الفصل الثالث

بعد ذهاب " حسام" و شقيقه "مروان" ظل "مؤمن" شارد الذهن، عقله لم يكف عن التفكير في صاحبة تلك العيون التي قلبت كيانه، و جعلته يحدث نفسه قائلاً..
"مش ممكن تكون دي عيون راجل أبدًا.. أنا متأكد أنها عيون بنت في منتهي الجمال.. عشان نظرتها مش عايزة تفارق خيالي و لا تطلع من دماغي"..

صوت طرقات على الباب انتشلته من شروده، اعتدل بجلسته، و صدح صوته الصارم مغمغمًا ..
"أدخل"..

دلف إحدي العساكر و تحدث بعدما القي التحية العسكرية قائلاً..
" مؤمن باشا وصل لنا بلاغ من المخبرين إن في جيم هيتفتح في بيت أهالي من غير ترخيص ، عملنا تحريتنا عنه طلع البيت ملك واحد اسمه سعد الحلبي توفي من فترة، و ساب مراته و و أولاده بنت في كلية هندسة و ولد لسه صغير، و معروفين بالأدب و السمعة النضيفة، و كمان بنته هي اللى هتفتح الجيم ده سيادتك"..

اعتلت ملامح" مؤمن " الدهشة، و تحدث بتساؤل قائلاً..
"لما هما معروفين بالأدب و السمعة النضيفة أمال مين اللي قدم فيهم البلاغ ده!!! "..

" خالة البنت هي اللي قدمت البلاغ يا فندم"..

رفع" مؤمن " حاجبيه بدهشة مغمغمًا..
" اللي مبلغ عنها تبقي خالتها!!! "..
أشار له يحثه على استكمال حديثه، فتابع العسكري كلامه بأسف.. ..
"أيوه يا فندم.. و في كذا واحدة عملوا نفس البلاغ و التحريات أثبتت أن خالتها هي اللي ورا كل اللي مقدم البلاغ .. و كمان خالتها دي تبقي والدة الشابين حسام و مروان الحلبي اللي لسه كانوا هنا عند سيادتك"..

ذادت دهشة" مؤمن " أكتر، و بفضول قال..
"البنت اللى متقدم فيها البلاغ إسمها أيه؟"..

" فتون.. إسمها فتون الحلبي سيادتك "..

كم راقه هذا الإسم كثيراً، شعر بأنه يليق على صاحبة تلك العيون الفاتنة، انتصب واقفًا، و جمع أغراضه المكونه من هواتفه، و جزدانه الجلدي، و سلاحه الآلي، و تحدث بأمر قائلاً..
"بلغ القوه يجهزوا.. خلينا ننزل نشوف ولاد الحلبي دول حكايتهم أيه بالظبط...

غادر مكتبه بخطوات واسعة، متجه نحو طريق سيقلب حياته رأسًا على عقب..

.........................................

..داخل ورشة صيانة للسيارات..

تعمل " فتون" بها بمنتهي الاحترافية و المهارة العالية، حتى أصبح إسمها علامة مسجلة، يأتي إليها أصحاب السيارات و الدراجات البخارية خصيصاً، بعدما أثبتت مهاراتها بهذا العمل الشاقه..

صوت رنين هاتفها المستمر، أجبرها على ترك ما بيدها، و أسرعت بالرد حين لمحت اسم ابن خالتها..
"أيوه يا مروان. طمني عملتوا أيه؟"..

"اطمني متقليش إحنا قولنا اللي اتفقنا عليه و خرجنا من القسم أنا و حسام.. بس تعالي بسرعة يا نون في بوليس هنا بيسأل عليكي و تقريبًا هياخدوا خالتي"..

ذُهلت "فتون" من ما قاله لها، جعلها تركت عملها، و ركضت بهرولة تجاه درجتها البخارية، و هي تقول..
" طيب أقفل أنت.. و أنا جاية حالاً "..

أغلقت دون سماع رد منه، و طلبت رقم آخر، و انتظرت الرد بنفاذ صبر..
" بنت حلال يا فتون يا بنتي.. أنا كنت لسه هطلبك دلوقتي عشان أقولك إن في حد عامل فيكي بلاغ، و في ظابط نزل بالبوكس و معاه حاملة رايحين ليكم في الطريق"..

تحدثت " فتون" بتساؤل قائله..
"مين يا عم قدري اللي قدم البلاغ ده؟ ، و الظابط اللي جاي في الطريق ده نظامه أيه بالظبط؟ "..

"هعرف و أقولك مين اللي بلغ عنك .. و بالنسبة للظابط فهو راجل جدع و شديد في الحق أوي و يعرف ربنا كويس و مبيحبش الظلم.. يعني يا بنتي متقلقيش من حاجة أنتي سمعتك زي الجنيه الدهب زي أبوكي صاحب عمري الله يرحمه "..

" الله يرحمه يا عم قدري.. أنا هقفل معاك دلوقتي و هتصل بيك تاني تكون عرفت لي مين اللي بلغ عني.. مع السلامة "..
أغلقت الهاتف، و ارتدت خوذتها، و انطلقت بسرعة الرياح نحو منزلها..

....................................

وصل" مؤمن " هو وقوته منزل" فتون" و بدأ يرى عمله على أكمل وجه..

أخذ يجول داخل المشروع المقدم فيه البلاغ.. كان عبارة عن مكان للألعاب الرياضه لكنه مخصص للاناث فقط ، و مازال تحت الإنشاء..

"فين صاحب المشروع ده؟!"..
أردف بها "مؤمن" بهدوء عكس ضجيج قلبه الذي يتلهف لرؤية تلك ال "فتون" ..

" أنا اللي فاتحة المشروع ده يا سعادة البيه"..
غمغمت بها "صفاء" الواقفه ترتجف من هول الموقف الذي أول مرة تضع فيه..

"مؤمن".. "أنتي فتون الحلبي ؟!"..

"صفاء ".. بخوف.." لا يا حضرة الظابط.. فتون دي تبقي بنتي..

شفق " مؤمن " على خوفها و تحدث بأسف قائلاً ..
" البلاغ متقدم بأسمها هي و لازم تيجي معانا عشان نكمل التحقيق في القسم"..

بكت" صفاء " و أردفت بنبرة راجية قائلة..
" بنتي لا يا بيه الله لا يسيئك.. خدني أنا بدالها.. هي معملتش حاجة.. أنا هاجي مع سيادتك و حقق معايا.. بس سيب بنتي"..

"ماما!!!"..
كان هذا صوت" فتون" التي دلفت للتو مندفعه نحو والدتها التي فتحت ذراعيها و ضمتها بقوة، و انفجرت ببكاء مرير..

وقف "مؤمن" يتابعها، بأعين متلهفه، فهو لم يرى وجهه"فتون" التي أتت من خلفه، و ارتمت بحضن والدتها فأصبح ظهرها مقابل وجهه..

" أهدي يا ماما.. كفاية عياط.. متخفيش يا حبيبتي احنا كل ورقنا سليم"..

مرت لحظات مرت عليه كأنها سنوات حتى أخيرًا استدارات "فتون" و تقابلت عينيه بعينيها الساحرة، حينها تزلزل كيانه كله دفعة واحدة، يتطلع لها بنظرات منبهرة من جمالها الذي خطف أنفاسه، و جعله غير قادر على إخفاء إعجابه بها،

نظرته الجريئة.. المتفحصه لملامحها ،اخجلتها كثيراً، فتوردت وجنتيها بحمرة قانية، و ابتعدت بعينيها عن عينيه مدمدمة بتوتر..
"اممم.. ممكن أعرف هو في أيه بالظبط يا حضرة الظابط"..

انبلجت إبتسامة على قسمات "مؤمن" ذادت من وسامته أضعاف مضاعفة، و جعلت ارتباك "فتون" يتضاعف هو الأخر خاصة حين مد يده لإحدى الوافين أخذ منه الأساور الحديديه، و اقترب منها وضعهما بنفسه حول يدها، و الأخرى حول يده تحت انظارها و أنظار والدتها المندهشة..
" هتعرفي كل حاجة في القسم"..
قالها بصوته الأجش و هو يتحرك بها في اللحظة التالية، سحبها خلفه لخارج المنزل،لا يدري لما فعل هذا،و لكن كل ما يعلمه أنه يشعر بفرحة غامرة أنه وجد صاحبة العيون التي أسارته، و كم تمنى بداخله لو يقبض على كفها بين قبضة يده.

ركضت خلفهما "صفاء " و هي تصرخ وتلطم خديها مرددة..
"بنتي.. فتووون.. وخدينك على فين يا قلب أمك"..

"قولتلك متعيطيش يا ماما..  أرجعي أنتي خليكي مع كارم..و متخفيش عليا "..

وصل بها نحو سيارة القسم.. فتح الباب، و رفع يده و ضع كف يده على رأسها، و دفعها برفق داخل السيارة ،و صعد بجوارها مغمغمًا للسائق بأمر..
"أطلع على القسم يا ابني"..

في تلك اللحظة كان بداخله شعور يُلح عليه بشدة أن يغير مسار الطريق، و يهرب بها تجاه منزله..

بينما "فتون" تجلس بجواره بأنفاس عالقة في صدرها بسبب قربه منها، و رائحة عطره التي تداعب حواسها، و لأول مرة شعرت بنبضات قلبها تتسارع كأنه سيقفز من بين ضلوعها..

.........................................

جلس "مروان" بجوار خالته "صفاء" يربت على يدها بحنو كمحاولة منه لتهدأتها، حتى تتوقف عن البكاء،
"متعيطيش بقي يا خالتي.. النون ميتخفش عليها، و أنا كلمت أخويا حسام هيروح وراها على القسم"..

"صفاء".. "البلاغ ده ميطلعش من حد غير أمك يا مروان.. هي اللي عملتها.. قالتلي انها عايزه تحرق قلبي على بنتي "..

حرك "مروان" رأسه لها بالايجاب و هو يقول..
"عندك حق يا خالتي.. الحقيقة أمي هي اللي بلغت على النون.. ما أنتي عارفه انها تطيق العمى و أنتو لا"..

" بالظبط كده.. انا أطيق العمى فعلاً عنك يا صفاء انتي و الحيزبونة بنتك"..
قالتها"صفية" التي دلفت للتو من باب الشقة المفتوح، و اقتربت من شقيقتها التي تطلع لها بأعين باكية، بينما هي تبادلها النظرة بأخرى شامتة، و تابعت بغل، و حقد دفين..
" متخفيش يا صفاء.. فتون المرادي هتاخد إعدام أن شاء الله و أنتي تموتي وراها و الواد اللي بتقولي عليه ابنك ده هنوديه ملجأ، و نبقي ارتحنا منكم كلكم مرة واحدة"..

مسحت "صفاء" دموعها بعنف، و تحدثت بهدوء رغم ألم و حرقة قلبها..
"لو في حد هنرتاح منه فهيبقي أنتي يا صفية.. أنا بنتي هتطلع لأن كل ورقها سليم.. الدور والباقي عليكي.. أنتي أزعجتي السلطات ببلاغ كاذب هيتقبض عليكى بسببه و ترتمي في السجن"..

بهتت ملامح" صفية" و شحب وجهها من شدة خوفها و أرتعاد قلبها، و تحدثت بصوتٍ مرتجف قائلة..
" أنتي بتخوفيني بكلامك ده ليه أن شاء الله .. أنا يا ختي مبلغتش عن بنتك و لا ليا علاقة بلي حصل؟!! "..
صمتت فجأة حين انتبهت لوجود ابنها الذي يختبئ منها خلف خالته، فأيقنت أنه أعترف على فعلتها الحمقاء، عضت على شفتيها بغيظ عارم، و هجمت عليه تحاول الوصول إليه إلا أن يد" صفية" منعتها عنه، لتصرخ بغضب مرددة..
" أنا هقطع خبرك انهارده يا واد يا قليل الرباية يا نقال الكلام،مش هسيبك يا مروان يا ابن بطني"..

كانت "صفية" تقف حائل بينهما، تحاول جاهدة منعها من الوصول ل "مروان" الذي يتحامي فيها من والدته التي لم تستطيع الصمود أمامها طويلاً..

"يعني أنتي بتستقوي نفسك عليا يا صفية.. طيب أنا هوريكي.. سيمبا.. سمسم".. صاحت بها" صفاء"، ليصدح نباح الكلبان و اتو إليها راكضين على الفور،

لتفر "صفية" هاربة في الحال و هي تلقى وابل من الشتائم و تتوعد لأنها و شقيقتها قائله..
"بتتحامي مني في خالتك يا مروان.. بتقوي ابني عليا يا صفاء.. طيب أنا و انتي و الزمن طويل.. مش هسيبك يا صفاء"..

.................................

"مؤمن"..

يسير بخطواته الواثقه بالممر الطويل المؤدي إلى مكتبه، تسير خلفه "فتون" تتابع كل ما يدور حولها بأعين منبهرة، فهي أول مرة تدلف داخل قسم شرطة، و أول مرة ترى ظابط له حضور ، و وقار شديد الجميع يهابه و يستقبلوه بالتحية العسكرية بكل خطوة يخطو بها حتى وصل لمكتبه، ففتح له الحارس، و دلف بها نحو الداخل..

فك قيدها به على مضض قبل أن يجلس على مقعده الجلدي بأريحية، خلع نظارته الشمسية و وضعها جانبًا، و ظل يتطلع لها بصمت..
تسير بطريقة مصطنعه كالرجال، ملامحها الفاتنة تخفيها خلف شحم الماكينات التي تقوم بإصلاحها، تخفي شعرها عن عينيه أسفل هذا الآيس كاب، و كم ود لو يستطيع ازاحته عنها، هبط بعينيه لثيابها ذات الطابع الذكوري أيضًا،

تعجبت هي من نظراته لها التي لا تخلو من الإعجاب، اخجلتها، و راقت لها في آنٍ واحد، لكنها رسمت اللامبالاة على ملامحها، و تحدثت بتساؤل قائلة..
"هو أنا مقبوض عليا بتهمة أيه يا فندم!!"..

حاول السيطرة على توتره بسبب جمال عينيها،  صوتها العذب الناعم الذي أطار اللُب من عقله،
ابتعد بوجهه عنها كمحاولة منه لإخفاء مدى إعجابه بها، استعاد جموده، هب واقفًا و سار نحوها حتى توقف أمامها مباشرةً،تعمق النظر في عينيها الساحرتين، إلا أن بهما لمحة حزن، هبط برأسه لمستوى اذنها فهي بالنسبة لطوله الفارهه قصيرة للغاية، و تحدث بصوته الأجش قائلاً..
"ادخلي الحمام.. اغسلي وشك من الهباب اللي عليه ده و تعاليلي"..
أنهي حديثه و أشار لها على حمامه الخاص الموجود بالمكتبه،

ترجعت "فتون" خطوتين للخلف مبتعده عنه، فقربه منها بهذه الطريقة داعبت حواسها، خاصةً حين تسللت رائحة عطره النفاذة إلى انفها، وجدت نفسها تأخذ نفس عميق ملئت بها رئتيها، جاهدت حتى تخفي توترها من قربه، و خجلها منه فتحدثت بنبرة ساخرة قائله..
"حضرتك تعبت نفسك و جيت بالبوكس و العساكر تقبضوا عليا و تجبني هنا على القسم عشان أغسل وشي عندكم!!!"..

ضحكت ضحكة مستهزءة، تابعت دون إنتظار رد منه..
"متشكرة أوي يا سعادة الباشا احنا عندنا حمام في بيتنا هروح أغسل وشي فيه"..
ختمت حديثها، و استدارت تستعدللذهاب ليوقفها صوته الصارم..
" اثبتي مكانك "..

صوته القوي أرغمها على التوقف في الحال، لكنها توقفت دون أن تلتفت إليه، و قد تسارعت دقات قلبها بعنف حتى استمعت لصوت خطوات قدمه التف حولها حتى توقف أمامها مرة أخرى ، و تابع بلهجة حادة قائلاً..
"أنتي فاكرة نفسك في فسحة و لا جيبينك هنا نهزر معاكي عشان عايزة تروحي من نفسك.. أنتي متقدم فيكي بلاغ و بطاقتك اللي معايا مكتوب في خانة النوع أنثى"..

تطلع لها من أعلى إلى أسفل و تابع بخبث..
"و أنا شايف قدامي هيئة راجل ملوش علاقة بالأنوثة نهائي، فاتفضلي اغسلي وشك و شيلي الكاب اللي على دماغك ده أنتي في مش محجبة في صورة البطاقة .. عايز أشوف شكلك زي اللي في البطاقة بالظبط "..

احتقن وجهها بحمرة قانية من شدة غيظها، و خجلها، و رمقته بنظره ناريه، و فتحت فمها لاتتحدث، لكنه اوقفها بأشارة من كف يده صائحًا بلهجة لا تحمل النقاش..
" يله نفذي اللي قولته حالاً"..

اندفعت من أمامه نحو الحمام بخطوات غاضبه، دلفت للداخل و صفعت الباب خلفها بقوة كادت أن تهشمه،

أبتسم هو باتساع على غضبها الطفولي، و عاد لمقعده جلس عليه ثانيةً ينتظر خروجها على أحر من الجمر،

وقفت "فتون" خلف الباب مستنده بظهرها عليه، أنفاسها ملاحقه بسبب غضبها من هذا ال "مؤمن" الذي يصفها بالرجل، صكت على أسنانها متمتمة بغيظ..

"يا باي عليه.. قليل الزوق بشكل.. بقي أنا مليش أي علاقه بالأنوثه؟!"..
حدثت بها نفسها وهي تطلع لانعكاس صورتها بالمرآه أمامها، أبتسمت بخبث و هي تنزع الكاب من فوق شعرها، فتحت صنبور المياه و غسلت وجهها أكثر من مرة، فاشرقت ملامحها و استعادت لونها الأبيض الناصع بعدما زالت آثار الشحم عنه،

فكت عقدة شعرها الحريري الأسود الفاحم ، تركته ينسدل على طول ظهرها، و خصلاته الكثيفة هبطت على وجهها المستدير بهيئة تخطف الأنفاس،

توردت وجنتيها بحمرة ناعمة و قد بدت أنثى الآن بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أصبحت تشبه حبة الكريز الطازجة حقًا يسيل لعاب كل من وقع عينيه عليها..

حملت الكاب الخاص بها، و فتحت الباب، لينتفض قلب "مؤمن" و يخفق بجنون بين ضلوعه و هو يتابع حركة الباب بتلهف حتى ظهرت هي أمامه التي بعثرت مشاعره، و هدمت حصونه المانيعه ، سارت ببطء كما لو كانت تسير علي صوت إيقاع نبضات قلبه، حتى توقفت أمام مكتبه، و تحدثت بضيق قائله..
"ها يا باشا كده شكلي بقي زى صورة البطاقة!! "..

أنتهي الفصل..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي