الفصل الثاني

يقترب كفيل من نور و يضع يده على كتفها و يقول أستيقظي يا نور و تحصني بذكر الله . فأنتِ في حصن الله  .
فلا رومان و لا غيره يستطيع أن يأذيكي أو أي أحد ممن تحبين  .
أستيقظي أبنتي  .

و لكن من أنت من أنت قل لي  ؟

و لكن لا يجب . و فجأة تستيقظ نور تجد نفسها على سريرها في غرفتها و كأن شيء لم يكن  .

و لكن قد وجدت شيء غريب بين يديها ففتحت يديها لتجد شيء غريب قد حدقت عينيها و قد أصابها الذهول الشديد  .

لتردد ماذا يحدث ماذا يحدث لي  ؟ !

فقد وجدت في أصبعها خاتم . خاتم ذو فص عقيقي لامع .
يخرج منه نور قوي .  و مكتوب بداخله كفيل .

تقول نور في عجب يا ربي  ما هذا ؟ !
أ كل ما رأيته حقيقة ؟ !
رومان و كفيل و القصر و تلك الحرب القوية التي دارت .

و ما هذا الخاتم و من أين جاء ؟ !

و عندما وجدت أن داخل الخاتم مكتوب عليه اسم كفيل . قد زعرت و شعرت بالرعب و الذهول و علمت جيدا أن كل هذا كان حقيقة و أنها كانت في عالم أخر . و كانت تتحدث مع جني حقيقي  .
لم تصدق نور ما يحدث لها و جريت على أمها لتخبرها ما يحدث .
و هي تصرخ أمي أمي  .
لترد الأم  . ماذا يا نور لماذا تصرخي بهذا الصوت العالي  ؟

أنظري . أنظري . إلى هذا الخاتم في يدي لقد وجدته في يدي منذو أن أستيقظت .
نظرت الأم إلى كفين نور و قالت  . أين هو هذا الخاتم ؟ !
أنا لا أراه و هل رجعتي لتخاريفك مرة أخرى يا نور  ؟

لتنصدم نور من قول أمها و لا تنطق أي كلمة  .
و تقول لها حقا أ لا ترين الخاتم  ؟
لتتزعج الام و تمسك يد نور  . أين هو أين ؟ يا نور يجب أن أخذك إلى طبيب نفسي حتى يرى ما فيك . حيث يحدث لكِ أشياء غريبة تلك الأيام  .

لتضحك نور و هي بداخلها يثيرها الذهول و الخوف  .
قائلة  . لا يا أمي فأنا أمزح معك فقط لا غير  .

و تذهب نور إلى غرفتها أخذت تتحدث مع نفسها .
ماذا يحدث لي و هل هذا مجرد حلم  ؟ !
حاولت نزع الخاتم من يديها و لكن الصدمة التي صدمت نور  .
أنه لا ينزع من يديها  .

لتصرخ نور ماااذا يحدث ما هذا  ؟ !
لتسمع صوت خفي  يقول لها  . أهديء يا نور و أسمعي
هذا الخاتم قوة و رتبة قوية و لا يره غير الصفي و النقي التام
فلا يراه من يعيش في تفكير البشر  .

فهذا الخاتم له سلطان . فأنتِ من جنود مملكة كفيل المقربين  .

و أخذ هذا الصوت يتكلم بألغاز غربية .

١. أسمعي صوت الخفي و طلي على الأرواح و صنفي منها الطيب و الخبيث و علاجي من أُصيب من عوالم بإذن الله و أسرعي .

٢. في دماءكِ أجداد قد حاربوا مع كفيل .
٣ . و لا تنسي الصلاة و لا دينك و لا تتركي قرأة القرآن .
لتقول نور و من هم أجدادي هؤلاء ؟ !

ليرد الصوت الخفي  . أنهم أعوان أشداء أقوياء . لا يستطيع أقوى أنواع  الجن أن يقف أمامهم  .

ستعرفي كل شيء و لكن في وقته  .
تعرفي على الأسرار يا نور  .
و ختفى الصوت تماما  .
شعرت نور بشعور غريب بداخلها  . و قد بدأت الرحلة

أخذت تتسأل نور  و ما معنى تلك الكلمات الغريبة التي تشبه الألغاز  ؟ !

و ما معنى أسمعي صوت الخفي و طلي على الأرواح و صنفي منها الطيب و الخبيث و علاجي من أُصيب من عوالم بإذن الله و أسرعي  ؟ !

قد بدأت نور تلك الرحلة الكبيرة و الحرب مع العوالم الخفية  .

الهاتف يرن في وسط هذا التكفير العميق القوي  .


ترد نور إنها نغم  . هي نور سنتأخر على المحاضرات  .
ترد نور . حسنا حسنا أنا قادمة حالا  .

تلتقي نور بنغم  و كانت المفاجأة  المرعبة فقد بدأت القدرة
و بدأت تُحل الألغاز  .
إذ بنور تنظر لنغم لتفز نور  . يا ويلي ما هذا  ؟ !
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  .
تقف لا تتحرك واقفة مكانها كأنها قد تأثرت بتنويم مغناطيسي .

لتقول نغم ماذا يا نور ماذا رأيتِ ؟ !
ماذا بكِ صديقتي  ؟ !

و إذ كان شكل نغم  .
فكانت تشبه المسخ السليط الأحدب صاحب العينين الجاحظتين
عجوز شمطاء مسخ  قذر . فكانت مرقعة الشعر لونه أبيض لديها حدب فوق ظهرها و عينيها جاحظتين  و كانت عوراء رائحتها كريهة  . أسنانها ناقصة مصفرة   .

لترجع شكلها مرة أخرى . هذا الشكل الجميل الرقيق الهادئ  .

و تقترب من نور و تقول لها ماذا بكِ يا نور ماذا بكِ صديقتي ؟ !

لتجب نور  : لا شيء أنا بخير لا يوجد بي شيء لا تقلقي  .

فنور ترى الأرواح و تطلع عليها و لترى الروح الخبيثة من الطيبة .
و كان أول لغز يفك حينئذ لتتذكر كلام الصوت الخفي
(وطلي على الأرواح و صنفي منها الطيب و الخبيث و أعرفي )

فكانت روح صديقتها المقربة خبيثة و ليس هذا فحسب بل كريهة  .
تسأل نور نفسها فيما يسمى بالمنولوج النفسي
أ يمكن لهذه الفتاة الجميلة نغم الطيبة و الرقيقة ؟ !

صاحبة العيون الزرقاء و البشرة البيضاء  .
أن تكن بهذا القبح كيف كيف  ؟ !
مستحيل مستحيل فهي دائما تساعدني و تحبني و تقف بجانبي في أشد الأوقات  .

لا يمكن هذا جنون أكيد أنا أحلم أكيد إن ما يحدث لي خرافات
فهذا ليس حقيقي و أ يمكن أن يكونوا يتلعبون بي ليضلوني بين الطيب و الخبيث  ؟ !
و في أثناء هذا الصراع  . يتوجه طفل صغير نحو نور  .
لتشاهده على شكل ملاك صغير منير لونه أبيض يملك جناحين أبيضين  . يقترب منها هذا الطفل البريء و يقول لها
أنتِ جميلة جدا يا آنسة  .  حقا تشبهين الملاك الجميل
أستعجبت نور من كلام هذا الطفل و لكن لم تكترس فقد شغل بلها أمورا قد باتت غامضة  .
لتسأل نفسها في عنف  .
ماذا أنا أشاهد كل روح و شكلها الحقيقي بين الطيب و الخبيث أنه لأمر لا يصدقه عقل  .
و نحن هنا لمشاهدتها تقف في وسط الساحة ؛ لترى كل الناس و أشكال أرواحها بين عينيها فلا تصدق ما تشاهده .
منهم المسخ و منهم الملاك و منهم الكائن الغريب و منهم النوراني و الشفاف و غيرها و غيرها من الأشكال  .
لم تقدر نور على كل ما يحدث لها لتقع مخشي عليها على الأرض .
و تلتف حولها صديقتها نغم و الناس من كل جانب  . لينقلوها إلى المستشفى بسرعة  .

تسمع نور و هي على سرير المشفى . صوت أمها تتحدث مع الطبيب  .
ماذا أيها الطبيب هل هي بخير و ماذا حدث لها  ؟ !
ليرد الطبيب  ؛ أهديء يا مدام هي بخير و لكن قد حدث لها هبوط مفاجئ و لا نعلم ما سببه و لكنها الآن بخير  .

ليقترب منها الطبيب و يهمس أ ليس كذلك أ لستي بخير يا نور ؟ !
و إذ بنور ترفع عينيها في وجه ذاك الطبيب لتجده رومان .
ذلك المارد البشع    .
و يكمل الحرب لم تنتهي بعد  . سأدمرك و مملكة كفيل كلها  .
لقد عرفت أنكِ تملكين دم نورچان  ذلك البطل المغوار .
و لكني مرسل و لن أتركك إلا بعد هزيمة ساحقة  .
كل ذلك و أمها جالسة بجوارها لا تسمع و لا ترى أي شيء  .
فقط هي مع أبنتها  .
و بعد ثواني معدودة يدخل الطبيب و يختفي رومان كأنه دخان

تنظر نور في وجه الطبيب لترى شكلا غريبا مريبا مرعب  .
فكأنه دراكولا ذو أنياب ملطخة بالدماء في يديه سكين بتقطر من عليها قطرات من الدم    .
كأنه قاتل لا يرحم أو جزار بشري يأكل لحوم البشر  .
و فجأة يرجع شكله مرة أخرى . طبيب وسيم في الثلاثنيات من عمره  . 
أهلا يا نور الأن أنتِ بخير و معافة  . و نور صامتة لا تتكلم فقد أصمتتها الدهشة  من هول ما رأت  .
و فجأة يرجع الطبيب بشكله الحقيقي  .
و تسأل نور نفسها قائلة : أنها عبارة عن ألغاز لكل شكل له لغزه الخاص  .
تلك روح الطبيب شريرة قاتلة ؛ ترى ماذا يفعل هذا الطبيب ؟ !
و أثناء عودة نور إلى منزلها و هي جالسة في السيارة مع أمها  .
أخذت تتذكر أحداث اليوم . تتذكر رومان و ذلك التهديد تتذكر شكل تلك الأرواح الغريبة  . شكل صديقتها نغم و شكل الطبيب و ذلك الطفل الصغير  .

و من هؤلاء أجدادي الذي يتحدث عنهم رومان و بنت من أكون أنا و إذا كان الأمر كذلك و أن لي أجداد قد حاربوا الجن و سيطروا عليهم و أنا إكمال لهذا السلسال  ؟ !
و هل هي معركة لا تنتهي و لماذا أنا و ماذا يحدث لي  ؟  !

و لكن في وسط هذه التساؤلات شعرت نور بشيء غريب . شعرت بالقوة و أنها لم تعد تخاف و لا من مارد و لا من جن .
و إنها ملكة قد تربعت على العرش  و في نفس الوقت تملك من القوة ما تدفعها للخود في مائة معركة من أقوى أنواع الجن و سوف تهزمهم جميعا لم يعد رومان مشكلة بنسبة لها  .
و لا غير رومان  .

و قالت لنفسها و لكن أولاً يجب أن أفهم و أعرف و أن أفكر تلك الألغاز و أن أعرف من هم أجدادي هؤلاء الذين بسببهم حدث معي كل هذا و هل هم بشرا أم غير بشر و إن كانوا بشرا هل من نسب أبي أم نسب أمي  ؟  !

و في هذا الوقت تبكي أمها على أبنتها نور قائلة لها  :
ماذا يحدث معكِ يا أبنتي هل أنتِ بخير  ؟ !
لقد قال الطبيب أنكِ بخير و لكن قلبي لا يكف عن القلق
و الخوف  .
طمنيني يا نور  !
ليضيف أبا نور و هو يقود السيارة  . أنا أعرف جيدا لماذا حدث هذا معها و قد أخشي عليها فإنها لا تهتم لنفسها أو طعمها  .

ترد نور  ـ نعم يا أبي عندك حق و في المرة القادمة أوعدكم لن يتكرر هذا مرة أخرى أبدا و لا تقلقي يا أمي
  أنا بخير يا عزيزتي  .

و عندما وصلت نور إلى غرفتها أخذت تبدأ في هذه الرحلة الطويلة و المعركة الغريبة التي هي نفسها لا تعرف ماذا تفعل فيها و لكن هناك شيء غريب يدفعها لهذا   .

جاءت بورقة و قلم و أخذت ترسم شكل كل روح قد رأتها
و تحت كل صورة تحول أن تحلل أسرارها و لماذا قد تجسدت تلك الروح بمثل هذا الشكل  ؟ !

أولاً  : أمرأة شمطاء عجوز مسخ أحدب و هي صديقتها ( نغم )
تحلل نور هذا الشكل  الغريب  . مسخ أحدب على وجهها طلاسم غريبة و كلمات لا يمكن أن نفهمها كأنها لغة ليست على واقع الأرض  . كأنه سحر
و كأن شكلها تشبه السحرى الأشرار  .
و أثناء ما قالت تلك الكلمة نور إنتبهت فجأة ؛ و قالت
ماااذا ؟  !
السحرى .
أ يعقل أن تكون نغم  . . . . . . . لا لا لا غير ممكن هذا مستحيل
تخرج نور عن شعورها و ترمي الورق على الأرض و هي تقول
بصوت عالي أنا لا أفهم ما يحدث و لماذا أنا و من أنا ؟  !
و تصرخ و تقول من أناااااا ؟  !
و هي تقول تلك الكلمات . فجأة نجد رياح قوية و شديدة جدا في غرفتها و لكن من أين تأتي فكل النوافذ مقفولة  .
و نسمع صوت زفير الريح و فجأة تجد نور نفسها في عالم أخر
عالم غريب جدا  .
أخذت تسأل أين أنا و ما هذا المكان  ؟ !
و لكن لم تجد أي إجابة  .
هذا البعد الأخر . تلك الأرض الغريبة  . كأنها قد سافرت
إلى ثلاثة ألاف سنة للوراء  .
تجد نفسها في أرض صحراء و كان أهل هذه الأرض شكلهم غريب جدا  .
فكان منهم صاحب العين الواحدة و القظم و ذو القرنين مثل الثور .
و كانت أقدامهم تشبه قدم الماعز و الثور  .
و كانوا ينظروا إليها في عجب فإنها هي الغريبة عن أرضهم  .
فكان المكان عبارة عن سوق كبير  .
و يشتري أهل هذا الأرض أشياء غريبة لم ترها نور من قبل  .
و كلما أقتربت من أحد من أهل هذه الأرض  . شعر بالفزع منها
و في أثناء سير نور و هي لا تدري ماذا يحدث و تنظر لتلك الأرض في عجب  .

يأتي رجل قوي ضخم عظيم الهيكل يرتدي لبس العرب و يرتدي عمامة على فرسا لم تره نور مثله من قبل ، فلو ضرب ضربة على الأرض بقدميه لنشقت  .

ينزل هذا الرجل الغريب من على الفرس و يقول  :
أهلا يا نور  .
و يمد يده  إليها لتركب معه هذا الفرس  .

رجل قوي ذو لحية طويلة بيضاء يملك من ضخامة الجسد و عظمته و قوته ما لم يكن موجود في الواقع و لم يصدقه العقل و يرفضه المنطق  .
في يديه سيف إذا رفعه لبلغ الشمس و الفضاء .
و إذا أنزله على الأرض لنشقت  .
و به بريق حاد  . لمجرد إن يبرق أمام عين العدو يموت خوفا .

من أنت ؟ !
و أين أنا  ؟ !
ليبتسم هذا الرجل و يقول أنا جدك نوركرطچان .
جدي  ؟ !
و أنس أنت أم جني ؟ !
يضحك الفارس في عظمة و يقول  . .
و لا أنس و لا جني يا نور  .
تعالي معي أبنتي و ستعرفين كل شيء  .
هي  .
لتركب نور معه و يختفي الفرس بهم تماما عن الأعين .

لتصل نور لمملكة كبيرة لا بل إمبراطورية ضخمة  .
و يدخلها نوركرطچان و يقول لها تفضلي إيتها الحفيدة  .
تفضلي في مملكتك  .
أستعجبت نور من قوله  قائلة  : مملكتي ؟ !
نعم مملكتك يا نور  .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي