4 اختفاء جورج

الفصل الرابع:
(اختفاء جورج)

جورج: يا آلهي ما كل هذه الدماء، التي تملأ الأرض؟

السيد اندو بسخرية: ما هذا القرف؟! هل تسلخون الحيوانات هنا بالعادة، للتسلية؟

جورج بصدمة: لا لا يا سيدي هناك خطبٌ ما لا أفهمه، فمنذ أن خرج المستأجر القديم لم اتفقده، أنا اعتذر منك.

السيد اندو: من هذا المجنون الذي يعلق فئران مشرحة من ذيولها بالسقف؟ وما العبرة في ذلك؟

جورج بتوتر: حتماً المستأجر القديم هو من فعل هذا، دعني أشرح ل..

السيد اندو بغضب:
_ تشرح ماذا؟ لقد اخرتني عن عملي، وانتظرت طويلاً لأرى هذا المنظر المقرف؟ لقد عكرت يومي كله، ثم إن لم تراه لما أصبحت تركض لتريني أياه؟

جورج بتوتر وهو لا يعرف ماذا يقول: سيدي، اعذرني، أنا أحببتك، لذا وددت بأن تستقر هنا، هذا كل شيء.

السيد اندو بسخرية: اااه.

كانت جين ما زالت جالسة على الأرض تنظر للدماء التي تسيل على الأرض والكلمات المكتوبة على الحائط بخوف

جين بخوف: أنظر إلى ما كتب على الجدار، أنه يقول الموت قادم.

جورج بصوتٍ منخفض:
_ اصمتي ياغبية، هيا انهضي الأمر لا يحتاج كل هذا الخوف، مجرد فئران معلقة وهذا كل شيء.

السيد اندو: وماذا عن الدماء؟

جورج: لا عليكَ سيدي، سأدع زوجتي تنظف كل شيء.

كانت جين توسع بعينيها بصدمة.

السيد اندو: هذا البيت سيء، ورائحته نتنة

جورج وهو يمسح على جبينه: لا تقلق سيدي ستقوم زوجتي بتنظيفه الآن، هيا لنذهب أنا وأنت إلى منزلي.

جين بفزع: مااااذا؟ الآن؟ هل أنا سأقوم بتنظيف هذه الدماء حقاً؟

رمقها جورج بنظرات غاضبة لتصمت، فصمتت بخوف ولم تقل شيئاً، ثم تابع جورج حديثه مع السيد اندو وهو يأخذه لمنزله.

جورج وهو متلبك ويظهر ابتسامات مليئة بالإحراج: _سيدي هل ستأخذ المنزل؟ فهو لشرفٌ كبير لنا بأن تكون معنا هنا في هذه البلدة.

السيد اندو بهدوء وهو ينظر بللامبالة:
_حسناً، سأفكر بالأمر بعد رؤيته نظيفاً.

جورج بفزع:
_ماااذا؟ تفكر؟..حسناً فكر جيداً.

جورج بنفسه:
_ يال غبائي، لا يجب أن أُظهر له شيء، ولكن عليّ إقناعه بطريقة ما أستأجار المنزل، أرجو بأن تُنهي زوجتي الغبية من تنظيف المنزل بسرعة.

ولكن لما قد يعلق توم عشرون فأراً في سقف منزله قبل أن يغادر؟!

كانت جين تدخل المنزل بخوف وقرف من الرائحة، اتجهت للمطبخ لإحضار دلوٍ كبير ومسحوق تنظيف، وبدأت بتنظيف الحائط أولاً.

ومن ثم قامت بشطف الأرضيات المتسخة بعد أن أنزلت الفئران المعلقة بقرف، وقامت برميها للخارج.


انتهت من التنظيف بعد مرور خمس ساعات ولكن ما تزال هناك رائحة سيئة في المنزل، لذا اتجهت لغرفة النوم ولكنها لم تجد أوساخ.

جين وهي تتأفأف كلما نظفت شيء:
_ أنه حقاً مجنون، ما كل هذا القرف؟ وكيف استطاع العيش بمنزل متسخ هكذا.

ثم تذكرت تحدث الأهالي عن العفاريت، لتفزع وهي تتخيل الأمر.

جين وهي تبتلع لعابها الذي ازداد فجأة:
_ هل العفاريت هي من قامت بهذه القذارة؟ ياآلهي، لا أريد التفكير بالأمر، أرجو أن أنتهي بسرعة وأخرج من هنا قبل أن أُقتل، فزوجي عديم ضمير، لن يهتم.

تمعنت جيداً في المكان ومن ثم نظرت أسفل السرير ورأت فرشاة شعر، مدت يدها ببطء.

ولكن فجأة، أمسكت بها المرأة المخيفة وهي تصدر صوت مرعب، مما أثار الفزع والخوف بقلب جين التي ذهبت راكضة باتجاه الباب الخارجي، الذي تركته مفتوحاً.

ولكنها صُدمت حينما رأت الكتابة على الحائط، التي قد أعاد أحدهم كتابتها بالدماء حديثاً " الموت قادم"

بدأت تصرخ بصوت عالٍ وهي مرعوبة، وخرجت مسرعة وهي تتلعثم بخطواتها وتقع كلما ركضت ونظرت للخلف، ظناً منها بأن هذه المرأة ذات الوجه المشوه ستتبعها.

من أين أتت هذه المرأة؟ ومن هي؟

اتجهت جين مسرعة إلى منزلها وهي تُغلق الباب خلفها وتتنفس بصعوبة.

سَمِعَ جورج صوت الباب فَهَمَ راكضاً نحووه.

جورج بلهفة: ماذاا؟ هل انتهيتِ؟

جين بخوف: أنه، أنه....

جورج بغضب: أنه ماذا ياغبية؟

جين بتوتر: أنه نظيف الآن.

ثم صعدت راكضة لغرفتها للأعلى، حيث أنها ما تزال بصدمة مما رأته اليوم.

استلقت على سريرها وهي تتخيل منظر المرأة بخوف، ثم غطت رأسها بغطائها محاولة أن تهدأ.

ثم بدأت تحادث نفسها:
_حسناً جين فلتهدأي، ما رأيته ليس حقيقياً، أنني أتخيل حتماً، ولكن ماذا لو كان حقيقياً؟ أووه ياآلهي، يجب أن يعرف السيد اندو ذلك، لا لا، ليس لي أي علاقة، إن أخبرته سيقتلني زوجي، حسناً لن أذهب مجدداً إلى هناك حتى لو قطع رأسي، فما زالت يداي ترتجفان للآن.

أما جورج فقد ذهب إلى الغرفة التي يجلس بها السيد اندو وهو سعيد ومبستم.

جورج بسعادة:
_ سيدي لقد أصبح المنزل الآن جاهزاً، هل ترغب للذهاب إليه اليوم، أم تبقى هنا لترتاح وتراه في الغد؟ فأنا سعيد بضيافتك عندي.

السيد اندو بحزم:
_لا لا، سأذهب إليه، وإن كان جيداً، سأخذه على الفور.

جورج بلهفة وهو يرسم ابتسامة عريضة على شفتيه: ستأخذه، اه اه، أجل أرجو ذلك، أقصد حتماً سيعجبك.

السيد اندو: حسناً، دعنا نذهب فأنا متشوق لرؤيته الآن.

جورجو باستغراب وهو يحادث نفسه:
_متشوق؟ لما يا ترى، إن زوجتي الغبية محقة، يبدو أن هناك شيء غريب بهذا الرجل، ولكن ما يهمني هو المال، لما سأهتم بشيء آخر.

السيد اندو: هل ستستمر بالتحديق بيّ هكذا أم ماذا؟

جورج بحرج: لا لا سيدي، كنت أتأمل بذلتك الفاخرة، ترى بكم؟

خرجا من المنزل عند المغيب واستمر حوارهم لحين وصولهم.

السيد اندو: في الحقيقة لا أعلم كم ثمنها فأنا أشتري الكثير من الأشياء.

جورج وهو يحادث نفسه:
_ بالطبع لن تعرف، هذا من كُثرة نقودك التي لا تحصى، أتمنى بأن أكون ثرياً هكذا، ولكن سأكتفي بشراء جرار للزراعة فقط، فأنا أرغب بأن أملك نقود كثيرة لا تنتهي.

وصلا للمنزل بعد دقائق وقام جورج بفتحه ليستغربا بالمكان؛ كم هو نظيف ولامع.

جورج بفخر:
_ ألم أخبرك بأن المنزل جميل؛ ولكن بسبب إهمال ساكنه القديم، أصبح سيئاً ورائحته كريهة، ولكن أنظر لجماله الآن، هل أعجبكَ سيدي؟ هيا قل شيئاً.

رمقه السيد اندو بنظرات امتعاض، ثم تحدث بنبرات حادة قائلاً:
_هل أنت متعجل هكذا دائماً؟ ألن تعطيني المجال لأتفحص المكان، وأفكر بالأمر؟

جورج بفزع:
_لا لا سيدي، خذ وقتك، اعتذر، أنا فقط متوتر، أقصد لا أرغب بخسارتك.

السيد اندو بعد أن دار في المنزل، أخذ نفس عميق ثم قال:

_ حسناً سأخذه، ولكن في الغد أجلب عمال لتنظيف الأرض المتصحرة هذه.

جورج بسعادة: أجل سيدي، سيكونون هنا منذ الصباح الباكر، ولكن لم تخبرني كم ستدفع لي إيجاراً للمنزل؟

السيد اندو: بقدر ماترغب.

جورجو بدهشة، وهو يكاد يطير من الفرح:
_حقاً؟ هذا رائع، حسناً إذاً، سنتحدث عنه في الغد، الآن سأذهب لمنزلي، وداعاً.

خرج السيد جورج وهو يهرول وينط فرحاً إلى منزله سعيداً، ولم يعلم ما قد يطلبه منه وذهب ليفكر بالأمر بعمق.

ولكن فجأة سَمِع صوت بالقرب من الغابة، فبدأ ينادي ولكن لم يجيب أحد، لذا أقترب ليرى ماذا هناك.

سار بخطوات متباطئة في الظلام، حيث كان لأثر خطواته صوت تحطم الأوراق المتيبسة على الأرض مخيف وسط الظلمة والهدوء المميت.

شعر بالخوف حينما احتاط به الظلام من كل الاتجاهات، ولم يعد يستطيع رفع صوته، لذا بدأ يتمعن المكان ولكنه لم يرى عن كثب فالظلام دامس.

جورج بصوتٍ منخفض وهو يبتلع لعابه:
_حسناً لا يبدو بأن هناك شيء ، لذا سأعود للمنزل بسرعة أفضل

ولكن حينما ألتف للخلف، خرج شيء ما من أسفله وجره من قدميه ليقع على بطنه الكبيرة بسرعة، وهذا ما تسبب له بالفزع وتسرع بضربات قلبه التي كادت أن تتوقف.

صرخ بصوتٍ مرتفع ولكن لم يكن هناك أحد، واستمر ذاك الشيء بجره لقلب الغابة وهو يحاول التشبث بشيء ما، و يغرز أصابعه بالأرض ولكن دون جدوى.

بعد دقائق من جره تم تخديره لينام ولم يعد يخرج له صوت، وحينما استيقظ وجد نفسه بمكانٍ آخر.

بعد مضي ساعة أصاب زوجته القلق، لذا قررت الذهاب إلى بيت السيد اندو وتسأله عنه.

قرعت الباب بخوف، وفتح بها السيد اندو بسرعة، قائلاً
_ أهلاً جين.

جين وهي تفرك بيديها:
_ أردت أن أسألك، هل رأيت زوجي؟

اندو بتعجب: أجل، وقد غادر منذ مدة.

جين بخوف: كنت أظنه لا يزال عندك، فهو لم يعود بعد للمنزل.

اندو: لا تقلقي، حتماً سيعود، فهو كبير ليس صغيراً.

جين بنفسها: لست خائفة على ذلك الوغد، بل خائفة مما رأيته اليوم، هل تلك المرأة حقيقية؟ فأنا أخاف على أولادي.

اندو باستغراب: سيدتي هل ستبقين هكذا تتأملين المكان؟ أدخلي إن أردتي.

جين بخجل: لا لا، سأعود للمنزل، شكراً لك، واعتذر عن الازعاج.

اندو: لا عليكِ.

عادت لمنزلها وهي خائفة وتتمتم لنفسها.

جين بفزع:
_هل أخذته تلك المرأة التي رأيتها؟ ولكن لما لم تأخذ هذا اندو أيضاً؟ وأين ستأخذ زوجي ياترى، إن كانت هي؟

ثم أردفت بعد تنهد: حسناً هذا أفضل علّه يذهب للجحيم ذلك البغيظ البخيل، لِما اكترث به، ولكنني خائفة جداً، ماذا لو قامت بأخذي أنا وأولادي أيضاً ؟

ثم ركضت باتجاه منزلها ترتجف وتتفقد أولادها وهي تقبلهم.

العودة للماضي

بعد مرور عام صعب وطاحن بالمشاكل العديدة وسوء حال توم مادياً، بدأ يُدرس كعمل إضافي في إحدى مدارس البلدات المجاورة مع كاتي، ولا يعود للمنزل حتى المساء.

عند المغيب
حيث كانت جيسكا تعد العشاء ريثما يأتي زوجها أتى إليها ايبرو وهو مكتئب، ويضع يده على خده.

ايبرو بملل: أمي.

جيسكا وهي تحرك الطعام: ماذا هناك؟

ايبرو: ألم يتعب أبي من العمل لوقتٍ متأخر؟

أتت نحوه جيسكا وأمسكت بوجنتيه الصغيرتين، وهي تنظر لهما بحب قائلة:
_أجل عزيزي أنه يتعب، ولكن عليه أن يؤمن أقساط دراستك ومصاريف معيشتنا.

ايبرو: حينما أكبُر سأعمل أيضاً، وأساند أبي، سأكتب أمنياتي جميعها بدفتر مذكراتي فهذا سيجعل أبي سعيداً كلما قرأ ما اكتب له يومياً، فأنا أصبحت أراه قليلاً.

جيسكا بقلق: هل تراه قليلاً بالمدرسة؟ ماذا عن الأولاد المزعجين؟ هل لا زالوا يقوموا بافتعال المشاكل لك؟

ايبرو وهو يضحك بصوتٍ عالٍ:
_لا لن يجرؤوا يا أمي فلدي صديقة قوية، وتمارس رياضة الكاراتيه، أنها قوية جداً وجميلة.

رمقته أمه بنظرات خبث.

جيسكا: هل أحببتها أيها الصغير؟

ايبرو بغضب: لا لست صغيراً يا أمي، أنها فقط أطول.

جيسكا: حسناً، سأخطبها لك حينم....

ايبرو بلهفة: هل الآن؟

جيسكا وهي ترمي عليه قطع القماش: هيا أغرب عن وجهي وأهتم بدروسك، هيا بسرعة، أيها الشقيّ اللعين.

ايبرو وهو يركض لغرفته:
_ حسناً أمي لا تغضبي، كنت أمزح.

ايبرو في نفسه: ولما لا؟ هكذا أضمن بأنها ستبقى معي طوال الحياة، فأنا لا أتخيل يومي بدونها.

جيسكا وهو تكتم ضحكاتها:
_يال غرابة هذا الولد، يريد الارتباط من الآن، حينما يَكبُر سيهرب، لأن الزواج مسؤولية.

ثم تنهدت: آه بني، سأكون سعيدة برؤية أولادك حينما تكبر.

بعد ساعة أتى توم حاملاً بيده بعض الحلوة لايبرو.

فتح باب منزله بمفاتيحه وعلق سترته خلف الباب ثم بدأ ينادي بصوتٍ مرتفع:
_عزيزي ايبرو، عزيزتي أين أنتما؟

كانت جيسيكا نائمة على إحدى الكراسي في المطبخ، بينما ايبرو قفز راكضاً بعد سماع صوت أبيه.

ايبرو بسعادة: وووواع، لقد أتى بطلي.

توم وهو يبادله تصرفه الطفولي ممازحاً: ووووواع، أجل أتيت من أجلكَ ياعزيزي.

ضحك ايبرو من كل قلبه وهو ينظر لوالده الذي يحني ركبتيه ويجلس القرفصاء وهو يشد على قبضة يديه.

ايبرو بسعادة: هل هذا الكيس لي؟

توم وهو ما زال بوضعيته: كنت أضن بأنكَ ستتابع ببعض حركات الكارتيه ، ألم تعلمكَ تلك؟

ثم غمزه بعينه

ايبرو بخجل: يكفي أبي، ما دهاكما أنتما الأثنان اليوم؟ هل تسخران مني، أم اتفقتما عليّ؟

توم وهو يضحك: تعال أيها الشقيّ لأحضاني.

ركض ايبرو باتجاه والده وقبل وجنته اليسرى.

وهو يهمس له: هل جلبت لي ذاك الشيء.

توم بصوت مرتفع: هل قصدت طوق الفضة؟

ايبرو بامتعاض: أخفض صوتك أرجوك.

ضحك توم مجدداً ثم حمل ايبرو ورفعه على رقبته وبدأ يدور فيه.

كانا في غاية السعادة في تلك الليلة.

سمعت جيسكا أصوات ضحكاتهم العالية وضجيج خطوات توم وهو يهرول في المنزل حامل ايبرو.

اتجهت إليهم ووقفت عند باب الصالون تنظر إليهم وهي تبتسم وتسند كتفها على الحائط مربعة يديها.

جيسكا: متى عُدت؟ لقد انتظرتك كثيراً.

انزل توم ايبرو عن رقبته وهو يتنهد
ثم جلس وقال: عُدت منذ قليل، أعتذر عزيزتي ولكنني اضطررت للبقاء؛ لأنه بعض الزملاء أوقفوني هناك لشرح بعض الأساليب التدريسية لهم.

جيسكا: هل الزملاء أم الزميلة؟ فمنذ أن انتقلت صديقتك لتلك المدرسة وأنت ملازم لها.

توم: لا لا، أنني لا أراها إلا قليلاً، هي من ساعدتني لأحصل على وظيفة بمدرسة مرموقة كهذه، بالإضافة أن راتبي الشهري فيها أفضل.

جيسكا بصوتٍ منخفض: أود تصديق ذلك.

توم: عزيزتي ما رأيك بأن ننتقل لتلك البلدة فأنا أفكر بالأمر منذ أيام.

استدارت جيسكا واتجهت إلى المطبخ بوجهٍ عابس

وهي تتمتم: بالطبع ستفكر بالأمر، فأنت لم تعد تستطيع مفارقتها، من يعلم قد تسهر بمنزلها أيضاً.

توم بصوتٍ مرتفع: ماذا قلتِ عزيزتي؟ هل قبلتي؟

جيسكا: قلت بأنني سأُحَضر مائدة العشاء، لأننا سنموت جوعاً ونحن ننتظر.

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي