علينا احنا الاتنين، فوقى يا سيلا و ارجعى قويه تانى علشان خاطرى"
نظرته المستنجده لها، صوته الذى يظهر به الخوف، يده التى تتشبث بوجهها كأنها أمله الوحيد فى النجاه، كل هذه الايماءات و التصرفات جعلتها تجمع شتات نفسها و تومئ له و قد تبدد الخوف بداخلها منه.
" دلوقتى تعالى معايا و تعملى زى ما هقولك بالظبط من غير ما تعلقى على حاجه خالص، و انا هفهمك كل حاجه بعدين، ماشى!"
تحدث عمر و هو مازال جالسا أمام سيلا التى اومئت له بهدوء لينهض ممسكا بيدها مساعدا اياها على النهوض لتنهض معه بهدوء.
توجه إلى السياره لينطلق بها و سيلا فقط تجلس بجانبه دون فهم.
وقفت السياره فى مكان غريب لتنظر سيلا حولها بعدم فهم.
" انزلى يلا"
تحدث عمر و هو ينزل من السياره لتتبعه سيلا بهدوء تسير خلفه حتى وجدته يدلف إلى مكان وضع على بابه لافته كتب عليها *مأذون*.
"كل حاجه جاهزه؟"
سأل عمر ذلك الرجل الذى قابله فور ان دلف إلى ذلك المكتب الكبير.
"كل حاجه تمام يا باشا و الشهود جوا مع المأذون"
نطق ذلك الرجل ليومئ له عمر بهدوء ممسكا بيد سيلا تابعا اياه.
"هو فيه ايه؟"
تسائلت سيلا بعدم فهم لينظر لها عمر بهدوء ضاغطا على يدها بخفه يشعرها بالأمان.
"متخافيش،بس متسأليش على حاجه دلوقتى خالص و انا و الله هفهمك كل حاجه بعدين، بس تعملى اللى هقولك عليه"
تحدث عمر بجديه لتومئ له سيلا بهدوء تابعه اياه حتى جلسا أمام ثلاث رجال غير الرجل الذى دلهم للداخل و غادر بعد ذلك.
"بطاقتك يا عروسه"
تحدث رجل يجلس بوقار و أمامه دفتر كبير لتوقن سيلا انه هو المأذون.
" اتفضل"
تحدث عمر و هو يمد يده بطاقتين، واحده تخصه و الأخرى تخص سيلا التى تنظر له بعدم فهم و لكنه أعطاها نظره مطمئنه.
بدأ المأذون فى قول خطبته المعهوده ليبدأ فى إجراءات عقد القران بعد ذلك.
"أمضى يا عريس"
تحدث المأذون و هو يضع الدفتر أمام عمر الذى تناول القلم مزيلا الورقه بإمضائه بسرعه.
"أمضى يا عروسه"
تحدث المأذون مره اخرى بإبتسامه بشوشه و هو يضع الدفتر أمام سيلا التى أمسكت القلم بتوتر و خوف ناظره إلى عمر الذى اومئ لها مطمئنا اياها لتوقع بإسمها و هى تشعر انه ستحصل اشياء عديده و مفاجئه بعد ذلك.
"بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما فى خير"
صاح المأذون بإبتسامه بشوشه مباركا لعمر و سيلا اللذان اومئا له بخفه مغادرين مكتب المأذون متوجهين إلى فيلا عمر.
امسك عمر بيد سيلا دالفين إلى الداخل صاعدين إلى الأعلى حيث الغرف لتشعر سيلا بالخوف و التوتر فور ان اقترب عمر من غرفته و لكن ما اراحها قليلا انه قام بتخطى غرفته واقفا أمام الغرفه التى تواجدت بها للمره الأولى التى أتت بها هنا عند اصابتها.
"ادخلى غيرى هدومك بأى حاجه من اللى فى الدولاب بس بسرعه علشان عندنا مشوار مهم"
تحدث عمر بسرعه تاركا سيلا متوجها إلى غرفته غير معطيا سيلا فرصه على الاعتراض حتى.
دلفت سيلا إلى الغرفه بغضب متوجهه إلى الدولاب فاتحه اياه بقوة و غضب فهى لطالما كرهت ان ترتدى ملابس شخص آخر، أو تلتصق رائحه شخص بها و ها هى تفعل ما تكرهه الان و لكنها وقفت مصدومه تنظر إلى الملابس المرصوصه بعنايه و جمله سلمى تتردد بعقلها.
"انتى عملتى ايه فى عمر خليتيه يتغير كدا!"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي