عشق

Benhellelkenza19`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-16ضع على الرف
  • 121K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

بين دمعة ودمعة تولد بسمة
وبين الم والم تخلق روح جديدة
وبين ظلمة وظلمة يبزغ نور فجر مشع
وبين كفي يدين باردتين يرتفع دعاء خلف دعاء الى السماء يفرج عن الف كرب وكرب
فلا الدمعة أغرقت ولا الالم دام ولا الظلمة أفقدت البصر ولا الدعاء خلف الدعاء رد.

أدت ريحان فرضها ثم جلست على حافة السرير وأخذت مصحفها وفتحته وأخذت ترتل منه شيئا من القرآن بصوت خافت وشجي كي لا تزعج زوج عمتها الذي يعود بوقت متأخر من سهراته ولياليه الحمراء والذي ما أن ايقضته على صوت ترتيلها للقرآن أقام الدنيا عليها.
اكملت وردها ثم قامت بارجاع مصحفها لموضعه في الدرج كان ذلك المصحف هدية من والدتها المتوفية ثم قامت بحمل صورة والديها لتقوم بتقبيلها وتقول:صباح الخير أمي صباح الخير أبي يوم جديد من عمري دونكما الحمد لله على كل حال.
لتتوجه بعدها ناحية المطبخ لتحضير الفطور وهي كذلك أتت عمتها بتثاقل فقد كانت مريضة بشدة ومتعبة تعاني الأمرين المرض من جهة وقسوة زوجها السكير وقهره ومعاملته السيئة لها ولابنة أخيها من جهة.
اسرعت ريحان إليها لتقبل جبينها ثم قالت:صباح الخير غاليتي.
فهرية:صباح الخير لملاكي الصغيرة.
ريحان:كيف اصبحت عمتي؟
فهرية:بخير صغيرتي اعيش ما تبقى لي من ايام على مبسمك الحسن.
ريحان بتذمر:لاتهذي عمتي ماهذا الكلام لا تجعليني اغضب.
فهرية:حسنا صغيرتي لن اهذي والآن اجلسي وساحضر انا الفطور.
ريحان:الله الله اتستغنين عن خدماتي فهرية خانم؟
فهرية:قلت ساحضره يعني ساحضره لا تعاندي وانت اذهبي وتجهزي للذهاب لعملك وايضا لا اريد أن يستيقض ذلك السكير ويجدك بالمطبخ ويرشقك بكلام مسموم كعادته.
ريحان:لا تهتمي عمتي لم يعد يستفزني حديثه المسموم فهو اغلب الوقت لا يعي ما يقول بسبب القرف الذي يتناوله طوال الليل.
فهرية:كم تحملت من هموم رغم صغر سنك حتى بدت جلية على ملامح وجهك البريء لاذنب لك بشيء ورغم ذلك وقع فوق راسك كل شيء
ريحان:وانت قلتها عمتي لاذنب لي يعني كله ابتلاء من الخالق والحمد لله على قضائه وقدره لنا شرف الابتلاء كالانبياء والصحابة والتابعين ولانزكي على الله أنفسنا طبعا.
فهرية:نعم الفتاة انت ونعم تربيتك.
ابتسمت ريحان بوجه عمتها ثم توجهت لغرفتها وقامت بتغيير ملابسها لتعود للمطبخ لمساعدة عمتها.
تناولت ريحان فطورها مع عمتها لوحدهما وهما تتبادلان الحديث بحب دون اسيقاض زوج عمتها لتقوم بعدها باعطائها الدواء ثم قبلت جبينها قبل الخروج لتقول:عمتي قد اتاخر قليلا لانني ساذهب لزيارة قبر والدي اولا ثم للمشغل بعدها ساعطي درسا دينيا للاطفال واعود مساء.
فهرية:حسنا ابنتي
طالعتها ريحان بحب لتضيف:دعاؤك حبيبتي فأنا أحتاجه
فهرية:ليكن دربك درب خير ويعطيك الخالق بقدر طيبة قلبك.
توجهت ريحان لمقصدها بينما عادت عمتها لغرفتها سريعا وقد زادت سعلتها بشدة حتى أنها أخرجت من جوفها بعض الدماء.
جلست على طاولة ريحان وقامت بحمل ورقة وقلم ثم نظرت ناحية الصورة ووعيونها تذرف الدموع لتقول:سامحني اخي
سامحيني زوجة اخي ثم بدأت بالكتابة.
ريحان حبيبتي وابنتي التي لم ينجبها بطني اذا كنت تقرئين هذه الرسالة فمعناها اني انتقلت إلى الرفيق الأعلى هي بضع كلمات لا أكثر كان يجب أن تعرفيها منذ سنين طوال لكن ضعفي أمام براءتك منعني حلوتي أو لاناديك عشق كما كان يناديك والداك.
سامحيني ابنتي اعلم انني تاخرت بالحقيقة لكن ماعساي أن أفعل عشق انت لست ابنة والديك الحقيقية
بل أنت طفلة متبناة احضراك والداك عند صغرك من الميتم وقاما برعايتك وتربيتك ورغم ذلك لم يصلنا منك احساس قط انك لست ابنة العائلة كنت خيرا وذخرا علينا فمنذ قدومك حلت الخيرات علينا,احبك والداك واحببتك كابنة لي منذ توليت رعايتك في صغرك حين يغيب والداك الى أن اصبحت مسؤولة عنك كليا بعد وفاتهما كنت لي كل شيء.
أحبك حبيبتي سامحيني.
أنهت تلك الكلمات ثم ضمت الورقة التي تبللت بدمعها لتقوم وتتجه لخزانة ريحان حيث وضعتها في جيب معطفها الاسود فلم تكن ريحان تملك إلا معطفين واحد ذو لون اسود والآخر ابيض فراتبها الذي كانت تتقاضاه تصرف جله على دواء عمتها ولا تحتفظ الا بالقليل لها لقضاء حاجياتها الضرورية حتى أنها تخلت عن دخول الجامعة والسفر للمدينة فقط لاجل ايجاد عمل وتوفير بعض المال بينما راتب عمتها كان يأخذه زوجها قهرا منها.
كانت ريحان جالسة عند قبر والديها المدفونين بجانب بعض كانت تحدثهما وهي تقول:انها ليست بخير انا أدرك انها تكابر لاجلي فقط لا اعلم كيف سيكون حالي أن ذهبت اليكما هي أيضا وتركتني.
مللت الوحدة مللت بشدة ثم مسحت دموعها الصامتة وقامت من موضع جلوسها لترفع يديها وتقوم بقراءة شيء من القرآن الكريم ثم قالت:لتطمئنا أنا بخير.
ثم توجهت لعملها في المشغل كعادتها.
في قلب المدينة دخل الولد الأكبر للعائلة أمير تارهون بخطى واثقة الى الشركة,ليس من عادته القدوم باكرا لكن نظرا لوجود صفقة عمل خاصة بمشروع سيقام بدبي أصبح كثير التواجد بالشركة للتكفل بكل صغيرة وكبيرة لنيل تلك الصفقة خصوصا أن كل شركات الانشاءات بتركيا تتهافت لأخذ ذلك المشروع ونيل الصفقة.
جلس بمكتبه بكل عنفوان ونزع معطف الكشمير الفاخر من على كتفيه وجلس بمكتبه لتأتيه سكرتيرته سريعا حيث دخلت وهي تقول:صباح الخير سيد أمير.
أمير:صباح الخير يونجا
يونجا:قهوتك سيدي وهذه الملفات التي طلبتها من الأرشيف البارحة وقد تم التدقيق عليها كما طلبت لكن...
أمير:لكن
يونجا:يوجد ملف لم يجهز بعد
أمير:خذي ملفاتك من أمامي وفي يدك ساعة أن لم تدققوا بجميعها ساقيم الحد على الجميع وقد اعذر من انذر وانا لا اعيد الكلام مرتين.
حملت يونحا الملفات جميعها بسرعة من أعلى مكتب امير وتوجهت بها لمكتبها سريعا لتعيد التدقيق بها بينما هو أتاه اتصال من صديقه صاحب كازينو للقمار ليجيب:مرحبا صديقي
بوراك:صديقك؟فعلا والدليل لم تات لزيارتي منذ اسبوعين
أمير:عمل متراكم لا أكثر معذور
بوراك:معذور ام أنك تهرب من آخر خسارة وقعت على دفتر شيكاتك؟
أمير:تكلم على قدرك يارجل والزم حدك
بوراك:انت تهرب
أمير:انا مشغول مشغوووول يا انتهازي
بوراك:ستجتمع شلتنا هذه الأيام ونريدك معنا الا إذا كنت خائفا.
أمير:سأحضر وساواجهك واخسرك كل مالك تجهز لذلك.
بوراك:وانا لها امير بيك فقط تعال وايضا سنحضر فتياة جدد اختر منهن ما شئت.
أمير:شكرا ياصاحب الكرم والآن انصرف عني لدي عمل.
بوراك:بانتظارك ها واياك ان تنسى دفتر شيكاتك وبطاقات ائتمانك وحتى بعض النقود نقدا لانني لن ارحمك
.أمير:احمق سنتواجه.
اقفل امير الخط وهو يتوعد لبوراك برد اعتباره بعد آخر خسارة تلقاها.
عاد أمير لعمله ليأتيه شقيقه الأصغر الذي دخل كالرعد المدوي بسرعة إلى شقيقه وهو يقول:أخي الأكبر كبير العائلة حبيبي
أمير:جوناي ما بك ما هذه الحالة بم تورطت هذه المرة
جوناي:أمر بسيط اخي
أمير:وجهك كله لكمات وجروح
جوناي:حادث بسيط
أمير: لن أغطي عليك هذه المرة محما ترجيتني من دون شيء علاقتي بابي متوترة جدا.
جوناي:ليس هذا
أمير:اذا
جوناي:موتور الجديد
أمير:لا تقلها
جوناي ضاحكا:هههه قلتها
أمير:انصرف من أمامي اخي حالا ولا ترني وجهك ثانية والا غيرت ما تبقى فيه من ملامح.
جوناي:آسف اخي أخذته دون اذنك اعلم لكن حدث ما حدث وانتهى
أمير:قلت اخرج
جوناي:حسن انا ذاهب
أمير:غبي غبي وستبقى هكذا غبي ومدلل اخخخ
جوناي:شكر اخي
انصرف
عاد أمير لعمله ليأتيه اتصال بهاتفه حمله لتعلى وجهه تكشيرة وهو يقول:ماذا تريد هذه الآن ستعكر مزاجي من الصباح ثم فتح ليقول:صباح الخير نازلي
نازلي:صباح الخير أمير كيف الحال؟
أمير:بالف خير.
نازلي:طبعا فانت ارتحت من مصدر ازعاجك كيف لا تكون بخير
أمير:نازلي رجاء لا تبدئي
نازلي:اتصلت لاجل اوزجي غدا نهاية الأسبوع ولن آتي لاخذها عندي عمل مستعجل ساسافر الليلة خارج البلد
أمير:اها كعادتك حسنا كما تشائين لن اعلمك الأمومة لأنها بالفطرة ولا تلقن
نازلي:أمير لطفا
أمير:حسنا ساقفل الآن لأن لدي عمل وساشرح لاوزجي الوضع مع السلامة.
نازلي :باي
ثم اقفل الخط متذمرا فهي كل مرة تعتذر من أخذ ابنتها نهاية الأسبوع فقد تخلت بكل برود عن حضانتها لامير لان أعمالها اهم من أن ترعى طفلة صغيرة واكتفت بأخذها نهاية الأسبوع لتقضي مع يومين بشكل روتيني كيف لا وهي طفلة متبناة وليست فلذة كبدها عكس أمير الذي يعامل الكل ببرود عدا طفلته التي يجد بها كل الامل والحب انها مدللته الصغيرة.
أمير:حتى ليومين لا يمكنك تحملها.
في قرية اورزروم كانت ريحان بمشغل الخياطة تعمل بجد بينما كانت عمتها بالمنزل قد تفاقم وضعها الصحي السيء فقد زادت سعلتها بشدة وزاد إخراجها للدم اكثر واكثر لم يكن بجانبها غير جارتهم التي كانت تعتني بها بين الفينة والفينة عند غياب ريحان عنها.
كانت مستلقية بفراشها تبكي حرقة لا على حالها بل على حال طفلتها ريحان التي لا تملك أحدا بعدها فبغيابها ستكون وحيدة مكسورة,كانت تمسك بيد جارتها بقوة وهي تحاول استجماع قولها بعد أن خارت كليا لتقول بعد حين:ريحان اوصيك بريحان انها غصن من شجرة در لكن أتت عليه رياح الخريف العاتية ليجد نفسه خالي الاوراق وحيدا اعتني بهذا الغصن فإنه إن وجد اهتماما اثمر جميع الفصول.
عائشة:يكفي كلاما اختي فهرية اريحي نفسك ستكونين بخير انك قوية كما عهدتك ستتجاوزينها.
عائشة:أريد أن ارتاح عائشة أريد أن ارتاح تعبت
لم تتمالك عائشة نفسها لتطلق العنان لدمعها كالشلال ما جعلها تهرب من امام العمة فهرية وتتجه خارجا متمالكة نفسها ثم أخذت تهدء من روعها لتقول:اهدئي لا يجب أن تراكي هكذا ثم حملت هاتفها واتصلت بريحان مرة ومرات لكن الأخرى لم تجب فقد كانت ضوضاء المشغل تمنع عنها سماع هاتفها.
عادت عائشة لفهرية التي كان نفسها يصعب كل دقيقة من الوقت اكثر وأخذت تسقيها بعض الماء لكن فهرية كان كل همها ريحان حتى زوجها الذي كان خارجا رفضت الاتصال به حينها.
جلست عائشة عند راس فهرية تبكي وتقرأ عليها بعضا من القرآن لتقول فهرية بعد حين:لا تتركيها وحيدة وايضا زوروني بين الحين والحين أأنس وحدتي وظلمتي بكما وادعوا لي سيصلني دعاؤكما وارتاح به.
عائشة:لطفا اختي انت تحرقين نفسك وتحرقينني الما.
لكن فهرية سلمت الروح لخالقها بعد لحظات وهي تتلفظ ب (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله).
وضعت عائشة جبينها على جبين جارتها وصديقتها وأختها فهرية وهي تبكي بصمت لتقول:ليثبتك الله عند السؤال ياغاليتي ويجعل الله مأواك الجنة,انا لله وانا اليه راجعون,لله ما أعطى لله ما أخذ الحمد لله على كل حال ثم غطت وجهها باللحاف وخرجت من الغرفة لتذيع خبر موت العمة فهرية.
أنهت ريحان عملها لتحمل حقيبتها وتخرج من المشغل متجهة لتدريس اطفال الحي بعضا من سور القرآن وشرحها وما أن خرجت سحبت هاتفها من حقيبتها لتجد اتصالات كثيرة من جارتهم عائشة وضعت يدها على قلبها فقد أدركت أن هناك أمرا سيئا حدث مع عمتها فهي عادة ما تنتكس وتختنق وينقلونها للمشفى سريعا لاعطائها جرعات اكسجين.
أعادت الاتصال سريعا حتى أنها كادت توقع هاتفها من يدها لترد الخالة عائشة مباشرة:ريحان حبيبتي
ريحان:ماذا هناك خالة لقد وجدت اتصالاتك الكثيرة ولم تبكين وما كل هذه الجلبة حولك؟
عائشة:عمتك.
ريحان:مابها عمتي خالة هل انتكست ثانية؟
عائشة:عظم الله اجركم صغيرتي.
انصدمت ريحان مما سمعت لتتجمد مكانها دون رد أو حركة فقط بقيت واقفة وقد اتسعت عيناها كانت الخالة عائشة تردد على الهاتف:الوووو ريحان هل انت بخير ريحان اجيبي.
لكن ريحان لم تجب على اتصالها ولم اقفل الخط حتى لتأخذ بالسير كالتائهة بالطريق والدموع تنزل مريرة من عينيها أخذت تسير و تسير بهدوء وهي تتذكر عمتها وحالهم وضحكاتهم وحين تنام بحضنها وحين تتشاركان الطبخات ووو...
كانت تمشي دون وعي تجر جسدها البالي حتى انها مرت من الطريق دون انتباه لما حولها وقد كادت تتعرض لحادث الكل يزمر بسيارته لكي تنتبه لكن هيهات هيهات فالقلب والفكر بعالم آخر.
بعد مدة وصلت لبيتهم وما أن وقفت عند الباب حتى استفاقت من سرحاتها وعادت لواقعها اخذت انفاسا عميقة وتنهيدات مؤلمة وطويلة لتركض سريعا دخلت البيت فوجدت هناك زوج عمتها جالسا خارجا يضع يده على رأسه بصمت رمت بحقيبتها أرضا ثم ركضت لغرفة عمتها لتجدها مستلقية على السرير مغطاة باللحاف
رمت بنفسها أرضا ثم أزالت الغطاء عن وجهها واقتربت وقبلت جبينها ثم وضعت رأسها عند يدها وهي تبكي بشدة لتقول وسط تلك الدموع:حبيبتي روحي كيف ساستمر من بعدك؟لم هنت عليك وتركتني بدوامة الحياة وحيدة؟لمن سامد يدي انا بعد اليوم؟لمن اجيبيني لمن؟
عائشة وهي تبكي:ابنتي لا تتحدثي بمثل هذه الأقاويل انت إنسانة مؤمنة وهذه حكمة الخالق.
ريحان:قلبي يحترق فؤادي يحترق لقد تركتها صباحا وابتسامتها المشرقة تملء وجهها.
لقد انطفأت آخر شمعة كانت تنير حياتي ياالله الهمني الصبر يا الله الهمني الصبر لاتحمل غيابها.
اقتربت الخالة عائشة منها واحتظنتها بعد أن ابعدتها عن عمتها لتتركها تبكي في احضانها.
كانت ريحان تبكي عمتها وهي تصدر آهات شقت صدرها بكت وبكت حتى أنهكت نفسها وتعبت لتقوم بعد مدة منهارة وتتجه مباشرة للحمام بينما الخالة عائشة بقيت تنظر لحالها لحال تلك الفتاة الشابة التي لون الأسود حياتها دون كل الالوان.
توظأت ريحان ثم توجهت للصلاة كعادتها فهي تلجأ لخالقها في الفرح قبل القرح،صلت ركعتين ثم مدت يديها الى السماء لتبدأ بالدعاء(ربي يارحيم ياحليم انها عبدتك الضعيفة تغمدها برحمتك وثبتها عند السؤال يارب واجعل قبرها روضة من رياض الجنة يارب الهي امنحني الصبر على فقدانها يارب يارب امنحني الصبر على فقدانها يارب يارب هون علي صعوبة امتحانك يارب يارب)
آه ياقلبي كم هذا موجع.
مرت جنازة العمة فهرية بسلام وتم دفنها بحضور الجيران ومن يعرفها تم دفنها بمقبرة القرية الصغيرة.
مرت ثلاثة أيام على موتها كانت ريحان جالسة عند قبرها صامتة فقط تنظر الى اسمها وتبكي كانت نيران المها تحرق فؤادها داخلا ورغم الثلوج التي تتساقط عليها إلا أنها لا تحس الا بلهيب النيران التي رماها القدر بها ،جلست لمدة هناك بصمت ثم أخذت تحادث عمتها:اذا اخترتي دربك الاخير وتركتني كما تركوني لقد كنت كل شيء لي والآن لم اعد املك شيئا حبيبتي سلمي على حبيبي امي وابي ثم قامت ومسحت دمعها وأخذت تسير الى البيت عائدتا وحيدة.
وصلت للباب لكن قبل دخولها استوقفتها الخالة عائشة لتقول:صباح الخير ابنتي كيف حالك اليوم؟
ريحان:صباح الخير خالة بخير الحمد لله.
الخالة عائشة:حبيبتي ماذا ستفعلين الآن!
ريحان:بماذا؟
الخالة عائشة:هل ستبقين بنفس البيت مع احمد؟
ريحان:لا اعلم خالة حاليا ليس ببالي شيء يكفيني ما انا به.
الخالة عائشة:ليمنحك الله الصبر ياابنتي وضعيها دائما برأسك بيتي مفتوح لك على الدوام اضعك بعيوني قبل البيت.
ريحان:شكرا يا خالة نعم الجارة انت.
الخالة عائشة:العفو حبيبتي ليمنحك الله الصبر والسكينة لقلبك الطيب،استودعك الله.
ريحان:مع السلامة.
دخلت البيت لتجد زوج عمتها قد استفاق ويجلس بالمطبخ يتناول فطوره دخلت وسلمت ثم توجهت لغرفتها لكنه استوقفها ليقول:هاي انت
التفتت ريحان إليه لتقول:ماذا؟
أحمد:اجمعي اغراضك
ريحان:اغراضي لم؟
أحمد:لانني بعت البيت
ريحان:ماذا؟ماذا تهذي انت؟هل جننت؟ كيف تبيع بيت عمتي على رؤوسنا ولم يمر على جنازتها إلا ثلاثة أيام حتى الناس لايزالون يأتون ليعزوا من اي طينة انت؟؟
انتفض احمد وهو يضرب الكرسي الذي وقع أرضا ليقترب منها ويحكم قبضته على ذقنها ويقول: اياك والتمادي والا دفنتك بارضك.
ريحان:ماذا ستفعل؟ستضربني كما كنت تفعل مع عمتي؟
هيا افعلها إن كنت رجلا انا لا اخاف الا من رب العالمين ثم أبعدت يده عن ذقنها بقوة.
احمد:ماشاء الله ماشاء الله وأصبحت تردين الكلام ايضا.
ريحان:يكفي لقد تحملتك طوال هذه السنين بما يكفي
احمد:تكلمي على قدرك والا هيا اذهبي لجمع اغراضك بسرعة ولا تغضبيني اكثر فانا لا اندم على شيء.
ريحان:لن أجمع شيئا ولن اخرج من هنا وافعل ما يحلو لك.
احمد:ستفعلين ستفعلين وبرضاك
اسمعيني جيدا ولن اعيد كلامي لم يعد لك مكان هنا التي كانت سببا بوجودك هنا وسببا في تحملي لوجهك العابس بحح ذهبت مع الريح الآن لا يوجد غير احمد وليس امامك سوى الخضوع لامري وكما ابغي واهوى.
ريحان:لقد ماتت بسببك بسبب اهمالك وسوء معاملتك واعمالك الدنيئة.
أحمد:اسمعي يا انت لقد وجدت لك عملا غير عمل المشغل ذاك الذي لا يكفي راتبه لاكلنا.
ريحان:اي عمل منذ متى أصبحت تهتم لامري وتبحث لي عن عمل؟
احمد:عمل سيكسبك الكثير ودون تعب ستذهبين شئت ام ابيت علي دين وبعملك هذا سادفع ديني ستعملين بكازينو للقمار ولقد اتفقت مع المسؤولين عن العمل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي