فارس أحلامي الفصل الرابع

فارس أحلامي
الفصل الرابع
عاد إلي المنزل بعدما أنهي عمله ولم يجد والدته في غرفة المعيشة فخمن أنها في المطبخ
فتوجه نحوه فوجدها تقوم بإعداد الطعام
وقف مستندا إلي حائط المطبخ وألقي عليها
التحية فأجابته وأخبرته أنه تعد الطعام له
وأمرته أن يذهب لغرفته ويبدل ملابسه ريثما
تضع أطباق الطعام علي الطاولة
بعد دقائق خرج من غرفته بعد تبديله لملابسه
ووجد الطعام علي الطاولة فجلس علي المقعد
وبدأ في الأكل
جلست والدته بجواره وأخذت ترمقه بحنو شديد وأخبرته بنبرة يشوبها اللؤم
- مش هتقولي أيه حكاية النوتيلا معاك ؟
قهقه مازن علي حديث والدته وأخبرها مراوغا
- نوتيلت أيه يا ماما اللي ليا معاها حكاية ؟
أجابته بنبرة مرحة
- مازن يا حبيبي ،أنا ماما يعني مش هتعرف
الف وتدور عليا
أجابها بنبرة دافئة
- وأنا مش هلف وأدور عليكي يا ست الكل
وهقولك حكاية النوتيلا أيه

************************************
بعد مضي عشرة أيام
عاد والدها مبكرا اليوم وأجتمع مع والدتها لمدة
ساعة من الزمن خرجت بعدها والدتها وأخبرتها
بنبأ آثار تعجبها لقد أخبرتها بوجود عريس قد
تقدم للزواج منها منذ أسبوع من الزمن ووالدها
قد طلب منه مهلة من الوقت ليجمع معلومات عنه وعن عائلته وعندما أطمئن من طيب سمعته وسمعة عائلته أخبره أن يأتي إلي المنزل
ليتقدم رسميا لها ويتعرفا علي بعض سويا
حزنت مريم لذلك النبأ وأحست بأن قصتها مع
ذالك المازن قد أنتهت قبل أن تبدأ من الأساس
وأنها من بنت قصور في الهواء والتي هدمت مع
أول نسمة هواء
لم تجد بدا سوي الموافقة على ذلك الخاطب لربما تجد نفسها تتقبله وإذا لم تتقبله فلا بالتأكيد سيجدها جوابا له
أرتدت ثوبا وردي اللون مع وشاح ابيض طويل
ووضعت كحل اسود وملمع شفاه وردي فاتح
وانتظرت حتي تأتي والدتها لها وتخبرها بخروجها لتقديم المشروبات للضيوف
والذين قد وصلوا منذ نصف ساعة تقريباً
أتت إليها والدتها واخبرتها أن تتبعها إلي المطبخ
حتي تحمل صنية تقديم المشروبات
حملتها ملك بخوف شديد وخجل مما هي مقبلة
عليه
دلفت والدتها أولا إلي الغرفة ثم تبعتها هي
لم تستطع أن ترفع بصرها لتري الخاطب وأسرته من شدة خجلها فتوجهت نحو الطاولة
ووضعت عليها المشروبات
رأتها والدتها تفعل ذلك فوبختها بشدة وأخبرتها
- أيه ده يا ملك مش تقدمي العصير للعريس ووالدته
شعرت عندها ملك بالحمق فأسرعت بحمل صنية المشروبات مرة أخرى وتوجهت بها نحو
السيدة الكبيرة والتي كانت تنظر إليها بفرح
وبهجة ثم إلي فتاة جميلة الوجه تماثلها في
العمر تقريبا وبعدها توجهت إلى الخاطب والذي
تناول كوب العصير وشكرها بصوت هادئ
أصابها بالريبة مما جعلها ترفع بصرها إليه
وتري ملامح وجه
من الصدمة ما يقتل
كادت ملك تموت من صدمتها عندما لمحت ملامح الشاب الذي جاء لخطبتها والذي لم يكن
سوي أزرق العينين الذي شغل أحلامها كثيرا
حتي بات فارس أحلامها كما يطلقون عليه
أرتعشت يدها بما تحمله من أكواب ورأي رجفتها تلك فتناول منها صنية المشروبات
ووضعها علي الطاولة الصغيرة أمامه
طلب والد ملك منها الجلوس بجوار والدتها
ووجه حديثه لمازن قائلا
- أتفضل يا ابني قول أنت جاي ليه؟
أجابه مازن بنبرة هادئة
- أنا يا عمي جيت هنا عشان أطلب أيد الأنسة
ملك وأنا تحت أمركم في اللي تطلبوه مني
أومأ إليه متفهما وأخبره
- الأمر لله يا دكتور مازن وبعدين إحنا بنشتري
راجل زي ما بيقولوا،وكفاية سمعتك الطيبة أنت والمرحوم والدك
أومأ إليه موافقا وأخبره
- ربنا يخليك يا عمي ،وزي ما قلت لحضرتك أنا
تحت أمركم في اللي تطلبوه مني
أنا الحمدلله عندي عيادة خاصة اللي شفتوها
وبشتغل في النهار في مستشفى خاصة كمان
وعندي شقة فوق شقتنا جاهزة مش محتاجة غير الفرش والعروسة هي اللي هتختاروا أكيد
كانت والدة مازن تستمع إلى حديث ابنها بزهو
وفخر شديد ،لقد أصبح والدها خاطبا وقريبا
إن شاء الله متزوجا
بينما ملك كانت لاتصدق ما تسمع ،أيتحدث مازن مع والدها عن زواجهما أم هي جنت
وجهت والدة مازن الحديث إلي ملك وأخبرتها بنبرة مرحة
- مالك مكسوفة ليه يا عروسة ومش بتتكلمي
لم تعلم ملك بماذا ستيجيبها
فأعادت والدة مازن الحديث إليها
- تعالي أقعدي جنبي أنا وجني هي قدك في السن تقريبا
نظرت ملك إلي والدتها تسألها ماذا تفعل فأشارت إليها والدتها بتلبية طلب والدة العريس
أستقامت ملك واقفة وتوجهت نحوها ثم جلست بينهما ونظرت ببصرها للأسفل
قامت والدة مازن بالتربيت علي ظهر ملك وأخذت تتفحصها ثم رددت قائلة
- بسم الله ماشاء الله تبارك الله
عروستنا زي القمر
سعدت والدة ملك من مديح والدة العريس لابنتها والثناء علي جمالها
أنتهي الحديث بين مازن ووالد ملك والذي طلب منه الجلوس معها لعدة دقائق سويا
أومأ إليه والد ملك متفهما وطلب من ابنته الخروج إلي الشرفة مع مازن لبعض الوقت حتي يتعرفا علي بعضهما البعض
أرشدت ملك مازن للشرفة ووقفت مستندة علي
سورها ونظرت إلى أسفل حيث الشارع
أخبرها مازن قائلا بنبرة مرحة
- جميل قوي ده ؟
أجابته ملك متسألة
- هو أيه ؟
أجابها بنبرة مراوغة
- الشارع اللي عمال تبصي عليه
ابتسمت ملك علي حديثه لها
سألها بعدها بنبرة يشوبها اللؤم
- لسه بتأكلي نوتيلا ولا بطلتي؟
شعرت ملك بالحرج وأخبرته بنبرة خافتة
- أيوة لسه ،،،
أجابها قائلا
- كويس
تعجبت من حديثه لها ونظرت إليه بعدم فهم
فأخبرها بلؤم
- أصلي أنا كمان بدأت أحبها ،،،
نظرت إليه غير مصدقة فأضاف قائلا
- أصلها لذيذة قوي وتتأكل أكل ،،،
خجلت ملك من حديث مازن لها ونظراته الجريئة لها وحديث الغزل المبطن
سألها قائلا
- مالك ساكتة ليه ؟
فين القطة اللي بتخربش اللي شفتها أول مرة !
أبتسمت ملك علي حديثه ولم تجبه
فسألها قائلا
- عندكم نوتيلا دلوقت
هزت رأسها موافقة وأخبرته
- أيوة عندنا ،ثواني أروح أجبها لك من المطبخ
وهمت راحلة فأسرع مازن بالقبض علي يدها
ليوقفها عن الذهاب وأخبرها بمرح
- لا خليها يمكن نوزعها وقت تاني
وبدأ في الضحك بصوت عال مما جعل ملك تشعر بالخجل وتستأذن راحلة
شيعها مازن بنظرات يشوبها الحب وحدث
نفسه قائلا
" أمتي اليوم يجي اللي أكلك النوتيلا بنفسي"
ثم تبعها إلي الداخل

أتفق مازن مع والد ملك علي عقد القران بعد
أسبوع من اليوم والذي يصادف يوم عيد الحب
والذي جعل ملك تسعد كثيرا ونقلت سعادتها
تلك إلي صديقتها ندي والتي فرحت لها كثيرا
وأخبرتها أن الله أستجاب لداعها وتحققت جميع أحلامها

جاء موعد عقد القران وكانت ملك في أوج جمالها بثوب بلون السماء أنتقته ليماثل لون
عينان فارس أحلامها والذي كان يرتدي حلة
سوداء تظهر تناسق جسده
تم عقد القران بين جمع من أهل العروسين
وأمتلأ منزل عائلة ملك بالرقص والغناء
ورقصا العروسان سويا وأحاطهما الجميع
بدائرة من الحب والفرح
بعد أنتهاء الحفل جلسا العروسان سويا
بمفردهما ،جلس مازن علي الأريكة وتبعته ملك
ولكنها جلست على بعد منه فأشار إليها أن تأتي
إلي جواره فهزت رأسها نافية فأشار مرة أخرى
فنفت أيضا فهتف إليها قائلا
- نوتيلا،،،
رغما عنها أذعنت إليه بعدما هتف بالأسم الذي
يعاقبها به
جلست إلي جواره فتحرك إليها ليلتصق به مما جعلها تشهق بصوت عال
أستغل هو ذلك وأمسك بيدها وأحتواها بين راحتيه وقبلها علي باطن يدها قبلة بطيئة
مليئة بالحب والحنان مما جعلها تشعر برجفة
تجتاحها مما جعلها تحاول سحب يدها من
بين يديه ولكنه أغلق الأحكام علي يديها
وتوجه بيده نحوه ذقنها ورفعه لأعلي ونظر إلى
عيناها وسألها بنبرة حنونة
- أنتي خايفة مني يا ملك ؟
هزت رأسها نافية فأعاد سؤالها
- أنتي وافقتي عليا ليه يا ملك؟
خجلت ملك ولم تجبه فهتف بإسمها
- ملك ردي عليا
أجابته بنبرة خافتة
- عشان أنت فارس ،،،
عقد مازن حاجبيه متعجباً من حديثها الذي
أستكملته قائلا
- أنت فارس أحلامي يا مازن
وهنا لم يستطع مازن كبح شوق نفسه وطوقها
إليها أقترب منها غير مباليا وأخذ شفتيها بين
شفتيه يلقنها مبادئ العشق والغرام
فهي أخبرته بكل حب أنه فارس أحلامها
نهاية الفصل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي