12قُبلة

ألكساندر
أشعر بنار الغيرة تندلع بداخلي ، وهذا الأحمق دراجون قريب إليها ، وزادها ريد عندما همس إلي ،
- " ذلك اللعين يريد أن تكون ممتناً له ، لأنه أنقذها من أيدي الروجرز ؟!
- على أساس أننا كنا سنتركها لهم ؟!
- الآن يدعي الشهامة !!
- منذ متى وهو يعرف للرجولة مسمى ؟!
- ذلك البغيض أبشع خُلقاً من المارقين ، إنه لم يترك فصيلاً ، إلا وحقد عليه !!
- كم هو خبيث وقذر !!
- الآن يتلبس رداء النبل ، ويتظاهر بالأخلاق عالية !!
- دراجون المنحرف اللعوب ، يريد أن يسحب البساط من أسفل قدميك ألكس.

أجبته بإختناق ،
- " لن أمرقها لهما ، أتراها ؟! إنها تتحداني ".

ريد بامتعاض ، يتمتم مستكملاً واصلة هجاءه ،
- " اللعنة !! لا يمكنني أن أتحمل ، وأنا أتخيله يرمق صوفيا بأعينه المتفرسة الوقحة ، ويتأمل مفتانها بتمعن ... سحقاً لقد نظر هذا الوغد إلى ما هو لنا !!
-إلى رفيقتنا ألكس !! "

اخترق أفكارنا صوت ذئبة رفيقتنا ، وهي تقول ، - " أنا أحب غيرة ريد ، ولطف دراجون أيضاً ، لا زلت أتمنى الاثنين رفقاء لنا ."

هنا وما عاد للصبر معنى ، فإذا كانت تحب لطف هذا الماكر ، فسأجعلها تعشق قسوتنا ، وإذا بي أقبض على خصلات شعرها ، أقربها إلي وأنا أتشرب ملامحها بنظرات اشتهاء صادقة.

منذ أن رأيتها وهي تتهادى في خطاها نحوي بثوبها المثير هذا ، وأنا أتمنى أن أزرعها بين ضلوعي حتى لا يراها غيري.

لم أنتظر بل شرعت في تنفيذ ما رغبت به ، وأنا أشن هجومي العنيف على شفاهها المغرية ، أُقَبِّلها بقوة وشغف ، وكأنني أعاقب شفتيها على ما أثارته صاحبتهما بداخلي من غيرة رعناء.

شعرت برجفة جسدها ، وأنا أضمها إلي بذراعي الحر ، ولكن عنيدتي لا تلين ، بل ظلت تقاوم إحساسها بي ، وهي تدفعني بعيد عنها ، ولكنني كنت مصر على تلقينها درساً لن تنساه.

زأرت برفض عندما شعرت بقوة مضاعفة تحاول نزعها من بين يدي ، لوهلة لم انتبه للموقف الدائر حولنا ، وكأنني انفصلت بها عن العالم ، لا خبرة لي بالنساء ، واستمالتهن ليست ضمن هواياتي المفضلة ، ولكنني أشعر بالاكتمال الآن.

التفتتُ أرمق هذا القميء بِشر ، فهو من يحاول إبعادها عني ، وإذا به يقبض على ذراعها ، يورايها خلفه ، وأكثر ما أزعجني أنها ظلت تتهرب بنظراتها مني ، تناسيت محاولاتها لدفعي ، وهي تجاهد لفك حصاري لها عندما رأيت وجهها الجميل يتخضب بحمرة شهية.

صاح ريد بانتشاء ، يقول بحماس ،
- " رفيقتنا عذراء ألكس ، لم يمسها ذكر ، أشعر بها ، إحساس رائع يا رجل "

جذبني من شرودي فيما صرَّح به ريد ، صياح دراجون ، وهو يقول بسماجة ،
- " هاااي ... أنت !! كيف تجرؤ على مضايقتها وهي بحمايتي ، أي نوع من الرجال أنت ؟! إنها تبغضك يا عديم الكرامة ، لو كنت بنفس موقفك لتركتها ورحلت ".

تباً !! ما تفوه به من ترهات جعلني أفقد السيطرة على ريد الذي صاح يعلن عن ظهوره ، وقبل تحول دراجون هو الآخر أشار إلى حرسه المرابطين في الأعلى داخل أبراج المراقبة المثبتة على مسافات محسوبة حول سور قلعته كإشارة منه بالهجوم.

وإذا بصافرات الإنذار تعلو ، وسيل من الحشود تتدفق من الداخل ، تزحف إلى الخارج كفيضان سيكتسح في طريقه الأخضر واليابس.

وكما علمني أبي ، أن أقوى طرق الدفاع هي الهجوم ، لذا بادرت بالانقضاض قبل أن يكتمل تحول كلانا ، أهدر فيه بحدة بعد أن طرحته أرضاً على ظهره ، اعتليه قابضاً على نحره ،
- " أنت مَن يسعى إلى الحرب أيها الأحمق ؟! وگأنك نسيت آخر الجولات بيننا يا زير النساء "

ابتسم لي دراجون بتهكم ، يسدد إلى كبريائي ضربة في مقتل ، وهو يقول بسخرية ،
- " لا أرى أن زير النساء صفة قبيحة ، ماذا عنك ؟! هل فقدت شغفك بهن ، أم أنك عاجز عن إشباع رغباتهن أيها الألفا ؟!

لا مجال الآن لفض النزاع بمعاهدات السلام اللعينة ، لقد خطى هذا الدراجون إلى المحظور ، فهويت بجبيني أسدد إليه ضربة قوية أعلى عظمة أنفه.

حالما رأيتُ الدماء تتفجر من جرح عميق بموضع الإصابة ، تولى ريد زمام الأمور وكذلك فعل تنينه ، ودارت بيننا معركة طاحنة لا تقل ضراوة عن تلك التي نشبت بين جنود الصفين.

نعيق الغربان أعلى رؤسنا يدل على ابتهاجها لقرب حصولها على وجبات سخية ، وتخضُب الرمال التي ارتوت أسفلنا بدماء الضحايا من كلا الجانبين جعلتني أشعر بالذنب ، ولكن هو مَن أجبرني على خوض معركة ستسقط فيها جثث الأبرياء ، هو المذنب ... لا أنا.

اقترب الخلاص ، صحيح أن كلانا خالدان ، ولكن طعنة قوية بمنتصف قلب أحدنا ستنهي هذا الصراع الأمدي ، وعلى ما يبدو أن هذا ما كان يخطط له دراجون منذ البداية ؛ لذا قام باستدراجي إلى هنا بعد أن فشل في ذلك بالسابق.

تمكنت منه بعد أن خارت قوانا وعدنا إلى هيئتنا البشرية ، وتكرر مشهد البداية ليكون نهاية هذه الحرب الدامية بأن ثبته أرضاً بعد أن اقتنصت خنجر من حزام خصر أحد جنوده كان على مقربة منا يهاجم حارس من حراسي ، وقبل أن أوجه نصل الخنجر إلى صدر دراجون ، صنعت حزاً دائرياً برقبة تابعه الذي سقط قتيلاً على الفور.

توقفت يميني الممسكة بمقبض الخنجر الملطخ نصله بالدماء بمنتصف طريقها ، عندما استمعت إلى صوت حمقائي التي ركعت إلى جوارنا على ركبتيها تقول بالتماس ،
- " توقف أرجوك ، إلى هنا وكفى ألكس ، يكفي من دفعوا حياتهم بسب عنادكما ، وكنت أنا حجتكما هذه المرة ، سآتي معك أيها الألفا ، فقط أوقفا تلك اللعنة بحق الآلهة ".

ارتجفت قبضتي ، ولا أعلم لم امتثلت إلى مطلبها ؟!
لم أحرر دراجون بل صحت في جيشي بنبرة آمرة أقول ،
- " فليثبُت كل جند من أتباعي بمكانه ، وتنسحب صفوف دراجون إلى بوابة القلعة "

ثم وجهت حديثي إلى ذلك الدراجون الذي يلتقط أنفاسه بصعوبة ، وأنا أرمقه بتحذير قبل أن أفلت الخنجر ،
- " أؤمرهم بالانسحاب بدلاً من أن آخذهم أسرى بعد أن أقتلك ، نفذ وعلى الفور قبل أن أتراجع عن قراري ".
ترى هل سيستجيب دراجون لأوامر ألكساندر ؟! وإذا كان الاستسلام هو نتيجة هذه المعركة، كيف ستجري الأمور بين المارقة وألفاها ؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي