الفصل

مع سماع صوت ابتهالات الفجر الصادر من مسجد في احدي المدن الريفية التي يملأها الهدوء التام وسط ظلام دامس بين الأراضي الزارعيه.هناك فتاة جميله في أواخر العشرينات لكن عينها تشعرك بانها في أواخر الخمسين ..
سلمي..تجري خائفه تنظر ورائها وهي تبكي حافيه القدمين تتساقط دمائها كالمطرمن أرجلها المصابه ولكنها لاتهتم. تظل تنظر ورائها وهي تجري مرعوبه وكأن هناك ذئب يطاردها دموعها تملء وجهها البرئ تتعسر قدميها تقع علي الأرض وتصرخ من الألم يخترق صوتها هذا الظلام الدامس كالبرق في السماء.
ليقف رجل كان يجري ورائها (شوقي) ينظر في كل اتجاه يبحث عن مصدر صوتها.
شوقي. في أواخر الثلاثين عينها جحظتان يملئهم الشر والانتقام شعره كثيف يميل الي اللون الرمادي.يلتقط أنفاسه ويستجمع حواسه لكي يُحدد مكانها ينظر ويستشعر بعين ذئب يبحث عن فريسته الهاربة.
تحاول النهوض وهي تضع يدها علي فمها حتي لايسمع صوت أنفاسها المتصارعة من القلق والرعب تقف تستكمل طريقها وهي تضع يداها الآخري علي قلبها الذي يكاد ان يخرج من بين أضلعها.تتألم من اصابتها وهي تجري تلتفت ورائها وفجاه تصدم بشاب كان متجه لعمله بعد صلاه الفجر ترتمي بين أحضانه وتدفعه لتقع مره اخري علي الأرض تقف بسرعه يحاول ان يطمئنها الشاب.
= اهدئ لا تخافي .من انتي .؟! ماذا احل بك ؟!!
تنظر في كل اتجاه. ترتعش.خائفه.متوتره .لا تستطيع الكلام
-  انا ..انا شوقي ..يريد قتلي ..انا .. سلمي
= لا تخافي فقد ذهب لايوجد احد هنا .. اهدئي..
ينظر اليها مشفق عليها وكأنها كانت تصارع في حلبه مصارعه.يقترب منها في هدوء يربت علي كتفيها تطمئن له وتشعر بانه طوَّق نجاة وسط هذا الظلام .فجأة يظهر شوقي ممسك في يده سكين اول ما تراه سلمي ترتجف وتقف خلف الشاب وقبل ان يبدء الشاب حديثه معه.يدفعه شوقي ليقع الشاب علي الأرض ويهجم علي سلمي ممسكا شعرها بقوه تصرخ يقوم بسحبها تقع علي الأرض.
-ارجوك اتركني اتوسل إليك.
يقف الشاب يهجم عليه ويخلصها من بين يده.بصوت غاضب قوي يهز الأرض من تحت قدميه
= انت لاتدري مع من تتعامل يا غبي
يضربه الشاب بلكمات قويه في وجه وصدره فهو شاب قوي البنيه..يقع شوقي علي الأرض مغشي عليه والدماء تتناثر منه حتي تغطي ملامحه البغيضه..ينظر الشاب اليها نظره منتصر يقترب منها ممسكآ يديها
= هيا بِنا لاتخافي سأظل بجوارك أوصلك الي بر الأمان
لاتتحرك سلمي من مكانها فجاة تقف مذعورة تتسع عينها ويتحجر الكلام في فمها تسحب يدها من يد الشاب وتشاور له بأصابعها الي اتجاه اخر ليشاهد شوقي يقف امامه ولا اثر للدماء علي وجه وكانه تحول لشخص اخر في لحظه..مكشرعن انيابه تري سلمي نظره الغل والانتقام في عينه.ينقض علي الشاب ويطعنه بقوه طعنه غائرة في البطن
-  بل انت لاتدري مع من تقاتل يا غبي
تصرخ سلمي وتجري في اتجاه نور صادر من منزل ريفي في وسط الزراعه لتسمع صوت صرخه الشاب يخترق المكان وتهتز له الأشجار. ظل شوقي يطعنه في صدره وقلبه دون رحمه تقف متردده تبكي.ثم تستمر في الجري ناحيه البيت.تطرق باب البيت بعصبيه. ليفتح لها عّم إبراهيم رجل متوسط القامه ممتلء الجسم في أواخر الستين من عمره تدفعه تدخل خائفه.
= ارجوك أنقذني .شوقي يريد قتلي دعني اختبئ منه
-  شوقي من يريد؟ ان يقتلك ؟ لا تخافي يا ابنتي !
تدخل ويخرج عّم إبراهيم ينظر حول البيت في كل اتجاه ويبدء النهار في السطوع لكن لا يشاهد احد يدخل ويغلق الباب تجلس زوجته معها وتقترب عليها ابنتهم زهره شابه في أوائل العشرينات وقد احضرت كوب من ماء وتطمئنها بان الخطر قد ذال وهي الان معهم تحضر لها ملابس نظيفه لكي ترتديها بدل ملابسها.تحاول سلمي ان تلتقط أنفاسها وهي ترتجف عندما تخبرهم بان هناك شاب مقتول في الأرض الزراعية كان يحاول ان ينقذها من ذلك المجرم لكنه قتله.فجاة يسمعون صوت صهيل الفرس يصرخ بصوت مرتفع علي غير العاده تقف سلمي ترتعش من الخوف لتخبرهم
=.انه شوقي بالخارج يريدني ..يريد ان يقتلني
حاولت ان تهدئها ام زهره وتربت علي كتفيها وتحتضنها
-لاتخافي يا ابنتي فهذا صوت أدهم فرس أبني عمر لا تقلقي
تصر سلمي بان شوقي في الخارج يقتل الفرس الذي يصرخ لانه انسان مجرم عديم الضمير والإحساس يخرج عّم إبراهيم مسرعا.ليري ما يحدث بالخارج وهو يحاول الاتصال بالشرطة لكن شبكه المحمول لاتعمل تحاول زهره وكذلك أمها أيضا يحاولون الاتصال وشبكه المحمول لاتعمل حتي الطوارئ معطله.يخرج عّم إبراهيم لايجد الفرس في مكانه يبحث عنه في كل مكان الفرس اختفي عاد عم إبراهيم الي البيت.تنظر اليه سلمي بقلق وتقف وعينها تسأله عما حدث بالخارج .ليجيبها
= اعتقد ابني عمر اخذ ادهم الي الغيط
تقترب منه زهره وبدا القلق يتملكها هي الأخرى
-  لا يا ابي عمر اخبرني بانه بعد صلاه الفجر سوف يذهب الي عمي
ينفعل والدها وهو يتكلم بعصبيه وقلق
= اذآ سرق ادهم ؟؟ ايعقل هذا لايوجد في بلدنا سارق.!!
بثقه ترد عليه سلمي وهي تجلس لانها لاتستيطع ان تقف علي قدميها
.. لا بل سرقه شوقي ذلك المختل
يتجه عّم إبراهيم الي الباب يأخذ معه مفاتيح ينظر اليهم ويشاور الي سلمي
= سأذهب الي قسم الشرطه وانتي انتظري معهم لا احدآ منكن يتحرك من هنا ولاتفتحي الباب لأي كائن من كان يا زهرة
يتركهم عّم إبراهيم وتأخذها زهره وامها الي الداخل الي غرفه زهره لكي تستريح تجلس سلمي مع زهره بعد ان غيرت ملابسها وقامت ام زهره بغسل وجهها لتظهر ملامح سلمي فتاه جميله جدا شعرها طويل كسلاسل الحرير الذهبي وعينها عسليتين وشفتيها كالورد.تنظر اليها ام زهره بإعجاب وهي تسرح لها شعرها
= جميله انتي يا ابنتي .ما اسمك ؟ وما اتي بيكي الي هنا ؟؟ومن شوقي هذا الذي يطاردك ؟؟؟
تتنفس سلمي الصعداء وهي تروي..
انا سلمي سليم خريجه كليه الاثار بدرجه امتياز مع مرتبه الشرف تم تعيني معيده في جامعه القاهرة وكنت اعمل في هرم سقارة مع البعثة الإيطالية التي حضرت الي مصر حديثا.للتنقيب عن الاثار.
وشوقي رشيد دكتور جيولوجيا وباحث يعمل معنا.بعد ان ذهبت الي منزلي تذكرت بأنني تركت حقيبتي في الكرفان الموجود عند الهرم وبها أوراق وبحث مهم اعمل عليه من سنتين خشيت ان يراه احد فيأخذه او حقيبتي تسرق لأي سبب رجعت مره اخري الي موقع العمل لكنني رايت مالم أراه في حياتي من قبل شاهدت الدكتور شوقي يقوم بتفريغ أمعاء الدكتور البيرتو وهو كان من ضمن دكاتره البعثه وكان صديقه المقرب او كنت اتخيل هذا.شئ مقزز كان يقوم بوضع أمعائه بعد ان يعقمها في اواني فخار وكانه يقوم ب تحنيط الجسم كما كان يفعل القدماء المصريين كانت هذه الأواني متواجدة في معابد البر الغربي وهذه الأواني كانت اخر اكتشاف مع الدكتور فارس.تقاطعها زهرة
= هل هذا يعقل ؟ اكيد شوقي هذا مريض نفسي !!
تستكمل سلمي حديثها بعد ان تلتقط أنفاسها هو شاهدني حاولت الهرب لكنه أمسكني
وضربني علي راسي سقطت علي الأرض فاقده الوعي الي ان استيقظت.لاجد نفسي في فيلا وكان يتحدث في التليفون مشغول فقمت بضربه علي راْسه بأله حاده كانت بجانبي وهربت خارج الفيلا الموجوده علي أول الطريق الزراعي تستنكر زهره كلامها وتخبرها بانها فيلا مهجورة لايوجد بها احد فهي كانت من سنين ملك لأحد البشاوات في عهد الملك فاروق وبعد ان قامت ثورة يوليو اخذها احد الاشخاص لكنه سافر خارج البلاد بعد ما احترقت الفيلا بالكامل وكان بداخلها أبنائه وزوجته والعاملين بها ومن وقتها الأهالي تختلق حكايات وقصص كثيره حول هذه الفيلا وبانها مسكونة بالأشباح.والعفاريت ويتم فيها طقوس كل عام من قبل بعض الأشخاص الذين يطلقون عليهم عبادة الشيطان ..
تقسم لها سلمي بانها كانت في هذه الفيلا وهربت منها.وتبدء في وصف الفيلا بانها رأت داخلها رسمه كبيره علي الحائط لشخص له عين واحده والأخري مفقودة وفوق راْسه ثعبان كبير وأرضيت الفيلا علي هيئه نجمه مرسومه بوضوح وبها مثلث داخله عين لانها اول ما استيقظت شاهدت هذه النجمه.تشعر زهره بان سلمي تقول الصدق تنظرالي أمها لتأكد كلام سلمي بانها سمعت احد الأهالي يتحدث بشان الفيلا وان احد الأثرياء قام بشرائها لكي يعيش فيها تحضر زهره كوب من اللبن دافئ ل سلمي .وتحاول ان تكسر حاجز الخوف والقلق الذي بداخلها مبتسمه.
= انتي الان في أمان لا تخافي اري في يدك خاتم زواج اممم ؟؟؟؟!!!
تنظر سلمي الي الخاتم تظفر دمعه من عينها وتبدء حديثها وهي شاردة الذهن وكانها تشاهد شريط ذكرياتها التي تتمني ان يعود بها الزمن مره اخري الي هذا الوقت فتتغير نبره صوتها وهي تحكي لنسمع صوت فيه شيء من الحنين والحب ممزوج بشجن وهي تتذكر الأحداث ..عندما كنت في الأقصر تحديدا البر الغربي مع بعثه الأوربية وقتها حدث اهم اكتشاف اننا اكتشفنا مكان هناك ل مقبرة الاله اوزيريس كان بالقرب من مقبرة الملكه حتشبسوت.وفي نفس الوقت حدث لي اهم وأجمل حدث في حياتي مع انني لم أكن مستعده له فقد كنت أرتدي بنطال متسخ ملئ بالأتربة وقميص وقبعه علي راسي ونظاره طبيه أقف أمام حائط به نقوش ومعي فرشاه اقوم بتنظيف الحائط من التراب المتراكم عليه.كان معي في نفس البعثه حب عمري الذي كنت ابحث عنه وسط تلك الاثار الدكتور فارس شاهين دكتور متخصص في علوم الاثار والحفائر رجل وسيم في منتصف الثلاثينات يعشق الرياضه وركوب الخيل اول لقاء بينا كان في معبد حتشبسوت نشأت بِنا علاقه صداقه تحولت الي حب كنت أرقابه في صمت لان حيائي كأنثي يمنعني في ان أبوح له عما بداخلي من مشاعر لكن نظرات عيني له كانت في كل لمحه تعترف له بحبي الي ان وانا أقف مستغرقه في تنظيف الجدران ووجهي ملئ بالأتربة أقترب مني في هذه اللحظه ورفع القبعه التي كانت علي راسي ليستدل شعري علي ظهري وأزال النظارة الطبيه من علي وجهي شعرت بالخجل واحمر وجنتي .ينظر الي مبتسم وهو يخرج من جيبه قلاده علي شكل مثلث نحاسي اللون تملئه عين حورس شعرت بفرحه عارمه تملي قلبي
= تعلمين جيدا بمشاعري تجاهك ..
نظرت اليه دون ان أتكلم لاني اريد ان اسمع كلمات الحب منه..نعم اشعر بها في صوت نبض قلبه الذي اسمعه وهو يقترب مني ويلبسني القلاده ولكن اريد ان ينطقها لسانه اقترب مني مسك يدي وقبلها ونظر في عينيا
= سلمي انا بحبك .
شعرت وقتها ان قلبي خرج من بين ضلوعي واستقر بين يديه وإنني لست أقف علي الأرض كالبشر بل أحلق في السماء كالطير تمنيت من الله ان ساعه الزمن تقف عند هذا اللحظه فقط...كم شعرت بسعاده لم اشعر بها من قبل.يهمس لي بصوت مسموع وهو ممسك يداي
= عين حورس الحاميه لك فلا تتركيها ابدا وحافظي عليها تذكري دائما انني قريب من قلبك طلما ترتدي هذه القلاده
-  سوف أظل أرتديها لآخر العمر
تبكي وتضع يدها بين راسها تقترب عليها زهرة وتحتضنها لتبكي بحرقه اكتر.تقف ام زهره حزينه عليها متاثره ببكائها
= كفي يا ابنتي استريح الي ان يحضر إبراهيم وعمر؟؟؟ اتركيها يا زهره لكي تستريح
تخرج زهره مع أمها ويتركونها لوحدها ويغلقون الباب ورائهم تغمض سلمي عينها وتنام تشعر بانها تحلم.حلم مزعج كابوس مرعب تريد ان تستيقظ منه.لم تقدر علي تحمله والاستمرار فيه.
يقترب عمر ابن عّم إبراهيم شاب طويل القامه لون بشرته سمراء شعره مجعد ومعه والداه عّم إبراهيم طويل القامه جسمه هزيل يمسك عصا خشبية قديمه يسند عليها .يقتربون من سلمي النائمه علي الأرض داخل بيت مهجور لايوجد به احد سوي أشلاء من الماضي تتمثل في اثاث محروق موزع في ارجاء المكان يخرج منه الفئران وتقف عليه الغربان والحشرات تتجول في المكان يقتربون من سلمي ومعهم كشاف كبير يسلط ضوءه علي وجهها تستيقظ وهي شعرها متسخ ترتدي بنطال اسود اللون عليه بقع وقميص ممزق من الأكمام تنظر اليهم مندهشه تحاول ان تتعرف عليهم..بينما يتحدث معها عّم ابراهيم
= من انتي وماذا احل بك ولما تنامين في هذا المكان المهجور؟؟؟
تنظر حولها وتشعر بان المكان اتغير.
-  انا سلمي وكنت اجلس في هذا البيت مع زهرة ووالدتها أين هم؟؟وماذا حل بالمكان ومن انتم؟
ينظرون الي بعضهم البعض
= انا عّم إبراهيم صاحب الدار وهذا ابني عمر
-  انت كاذب عّم إبراهيم ذهب لاستدعاء الشرطه ... أين زهرة؟؟
وتجري تبحث عنها وهي خائفه من المكان وتنظر الي لبسها لاتصدق ماهي عليه
= زهره اختي انتي تعرفينها ؟؟ مستحيل؟؟
تقف تنظر اليهم وهي تضع يدها علي راسها تحاول ان تستيقظ من الكابوس الذي تعيش فيه الي ان ينتبه عمر الي وشم مرسوم علي يدها عباره عن مثلث به عين حورس فيتذكر انه رائه من قبل ينظرالي ابيه ويخرج من جيبه تليفون محمول يفتحه ليظهر عليه صوره سلمي مكتوب أسفلها بانها قاتله ومطلوب القبض عليها وتسليمها الي الشرطه يمسكها عمر بقوه
= انتي قاتله والشرطه تبحث عنك ولن أتركك
-  لا انني لم اقتل احدآ بل شوقي هو الذي قتل..أين زهرة أين والدتها وعم إبراهيم ذهب لإحضار الشرطه.؟!!!
= انتي تتحدثين عّن من ؟ هذا هو ابي صاحب الدار عّم إبراهيم وامي وأختي زهرة ماتوا من ثلاث سنوات في هذه الدار بعد ان شب حريق كبير بداخله يوم زفاف اختي زهرة
تنظر الي الدار وكانها تبحث عن أي شيء حي يصدق علي كلامها.يمسكها عمر بقوه لكي لا تهرب منه وهما خارجين من الدار يظهر شوقي مره اخري امامهم تصرخ سلمي وتشاور ل عمر عليه ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي