الفصل الثانى ( بقلم نرمين عادل )

كانت ممتنه للطريقه الهادئه فى استجوابها ، لكن لسوء الحظ لم تكن قادرة على إبلاغهم لكثر مما قالت سابقا . أمسكها الرجلان من الخلف وهي تعبر أمام الشارع الضيق المسدود ولم تستطع رؤية وجوههم بوضوح. كما أنها فشلت في وصف ملابسهم الشيء الوحيد الذي تتذكره هو أن من سحبها من ذراعيها وقال لها كلمه قبيحة فى اذنها .
سكتت نونا عند ذلك



، ارتجفت وعلا وجهها تعبير من الاشمئزاز

طوال هذا الوقت ، جلس ياسين في زاوية ساكنا مستمعا فقط
كان احديى الضابطين يدون كلامها وسألها سؤالا أخيرا وهو السؤال المعتاد
ألا يوجد شيء آخر يمكنك تذكره ايضا علامة فى وجهه طريقه نطقهم الكلام هل هناك احد به علامة مميزة حتى لو كانت لدغه او تهتهة في كلامه ؟

وقالت : أنا آسفة جدا.
وهزت رأسها بحزن وفقدان امل .

لم أحصل على فرصة كافية لإلقاء نظرة فاحصة عليهم فقد قاومتهم بسرعة .
وهنا تحدث ياسين ، وكان لصوته العميق المهيب اثر شديد بان قال : اذن انها لا تذكر شيئا وانتم بالفعل تعلمون الاشخاص المسجلين خطر فى تلك المنطقه جيدا



فقال الضابط حسنا سنكون على اتصال بك سيد ياسين
اذا توصلنا لشئ جديد وعندما ترتاح الفتاه وتتذكر اى شئ جديد اتمنى ان تتصل بنا سريعا .


كانت تعلم أنها يجب أن تقول شيئا ما وهم يغادرون ، الا ان طاقتها تنفذت بالفعل ، لذا وضعت يدها المغطاة بالضمادات على وجهها من الارهاق بينما كان ياسين يوجه الضابطين إلى خارج الباب.
شعرت أنها كانت ملفوفة بالشاش والقطن ولم يكن ذلك جميلا فشعرت بقشعريرة
اتى ياسين وسألها : هل هناك شئ حدث لكى ؟

قالت :لا اننى اشعر بالارهاق فقط .
ولم تستطع إخفاء تثاؤبها .وقالت له يجب ان اذهب إلى البنسيون الان لانى لو نمت بالخارج ستكون فضيحة اما الان ولو ذهبت وشاهدو يدى سيدركون انى جريحة فعلا وسيقومون بادخالى حجرتى ولن تتكلم عنى الفتيات بأي سؤ

فقال لها بعدم اهتمام بكلامها ولا كأنه سمعه اصلا من البداية :
ستقضي بقية الليلة هنا بالطبع.
قالها بنبرة آمرة في صوته وكأنه امر مسلم به
لكنه كان لا يزال يبتسم وكانه يغيظها


. طلبت من فوزي أن يعد لكى سريرا قبل ان يدخل للنوم ففزع.وقالت : "لا ، الآن عليك لو سمحت أن تأخذني إلى البنسيون ضروري ."






فجأة شعرت به يميل نحوها ويحملها
فأحست انها تفقد وعيها بعد كل ما حدث لها في ذلك اليوم الغريب

قال ياسين وهو يصعد الدرج يحملها بين ذراعيه ،
لن آخذك إلى أي مكان الان

هل لديك اي فكرة كم الساعة؟

تنهدت ودفنت أنفها في قميصه. ثم غزت رائحته الذكورية الدافئة حواسها.

قالت له وجفونها مغلقه : أطلب سيارة أجرة لأنني لن أبقى هنا.

نعم ستبقين ولا اريد اي كلمة اخرى افهمتى اننى لا احب ان اعارض

ثم وضعها السرير ، وخلع حذائها.
أجبرها ذلك على فتح عينيها. بذلت نونا جهدًا للجلوس ، محدقًة بشكل غامض في الغرفة المظلمة والشخص النحيف الذي يميل نحوها.
قالت: لا ، لا أستطيع.
أسكتها ياسين ،وسحب البطانيات فوقها

كان عليها أن تتذكر ما تتحدث معه عنه في الصباح.
في هذه الأثناء ، كان ياسين لطيفًا بشكل لا يصدق ،
شكرا لك على إنقاذ حياتي


كان عليها أن تتذكر ما تتحدث معه عنه في الصباح
فتحت نونا عينيها واستيقظت على الفور تمامًا ، وكان جسدها متيبسًا ورأسها يؤلمها بشدة ، خائفة وهي تحدق في غرفة مظلمة غير مألوفة لديها ، حتى تذكرت كل شيء وكادت تئن من الالم .
لم تكن أبدًا قادرة على النوم في سرير احد اخر وكانت دائمًا تحسد أولئك الذين يمكنهم النوم والراحة والاسترخاء في أي مكان. ربما كان هذا ما أيقظها ،الدواء الذي أعطاه لها حسين قد فقد مفعوله بالفعل ، لأن يديها تؤلمها عند ثنيها وكان فمها جافًا جدا وتشعر بالعطش . كان من الواضح أنها كانت في غرفة الضيوف ، لأن الإضاءة كانت خافتة وشاهدت الساعة الموضوعه على المنضدة الذهبية القريبة تشير الى السادسة .
نزلت نونا من السرير وأخذت بنطالها الذي كان على الأرض. بصعوبة بالغة ، تمكنت من ارتدائه اخيرا . جلست   وادخلت قدمها في الحذاء الرياضي الخاص بها .    الطبيب كان على حق. أي حركة تتسبب في ألم مبرح وشعرت بجروحها مفتوحة وبدأت تنزف مرة أخرى. كان هناك صمت مهيب في المنزل.و خرجت من الغرفة التى كانت بها وسارت وشاهدت غرفه بابها مفتوح قليلا فاقتربت .
لم تكن تعرف السبب ، لكنها توقفت وأطلت من الباب المفتوح. كان ياسين نائما على السرير. مشيت نونا ووقفت لفترة طويلة بجانب السرير ، ناظرة إلى وجه ياسين الهادئ.
لقد كان غريبا ، لكن قلب نونا كان ينبض بعنف ولم تعلم السبب . خرجت من الغرفة بأطراف أصابعها ونزلت السلم ، مضاءة بنور خافت قادم من المطبخ ، بابه مفتوح. لم ينهض فوزي أيضًا.

اعتقدت أن الأمر كان قلة ذوق عندما وجدت ورق وقلم بالقرب من الهاتف فيغرفة الجلوس التى كانت بها امس . كان عليها الانتظار حتى الصباح لتشكر ياسين و فوزي شخصيًا. لقد أدركت أن سلوكها كان خاطئًا وعانت من ألم شديد عندما تمكنت أخيرًا من التقاط القلم لتكتب : "شكرا لك على انقاذي ومعالجتي ".
وضعت الورقة وفتحت الباب الأمامي. لم تستطع أن تنكر أنها كانت تبالغ في رد فعلها تجاه ضغوط الليلة السابقة ، لكنها كانت بحاجة إلى أن تكون بمفردها في حجرتها مع اشيائها ، لأن الاستيقاظ بمفردها في مكان غريب لم تعرفه من قبل بعد ليلة كهذه كان جزين جدا واشعرها بالوحدة بالتأكيد.
لقد تذكرت كل شيء ، كان ياسين على حق لم تكن في وضع يسمح لها بالعودة . كان الأمر الأكثر إثارة للحزن هو فرض وجودها على رجل مثله
.
غادرت المنزل وارتجفت عندما ببرودة الهواء في الصباح الباكر

وجدت نونا سيارة وطلبت من السائق ان يقوم بايصالها للمنشيه ، وهكذا وصلت للبنسيون وهى تعلم انهم يستيقظون باكرا
والتف الجميع حولها تحكى لهم ما كان من امس ومع انهم كانو متعاطفين الا انها عندما دخات غرفتها احست بالوحدة

جلست على الاريكة ونظرت إلى أصابعها التي تم تضميدها ، مما يمنعها من العمل لفترة ، وبحركات بطيئة وخرقاء ، أعدت لنفسها كوبًا من الشاي. الآن بعد أن تمكنت من الاسترخاء في مساحتها الخاصة ، تمنت أن تذهب إلى الفراش وتلتف تحت البطانيات لتنام طوال اليوم ، ولكن كان هناك الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها. بالنظر إلى الوقت الذي استغرقته لإعداد كوب من الشاي ، لم تستطع حتى الاستلقاء لمدة ساعة. فتحت التلفاز الصغير الذي تم توصيلة بواصة كابل تدفع ثمنه كل شهر ليسلي وحدتها .

فحصت ساعتها. كان علي أن تذهب إلى المكتب فهي مختصه بالبيع والدعاية ايضا والمال مناسب لدفع ثمن كتب جامعتها وايضا السكن والمأكل . فكان عليها ان تجتمع مع منير ، مدير المكتب ، ولم يعجبها فكرة إخباره أنها لن تكون قادرة على أداء واجباتها خلال فترة علاجها . كانت

أعمال المكتب صغيرة ولكنها ناجحة للغاية
.
ارتدت ملابسها النظيفة باعجوبة ، المشكلة الوحيدة كان وجهها شاحبا ، لذلك وضعت بعض المكياج على وجهها فقامت بتوريد خدودها بالبلاشر ووضعت كونسيلر حتى تخفى الهالات السوداء كما قامت بتلوين شفتيها ونظرت للمرأه ونظرت نظرة رضاء على شكلها وهيئتها ، و بحلول التاسعة ، كانت نونا مستعدة لمواجهة أي رد فعل من منير وأخذت الحافلة إلى المكتب ،
وذهبت إلى مكتب منير . كان معه هاتف واضطرت إلى الانتظار في الخارج لمدة ثلث ساعة. أخيرًا فُتح الباب وخرج عصام السكرتير لاستقبالها. لقد كان رجلاً في حوالى الأربعينيات من عمره ، وكان رجلا يتسم بالعصبية والغضب الدائم

"لدي أخبار رائعة لك!" صاح بها منير .
لقد قمت للتو بإغلاق الهاتف مع عميل محتمل مهتم جدًا بعملك
ماذا
. يمكن أن تكون صفقة جيدة بل ممتازة . إذا حصلنا عليها
سيأتي للتحدث معي في غضون الساعة ، لذا لن أتمكن من قضاء الكثير من الوقت معك الآن ، لكني أود أن تكون هنا حتى يتمكن من التحدث إليك

تنهدت وجلست على الكرسي المقابل لمكتب منير . كما ترى يدي .
جلس منير ونظر إلى أسفل ، ثم.
يا إلهي ، ماذا حدث ليديك؟
كما ترون ، لن أتمكن من العمل لعدة أسابيع. سيتعين عليك العثور على شخص لتكملة ما بدأته فصعب على ان اقوم بتصميم اغلفه للمنتجات ثم الذهاب للمحلات لعرضها عليهم .


سيصل وهو يريدك بشكل خاص وقد وعدته!
ألا يمكنك أن تطلب منه الانتظار بضعة أسابيع؟

أكدت له "اسمع ، سأبقى هنا". أنا متأكد من أنني إذا قابلت هذا الرجل وتحدثت معه ، فسينتظر. ولن نفقد العمل إذا كان بإمكاني المساعدة

قال: إنه رجل مهم للغاية. ملياردير ويمتلك عدة شركات وكل ذلك وهو في سن السابعة والثلاثين

لا تقلق يا منير
سأ،تظر حتى يأتى لا تقلق
وعدى الوقت ببطئ شديد ومنير ينظر لها كل برهه بغضب وهى تتجاهله

وصل الرجل
فتح الباب وعندما استدارت نونا ، بدا أن كل شيء قد توقف. تقدم منير خطوة إلى الأمام ، ومد يده للرجل الذي دخل للتو مكتبه.

كيف حال حضرتك؟ أنا منير

ماذا ياسين ؟ تمتمت

كانت في حالة ذهول من الدهشة. لم تستطع أن ترفع عينيها عنه. رأته يصافح يد عصام بأدب ، ولكن ببعض التحفظ ؛ كان يرتدي بدلة كحلية اللون. كان وجهه متعبًا ، حتى شاهدت عيناه عيناها وعادت للحياة
ألقى عليه عصام نظرة غاضبة كعادته .
تقدمى نوبيه هذا هو ياسين زايد باك رجل الاعمال المشهور
فنطق ياسين : اننا على معرفة ببعضنا البعض فلا داعى للتعريف !
سقط فك منير في مفاجأة. نظرت اليه بابتسامة خافتة وهي تحاول الحفاظ على هدوئها. ارتجفت من الداخل ، على الرغم من أن ياسين لم يقل لها كلمة واحدة. كانت وساذجة ومضحكة لأنها لم تتعرف على التيار الكهربائي بينهما الليلة الماضية. لم تكن تريد أن تشعر بهذا النوع من الانجذاب لأي رجل
كان شيئا مزعجا ومرعبا فى نفس الوقت





وتكلمت دون أن ترفع عينيها عن وجه ياسين ، شرحت ل منير ، "لقد كان الرجل الذي اصطدمت به الليلة الماضية و انقذني وأخذني إلى منزله ، ثم اتصل بالطبيب والمباحث لا  أعرف
ماذا كنت سأفعل بدونه.
أجاب منير : "أنا أفهم" ، وطبعا هو لايفهم اى شئ

أنت تعلم بالفعل أن نونا لن تكون قادرة على العمل خلال الأسابيع المقبلة ، لكنني متأكد بمجرد التأكد من جودة عملها ، ستوافق على الانتظار حتى تشفى .
أجاب ياسين بهدوء: "ما زاليجب ان اشاهد احدى اعمالها كى اقيمها

أومأ برأسه بابتسامة وأجاب ،
بالطبع. الآن ، إذا أخبرتني بما تريد ، فسوف أعرض عليك البعض من اعمالها

ثم تحدث الرجلان ، بينما كانت نونا صامتة ، تحترق من الغضب لتجاهلها تمامًا


الوجه الهادئ لها لم يكشف عن الاضطراب الداخلي كان موقفه متحفظًا ، باردًا
كانت قوة شخصيته تصوب بدقة على هدفه كان رجلا خطيرا في الواقع ،

أراد ياسين مجموعة متنوعة جديدة ومختلفة من التصاميم لجميع منتجات شركاته
كانت نظرات ياسين مصوبه عليها وبعد ساعة من الاتفاقات بينه وبين منير قال منير :

سأترككم تتحدثون وحدكم ، حسنا؟.
وبعدما خرج
تكلمت هى وقالت :
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي