الفصل الثالث

ويذهب محمود مسرعا ليلتقي بـأسماء زميلته في الجامعه
محمود: ازيك يا اسماء خير طلبتي تشوفيني ضروري
وصوتك قلقني جداا مالك في ايه ومصيبه ايه اللي قولتي وقعتي فيها
أسماء: اسفه يامحمود والله
بس انا ف ورطه ومحتاجه تساعدني وملقتش حد اقدر أأتمنو غيرك انت يامحمود
فيندهش محمود ويقول وهو مذعور يابنتي انا قلبي هيقف في ايه؟
أسماء: من فتره كده اتعرفت علي شاب جارنا
أسمه زياد هو أكبر مني بحوالي أربع سنين
وبدأت بينا قصه حب من مخيلتي أنها كانت حقيقيه ومكنتش اعرف اني عايشه في وهم وأنه إنسان معندوش اي ضمير ولا رجوله
وانهارت أسماء في البكاء وهي تروي قصتها لمحمود
في ذلك الوقت نفسه الذي تروي فيه اسماء قصتها لمحمود امام حديقه عامه قريبه من منزلها وقريبه أيضا من المستشفي التي يرقد بها والد محمود

فيراهم احمد زوج أخت محمود وهو جالس علي القهوه المجاوره للحديقه ويقول في نفسه
اي ده مش ده محمود اخو اشجان ولا انا بتهايئلي
ومين اللي معاه دي
لا دي مش حد من اخواته مش مفروض أبوه في المستشفي وهو معاه
وبدأ احمد في تخيل بعض الظنون السيئه تجاه محمود
ويقول في نفسه هه أبوه مرمي في المستشفي وهو واقف يحب في بنات الناس الله الله علي التربيه
وبدأ يقترب من محمود واسماء بدون أن يراه أحد منهم وإذا بيه يري محمود وهو يخرج منديلا لاسماء لتمسح دموعها
فيبتسم احمد ويهز رأسه
ويخرج هاتفه من جيبه وإذا بيه يلتقط لهم صوره ويرسلها الي زوجته اشجان
قائلا لها مش ده محمود اخوكي ولا يمكن حد شبهه ويضحك
فتصل الرسالة الي اشجان علي الفور فتدق الهاتف علي زوجها احمد في الحال
فتقول له: ايه الصوره دي ومين دي اللي مع محمود اخويا
فيقول لها زوجها: كويس انك عرفتي أنه اخوكي مش علي أساس أنه مع ابوكي في المستشفي وانتي مع اخواتك في البيت عشان لوحدهم
ياحراام ياعيني عليك ياعم سعيد انت بين الحياه والموت وابنك بيحب ومش فاضي
ردت اشجان :. انت ازاي تتكلم كده عن اهلي والصوره دي اكيد فيها حاجه غلط اخويا محترم وميعملش حاجه غلط
ضحك احمد وقال فعلا واضح أنه مبيعملش حاجه غلط
اندهشت اشجان من رده فعل وطريقه حديث زوجها
وقالت له : انت عايز توصل لايه بالظبط يا احمد وانت شايف الظروف اللي احنا فيها مناسبه لحركاتك دي عيب اوي اللي انت بتعمله
فإذا بيه قائلا لها: بقولك ايه انتي ترجعي علي البيت حالا انتي والعيال وأخواتك مش صغار ومحتاجين حد يقعد معاهم
خلي اخوكي المحترم يروح يقعد هو معاهم
أنا هرجع من علي القهوه الاقيكي في البيت مفهوم
تتعصب اشجان ولم تستطيع أن ترفض أو تعترض لأنها تعرف نتيجه ذلك
فتقول له: ده انا فكرتك بتتصل تطمن علي بابا جاي تقولي اخوكي واقف مع بنت ومعرفش ايه
روح يا احمد شوف وراك ايه الله يهديك وانا هروح حاضر
فيغلق احمد الهاتف ويحدث نفسه قائلا بكل سخريه اطمن علي بابا اه اومال اخوكي بيعمل ايه
ده انتو عيله هم ياشيخه
أنا ايه كان وقعني فيكو بس
مش من وراكو اي مصلحه
ويذهب احمد دون أن يراه محمود
فتحضر اشجان حقيبتها قائله لــ أخواتها طيب يابنات انا هروح دلوقت وهبقي امر وقت تاني اطمن علي بابا
يلا يا اولاد
ترد مروه ايه يابنتي مش قولتي هتباتي معانا انهارده وكده كده احمد بره في الشغل
تشرد اشجان للحظه وتقول شغل ااه مهو اخت جوزي جايه تزورنا انهارده واحتمال تبات عندنا
مهو احمد لسه كان بيكلمني وبيقولي أن اخته جايه انهارده وبيسلم عليكو وكان بيطمن علي بابا
فقالت نهي طيب سيبي الولاد يقعدو معانا ولو احتجتيهم هجبهم لحد عندك ياستي
فقالت اشجان لا مهو مش هينفع عشان يشوفو عمتهم
فتذهب اشجان الي بيتها المجاور لبيت ابيها بشارع
واذا بها تدق علي والدتها وتسالها عن صحه ابيها
وبعد أن اطمئنت علي ابيها تقول لـ والدتها : أنا عارفه أنه مش وقتو بس في حاجه حصلت انهارده ولازم تعرفيها ياماما
الام: خير يابنتي في ايه
فتبدأ أشجان بالسرد لها عن زوجها وما قاله لها بخصوص محمود اخوها

فيستكمل محمود حديثه مع اسماء بعدما أعطاها المنديل قائلا: ها وبعدين كملي
فتقول اسماء
وبعدين طلبت منه يجي ويطلبني من اهلي وكان رده بالرفض التام .وحجج كتير أنه لسه مش مستقر ماديا وأن أهله مش هيوافقو أنه يتجوز قبل اخوه الكبير
وكلام كتير وتهرب من طلبي
فقررت ابعد عنه نهائي وانساه تماما والتفت لدراستي ومفكرش في اي أرتباط لانه بجد اتصدمت ازاي كان بيقولي بيحبني وميقدرش يستغني عني
ورفضت شباب كتير وكانت ظروفهم كويسه جدا بسبب تعلقي بيه وحبي الشديد ليه ولما اخذت القرار النهائي بالبعد عنه واتعودت علي غيابه
وبالفعل عملت كده واستمرت حياتي كذا شهر من غيره وحاولت أنساه وبالفعل نسيتو
وبدات التفت لجامعتي واحاول اعوض كل اللي فاتني بسببو وبسبب اني مكنتش بحضر محاضرات عشان كنت بخرج معاه
حتي هو مفكرش يتصل بيا أو يسأل عني ولا مره خلال الكام شهر اللي فاتو حسيت اني مش فارقه معاه
وبعدها اكتشفت أنه ارتبط بواحده قريبتو وهيخطبها قريب أنا مكدبش عليك وقتها انهرت ونفسيتي تعبت جداا وندمت علي كل يوم عرفته فيه لانه انسان كداب واناني
وفجاءه بدون اي مقدمات منه لقيتو باعتلي رساله من يومين بيقولي فيا اني وحشتو وعايز نرجع لبعض تاني
يرد محمود عليها بسرعه اوعي تكوني رجعتي تكلميه
فردت أسماء بكل ثقه
لا طبعا انا رفضت وقولتله مبقاش ليك مكان ف قلبي خلاص وبعدين مفروض تخجل من نفسك شويه دانت يا اخي حتي خاطب
وبدأت اسماء في البكاء مره اخري والاحرف والكلمات تتقطع منها من شده البكاء
فقال لها محمود اهدي بس وكملي ايه حصل يخليكي تبكي كده يا اسماء
أسماء: لاني لقيتو باعتلي
كل رسائلي معاه وكل كلامي في التليفون صوت
كان بيسجلي كل مكالماتي
وكل محادثاتي معاه وكمان كنت ببعتلو صوري بس والله كنت غبيه ومكنش اعرف انه شيطان
كنت فاكره أنه بيحبني وأن نيته خير وأنه هيرتبط بيا في اقرب وقت
وانهارت بالبكاء وظلت ترتعش وتقول والله لو اهلي عرفوا بكده انا هموت فيها انت متعرفش بابا متشدد ازاي وفكره اني اكلم ولد او اعمل حاجه زي كده فيها موتي
وملقتش قدامي غيرك يلحقني ويشوفلي حل قبل مايفضحني واهلي يعرفو
انا عارفه أنك بتفهم في الهكر والسوفت والحاجات دي وفي نفس الوقت انت انسان محترم والكل بيشهدلك بكده واكيد مش هترضي ليا بهدله وفضيحه
وظلت اسماء تتحدث وتبكي وتضرب بيديها علي رأسها وتقول أنا غبيه أنا استاهل كل حاجه بتيجي في دماغك دلوقت انا استاهلها
محمود في حاله من الدهشه والصدمه وضع يديه علي رأسه قائلا انتي ازاي تعملي حاجه زي كده ازاي تحطي نفسك و اهلك في موقف زي ده متاكده يا اسماء علاقتك بيه كانت كلام وصور بس
فارتبكت اسماء وقالت ايوا صدقني مافيش حاجه اكتر من اللي قولتهالك دي
والنبي يامحمود انا هموت انا مش عارفه اتصرف ارجوك اعتبرني اختك وساعدني
محمود: هحاول اتصرف يا اسماء قبل ما الموضوع يكبر ويوصل لحد من أهلك أنا ليا اخوات بنات برضو واكيد مقبلش اختي تقع في حاجه زي كده
بس يا اسماء مش معني اني هساعدك المرادي يبقي الغلط ده هيتكرر تاني
نصيحه من اخ لأخته احنا الشباب مستحيل نثق في بنت تعمل كده حتي لو مرتبطين ببعض قدام الناس وقدام اهلكو في حدود في اي علاقه يا اسماء
أنا مش بقولك كده عشان ازودلك همك أنا بفهمك مش اي حد تثقي فيه وتقولي لا ده مستحيل يعمل كده الناس مبقتش زي الاول ومش كل البشر تفكيرهم واحد
كان لازم تكوني حذره عن كده بس اللي حصل حصل واتمني الغلط ده يبقي درس ليكي وميتكررش
وتحاولي تنتبهي لدراستك وتحققي نجاح ليكي يساعدك انتي ويخليكي قويه واوعدك الموضوع ده مش هيخرج بينا
أسماء:والله ابدا اول واخر مره انا مش عارفه ازاي عملت كده انا ندمانه اوي علي اللي عملتو
واستمرت ف البكاء
وحاول محمود يهديها
وقال لها طيب أنا هشوف الموضوع ده بس اطمن علي والدي الاول
أسماء: وهي تمسح دموعها ماله عمو خير؟

بقلم/ مني ثروت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي