2

رغم ايمان الأم والأب الشديدين بالقضاء والقدر إلا أن فراق الأحبة صعب جدا.

لقد اسود العالم، وما عاد له طعم بعد وفاة معد. كم كانت تستيقظ الأم فزعة تبكي وتحدث الأب عن حلمها الذي زارها فيه معد وعن خوفها من تفسيره.

فيحاول الأب المكسور ضبط نفسه، وتهدأة الأم المفجوعة بكلماته وعباراته المناسبة للحالة.

فيقول: تحلي بالصبر، إنه قدر الله والموت حق لا مفر منه.

فترد الأم والحزن يقطع وصالها: ليس بيدي يا أبا ساهر، نار في قلبي تشتعل وتزداد.

صمت قليلا ثم احتضنها ثم قال ثانية: أبناؤك البقية بحاجتك، إنك لا تعلمين حجم الحزن الذي أشاهده في أعينيهم من أجلك، أرجوك قو نفسك من أجلهم يا غالية واحمدي الله واطلبي منه أن يصبر قلبك.

الأم : آه يا أبو ساهر أشعر أنني أريده معي الآن و لكنه لا يريد أن يأتي، أنا أشتاقه كثيرا، أرى طيفه في كل مكان.

يرد الأب بلهجة المؤنب: أنسيت أريج ووضعها؟ أتريدين أن نخسرها هي الأخرى بعد أخيها؟ ألم تلاحظي تأثرها الكبير عليه؟.

هدأت الأم وقالت : ويحي، أريج نسيتها تماما، أين هي؟

فقاما بسرعة للبحث عنها في كل مكان، وإذا بها تحاول أن ترمي بنفسها من فوق سطح المنزل.

انهارت الأم؛ وسقطت على الأرض، وقد انخفض ضغط دمها.

وركض الأب مسرعا فمنعها لكن أريج أخذت تصرخ وتقول: دعني أموت فمعد حبيبي يناديني أريد اللحاق به.

لقد كان معد صديق الجميع، لكنه كان الأقرب لها قبل مرضها.

أسعف الأهل أريج يومها إلى الطبيب الذي أعطاها الدواء المهدئ، ونبههم من الانتباه لها والحذر، فلن تسلم الأمور في كل مرة إذا لم ينتوخوا الحذر إليها.

هنا فقط فهمت الأم الدرس، واستفاقت من أحزانها، وقررت الاهتمام بأريج وعائلتها، رغم شدة حزنها لكن الوضع لا يحتمل ضعفها أبدا.

فبدأت تهتم بها مجددا، وبدوائها، وتحاول الحديث معها ونصحها.

ودأبت على مرافقتها إلى الطبيب المعالج، وفي أحدى المرات هناك عند الطبيب سألت أريج وقالت: أيها الطبيب عندي سؤال هل ستجيبني عليه بصدق.

الأم: تأدبي يا أريج

الطبيب: دعيها يا خالة ، بالطبع سأجيبها وبصدق.

أريج: هل يمكن أن يستمر الحمل عدة سنوات ؟

شهقت الأم ووضعت يدها على فمها.

فأشار لها الطبيب بيده بأن دعيها تسأل ما تشاء ثم أجاب أريج قائلا: يا حيف عليك يا أريج أنت متعلمة ومثففة ألم تتعلمي في دروس العلوم أن مدة الحمل تسعة أشهر فقط .

أجابها ولم يسألها لماذا تسأل هذا السؤال؛ لأنه فهم قصدها منه، فطلب منها الخروج إلى غرفة الانتظار ثم طلب من أمها البقاء للحظات.

فرمقته أريج بنظرة شك، وكأنها ظنت بأنه سيتفق مع أمها على شيء ضدها.

فتبسم الطبيب وقال لها: اذهبي يا أريج ولا تخش شيئا، سأخبر أمك بنوع الدواء وموعد الزيارة الثانية، ثم ستلحق بك.

وعندما خرجت قال الطبيب للأم: انتبهي لها فهي تشك أنها حامل منذ ثلاثة سنوات وهذا سببه الرئيسي بلوغها المفاجئ وهي لم تكن تسمع بهذا التطور الجسدي عند الفتاة وهنا الخطأ من صنعك يا خالة، فمن واجبك تجاها أن نخبريها عن أمر العادة الشهرية وتطورات جسمها في سن المراهقة فتحول خوفها إلى مرض نفسي يصعب علاجه.

الأم: يا ويل قلبي!، أعترف بهذا، لكنني كنت مشغولة طوال الوقت في مساعدة أبيهم والركض خلف لقمة العيش وأنت تعرف عادات الريف، والحق يقال لقد قلت لنفسي ستكبر وتفهم في وقتها، لكنها باغتتها فجاة ولم أكن معها فظنت هي بأن شيئا سيئا حصل لها ورغم كل محاولاتنا لتصحيح فهمها إلا أنها تغيرت كثيرا.

الطبيب: لا عليك ياخالة هذا قدرها وقدركم، أرجوك أعطها هذا الدواء المهدئ بطريقة صحيحة وإياك أن تغفل عينك عنها في أي وقت.

وهنا انصرفت الأم بعد أن شكرته. ورافقت أريج واشترت الدواء وعندما وصلا إلى البيت، كان باسم مطأطأ الرأس.

الأم: ماذا بك ياباسم؟!.

باسم بحزن وخزي: لقد أخفقت في دراستي ورسبت، قال هذا وركض إلى الداخل.

صاحت الأم مؤنبة لها ووبخته، ولم تعرف ماذا خرج من فمها بسبب التوتر والغضب.

دخلت هي وابنتها أريج إلى الداخل وهي تندب عمرها.
أريج التي دخلت لتنام فورا،
فتركتها الأم لتجد الأب يجلس على الأريكة، ويقول بكل هدوء ولطف: اهدأي أم الساهر الغالية، ماذا نفعل؟ لم يكن يدرس وهذه نتيجة طبيعية، تعالي هيا واجلسي قربي.

نامت يومها الأم وهي متوترة جدا بعد تفكير طويل في تلك الظروف الصعبة التي حلت على عائلتها لكنها حمدت الله مرارا.

وفي اليوم التالي استيقظت على صوت أبو ساهر وقد جهز لها مشروب المتة وأخبرها أنه لايستطيع شربه دونها.
الأم وهي تشعر بالنعاس والتعب: أرجوك دعني أكمل نومي، فأنا جد تعبة، ثم تتثاءب وتحاول العودة للنوم.
الأب يتثاقل عليها حبا: هيا يابركة هذا البيت هيا استيقظي، لن يبدأ يومي إلا بك، هيا.

فاستيقظت وجلست معه
يتحادثان. وفي تلك الأثناء دخلت عليهم الجارة أم ماجد وألقت السلام عليهما وقبلت دعوتهما لشرب كأس من المتة.

وأثناء تناولهم أطراف الحديث، سألت أم ساهر للجارة عن تحصيل ماجد فقالت لها أنه نجح بدرجات قليلة.

أم ساهر : مبارك أفضل من الرسوب.

أم ماجد: بارك الله في عمرك، واطال في عمر زوجك وعائلتك.

ام ساهر: باسم خيب ظني ورسب.

تلتفت أم ماجد وتنظر إليها نظرة المؤنبة، وقرب الباب كانت ماري تراقب وتستمع إلى كلامها وهي تقول: احمدي الله أن نتيجة ابنك كانت فقط الرسوب ولم يلحق بأخته في مرضها.

أم ساهر: يا ويلي لم تقولين هذا؟ أقلقتني.

فترد أم ماجد : لقد كان ابنك البارحة في بيتنا ووبخته على نتيجته السيئة، فقال لي: لم أكن أستطيع الدراسة فكلما فتحت الكتاب، تراءت لي صورة معد فيه فأطبقه بسرعة.

ثم استمرت لتقول: اهدأي أم ساهر وكوني حكيمة إن ابنك باسم يتعذب وبحاجتك كثيرا إنه يفتقد أخوه.

صدمت أم ساهر بكلام جارتها عن ابنها ورغرغت عيناها بالدموع ورفعت يداها إلى السماء ودعت من كل قلبها لله أن يحمي أسرتها.

ماري كانت تفكر في كلام الجارة ورغرغت عينيها بالدموع وعقلها الطفولي أخذ يفكر قائلا:
-لقد مات أخي معد، وأريج مريضة جدا، و أخي باسم متأثر بسبب فقد رفيقه لأن معد لم يكن له فقط أخا، وأمي وأبي حزينان جدا،فدعت لله وتمنت لعائلتها السلام.

هذه الطفلة التي كانت تتعامل مع من حولها بخجل، كانت تملك قلبا صغيرا، يمتلك مشاعر تكفي العالم حبا يخجل الظهور، وهموما مبكرة مختزنة في الذاكرة وعقلا صغيرا يحتوي أفكارا شتى تحتاج الترتيب.

استمرت الأسرة على هذه الحال فترة طويلة، ولم تتغير صيغة حياتهم كثيرا.

فالطقوس نفسها، أب يعمل و أم تكافح ويتعبان لانقاذ عائلتهم البسيطة.

وأريج لازال المرض متمكن منها، وقد أتعبت العائلة بسبب محاولات الانتحار المتكررة التي حاولت تنفيذها، لكن القدر كان يمنعها في أخر لحظة.

أما بما يخص مستوى ماري الدراسي فكانت جيدة حتى الصف الخامس إلا أنها حظيت بمعلمة عظيمة تدعى هناء كانت ممتازة وقاسية فيما يخص العلم.

وهذا ما جعل ماري تدرس بجهد كبير خوفا من هناء التي لاحظت تميزا ملحوظا عند ماري، لذلك كانت تشجعها أمام رفاقها وتقدم لها الدعم المعنوي.

هناء : أفضلكم هي ماري صفقوا لها جميعا.

فتنظر عزة نظرة الحزن لكنها تقول: أحسنت ماري أنت منافسة قوية.

ماري بخجل: شكرا لكم.

ونجحت هناء في توليد حالة تنافسية بينها وبين رفاقها عزة وأسعد، وأكثر ما عملت عليه هناء تنشيط القدرة التي لاحظتها عند ماري بمادة اللغة العربية فشجعتها ووجهتها.

ومع الزمن استطاعت ان تحصل ماري على المرتبة الأولى في صفها، مما جعل لها مكانة في قلوب عائلتها التي تحب التميز.

وتطورت اهتماماتها وكان أكثرها التميز في مدرستها، ورغم كل الخجل لكن شيئا في داخلها قد ولد لديها طاقة كبيرة.

وارتبطت بوالديها بقوة وخاصة أبوها فقد كان صديقها وليس فقط والدها.
استمرت في دراسة المرحلة الاعدادية وحققت المرتبة الأولى؛ لدرجة أنها كانت تتمنى الاحساس برضا أمها وأبيها وأخوها ساهر الذين مدحوا بها وتوقعوا لها الأفضل.

ومرت الأيام.. ووصلت إلى مرحلة الثالث الاعدادي الذي يعتبر شهادة في دولتها الأم.

إلا أن القدر أنهى تلك الأحلام التي كانت تعتني بها مدرساتها ومدرسيها، ورغم كل التنافس مع عزة وأسعد
؛ ولأنه في أحد الأيام لم يكن قد انتهى الفصل الأول بعد.

كان هناك عرس في القرية لإحدى صديقات أريج المقربات وبسبب لوم المحيط لها.

-لو أنك كنت بوعيك لكنت عروسا جميلة، لو أنك.. ولو أنك.. إلخ من تلك العبارات التي تهلك أريج المريضة ووعيها تماما.

وفي ذلك اليوم الحزين ورغم قرع الطبول في القريةالتي كانت تقرع معلنة الاحتفال بالعرس عند الجيران، ماري لم تلتحق كباقي أخواتها لتشاهد العرس ؛ لأن خجلها كان يمنعها، وبقيت مع أمها وأبيها في المنزل.

يومها كانت الشمس مختلفة في غروبها، والسماء لم تكن صافية، والنجوم أقل توهجا فيها، والعتمة مطبقة على قلب ماري التي شاهدت أختها أريج تتوجه باتجاه سطح منزلهم، فركضت تخبر أمها التي كانت تجلس برفقة أبيها وتحضر طعام العشاء.

فتوجه الجميع يركضون لكن سرعة أريج كانت غريبة جدا وكأن القدر أعطاها قوة غريبة جدا جدا.

كانت أصوات الأم والأب تملأ المكان وأخذا يناديان على أريج.

الأب يصرخ بصوته المبحوح: أريج عودي ياقرة العين.
والأم تبكي وتصرخ: أريج، لا لا يا بنتي تعقلي وارجعي، أريج لا لا يا أريج.

وماري كانت ترتجف خوفا، لكن أريج قفزت قبل وصولهم إليها، فأحست ماري أن شيئا قفز من قلبها وانتفض ولم يعد، تلك المراهقة شاهدت أختها تقتل نفسها بلا وعي.

ولم تعد تسمع ماري إلا أصوات الصراخ فصدمت جدا وارتجفت خوفا. ولم تستفق من الصدمة إلا عندما اجتمع الناس للمساعدة تاركين العرس وراءهم.

وعلى صوت بكاء أمها المنهارة، صعقت الفتاة أيضا عندما رأت الأب مغمى عليه والناس تحاول إيقاظه.

وبعد قليل وصلت الشرطة وسيارة الاسعاف؛ لتنقل أريج التي لم تكن صعدت روحها إلى السماء بعد.

نقلت أريج إلى المشفى برفقة ساهر وعمه وأحد الأصدقاء، وبقيت الأم والأب والأبناء في حال يرثى لها. والناس من حولهم يخففون عنهم مصابهم الجلل.

الجارة أم ماجد: صبرا يا أخية واحمدي الله وقومي بالدعاء لها.

الأم: الحمدللة، الحمدلله، آه آه يا أريج كسرتني وقضيت علي، أخ يا بنتي ألا يكفيني وجعي في فقد أخوك معد.

انخفض ضغطها وبناتها يحتضنون أمهم ويرتجفون وخصوصا ماري التي كانت تحاول النوم لتنسى لكن كل كوابيس العالم كانت تزورها.

أما الأم والأب فلم يستطيعا النوم ليلتها، فهم لا يعلمون إن كانت ستعود إليهم سالمة ولو نجت كيف ستمضي باقي حياتها هل ستعيش مشلولة؟.

وفي الصباح تجمع بعض الجيران للتخفيف عنهم، لكن القدر كان أسرع وأنهى حياتها.

وصل الخبر كالصاعقة على العائلة في ذلك اليوم وماري تلك الزهرة البرية شعرت بالذبول وكأن الماء نفذ من الحياة ولم يعد هناك أمل فيها.

كانت تراقب أمها المفجوعة وحزن الأهل والأقارب وتجمعات المعزين الذين جاءوا للمساعدة.

وعندما وصلت الجنازة لم تخرج ماري من بيت جدها من شدة الخوف والحزن.

والأم غيرمتماسكة اطلاقا والأب وأبنائه في خيمة تلقي العزاء
.
عهد كانت الأقوى بينهم جميعا وصفاء كانت تشبه ماري في بعض طباعها حساسة جدا والكل كان متأثرا ومصدوما.

وأكثر ما زاد الوجع هو أن بعض الناس بدأت تكثر الأكاذيب والإشاعات.

فيأتي البعض معزيا ويسأل أسئلة محرجة فمرة سمعت ماري إحدى المعزيات وهي تثرثر مع مرافقتها.

المعزية: أرأيت أنها تدعي الحزن على ابنتها وهم من قتلوها.

المرافقة: يا إلهي ولماذا فعلوا هذا، حسبي الله ونعم الوكيل عليهم.

المعزية: يقولون أنها كانت عاشقة وأرادت الهرب مع من تحب، فرموها من على السطح لابعاد الفضيحة.

المرافقة: يا رب كن معنا

هنا شعرت بالحزن الشديد فهاتان السيدتان تكذبان، وتشوهان سمعة أختها المتوفاة التي عايشت ذلك المرض اللعين المدعو بالمرض النفسي.

ركضت تبكي بقهر إلى حضن أمها فسألتها الأم: مابها غاليتي أتشتاق أختها أريج.

ماري: أجل أجل يا أمي أشتاقها كثيرا.

وهمتا بالبكاء معا فقالت الأم: وهي اشتاقت لمعد ولحقت به آاخ يا ماري.

وبعد ثلاثة أيام انتهى العزاء و بقي الوجع في قلوب الجميع. ومرت الأيام وتقبل الجميع فكرة فراق أريج لكنهم لم ينسوها.

ورغم كل ما حدث، ورغم كل الإشاعات التي تعرضوا لها بقي الأب يعامل زوجته بكل حب وحنان.

الأب: ماري حبيبتي أحضري لنا قبل ذهابك إلى المدرسة الابريق الساخن
ماري : حاضر يا أبي

ركضت بسرعة وجلبت الابريق، وصبت الماء الساخن في الكأسين أمام أمها وأبوها.

وانطلقت تحمل محفظتها المدرسية متجهة إلى مدرستها.

وهناك لاحظ معلميها تغيرها؛ فقد كانت تسرح كثيرا، ولا تركز في دروسها أبدا.
لم تعد ماري تلك النشيطة التي تحاول كسب رضا معلميها.

وعندما سنحت الفرصة زار مدرسيها أم ساهر في منزلها وقدموا لها العزاء

حيث قالت معلمة العلوم: أرجو منك أن تنتبهي لماري ياسيدتي، خشية ان تصاب بمرض أختها فهي تسرح كثيرا فقد لاحظت دوام شرودها، وإذا سألتها أي سؤال تجيبني عما سألته قبل لحظات لزميلتها.

معلمة اللغة العربية : فعلا أنا قلقة عليها جدا فهي شاطرة ومهذبة.

وأكد أستاذ اللغة الانكليزية: نعم فعلا قلت مشاركاتها في الصف وأصبحت تأتي بلا وظائف.


قلقلت الأم وشكرت اهتمامهم بابنتها التي تحبهم كثيرا، ووعدتهم بالانتباه لها وقالت في نفسها: أرجوك يا ربي احفظ ماري وباقي إخوتها، فلم يعد لي قدرة على تحمل الظروف الصعبة.

وعند عودة ماري إلى البيت من مدرستها حدثتها الأم باهتمام وقالت: كيف كان يومك في المدرسة

ماري بخجل: جيد

الأم: متى ستأتي اجازة الامتحان حبييتي التي أراها أحدا عظيما في المستقبل.
ورسمت ابتسامة على وجهها الملائكي
فاحتضنتها ماري وقالت: قريبا يا أمي قرييا وأعدك سأكون عند حسن ظنك.

ثم قالت : ماذا طبخت لنا اليوم أنا جائعة جدا.

هنا دخل باسم وقال: امممم ما هذا الدلال لناس وناس؟ امممم .

ضحكت الأم وماري ثم اجابت: لا يا حبيبي كلاكما نور العين.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي