الفصل الثالث

********************************************
عاد إلي المنزل بعدما أنهي الكشف علي جميع مرضاه
كانت والدته في أستقباله هي وشقيقته جني حيث
كانتا يشاهدا التلفاز
عند رؤية والدته لعودته أستقامت واقفة وابتعدت عن
الأريكة ثم توجهت إليه وأخبرته بنبرة حنونة
- حمدلله علي سلامتك يا حبيبي ،هو كل يوم ترجع
متأخر كدا الساعة قربت علي نص الليل يا مازن
أجابها بنبرة هادئة
- الله يسلمك يا ماما ،وبعدين يعني أنا كنت بلعب مش
دا شغلي ولازم أهتم بيه
أجابته بنبرة حنونة
- مش قصدي يا ابني ،بس أنت بتصعب عليا وأنت راجع
متأخر كدا وأكيد دلوقتي تعبان وجعان كمان
أومأ إليها موافقا وأخبرها قائلا
- من ناحية جعان فأنا هموت من الجوع
شهقت والدته بصوت عال ووضعت يدها على صدرها
وأخبرته بنبرة لوم وعتاب
- كدا يا مازن يا ابني تسيب نفسك لحد ما تجوع بالشكل ده ،مقدرتش تأكل حاجة بسيطة حتي
ثم هتفت بإسم ابنتها وأخبرتها
- قومي يا جني يا حبيبتي سخني الأكل لأخوكي بسرعة
أومات إليها موافقة وأخبرتها
- حاضر يا ماما
وتوجهت نحو المطبخ بخطوات سريعة
وجهت بعدها الحديث إلي ابنها وأخبرته بنبرة عاتبة
- مش كنت سمعت كلامي وأتجوزت كان زمان مراتك
مهتمية بيك وبأكلك وشربك
أخبرها بنبرة هادئة
- خلاص يا ست الكل موضوع الجواز ده أبقي أفكر فيه
وبعدين ما أنتي واخدة بالك مني أهو ولا عايزة تخلصي مني بسرعة كدا
أجابته بنبرة يشوبها الحب
- أنا خلاص كبرت وأنت الحمدلله ربنا رزقك
وإداك من وسع يعني مش ناقصك حاجة ،أيه رأيك
لو أخطبلك سهيلة بنت خالك رشاد
أجابها قائلا
- ماما ،أنت عارفة كويس إن سهيلة بالنسبة ليا زي جني
أختي بالظبط ولا يمكن أفكر أتجوزها
أومأت إليه موافقة فهي قد عرضت عليه ذلك فيما
مضي ورفض أقتراحها
أخبرته بنبرة متسألة
طب قولي يا ابني وريحني،في واحدة في دماغك
قصدي حاطط عينك علي واحدة؟
رفع حاجبه متعجباً وكاد أن ينفي ذلك ولكنه تراجع قائلا
- بعدين يا ماما هقولك ،بعدين
كادت أن تعيد مسألته ولكنها أثرت السكوت والتراجع
بعد عدة دقائق عادت جني محملة بأطباق الطعام ووضعتها علي الطاولة وهتفت بإسم أخيها الذي استجاب لندائها وجلس علي المائدة ونظر إلى الطعام وأخذ يفكر قليلا ثم وجه حديثه إلي جني متسألا
- جني بقولك أيه معندناش نوتيلا هنا في البيت
نظرت والدته وشقيقته إليه بتعجب وأجابته جني قائلة
- أيوة عندنا يا مازن
أخبرها قائلا
- طب ممكن تجيبهالي
أومأت إليه موافقة وأسرعت لإحضارها من المطبخ
عادت بها وناولته إياها بتعجب فأستقام واقفا وتوجه نحو غرفة نومه وأغلق الباب خلفه ثم جلس على الفراش
وقام بفتح علبة النوتيلا وأمسك بالملعقة وتناول قليلا منها و تذوقه ببطء شديد ثم حدث نفسه قائلا
"طلعت حلوة النوتيلا دي،شكلي هحبها أنا كمان "

وهنا سقط الطبيب في حب النوتيلا

*****************************************"
أسبوع قد مر علي ذهابها إلي المركز الطبي للأسنان
الخاص بصاحب اللهب الأزرق واليوم قد حان موعد الزيارة للكشف علي السن خاصتها
لقد كانت خائفة من رؤيته مرة أخرى خاصة بعد
ما عانته طوال الأيام الماضية بسببه هو
لقد كان رفيق أحلامها فيما مضي من لياليها
يراود خيالها ويؤرق نومها ،تارة تراه يقترب منها
ويخيفها باللهيب الأزرق المشتعل في عينيه
وتارة أخرى تراه يقهقه وعيناه صافيتان
مما آثار حنقها منه ومن ذاتها التي تهفو لرؤيته
تخاف منها أن يفتضح أمرها أمامه ،ولكنها حذرتها
وتوعدتها إن لم تحافظ على رباطة جأشها أمامه
سوف تعاقبها وتحرمها من معشوقتها
اليوم سوف يرافقهما والدها عند الذهاب للمركز
أنهت أستعدادها قبل لحظات حيث أستغرقت
وقت طويل في إنتقاء ماسوف ترتديه في ذهابها
لقد ألمها سنها بشدة اليوم ولكن بعد تناول الدواء
الذي وصفه لها في الوصفة الطبية ،سكن
الألم بعد دقائق قليلة فقط من تناوله مما جعلها
تشعر بالراحة وتهاتف صديقتها ندي والتي أخذت
تسخر منها ومن خوفها الغير مبرر علي الاطلاق
بعدما فرغت من الحديث معها توجهت نحو خزانة ملابسها وأخذت تتفحص ملابسها
وتقوم بتجربتها حتى دلفت والدتها ووجدتها
علي تلك الحالة فسخرت منها قائلة
- خليتني أحس إنك رايحة فرح مش رايحة
عند دكتور السنان اللي كل الناس بتخاف تروحله وقهقهت والدتها بعدها بشدة
خجلت ملك من سخرية والدتها فقامت بإختيار
ثوب أزرق فاتح موشي بأزهار وردية اللون
ووشاح طويل بلون وردي ثم أعادت بقية
الملابس إلي الخزانة فأخبرتها والدتها قائلة
- طب الحمدلله أديكي رسيتي علي فستان
أروح أقول لأبوكي ينزل يجهز العربية عقبال
ما أنا أغير هدومي
أومأت إليها ملك موافقة وأنتظرت حتي غادرت
والدتها الغرفة وشرعت بعدها في تغيير ملابسها
بعد إنتهاءها من إرتداء ملابسها ولف الوشاح
حول رأسها نظرت لنفسها بتمعن وترددت قليلاً
هل تزين وجهها ببعض الزينة البسيطة أم لا
وأختارت وضع كحل أسود يبرز لون عيناها
البنيتين ورموشها الطويلة نوعا ما
أبصرت نفسها بعدها في المرآة وشعرت بالرضا
توجهت للخارج بعدها فوجدت والدتها قد أنتهت هي الأخري وتنتظرها
بعد نزولهما لأسفل وجدا أن والدها في إنتظار هما أمام المبني السكني فأستقلتا السيارة وتوجه بهما إلي المركز بعدما أملته زوجته العنوان

بعد نصف ساعة تقريباً وصلت السيارة إلي المركز الطبي وأخبرهما والد ملك بالنزول من
السيارة والدخول إلى المركز ريثما يجد هو مكان للسيارة يصفها به
دلفا إلي داخل وتوجها نحو منصة الأستقبال
وقدمت والدة ملك الوصفة للعاملة والتي أخبرتهما أن الرقم الخاص بهما هو العاشر
وأمامهما خمسة مرضى تقريبا
عاد والد ملك إليهما وجلس بجوارهما على مقاعد الإنتظار ثم أخرج الهاتف خاصته وأخذ
يتفحصه ويشاهد آخر الأخبار
ساعة مضت علي وجودهم فى العيادة الطبية
قضتها ملك في ترقب حتي جاء دورها فدخلت
هي ووالديها لغرفة الكشف

حينما أخبرته المساعدة عن وجود كشف يحمل
أسم ملك محمد راضي تذكرها علي الفور
وأبتسم ضاحكا متذكرا لقائهما معا
رأها بعدها تدلف هي ووالديها للداخل فأخذ
يرحب بهما ثم رحب بها بمشاكسة في نفسه
"أهلا بيك عاشقة النوتيلا"
أخبرها بصوت عال مرحبا
- أهلا آنسة ملك ،عاملة أيه النهارده
أجابته بنبرة خافتة
- الحمدلله لله تمام
تسأل قائلا
- ها ضرسك لسة واجعك ؟
أخبرته بنبرة هادئة
- هو كان واجعني وبعدين أخدت مسكن والوجع
راح بعدها
أبتسم في داخله علي هدوئها ذاك وتسأل في نفسه أين ذهبت تلك القطة المشاكسة يا تري
تسأل بعدها قائلا
- طيب جاهزة دلوقتي نعمل الحشو
أومأت إليه موافقة فأشار إليها بالجلوس على مقعد الكشف وبدأ في تحضير المخدر الموضعي
نظرت ملك برعب إلي الأمبول الذي يحمله مازن
في يده وأحست بالخوف الشديد
راي هو ذالك الخوف البادئ علي وجهها فأراد
طمأنتها وأخبرها قائلا
- متخافيش شكة صغيرة ومش هتحسي بحاجة بعدها
هزت رأسها إليه فأقترب منها وأمرها بفتح فمها
ليحقن موضع السن المتألم
فعلت ملك مثلما فعلت المرة السابقة وقبضت
علي معطفه الخاص بشدة مما جعله يشفق
عليها ويتعاطف مع ألمها
كاد يربت علي يدها القابضة على معطفه الطبي
ولكنه تذكر وجود والديها فأشار لها بعينيه
فلاحظت والدتها ذلك فأقتربت منها
وأخبرتها بنبرة معاتبة
- يخرب عقلك يا ملك ،يا بنتيمالك يابنتي ماسكة فى بالطو الدكتور كدا ؟
خجلت ملك من فعلتها وأخفضت يدها فورا
ثم نظرت للأسفل مما جعل والدته تخبر الطبيب
- معلش يا دكتور هي ملك كدا مش بتحس بنفسها لما تخاف أو تتعصب
أومأ إليها متفهما وأخبرها
- لا عادي مفيش مشكلة ،في ناس كتير زي الأنسة ملك
تدخل والدها في الحديث قائلا
- هو الحشو ده بيأخد وقت يا دكتور ؟
أجابه مازن نافيا
- لا مش كتير ،نص ساعة ويمكن أقل ،أتفضل
حضرتك أستريح عقبال ما أخلص
أومأ إليه موافقا وتوجه نحو المقعد وجلس عليه وتبعته زوجته في ذلك
أقترب بعدها مازن من ملك وأخبرها متسألا
- ها ،البنج أشتغل ولا لسه
هزت رأسها موافقة فأبتعد عنها وأخذ يعد أدواته الخاصة بالكشف
شرع مازن في معالجة السن وأستغرق أكثر
من ثلاثون دقيقة أخبرها بعدها أن الأمر قد تم
علي أفضل ما يكون وأن السن لن تؤلمها بعد
الآن فشعرت بالفرح من ذلك النبأ ولكنها شعرت
بعدها بخيبة أمل لأنها لن تراه بعدها فبدي الحزن علي وجهها مما جعله يتعجب من حالها
شكر والدها مازن وأستاذن في الذهاب
فتقدمتا ملك ووالدتها بالخروج وبقي والدها في إنتظار الوصفة الطبية
ولكنه فوجئ بشئ غريب بعض الشيء
حيث قام مازن بطلب رقم الهاتف المحمول الخاص به من أجل أمر ما

عادت إلي المنزل والحزن يرافقها على عدم
رؤيتها لصاحب العينان الزرقاوان مرة أخرى
لقد ألفتهما طوال أيامها الماضية ولكن للأسف
لن تجمعهما صدفة أخري ثانية
شعرت بغصة في قلبها مما جعلها تتجه إلي الفراش وتضجع عليه دون أن تبدل ملابسها
وألتحفت بالغطاء ونامت مع أمل ألا يزورها
صاحب اللهب الأزرق مرة أخرى في نومها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي